الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وخز

                                                          وخز : الوخز : الشيء القليل من الخضرة في العذق والشيب في الرأس ، وقد وخزه وخزا . وقيل : كل قليل وخز ; قال أبو كاهل اليشكري يشبه ناقته بالعقاب :


                                                          لها أشارير من لحم تتمره من الثعالي ووخز من أرانيها

                                                          الوخز : شيء منه ليس بالكثير . قال اللحياني : الوخز الخطيئة بعد الخطيئة ، قال أبو منصور : ومعنى الخطيئة القليل بين ظهراني الكثير ; وقال ثعلب : هو الشيء بعد الشيء ، قال : وقالوا هذه أرض بني تميم وفيها وخز من بني عامر أي قليل ; وأنشد :


                                                          سوى أن وخزا من كلاب بن     مرة تنزوا إلينا من نقيعة جابر



                                                          ووخزه بالرمح والخنجر يخزه وخزا : طعنه طعنا غير نافذ ، وقيل : هو الطعن النافذ في جنب المطعون . وفي الحديث : فإنه وخز إخوانكم من الجن ، الوخز طعن ليس بنافذ . وفي حديث عمرو بن العاص ، وذكر الطاعون فقال : إنما هو وخز من الشيطان ، وفي رواية : رجز . أبو عدنان : الطعن الوخز التبزيغ ; قال : التبزيغ والتغزيب ، واحد غزب وبزغ . يقال : بزغ البيطار الحافر إذا عمد إلى أشاعره بمبضع فوخزه به وخزا خفيفا لا يبلغ العصب فيكون دواء له ; ومنه قول الطرماح :


                                                          كبزغ البيطر الثقف رهص الكوادن

                                                          وأما فصد عرق الدابة وإخراج الدم منه فيقال له التوديج ; يقال : ودج فرسك وودج حمارك . قال خالد بن جنبة : وخز في سنامها بمبضعه ; قال : والوخز كالنخس يكون من الطعن الخفيف الضعيف ; وقول الشاعر :


                                                          قد أعجل القوم     عن حاجاتهم سفر
                                                          من وخز جن     بأرض الروم مذكور



                                                          يعني بالوخز الطاعون هاهنا . ويقال : إني لأجد في يدي وخزا أي وجعا ; عن ابن الأعرابي . ووخزه الشيب أي خالطه . ويقال : وخزه القتير وخزا ولهزه لهزا بمعنى واحد إذا شمط مواضع من لحيته ; فهو موخوز . قال : وإذا دعي القوم إلى طعام فجاءوا أربعة أربعة قالوا : جاءوا وخزا وخزا ، وإذا جاءوا عصبة قيل : جاءوا أفائج أي فوجا فوجا ; قال سليمان بن المغيرة : قلت للحسن : أرأيت التمر والبسر أنجمع بينهما ؟ قال : لا ، قلت : البسر الذي يكون فيه الوخز ، قال : اقطع ذلك ، الوخز : القليل من الإرطاب : فشبه ما أرطب من البسر في قلته بالوخز .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية