الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وقال موسى يا فرعون الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد ، أنه كان يقرأ " حقيق علي أن لا أقول " [ ص: 493 ] وأخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : فألقى عصاه قال : ذكر لنا أن تلك العصا عصا آدم ، أعطاه إياها ملك حين توجه إلى مدين فكانت تضيء له بالليل ، ويضرب بها الأرض بالنهار ، فيخرج له رزقه ، ويهش بها على غنمه ، قال الله عز وجل : فإذا هي ثعبان مبين قال : حية تكاد تساوره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن المنهال قال : ارتفعت الحية في السماء ميلا ، فأقبلت إلى فرعون ، فجعلت تقول : يا موسى ، مرني بما شئت ، وجعل فرعون يقول : يا موسى ، أسألك بالذي أرسلك ، قال : وأخذه بطنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من صوف ما تجاوز مرفقه ، فاستؤذن على فرعون فقال : أدخلوه ، فدخل فقال : إن إلهي أرسلني إليك ، فقال للقوم حوله : ما علمت لكم من إله غيري ، خذوه . قال : إني قد جئتك بآية . قال : فائت بها إن كنت من الصادقين . فألقى عصاه فصارت ثعبانا ما بين لحييه ما بين السقف إلى الأرض ، وأدخل يده في جيبه ، فأخرجها مثل البرق تلتمع الأبصار ، فخروا على وجوههم ، وأخذ موسى عصاه ، ثم خرج ، ليس أحد من الناس إلا يفر منه . فلما أفاق وذهب عن فرعون الروع قال : للملأ حوله : ماذا تأمرون؟ قالوا : أرجئه وأخاه ، لا تأتنا به ولا يقربنا ، وأرسل في المدائن حاشرين . وكانت السحرة [ ص: 494 ] يخشون من فرعون فلما أرسل إليهم قالوا : قد احتاج إليكم إلهكم قال : إن هذا فعل كذا وكذا ، قالوا : إن هذا ساحر يسحر أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال : ساحر يسحر الناس ، ولا يسحر الساحر الساحر قال : نعم ، وإنكم إذن لمن المقربين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحكم قال : كانت عصا موسى من عوسج ولم يسخر العوسج لأحد بعده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : عصا موسى اسمها ماشا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مسلم قال : عصا موسى هي الدابة . يعني دابة الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، من طرق ، عن ابن عباس في قوله : فإذا هي ثعبان مبين قال : الحية الذكر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ [ ص: 495 ] من طريق معمر ، عن قتادة في قوله : فإذا هي ثعبان مبين قال : تحولت حية عظيمة ، قال معمر قال غيره : مثل المدينة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الكلبي قال : حية صفراء ذكر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن وهب بن منبه قال : كان بين لحيي الثعبان الذي من عصا موسى اثنا عشر ذراعا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن فرقد السبخي قال : كان فرعون إذا كانت له حاجة ذهبت به السحرة مسيرة خمسين فرسخا ، [170و] فإذا قضى حاجته جاءوا به ، حتى كان يوم عصا موسى ، فإنها فتحت فاها فكان ما بين لحييها أربعين ذراعا ، فأحدث يومئذ أربعين مرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : فإذا هي ثعبان مبين قال : الذكر من الحيات ، فاتحة فمها ، واضعة لحيها الأسفل في الأرض ، والأعلى على سور القصر ، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه ، فلما رآها ذعر منها ، ووثب فأحدث، ولم يكن يحدث قبل ذلك ، وصاح : يا موسى ، خذها وأنا أومن بك ، وأرسل معك بني إسرائيل ، فأخذها موسى فصارت عصا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 496 ] وأخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد : ونزع يده قال : الكف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : يريد أن يخرجكم قال : يستخرجكم من أرضكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : أرجه قال : أخره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة قالوا : أرجه وأخاه قال : احبسه وأخاه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ من طرق ، عن ابن عباس في قوله : وأرسل في المدائن حاشرين قال : الشرط .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية