باب قوله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وقرأ عمر فامضوا إلى ذكر الله
4615 حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني عن سليمان بن بلال ثور عن أبي الغيث عن رضي الله عنه قال أبي هريرة وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال قلت من هم يا رسول الله فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء حدثنا كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا أخبرني عبد العزيز ثور عن أبي الغيث عن عن النبي صلى الله عليه وسلم لناله رجال من هؤلاء أبي هريرة
التالي
السابق
قوله : ( سورة الجمعة - بسم الله الرحمن الرحيم ) سقطت سورة والبسملة لغير أبي ذر ، وتقدم ضبطه في كتاب الصلاة .
[ ص: 510 ] قوله : باب قوله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم أي لم يلحقوا بهم ، ويجوز في آخرين أن يكون منصوبا عطفا على الضمير المنصوب في يعلمهم ، وأن يكون مجرورا عطفا على الأميين .
قوله : ( وقرأ عمر : فامضوا إلى ذكر الله ) ثبت هذا هنا في رواية الكشميهني وحده ، وروى الطبري عن عبد الحميد بن بيان عن سفيان عن الزهري عن عن أبيه قال : " ما سمعت سالم بن عبد الله عمر يقرؤها قط : فامضوا " ومن طريق مغيرة عن إبراهيم قال : " قيل لعمر إن أبي بن كعب يقرؤها فاسعوا ، قال : أما أنه أعلمنا وأقرؤنا للمنسوخ ، وإنما هي فامضوا " وأخرجه فبين الواسطة بين سعيد بن منصور إبراهيم وعمر وأنه خرشة بن الحر فصح الإسناد . وأخرجا أيضا من طريق إبراهيم عن أنه كان يقرؤها " فامضوا " ويقول : لو كان " فاسعوا " لسعيت حتى يسقط ردائي . وأخرجه عبد الله بن مسعود ورجاله ثقات ، إلا أنه منقطع . الطبراني أيضا من طريق وللطبراني قتادة قال : هي في حرف ابن مسعود " فامضوا " قال : وهي كقوله : إن سعيكم لشتى . وقال أبو عبيدة : معنى فاسعوا أجيبوا وليس من العدو .
قوله : ( حدثنا عبد العزيز ) كذا لهم غير منسوب ، قال الجياني : وكلام الكلاباذي يقتضي أنه ، قال : والذي عندي أنه ابن أبي حازم سلمة بن دينار الدراوردي لأن مسلما أخرجه عن قتيبة عن الدراوردي عن ثور .
قلت : وأخرجه الترمذي أيضا عن والنسائي قتيبة ، وأورده الإسماعيلي وأبو نعيم في مستخرجيهما من طريق قتيبة ، وجزم أبو مسعود أن أخرجه " عن البخاري عبد الله بن عبد الوهاب أنبأنا عبد العزيز الدراوردي " كذا فيه ، وتبعه المزي ، وظاهره أن نسبه ولم أر ذلك في شيء من نسخ الصحيح ، ولم أقف على رواية البخاري عبد العزيز بن أبي حازم لهذا الحديث في شيء من المسانيد ، ولكن يؤيده أن لم يخرج البخاري للدراوردي إلا متابعة أو مقرونا ، وهو هنا كذلك فإنه صدره برواية ثم تلاه برواية سليمان بن بلال عبد العزيز .
قوله : ( عن ) هو ابن يزيد المدني ، ثور وأبو الغيث بالمعجمة والمثلثة اسمه سالم .
قوله : ( فأنزلت عليه سورة الجمعة وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) كأنه يريد أنزلت عليه هذه الآية من سورة الجمعة ، وإلا فقد نزل منها قبل إسلام الأمر بالسعي ، ووقع في رواية أبي هريرة الدراوردي عن ثور عند مسلم " نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ وآخرين منهم " .
قوله : ( قال : قلت من هم يا رسول الله ) في رواية السرخسي " قالوا من هم يا رسول الله " وفي رواية " فقال له رجل " وفي رواية الإسماعيلي الدراوردي " قيل من هم " وفي رواية عبد الله بن جعفر عن ثور عند الترمذي " فقال رجل : " ولم أقف على اسم السائل . يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا
[ ص: 511 ] قوله : ( فلم يراجعوه ) كذا في نسختي من طريق أبي ذر ، وفي غيرها " فلم يراجعه " وهو الصواب ، أي لم يراجع النبي - صلى الله عليه وسلم - السائل ، أي لم يعد عليه جوابه حتى سأله ثلاث مرات . ووقع ذلك صريحا في رواية الدراوردي قال : " " وفي رواية فلم يراجعه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سأل مرتين أو ثلاثا ابن وهب عن " حتى سأله ثلاث مرات " بالجزم ، وكذا في رواية سليمان بن بلال عبد الله بن جعفر .
قوله : ( وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان ) في رواية العلاء عن أبيه عن " يده على فخذ أبي هريرة سلمان " .
قوله : ( لو كان الإيمان عند الثريا ) هي نجم معروف تقدم ذكره في تفسير سورة النجم .
قوله ( لناله رجال - أو رجل - من هؤلاء ) هذا الشك من . بدليل الرواية التي أوردها بعده من غير شك مقتصرا على قوله " رجال من هؤلاء " وهي عند سليمان بن بلال مسلم كذلك ، وقد أخرجه والنسائي من رواية الإسماعيلي ابن وهب عن سليمان بلفظ " لناله رجال من هؤلاء " أيضا بغير شك . وعبد العزيز المذكور هو الدراوردي كما جزم به أبو نعيم والجياني ثم المزي ، وقد أخرجه مسلم عن قتيبة عن الدراوردي ، وجزم الكلاباذي بأنه ابن أبي حازم ، والأول أولى فإن الحديث مشهور عن الدراوردي ، ولم أر في شيء من المسانيد من حديث أبي حازم ، قد أخرج له والدراوردي في المتابعات غير هذا . البخاري
قوله : ( من أبناء فارس ) قيل إنهم من ولد هدرام بن أرفخشذ بن سام بن نوح وأنه ولد بضعة عشر رجلا كلهم كان فارسا شجاعا فسموا الفرس للفروسية ، وقيل في نسبهم أقوال أخرى . وقال صاعد في الطبقات كان أولهم على دين نوح ، ثم دخلوا في دين الصابئة في زمن طمهورث فداموا على ذلك أكثر من ألفي سنة ، ثم تمجسوا على يد زرادشت . وقد أطنب أبو نعيم في أول " تاريخ أصبهان " في تخريج طرق هذا الحديث ، أعني حديث " لو كان الدين عند الثريا " ووقع في بعض طرقه عند أحمد بلفظ " لو كان العلم عند الثريا " وفي بعض طرقه عند أبي نعيم عن أن ذلك عند نزول قوله تعالى أبي هريرة وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ويحتمل أن يكون ذلك صدر عند نزول كل من الآيتين . وقد أخرج مسلم الحديث مجردا عن السبب من رواية يزيد بن الأصم عن رفعه " أبي هريرة " ، وأخرجه لو كان الدين عند الثريا لذهب رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه أبو نعيم من طريق سليمان التيمي حدثني شيخ من أهل الشام عن نحوه وزاد في آخره " برقة قلوبهم " ، وأخرجه أيضا من وجه آخر عن أبي هريرة التيمي عن أبي عثمان عن سلمان الفارسي بالزيادة ، ومن طريق أخرى من هذا الوجه فزاد فيه " " قال يتبعون سنتي ، ويكثرون الصلاة علي القرطبي : وقع ما قاله - صلى الله عليه وسلم - عيانا ، فإنه وجد منهم من اشتهر ذكره من حفاظ الآثار والعناية بها ما لم يشاركهم فيه كثير من أحد غيرهم . واختلف أهل النسب في أصل فارس فقيل إنهم ينتهي نسبهم إلى جيومرت وهو آدم ، وقيل إنه من ولد يافث بن نوح ، وقيل من ذرية لاوي بن سام بن نوح ، وقيل هو فارس بن ياسور بن سام ، وقيل هو من ولد هدرام بن أرفخشذ بن سام ، وقيل إنهم من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، والأول أشهر الأقوال عندهم ، والذي يليه أرجحها عند غيرهم .
[ ص: 510 ] قوله : باب قوله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم أي لم يلحقوا بهم ، ويجوز في آخرين أن يكون منصوبا عطفا على الضمير المنصوب في يعلمهم ، وأن يكون مجرورا عطفا على الأميين .
قوله : ( وقرأ عمر : فامضوا إلى ذكر الله ) ثبت هذا هنا في رواية الكشميهني وحده ، وروى الطبري عن عبد الحميد بن بيان عن سفيان عن الزهري عن عن أبيه قال : " ما سمعت سالم بن عبد الله عمر يقرؤها قط : فامضوا " ومن طريق مغيرة عن إبراهيم قال : " قيل لعمر إن أبي بن كعب يقرؤها فاسعوا ، قال : أما أنه أعلمنا وأقرؤنا للمنسوخ ، وإنما هي فامضوا " وأخرجه فبين الواسطة بين سعيد بن منصور إبراهيم وعمر وأنه خرشة بن الحر فصح الإسناد . وأخرجا أيضا من طريق إبراهيم عن أنه كان يقرؤها " فامضوا " ويقول : لو كان " فاسعوا " لسعيت حتى يسقط ردائي . وأخرجه عبد الله بن مسعود ورجاله ثقات ، إلا أنه منقطع . الطبراني أيضا من طريق وللطبراني قتادة قال : هي في حرف ابن مسعود " فامضوا " قال : وهي كقوله : إن سعيكم لشتى . وقال أبو عبيدة : معنى فاسعوا أجيبوا وليس من العدو .
قوله : ( حدثنا عبد العزيز ) كذا لهم غير منسوب ، قال الجياني : وكلام الكلاباذي يقتضي أنه ، قال : والذي عندي أنه ابن أبي حازم سلمة بن دينار الدراوردي لأن مسلما أخرجه عن قتيبة عن الدراوردي عن ثور .
قلت : وأخرجه الترمذي أيضا عن والنسائي قتيبة ، وأورده الإسماعيلي وأبو نعيم في مستخرجيهما من طريق قتيبة ، وجزم أبو مسعود أن أخرجه " عن البخاري عبد الله بن عبد الوهاب أنبأنا عبد العزيز الدراوردي " كذا فيه ، وتبعه المزي ، وظاهره أن نسبه ولم أر ذلك في شيء من نسخ الصحيح ، ولم أقف على رواية البخاري عبد العزيز بن أبي حازم لهذا الحديث في شيء من المسانيد ، ولكن يؤيده أن لم يخرج البخاري للدراوردي إلا متابعة أو مقرونا ، وهو هنا كذلك فإنه صدره برواية ثم تلاه برواية سليمان بن بلال عبد العزيز .
قوله : ( عن ) هو ابن يزيد المدني ، ثور وأبو الغيث بالمعجمة والمثلثة اسمه سالم .
قوله : ( فأنزلت عليه سورة الجمعة وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) كأنه يريد أنزلت عليه هذه الآية من سورة الجمعة ، وإلا فقد نزل منها قبل إسلام الأمر بالسعي ، ووقع في رواية أبي هريرة الدراوردي عن ثور عند مسلم " نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ وآخرين منهم " .
قوله : ( قال : قلت من هم يا رسول الله ) في رواية السرخسي " قالوا من هم يا رسول الله " وفي رواية " فقال له رجل " وفي رواية الإسماعيلي الدراوردي " قيل من هم " وفي رواية عبد الله بن جعفر عن ثور عند الترمذي " فقال رجل : " ولم أقف على اسم السائل . يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا
[ ص: 511 ] قوله : ( فلم يراجعوه ) كذا في نسختي من طريق أبي ذر ، وفي غيرها " فلم يراجعه " وهو الصواب ، أي لم يراجع النبي - صلى الله عليه وسلم - السائل ، أي لم يعد عليه جوابه حتى سأله ثلاث مرات . ووقع ذلك صريحا في رواية الدراوردي قال : " " وفي رواية فلم يراجعه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سأل مرتين أو ثلاثا ابن وهب عن " حتى سأله ثلاث مرات " بالجزم ، وكذا في رواية سليمان بن بلال عبد الله بن جعفر .
قوله : ( وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان ) في رواية العلاء عن أبيه عن " يده على فخذ أبي هريرة سلمان " .
قوله : ( لو كان الإيمان عند الثريا ) هي نجم معروف تقدم ذكره في تفسير سورة النجم .
قوله ( لناله رجال - أو رجل - من هؤلاء ) هذا الشك من . بدليل الرواية التي أوردها بعده من غير شك مقتصرا على قوله " رجال من هؤلاء " وهي عند سليمان بن بلال مسلم كذلك ، وقد أخرجه والنسائي من رواية الإسماعيلي ابن وهب عن سليمان بلفظ " لناله رجال من هؤلاء " أيضا بغير شك . وعبد العزيز المذكور هو الدراوردي كما جزم به أبو نعيم والجياني ثم المزي ، وقد أخرجه مسلم عن قتيبة عن الدراوردي ، وجزم الكلاباذي بأنه ابن أبي حازم ، والأول أولى فإن الحديث مشهور عن الدراوردي ، ولم أر في شيء من المسانيد من حديث أبي حازم ، قد أخرج له والدراوردي في المتابعات غير هذا . البخاري
قوله : ( من أبناء فارس ) قيل إنهم من ولد هدرام بن أرفخشذ بن سام بن نوح وأنه ولد بضعة عشر رجلا كلهم كان فارسا شجاعا فسموا الفرس للفروسية ، وقيل في نسبهم أقوال أخرى . وقال صاعد في الطبقات كان أولهم على دين نوح ، ثم دخلوا في دين الصابئة في زمن طمهورث فداموا على ذلك أكثر من ألفي سنة ، ثم تمجسوا على يد زرادشت . وقد أطنب أبو نعيم في أول " تاريخ أصبهان " في تخريج طرق هذا الحديث ، أعني حديث " لو كان الدين عند الثريا " ووقع في بعض طرقه عند أحمد بلفظ " لو كان العلم عند الثريا " وفي بعض طرقه عند أبي نعيم عن أن ذلك عند نزول قوله تعالى أبي هريرة وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ويحتمل أن يكون ذلك صدر عند نزول كل من الآيتين . وقد أخرج مسلم الحديث مجردا عن السبب من رواية يزيد بن الأصم عن رفعه " أبي هريرة " ، وأخرجه لو كان الدين عند الثريا لذهب رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه أبو نعيم من طريق سليمان التيمي حدثني شيخ من أهل الشام عن نحوه وزاد في آخره " برقة قلوبهم " ، وأخرجه أيضا من وجه آخر عن أبي هريرة التيمي عن أبي عثمان عن سلمان الفارسي بالزيادة ، ومن طريق أخرى من هذا الوجه فزاد فيه " " قال يتبعون سنتي ، ويكثرون الصلاة علي القرطبي : وقع ما قاله - صلى الله عليه وسلم - عيانا ، فإنه وجد منهم من اشتهر ذكره من حفاظ الآثار والعناية بها ما لم يشاركهم فيه كثير من أحد غيرهم . واختلف أهل النسب في أصل فارس فقيل إنهم ينتهي نسبهم إلى جيومرت وهو آدم ، وقيل إنه من ولد يافث بن نوح ، وقيل من ذرية لاوي بن سام بن نوح ، وقيل هو فارس بن ياسور بن سام ، وقيل هو من ولد هدرام بن أرفخشذ بن سام ، وقيل إنهم من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، والأول أشهر الأقوال عندهم ، والذي يليه أرجحها عند غيرهم .