الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 93 ] الحديث الثاني عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950093بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ . قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أمارتها ؟ . قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . [ ص: 94 ] ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لي : " يا عمر ، أتدري من السائل ؟ . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " . رواه مسلم .
هذا الحديث تفرد به مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بإخراجه ، فخرجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16854كهمس عن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ، قال : كان أول من قال في القدر بالبصرة nindex.php?page=showalam&ids=17115معبد الجهني ، فانطلقت أنا nindex.php?page=showalam&ids=15770وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر ، فوفق لنا nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد ، فاكتنفته أنا وصاحبي ، أحدنا عن يمينه ، والآخر عن شماله ، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ، ويتقفرون العلم ، وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر ، وأن الأمر أنف . فقال : إذا لقيت أولئك ، فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم برآء مني ، [ ص: 95 ] والذي يحلف به عبد الله بن عمر ، لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا ، فأنفقه ، ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر . ثم قال : حدثني أبي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث بطوله . ثم خرجه من طرق أخرى ، بعضها يرجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة ، وبعضها يرجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ، وذكر أن في بعض ألفاظها زيادة ونقصا . وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16043سليمان التيمي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ، وقد خرجه مسلم من هذا الطريق ، إلا أنه لم يذكر لفظه ، وفيه زيادات منها : في الإسلام ، قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950094وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة ، وأن تتم الوضوء [ وتصوم رمضان ] " قال : فإذا فعلت ذلك ، فأنا مسلم ؟ قال : نعم . وقال في الإيمان : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950095وتؤمن بالجنة والنار والميزان " ، وقال فيه : فإذا فعلت ذلك ، فأنا مؤمن ؟ قال : " نعم " . وقال في آخره : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950096هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم ، خذوا عنه ، والذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني قبل مرتي هذه ، وما عرفته حتى ولى " . وخرجنا في " الصحيحين " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950097كان النبي صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس ، فأتاه رجل ، فقال : ما الإيمان ؟ فقال : " الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ، وبلقائه ، ورسله ، وتؤمن بالبعث الآخر " . قال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : " الإسلام : أن تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان " [ ص: 96 ] قال : يا رسول الله ، ما الإحسان ؟ قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإنك إن لا تراه ، فإنه يراك " . قال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ " قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك ، عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها ، فذاك من أشراطها ، وإذا رأيت العراة الحفاة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطها ، وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان ، فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ( لقمان : 34 ) . قال : ثم أدبر الرجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بالرجل " ، فأخذوا ليردوه ، فلم يروا شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " . وخرجه مسلم بسياق أتم من هذا ، وفيه في خصال الإيمان : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950098nindex.php?page=treesubj&link=28776وتؤمن [ ص: 97 ] بالقدر كله " nindex.php?page=hadith&LINKID=950099وقال في nindex.php?page=treesubj&link=28855_19798الإحسان : " أن تخشى الله كأنك تراه " . وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في " مسنده " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب أيضا ، عن ابن عامر أو أبي عامر ، أو أبي مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي حديثه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950100ونسمع رجع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى الذي يكلمه ، ولا نسمع كلامه ، وهذا يرده حديث عمر الذي خرجه مسلم وهو أصح . وقد روي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=97وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما . وهو حديث عظيم جدا ، يشتمل على شرح الدين كله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخره : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950101هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " بعد أن شرح درجة الإسلام ، ودرجة الإيمان ، ودرجة الإحسان ، فجعل ذلك كله دينا . واختلفت الرواية في تقديم الإسلام على الإيمان وعكسه ففي حديث [ ص: 98 ] عمر الذي خرجه مسلم أنه بدأ بالسؤال عن الإسلام ، وفي حديث الترمذي وغيره أنه بدأ بالسؤال عن الإيمان ، كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وجاء في بعض روايات حديث عمر أنه سأله عن الإحسان بين الإسلام والإيمان . فأما nindex.php?page=treesubj&link=28632الإسلام ، فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل ، وأول ذلك : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وهو عمل اللسان ، ثم إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا . وهي منقسمة إلى عمل بدني : كالصلاة والصوم ، وإلى عمل مالي : وهو إيتاء الزكاة ، وإلى ما هو مركب منهما ، كالحج بالنسبة إلى البعيد عن مكة . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أضاف إلى ذلك الاعتمار ، والغسل من الجنابة ، وإتمام الوضوء ، وفي هذا تنبيه على أن nindex.php?page=treesubj&link=28632جميع الواجبات الظاهرة داخلة في مسمى الإسلام . وإنما ذكر هاهنا أصول أعمال الإسلام التي ينبني عليها كما سيأتي شرح ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بني الإسلام على خمس في موضعه إن شاء الله تعالى . وقوله في بعض الروايات : nindex.php?page=hadith&LINKID=950102فإذا فعلت ذلك ، فأنا مسلم ؟ قال : " نعم " يدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=28635من كمل الإتيان بمباني الإسلام الخمس ، صار مسلما حقا ، مع أن nindex.php?page=treesubj&link=28635من أقر بالشهادتين ، صار مسلما حكما ، فإذا دخل في الإسلام بذلك ، ألزم بالقيام ببقية خصال الإسلام ، nindex.php?page=treesubj&link=10023ومن ترك الشهادتين ، خرج من الإسلام ، nindex.php?page=treesubj&link=23390_10023وفي خروجه من الإسلام بترك الصلاة خلاف مشهور بين العلماء ، وكذلك في تركه بقية مباني الإسلام الخمس ، كما سنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى [ ص: 99 ] ومما يدل على أن جميع الأعمال الظاهرة تدخل في مسمى الإسلام قول النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950103المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . وفي " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو أن nindex.php?page=hadith&LINKID=950104رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : أن تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف . وفي " صحيح الحاكم " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي قال : إن للإسلام [ ص: 100 ] صوى ومنارا كمنار الطريق من ذلك : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وتسليمك على بني آدم إذا لقيتهم وتسليمك على أهل بيتك إذا دخلت عليهم ، فمن انتقص منهن شيئا ، فهو سهم من الإسلام تركه ، ومن يتركهن ، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره . وخرجه ابن مردويه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : للإسلام ضياء وعلامات كمنار الطريق ، فرأسها وجماعها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وإتمام الوضوء ، والحكم بكتاب الله وسنة نبيه ، وطاعة ولاة الأمر ، وتسليمكم على أنفسكم ، وتسليمكم على أهليكم إذا دخلتم بيوتكم ، وتسليمكم على بني آدم إذا لقيتموهم وفي إسناده ضعف ، ولعله موقوف . وصح من حديث أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16238صلة بن زفر ، عن حذيفة ، قال : nindex.php?page=treesubj&link=28632الإسلام ثمانية أسهم : الإسلام سهم ، والصلاة سهم ، والزكاة سهم ، وحج البيت سهم ، والجهاد سهم ، وصوم رمضان سهم ، والأمر بالمعروف سهم ، والنهي عن المنكر سهم ، وخاب من لا سهم له . وخرجه البزار مرفوعا ، والموقوف أصح . [ ص: 101 ] ورواه بعضهم عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي وغيره ، والموقوف على حذيفة أصح . قاله nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره . وقوله : " الإسلام سهم " يعني الشهادتين ، لأنهما علم الإسلام ، وبهما يصير الإنسان مسلما . وكذلك nindex.php?page=treesubj&link=28632ترك المحرمات داخل في مسمى الإسلام أيضا ، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950035من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى . ويدل على هذا أيضا ما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=143العرباض بن سارية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950107ضرب الله مثلا صراطا مستقيما [ ص: 102 ] وعلى جنبتي الصراط سوران ، فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ، ادخلوا الصراط جميعا ، ولا تعوجوا ، وداع يدعو من جوف الصراط ، فإذا أراد أحد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب ، قال ويحك لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه . والصراط : الإسلام ، والسوران : حدود الله ، والأبواب المفتحة : محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط : كتاب الله والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم زاد الترمذي : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=25والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ( يونس : 25 ) . ففي هذا المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام هو الصراط المستقيم الذي أمر الله تعالى بالاستقامة عليه ، ونهى عن تجاوز حدوده ، وأن من ارتكب شيئا من المحرمات ، فقد تعدى حدوده .
وأما nindex.php?page=treesubj&link=28647الإيمان ، فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالاعتقادات الباطنة ، فقال أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره . وقد ذكر الله في كتابه الإيمان بهذه الأصول الخمسة في مواضع ، كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ( البقرة : 285 ) . وقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين الآية ( البقرة : 277 ) ، وقال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ( البقرة : 3 - 4 ) . nindex.php?page=treesubj&link=28746والإيمان بالرسل يلزم منه الإيمان بجميع ما أخبروا به من الملائكة ، [ ص: 103 ] والأنبياء ، والكتاب والبعث ، والقدر ، وغير ذلك من تفاصيل ما أخبروا به ، من صفات الله وصفات اليوم الآخر كالميزان والصراط ، والجنة ، والنار . وقد أدخل في الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره ، ولأجل هذه الكلمة روى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر هذا الحديث محتجا به على من أنكر القدر ، وزعم أن الأمر أنف : يعني أنه مستأنف لم يسبق به سابق قدر من الله عز وجل ، وقد غلظ nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عليهم وتبرأ منهم ، وأخبر أنه لا تقبل منهم أعمالهم بدون الإيمان بالقدر . nindex.php?page=treesubj&link=28776_28775والإيمان بالقدر على درجتين : إحداهما : الإيمان بأن الله تعالى سبق في علمه ما يعمله العباد من خير ، وشر ، وطاعة ، ومعصية ، قبل خلقهم وإيجادهم ، ومن هو منهم من أهل الجنة ، ومن هو منهم من أهل النار ، وأعد لهم الثواب والعقاب جزاء لأعمالهم قبل خلقهم وتكوينهم ، وأنه كتب ذلك عنده وأحصاه ، وأن أعمال العباد تجري على ما سبق في عمله وكتابه . والدرجة الثانية : أن nindex.php?page=treesubj&link=28785الله خلق أفعال العباد كلها من الكفر ، والإيمان ، والطاعة ، والعصيان ، وشاءها منهم ، فهذه الدرجة يثبتها أهل السنة والجماعة ، وينكرها القدرية ، والدرجة الأولى أثبتها كثير من القدرية ، ونفاها غلاتهم ، كمعبد الجهني ، الذي سئل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن مقالته ، nindex.php?page=showalam&ids=16711وكعمرو بن عبيد وغيره . وقد قال كثير من أئمة السلف : ناظروا القدرية بالعلم ، فإن أقروا به خصموا ، وإن جحدوه فقد كفروا ، يريدون أن nindex.php?page=treesubj&link=28785_10018من أنكر العلم القديم السابق بأفعال العباد ، وأن الله تعالى قسمهم قبل خلقهم إلى شقي وسعيد ، وكتب ذلك عنده في كتاب حفيظ ، فقد كذب بالقرآن ، فيكفر بذلك ، وإن أقروا بذلك ، وأنكروا أن الله خلق أفعال عباده ، وشاءها ، وأرادها منهم إرادة كونية قدرية ، فقد خصموا ، لأن ما أقروا به حجة عليهم فيما أنكروه . وفي تكفير هؤلاء نزاع مشهور بين العلماء . [ ص: 104 ] وأما من nindex.php?page=treesubj&link=10018_28781أنكر العلم القديم ، فنص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأحمد على تكفيره ، وكذلك غيرهما من أئمة الإسلام . فإن قيل : فقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين الإسلام والإيمان ، وجعل الأعمال كلها من الإسلام ، لا من الإيمان ، والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن nindex.php?page=treesubj&link=28647الإيمان : قول وعمل ونية ، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم . وأنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكارا شديدا . وممن أنكر ذلك على قائله ، وجعله قولا محدثا : nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=17188وميمون بن مهران ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب السختياني ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير ، وغيرهم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : هو رأي محدث ، أدركنا الناس على غيره . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : كان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل . وكتب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز إلى أهل الأمصار : أما بعد ، فإن الإيمان فرائض وشرائع [ وحدود ] وسنن ، فمن استكملها ، استكمل الإيمان . ومن لم يستكملها ، لم يستكمل الإيمان ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " . قيل الأمر على ما ذكره ، وقد دل على دخول الأعمال في الإيمان قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=3الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا ( الأنفال : 2 - 4 ) . [ ص: 105 ] وفي " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن nindex.php?page=hadith&LINKID=950108النبي صلى الله عليه وسلم قال : لوفد عبد القيس : آمركم بأربع : الإيمان بالله ، وهل تدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تعطوا من المغنم الخمس . وفي " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950109الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ولفظه لمسلم . وفي " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950110لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن . فلولا أن ترك هذه الكبائر من مسمى الإيمان ، لما انتفى اسم الإيمان عن مرتكب شيء منها ؛ لأن الاسم لا ينتفى إلا بانتفاء بعض أركان المسمى أو واجباته . وأما وجه الجمع بين هذه النصوص وبين حديث سؤال جبريل عليه السلام عن الإسلام والإيمان ، وتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما ، وإدخاله الأعمال في مسمى الإسلام دون الإيمان ، فإنه يتضح بتقرير أصل ، وهو أن من الأسماء ما [ ص: 106 ] يكون شاملا لمسميات متعددة عند إفراده وإطلاقه ، فإذا قرن ذلك الاسم بغيره ، صار دالا على بعض تلك المسميات ، والاسم المقرون به دال على باقيها ، وهذا كاسم الفقير والمسكين ، فإذا أفرد أحدهما ، دخل فيه كل من هو محتاج ، فإذا قرن أحدهما بالآخر ، دل أحد الاسمين على بعض أنواع ذوي الحاجات ، والآخر على باقيها ، فهكذا nindex.php?page=treesubj&link=28649اسم الإسلام والإيمان : إذا أفرد أحدهما ، دخل فيه الآخر ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده ، فإذا قرن بينهما ، دل أحدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده ، ودل الآخر على الباقي . وقد صرح بهذا المعنى جماعة من الأئمة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13783أبو بكر الإسماعيلي في رسالته إلى أهل الجبل : قال كثير من أهل السنة والجماعة : إن nindex.php?page=treesubj&link=28647الإيمان قول وعمل ، nindex.php?page=treesubj&link=28632والإسلام فعل ما فرض على الإنسان أن يفعله إذا ذكر كل اسم على حدته مضموما إلى آخر فقيل : المؤمنون والمسلمون جميعا مفردين ، أريد بأحدهما معنى لم يرد بالآخر ، وإذا ذكر أحد الاسمين ، شمل الكل وعمهم . وقد ذكر هذا المعنى أيضا الخطابي في كتابه " معالم السنن " ، وتبعه عليه جماعة من العلماء من بعده . ويدل على صحة ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر الإيمان عند ذكره مفردا في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام المقرون بالإيمان في حديث جبريل ، وفسر في حديث آخر الإسلام بما فسر به الإيمان ، كما في " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " ، عن [ ص: 107 ] nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950111جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : أن تسلم قلبك لله ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك ، قال : فأي الإسلام أفضل ؟ قال : " الإيمان " قال : وما الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت " ، قال : فأي الإيمان أفضل ؟ قال : " الهجرة " قال : فما الهجرة ؟ قال : " أن تهجر السوء " قال : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : " الجهاد " . فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان أفضل الإسلام ، وأدخل فيه الأعمال . وبهذا التفصيل يظهر تحقيق القول في مسألة nindex.php?page=treesubj&link=28649الإسلام والإيمان : هل هما واحد ، أو مختلفان ؟ . فإن أهل السنة والحديث مختلفون في ذلك ، وصنفوا في ذلك تصانيف متعددة ، فمنهم من يدعي أن جمهور أهل السنة على أنهما شيء واحد : منهم nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، وقد روي هذا القول عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12345أيوب بن سويد الرملي عنه ، وأيوب فيه ضعف . ومنهم من يحكي عن أهل السنة التفريق بينهما ، كأبي بكر بن السمعاني ، وغيره ، وقد نقل هذا التفريق بينهما عن كثير من السلف ، منهم قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=15854وداود بن أبي هند ، nindex.php?page=showalam&ids=11958وأبو جعفر الباقر ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=16349وابن مهدي ، وشريك ، nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة ، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، وغيرهم ، على اختلاف بينهم في صفة التفريق بينهما . وكان الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين يقولان : " مسلم " ويهابان " مؤمن " . وبهذا التفصيل الذي ذكرناه يزول الاختلاف ، فيقال : nindex.php?page=treesubj&link=28649إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر ، فلا فرق بينهما حينئذ ، وإن قرن بين الاسمين كان بينهما فرق . [ ص: 108 ] والتحقيق في الفرق بينهما : أن nindex.php?page=treesubj&link=28647الإيمان هو تصديق القلب ، وإقراره ، ومعرفته ، nindex.php?page=treesubj&link=28632والإسلام : هو استسلام العبد لله ، وخضوعه ، وانقياده له ، وذلك يكون بالعمل ، وهو الدين ، كما سمى الله في كتابه الإسلام دينا ، وفي حديث جبريل سمى النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان والإحسان دينا ، وهذا أيضا مما يدل على أن أحد الاسمين إذا أفرد دخل فيه الآخر ، وإنما يفرق بينهما حيث قرن أحد الاسمين بالآخر . فيكون حينئذ المراد بالإيمان : جنس تصديق القلب ، وبالإسلام جنس العمل . وفي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950112الإسلام علانية ، والإيمان في القلب . وهذا لأن الأعمال تظهر علانية ، والتصديق في القلب لا يظهر . nindex.php?page=hadith&LINKID=950113وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه إذا صلى على الميت : " اللهم من أحييته منا ، فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا ، فتوفه على الإيمان " ، لأن العمل بالجوارح ، إنما يتمكن منه في الحياة ، فأما عند الموت ، فلا يبقى غير التصديق بالقلب . ومن هنا قال المحققون من العلماء : nindex.php?page=treesubj&link=28649كل مؤمن مسلم ، فإن من حقق الإيمان ، ورسخ في قلبه ، قام بأعمال الإسلام ، كما قال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950114ألا وإن في [ ص: 109 ] الجسد مضغة ، إذا صلحت ، صلح الجسد كله ، وإذا فسدت ، فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب فلا يتحقق القلب بالإيمان إلا وتنبعث الجوارح في أعمال الإسلام ، وليس كل مسلم مؤمنا ، فإنه قد يكون الإيمان ضعيفا ، فلا يتحقق القلب به تحققا تاما مع عمل جوارحه بأعمال الإسلام ، فيكون مسلما ، وليس بمؤمن الإيمان التام ، كما قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ( الحجرات : 14 ) ، ولم يكونوا منافقين بالكلية على أصح التفسيرين ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره بل [ ص: 110 ] كان إيمانهم ضعيفا ويدل عليه قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ( الحجرات : 14 ) ، يعني لا ينقصكم من أجورها ، فدل على أن معهم من الإيمان ما يقبل به أعمالهم . وكذلك nindex.php?page=hadith&LINKID=950115قول النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=37لسعد بن أبي وقاص لما قال له : لم تعط فلانا وهو مؤمن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أو مسلم يشير إلى أنه لم يحقق مقام الإيمان ، وإنما [ ص: 111 ] هو في مقام الإسلام الظاهر ، ولا ريب أنه متى ضعف الإيمان الباطن ، لزم منه ضعف أعمال الجوارح الظاهرة أيضا ، لكن اسم الإيمان ينفى عمن ترك شيئا من واجباته ، كما في قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=950116لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن .
وقد اختلف أهل السنة : nindex.php?page=treesubj&link=28649_28648_30487_28650هل يسمى مؤمنا ناقص الإيمان ، أو يقال : ليس بمؤمن ، لكنه مسلم ، على قولين ، وهما روايتان عن أحمد . وأما nindex.php?page=treesubj&link=28632اسم الإسلام ، فلا ينتفي بانتفاء بعض واجباته ، أو انتهاك بعض محرماته ، وإنما ينفى بالإتيان بما ينافيه بالكلية ، ولا يعرف في شيء من السنة الصحيحة نفي الإسلام عمن ترك شيئا من واجباته ، كما nindex.php?page=treesubj&link=28652ينفى الإيمان عمن ترك شيئا من واجباته ، وإن كان قد ورد إطلاق الكفر على فعل بعض المحرمات ، وإطلاق النفاق أيضا . واختلف العلماء : nindex.php?page=treesubj&link=28652هل يسمى مرتكب الكبائر كافرا كفرا أصغر أو منافقا النفاق الأصغر ، ولا أعلم أن أحدا منهم أجاز إطلاق نفي اسم الإسلام عنه ، إلا أنه روي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال : ما تارك الزكاة بمسلم . ويحتمل أنه كان يراه كافرا بذلك ، خارجا من الإسلام . وكذلك روي عن عمر فيمن nindex.php?page=treesubj&link=3273تمكن من الحج ، ولم يحج أنهم ليسوا بمسلمين ، والظاهر أنه كان يعتقد كفرهم ، ولهذا أراد أن يضرب عليهم الجزية [ ص: 112 ] يقول : لم يدخلوا في الإسلام بعد ، فهم مستمرون على كتابيتهم . وإذا تبين أن اسم الإسلام لا ينتفي إلا بوجود ما ينافيه ، ويخرج عن الملة بالكلية ، فاسم الإسلام إذا أطلق أو اقترن به المدح ، دخل فيه الإيمان كله من التصديق وغيره ، كما سبق في حديث nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث عقبة بن مالك : nindex.php?page=hadith&LINKID=950117أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية ، فغارت على قوم ، فقال رجل منهم إني مسلم ، فقتله رجل من السرية فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال فيه قولا شديدا ، فقال الرجل : إنما قالها تعوذا من القتل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله أبى علي أن أقتل مؤمنا ثلاث مرات . [ ص: 113 ] فلولا أن nindex.php?page=treesubj&link=28632_28649الإسلام المطلق يدخل فيه الإيمان والتصديق بالأصول الخمسة ، لم يصر من قال : أنا مسلم مؤمنا بمجرد هذا القول ، وقد أخبر الله تعالى عن ملكة سبأ أنها دخلت في الإسلام بهذه الكلمة : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=44قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل : 44 ) ، وأخبر ، عن يوسف عليه السلام أنه دعا بالموت على الإسلام . وهذا كله يدل على أن الإسلام المطلق يدخل فيه ما يدخل في الإيمان من التصديق . وفي " سنن nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه " nindex.php?page=hadith&LINKID=950118عن nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم ؛ قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عدي ، أسلم تسلم ، قلت : وما الإسلام ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أني رسول الله ، وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها ، وحلوها ومرها فهذا نص في أن nindex.php?page=treesubj&link=28632_28776الإيمان بالقدر من الإسلام . ثم إن الشهادتين من خصال الإسلام بغير نزاع ، وليس المراد الإتيان بلفظهما دون التصديق بهما ، فعلم أن التصديق بهما داخل في الإسلام ، وقد فسر الإسلام المذكور في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إن الدين عند الله الإسلام ( آل عمران : 19 ) بالتوحيد والتصديق طائفة من السلف ، منهم محمد بن جعفر بن الزبير . وأما nindex.php?page=treesubj&link=28649إذا نفي الإيمان عن أحد ، وأثبت له الإسلام ، كالأعراب الذين أخبر الله عنهم ، فإنه ينتفي عنهم رسوخ الإيمان في القلب ، وتثبت لهم المشاركة في أعمال الإسلام الظاهرة مع نوع إيمان يصحح لهم العمل ، إذ لولا هذا القدر من الإيمان ، لم يكونوا مسلمين ، وإنما نفي عنهم الإيمان ، لانتفاء ذوق حقائقه ، ونقص بعض واجباته ، وهذا مبني على أن nindex.php?page=treesubj&link=30483التصديق القائم بالقلوب متفاضل [ ص: 114 ] وهذا هو الصحيح ، وهو أصح الروايتين عن أحمد ، فإن إيمان الصديقين الذين يتجلى الغيب لقلوبهم حتى يصير كأنه شهادة ، بحيث لا يقبل التشكيك ولا الارتياب ، ليس كإيمان غيرهم ممن لم يبلغ هذه الدرجة بحيث لو شكك لدخله الشك . ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة الإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه ، وهذا لا يحصل لعموم المؤمنين ، ومن هنا قال بعضهم : ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ، ولكن بشيء وقر في صدره . وسئل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : هل كانت الصحابة يضحكون ؟ فقال : نعم والإيمان في قلوبهم أمثال الجبال . فأين هذا ممن الإيمان في قلبه ما يزن ذرة أو شعيرة ؟ ! كالذين يخرجون من أهل التوحيد من النار ، فهؤلاء يصح أن يقال : لم يدخل الإيمان في قلوبهم لضعفه عندهم . وهذه المسائل - أعني مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق - مسائل عظيمة جدا ، فإن الله علق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة ، واستحقاق الجنة والنار ، والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة ، وهو خلاف الخوارج للصحابة ، حيث أخرجوا عصاة الموحدين من الإسلام بالكلية ، وأدخلوهم في دائرة الكفر ، وعاملوهم معاملة الكفار ، واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأموالهم ، ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين ، ثم حدث خلاف المرجئة ، وقولهم : إن الفاسق مؤمن كامل الإيمان [ ص: 115 ] وقد صنف العلماء قديما وحديثا في هذه المسائل تصانيف متعددة ، وممن صنف في الإيمان من أئمة السلف : nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبو عبيد القاسم بن سلام ، nindex.php?page=showalam&ids=12508وأبو بكر بن أبي شيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=16899ومحمد بن أسلم الطوسي . وكثرت فيه التصانيف بعدهم [ ص: 116 ] من جميع الطوائف ، وقد ذكرنا هاهنا نكتة جامعة لأصول كثيرة من هذه المسائل والاختلاف فيها ، وفيه - إن شاء الله - كفاية . فصل قد تقدم أن nindex.php?page=treesubj&link=28632_28647الأعمال تدخل في مسمى الإسلام ومسمى الإيمان أيضا ، وذكرنا ما يدخل في ذلك من أعمال الجوارح الظاهرة ، ويدخل في مسماها أيضا أعمال الجوارح الباطنة . nindex.php?page=treesubj&link=28632فيدخل في أعمال الإسلام إخلاص الدين لله ، والنصح له ولعباده ، وسلامة القلب لهم من الغش والحسد والحقد ، وتوابع ذلك من أنواع الأذى . nindex.php?page=treesubj&link=28647ويدخل في مسمى الإيمان وجل القلوب من ذكر الله ، وخشوعها عند سماع ذكره وكتابه ، وزيادة الإيمان بذلك ، وتحقيق التوكل على الله ، وخوف الله سرا وعلانية ، والرضا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ، واختيار تلف النفوس بأعظم أنواع الآلام على الكفر ، واستشعار قرب الله من العبد ، ودوام استحضاره ، nindex.php?page=treesubj&link=28750_28683وإيثار محبة الله ورسوله على محبة ما سواهما ، nindex.php?page=treesubj&link=18270_28683والحب في الله والبغض فيه ، والعطاء ، له والمنع له ، وأن يكون جميع الحركات والسكنات له ، وسماحة النفوس بالطاعة المالية والبدنية ، والاستبشار بعمل الحسنات ، والفرح بها ، والمساءة بعمل السيئات والحزن عليها ، وإيثار المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أنفسهم وأموالهم ، nindex.php?page=treesubj&link=19527وكثرة الحياء ، nindex.php?page=treesubj&link=19509وحسن الخلق ، nindex.php?page=treesubj&link=18066ومحبة ما يحبه لنفسه لإخوانه المؤمنين ، nindex.php?page=treesubj&link=18092ومواساة المؤمنين ، خصوصا الجيران ، ومعاضدة المؤمنين ، ومناصرتهم ، والحزن بما يحزنهم . ولنذكر بعض النصوص الواردة بذلك : فأما ما ورد في دخوله في اسم الإسلام ، ففي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " [ ص: 117 ] و " nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " ، nindex.php?page=hadith&LINKID=950119عن معاوية بن حيدة ، قال : قلت : يا رسول الله ، بالذي بعثك بالحق ، ما الذي بعثك الله به ؟ قال : الإسلام قلت : وما الإسلام ؟ قال : أن تسلم قلبك لله ، وأن توجه وجهك إلى الله ، وتصلي الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وفي رواية له : قلت : وما آية الإسلام ؟ فقال : أن تقول أسلمت وجهي لله ، وتخليت ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وكل المسلم على المسلم حرام . وفي السنن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=950120أنه قال : في خطبته بالخيف من منى : ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمور ، ولزوم جماعة المسلمين ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، فأخبر أن هذه الثلاث الخصال تنفي الغل ، عن قلب المسلم . وفي " الصحيحين " ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=950121سئل : nindex.php?page=treesubj&link=18070أي المسلمين أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده . [ ص: 118 ] وفي " صحيح مسلم " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال nindex.php?page=hadith&LINKID=950122المسلم أخو المسلم ، فلا يظلمه ، ولا يخذله ولا يحقره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه ، وماله ، وعرضه . وأما ما ورد في دخوله في اسم الإيمان ، فمثل قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=3الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا ( الأنفال : 2 - 3 ) وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=16ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ( الحديد : 16 ) . وقوله nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122وعلى الله فليتوكل المؤمنون ، وقوله nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ( المائدة : 23 ) ، وقوله nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175وخافون إن كنتم مؤمنين ( آل عمران : 175 ) . وفي " صحيح مسلم " عن nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950123ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا . nindex.php?page=treesubj&link=19635_28657والرضا بربوبية الله تتضمن الرضا بعبادته وحده لا شريك له ، وبالرضا بتدبيره للعبد واختياره له . والرضا بالإسلام دينا يتضمن اختياره على سائر الأديان . nindex.php?page=treesubj&link=19637والرضا بمحمد رسولا يتضمن الرضا بجميع ما جاء به من عند الله ، وقبول ذلك بالتسليم والانشراح كما قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى [ ص: 119 ] يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ( النساء : 65 ) . وفي " الصحيحين " عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950124ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار . وفي رواية : وجد بهن حلاوة طعم الإيمان . وفي بعض الروايات طعم الإيمان وحلاوته . وفي " الصحيحين " عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950125لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ، ووالده والناس أجمعين ، وفي رواية من أهله وماله ، والناس أجمعين . وفي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " nindex.php?page=hadith&LINKID=950126عن أبي رزين العقيلي قال : قلت يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ، وأن تحترق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله ، وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله ، فإذا كنت كذلك ، فقد دخل حب الإيمان في قلبك ، كما دخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ . قلت : يا رسول الله ، كيف لي بأن أعلم أني مؤمن ؟ قال : [ ص: 120 ] ما من أمتي - أو هذه الأمة - عبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة ، وأن الله عز وجل مجازيه بها خيرا ، ولا يعمل سيئة فيعلم أنها سيئة ، ويستغفر الله منها ، ويعلم أنه لا يغفرها إلا هو ، إلا وهو مؤمن . وفي " المسند " وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950127من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن . وفي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد " عن رجل سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صريح الإيمان إذا أسأت ، أو ظلمت أحدا : عبدك أو أمتك ، أو أحدا من الناس ، صمت أو تصدقت ، وإذا أحسنت استبشرت . وفي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950128nindex.php?page=treesubj&link=30483المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء : الذين آمنوا بالله ورسوله ، ثم لم يرتابوا ، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، ثم الذي إذا أشرف على طمع ، تركه لله عز وجل [ ص: 121 ] وفيه أيضا nindex.php?page=hadith&LINKID=950129عن nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة ، قال : قلت : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : طيب الكلام ، وإطعام الطعام . فقلت : ما الإيمان ؟ قال : الصبر والسماحة . قلت : أي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده . قلت : أي الإيمان أفضل ؟ قال : خلق حسن . وقد فسر nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري الصبر والسماحة ، فقال هو الصبر عن محارم الله ، والسماحة بأداء فرائض الله عز وجل . وفي " الترمذي وغيره " عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950130أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخرجه أبو داود وغيره من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وخرجه البزار في " مسنده " من حديث عبد الله بن معاوية الغاضري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950131ثلاث من فعلهن ، فقد طعم طعم الإيمان : من عبد الله وحده بأنه لا إله إلا هو ، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام ، وذكر الحديث ، وفي آخره : فقال رجل : وما تزكية المرء نفسه يا رسول الله ؟ قال : أن يعلم أن [ ص: 122 ] الله معه حيث كان وخرج أبو داود أول الحديث دون آخره . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950133إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت . وفي " الصحيحين " عن عبد الله بن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950134الحياء من الإيمان . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=143العرباض بن سارية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950135إنما المؤمن كالجمل الأنف ، حيثما قيد انقاد . وقال الله عز وجل nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ( الحجرات : 10 ) . وفي " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950136مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر . وفي رواية لمسلم : المؤمنون كرجل [ ص: 123 ] واحد . وفي رواية أيضا : المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه ، اشتكى كله ، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله . وفي " الصحيحين " عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950137المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه . وفي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950138المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس . وفي " سنن أبي داود " عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950139المؤمن مرآة المؤمن ، المؤمن أخو المؤمن ، يكف عنه ضيعته ، ويحوطه من ورائه . وفي " الصحيحين " عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950140لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " عن أبي شريح الكعبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950141والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، قالوا : من ذاك يا رسول الله ؟ ! قال : [ ص: 124 ] من لا يأمن جاره بوائقه . وخرج " الحاكم " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950142ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث سهل بن معاذ الجهني ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950143من أعطى لله ومنع لله ، وأحب لله وأبغض لله ، زاد أحمد : وأنكح لله فقد استكمل إيمانه . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251للإمام أحمد : أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=950144سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، عن nindex.php?page=treesubj&link=29674_18270أفضل الإيمان ، فقال : أن تحب لله وتبغض لله ، وتعمل لسانك في ذكر الله ، فقال وماذا يا رسول الله ؟ قال : أن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وفي رواية له : وأن تقول خيرا أو تصمت . وفي هذا الحديث أن nindex.php?page=treesubj&link=24582كثرة ذكر الله من أفضل الإيمان . وخرج أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=5899عمرو بن الجموح أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=950145لا يستحق العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ، ويبغض لله ، فإذا أحب لله وأبغض لله ، فقد استحق الولاية من الله تعالى . وخرج أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950146إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله ، وتبغض في الله [ ص: 125 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أحب في الله ، وأبغض في الله ، ووال في الله ، وعاد في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبد طعم الإيمان - وإن كثرت صلاته وصومه - حتى يكون كذلك ، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئا . خرجه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري ، nindex.php?page=showalam&ids=17032ومحمد بن نصر المروزي .
فصل وأما الإحسان ، فقد جاء ذكره في القرآن في مواضع ، تارة مقرونا بالإيمان ، وتارة مقرونا بالإسلام ، وتارة مقرونا بالتقوى ، أو بالعمل . فالمقرون بالإيمان كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=93ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ( المائدة : 93 ) . وكقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=30إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ( الكهف : 30 ) . والمقرون بالإسلام : كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=112بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ( البقرة : 112 ) ، وكقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى الآية ( لقمان : 22 ) . والمقرون بالتقوى كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( النحل : 128 ) ، وقد يذكر مفردا كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ( يونس : 26 ) ، وقد ثبت في " صحيح مسلم " عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 126 ] تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله عز وجل في الجنة ، وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان ، لأن nindex.php?page=treesubj&link=19798الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة ، كأنه يراه بقلبه وينظر إليه في حال عبادته ، فكان جزاء ذلك النظر إلى الله عيانا في الآخرة . وعكس هذا ما أخبر الله تعالى به عن جزاء الكفار في الآخرة : nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=15إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ( المطففين : 15 ) ، وجعل ذلك جزاء لحالهم في الدنيا ، وهو تراكم الران على قلوبهم ، حتى حجبت عن معرفته ومراقبته في الدنيا ، فكان جزاؤهم على ذلك أن حجبوا عن رؤيته في الآخرة . فقوله صلى الله عليه وسلم في nindex.php?page=treesubj&link=19798تفسير الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه إلخ يشير إلى أن العبد يعبد الله على هذه الصفة ، وهي استحضار قربه وأنه بين يديه كأنه يراه ، وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ، كما جاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=950147أن تخشى الله كأنك تراه . ويوجب أيضا النصح في العبادة ، وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها . وقد وصى النبي جماعة من أصحابه بهذه الوصية ، كما روى إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن أبي ذر ، قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أخشى الله كأني أراه ، فإن لم أكن أراه ، فإنه يراني . وروي nindex.php?page=hadith&LINKID=950149عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي ، فقال : اعبد الله ، كأنك تراه خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ويروى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم مرفوعا [ ص: 127 ] وموقوفا " كن كأنك ترى الله ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أنس أن رجلا قال : يا رسول الله ، حدثني بحديث ، واجعله موجزا ، فقال : صل صلاة مودع ، فإنك إن كنت لا تراه ، فإنه يراك . وفي حديث حارثة المشهور - وقد روي من وجوه مرسلة ، وروي متصلا ، والمرسل أصح - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا ، قال : انظر ما تقول ، فإن لكل قول حقيقة ، قال : يا رسول الله ، عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وكأني أنظر أهل الجنة في الجنة كيف يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار كيف يتعاوون فيها . قال : أبصرت فالزم ، عبد نور الله الإيمان في قلبه [ ص: 128 ] ويروى من حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى رجلا فقال له : استحي من الله استحياءك من رجلين من صالحي عشيرتك لا يفارقانك . ويروى من وجه آخر مرسلا . ويروى عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم وصاه لما بعثه إلى اليمن ، فقال : استحي من الله كما تستحيي رجلا ذا هيبة من أهلك . nindex.php?page=hadith&LINKID=950154وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن كشف العورة خاليا ، فقال : الله أحق أن يستحيا منه . ووصى nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء رجلا ، فقال له : اعبد الله كأنك تراه . وخطب nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير إلى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ابنته وهما في الطواف ، فلم يجبه ، ثم لقيه بعد ذلك ، فاعتذر إليه ، وقال كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا . أخرجه أبو نعيم وغيره . قوله صلى الله عليه وسلم : فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قيل : إنه تعليل للأول ، فإن العبد إذا أمر بمراقبة الله في العبادة ، [ ص: 129 ] واستحضار قربه من عبده ، حتى كأن العبد يراه ، فإنه قد يشق ذلك عليه ، فيستعين على ذلك بإيمانه بأن الله يراه ، ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ، ولا يخفى عليه شيء من أمره ، فإذا حقق هذا المقام ، سهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني ، وهو دوام التحديق بالبصيرة إلى قرب الله من عبده ومعيته ، حتى كأنه يراه . وقيل : بل هو إشارة إلى أن من شق عليه أن يعبد الله كأنه يراه ، فليعبد الله على أن الله يراه ويطلع عليه ، فليستحي من نظره إليه ، كما قال بعض العارفين : اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك . وقال بعضهم : خف الله على قدر قدرته عليك ، واستحي منه على قدر قربه منك . قالت بعض العارفات من السلف : من عمل لله على المشاهدة ، فهو عارف ، ومن عمل على مشاهدة الله إياه ، فهو مخلص . فأشارت إلى المقامين اللذين تقدم ذكرهما . أحدهما : مقام الإخلاص ، وهو أن nindex.php?page=treesubj&link=19801يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه ، واطلاعه عليه وقربه منه ، فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه ، فهو مخلص لله ، لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله وإرادته بالعمل . والثاني : مقام المشاهدة ، وهو nindex.php?page=treesubj&link=19801أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله بقلبه ، وهو أن يتنور القلب بالإيمان ، وتنفذ البصيرة في العرفان ، حتى يصير الغيب كالعيان . وهذا هو حقيقة مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل عليه السلام ، ويتفاوت أهل هذا المقام فيه بحسب قوة نفوذ البصائر . [ ص: 130 ] وقد فسر طائفة من العلماء المثل الأعلى المذكور في قوله عز وجل nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=27وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ( الروم : 27 ) بهذا المعنى ، ومثله قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ( النور : 35 ) ، والمراد : مثل نوره في قلب المؤمن ، كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب وغيره من السلف . وقد سبق حديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=950133أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت " وحديث : ما تزكية المرء نفسه ؟ ، قال : " أن يعلم أن الله معه حيث كان " . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950157ثلاثة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله : رجل حيث توجه علم أن الله معه ، وذكر الحديث . وقد دل القرآن على هذا المعنى في مواضع متعددة ، كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ( البقرة : 186 ) وقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وهو معكم أين ما كنتم وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ( المجادلة : 7 ) وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ( يونس : 61 ) وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ( ق : 16 ) . وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=108ولا يستخفون من الله وهو معهم ( النساء : 108 ) . وقد وردت الأحاديث الصحيحة بالندب إلى استحضار هذا القرب في حال العبادات ، كقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=950158إن أحدكم إذا قام يصلي ، فإنما يناجي ربه ، أو ربه بينه [ ص: 131 ] وبين القبلة ، وقوله : إن الله قبل وجهه إذا صلى وقوله : إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت . nindex.php?page=hadith&LINKID=950159وقوله للذين رفعوا أصواتهم بالذكر : إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=950160وهو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ، وفي رواية : هو أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد . وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=950162يقول الله عز وجل : أنا مع عبدي إذا ذكرني ، وتحركت بي شفتاه . وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=950163يقول الله عز وجل : nindex.php?page=treesubj&link=24582_20002أنا مع ظن عبدي بي ، وأنا معه حيث ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ، ذكرته في ملإ خير منه ، وإن تقرب مني شبرا ، تقربت منه ذراعا ، وإن تقرب منى ذراعا ، تقربت منه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة . ومن فهم من شيء من هذه النصوص تشبيها أو حلولا أو اتحادا ، فإنما أتي [ ص: 132 ] من جهله ، وسوء فهمه عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والله ورسوله بريئان من ذلك كله ، فسبحان من ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير . قال nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر المزني : من مثلك يا ابن آدم : خلي بينك وبين المحراب والماء كلما شئت دخلت على الله عز وجل ، ليس بينك وبينه ترجمان . ومن وصل إلى استحضار هذا في حال ذكره الله وعبادته ، استأنس بالله ، واستوحش من خلقه ضرورة . قال nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد : قرأت في بعض الكتب أن عيسى عليه السلام قال : يا معشر الحواريين ، كلموا الله كثيرا ، وكلموا الناس قليلا قالوا : كيف نكلم الله كثيرا ؟ قال : ادخلوا بمناجاته ، اخلوا بدعائه . خرجه أبو نعيم . وخرج أيضا بإسناده عن رياح ، قال : كان عندنا رجل يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة ، حتى أقعد من رجليه ، فكان يصلي جالسا ألف ركعة ، فإذا صلى العصر ، احتبى فاستقبل القبلة ، ويقول : عجبت للخليقة كيف أنست بسواك ، بل عجبت للخليقة كيف استنارت قلوبها بذكر سواك . وقال أبو أسامة : دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=16923محمد بن النضر الحارثي ، فرأيته كأنه منقبض ، فقلت : كأنك تكره أن تؤتى ؟ قال أجل ، فقلت : أوما تستوحش ؟ فقال كيف أستوحش وهو يقول : أنا جليس من ذكرني [ ص: 133 ] وقيل nindex.php?page=showalam&ids=16872لمالك بن مغول وهو جالس في بيته وحده : ألا تستوحش ؟ فقال : ويستوحش مع الله أحد ؟ . وكان حبيب أبو محمد يخلو في بيته ويقول : من لم تقر عينه بك ، فلا قرت عينه ، ومن لم يأنس بك ، فلا أنس . وقال غزوان : إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي . وقال مسلم بن يسار : ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل . وقال مسلم العابد : لولا الجماعة ، ما خرجت من بابي أبدا حتى أموت ، وقال : ما يجد المطيعون لله لذة في الدنيا أحلى من الخلوة بمناجاة سيدهم ، ولا أحسب لهم في الآخرة من عظيم الثواب أكبر في صدورهم وألذ في قلوبهم من النظر إليه ، ثم غشي عليه . وعن nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم ، قال : أعلى الدرجات أن تنقطع إلى ربك ، وتستأنس إليه بقلبك وعقلك وجميع جوارحك حتى لا ترجو إلا ربك ولا تخاف إلا ذنبك ، وترسخ محبته في قلبك حتى لا تؤثر عليها شيئا ، فإذا كنت كذلك لم تبال في بر كنت ، أو في بحر ، أو في سهل ، أو في جبل ، وكان شوقك إلى لقاء الحبيب شوق الظمآن إلى الماء البارد ، وشوق الجائع إلى الطعام الطيب ، ويكون ذكر الله عندك أحلى من العسل وأحلى من الماء العذب الصافي عند العطشان في اليوم الصائف . [ ص: 134 ] وقال الفضيل : طوبى لمن استوحش من الناس ، وكان الله جليسه . وقال أبو سليمان لا آنسني الله إلا به أبدا . وقال معروف لرجل : توكل على الله حتى يكون جليسك ، وأنيسك وموضع شكواك . وقال ذو النون : من علامة المحبين لله أن لا يأنسوا بسواه ، ولا يستوحشوا معه ، ثم قال : إذا سكن القلب حب الله تعالى ، أنس بالله ، لأن الله تعالى أجل في صدور العارفين أن يحبوا سواه . وكلام القوم في هذا الباب يطول ذكره جدا ، وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى . فمن تأمل ما أشرنا إليه مما دل عليه هذا الحديث العظيم علم أن جميع العلوم والمعارف ترجع إلى هذا الحديث وتدخل تحته ، وأن جميع العلماء من فرق هذه الأمة لا تخرج علومهم التي يتكلمون فيها عن هذا الحديث ، وما دل عليه مجملا ومفصلا فإن الفقهاء إنما يتكلمون في العبادات التي هي من جملة خصال الإسلام ، ويضيفون إلى ذلك الكلام في أحكام الأموال والأبضاع والدماء وكل ذلك من علم الإسلام كما سبق التنبيه عليه ، ويبقى كثير من علم الإسلام من الآداب والأخلاق وغير ذلك لا يتكلم عليه إلا القليل منهم ، ولا يتكلمون على معنى الشهادتين ، وهما أصل الإسلام كله . والذين يتكلمون في أصول الديانات ، يتكلمون على الشهادتين ، وعلى الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والإيمان بالقدر . [ ص: 135 ] والذين يتكلمون على علم المعارف والمعاملات يتكلمون على مقام الإحسان ، وعلى الأعمال الباطنة التي تدخل في الإيمان أيضا ، كالخشية ، والمحبة ، والتوكل ، والرضا ، والصبر ، ونحو ذلك فانحصرت العلوم الشرعية التي يتكلم عليها فرق المسلمين في هذا الحديث ، ورجعت كلها إليه ، ففي هذا الحديث وحده كفاية ، ولله الحمد والمنة .
وبقي الكلام على ذكر الساعة من الحديث . فقول جبريل عليه السلام nindex.php?page=hadith&LINKID=950164أخبرني عن الساعة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما المسئول عنها بأعلم من السائل يعني أن علم الخلق كلهم في nindex.php?page=treesubj&link=30292وقت الساعة سواء ، وهذه إشارة إلى أن nindex.php?page=treesubj&link=30292الله تعالى استأثر بعلمها ، ولهذا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم في nindex.php?page=hadith&LINKID=950165خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى ثم تلا : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ( لقمان : 34 ) ، وقال الله عز وجل nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ( الأعراف : 187 ) . وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950166مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ، ثم قرأ هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة الآية . وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950167أوتيت مفاتيح كل شيء [ ص: 136 ] إلا الخمس : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة الآية . وخرج أيضا بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، قال : أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير خمس nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة الآية . قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=950168فأخبرني عن أماراتها . يعني : عن علاماتها التي تدل على اقترابها ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=950169أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سأحدثك عن أشراطها ، وهي علاماتها أيضا . وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للساعة علامتين : الأولى : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950170nindex.php?page=treesubj&link=30209أن تلد الأمة ربتها " والمراد بربتها سيدتها ومالكتها ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " ربها " وهذه إشارة إلى فتح البلاد ، وكثرة جلب الرقيق حتى تكثر السراري ، ويكثر أولادهن ، فتكون الأمة رقيقة لسيدها وأولاده منها بمنزلته ، فإن ولد السيد بمنزلة السيد ، فيصير ولد الأمة بمنزلة ربها وسيدها . وذكر الخطابي أنه استدل بذلك من يقول : إن nindex.php?page=treesubj&link=26548أم الولد إنما تعتق على ولدها من نصيبه من ميراث والده ، وإنها تنتقل إلى أولادها بالميراث ، فتعتق عليهم وإنها قبل موت سيدها تباع ، قال : وفي هذا الاستدلال نظر . قلت : قد استدل به بعضهم على عكس ذلك ، وأن nindex.php?page=treesubj&link=26548_23950أم الولد لا تباع وأنها تعتق بموت سيدها بكل حال ؛ لأنه جعل ولد الأمة ربها ، فكأن ولدها هو الذي أعتقها فصار عتقها منسوبا إليه ، لأنه سبب عتقها ، فصار كأنه مولاها . وهذا كما روي عن nindex.php?page=hadith&LINKID=950171النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أم ولده مارية لما ولدت إبراهيم عليه [ ص: 137 ] السلام " أعتقها ولدها " . وقد استدل بهذا nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، فإنه قال في رواية محمد بن الحكم عنه : nindex.php?page=hadith&LINKID=950172تلد الأمة ربتها : تكثر أمهات الأولاد ، يقول : إذا ولدت فقد عتقت لولدها وقال : فيه حجة أن nindex.php?page=treesubj&link=23950أمهات الأولاد لا يبعن . وقد فسر قوله : " تلد الأمة ربتها " بأنه يكثر جلب الرقيق ، حتى تجلب البنت ، فتعتق ثم تجلب الأم فتشتريها البنت وتستخدمها وهي جاهلة بأنها أمها ، وقد وقع هذا في الإسلام . وقيل : معناه أن الإماء تلدن الملوك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : معناه تلد العجم العرب ، والعرب ملوك العجم وأرباب لهم . والعلامة الثانية : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950173أن ترى الحفاة العراة العالة " . والمراد بالعالة : الفقراء ، كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=8ووجدك عائلا فأغنى ( الضحى : 8 ) . وقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950174nindex.php?page=treesubj&link=30210رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " هكذا في حديث عمر ، والمراد : أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم ، وتكثر أموالهم حتى يتباهون بطول البنيان وزخرفته وإتقانه . وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ذكر ثلاث علامات : منها : أن تكون الحفاة العراة رؤوس الناس ، ومنها أن يتطاول رعاة البهم في البنيان . وروى هذا الحديث عبد الله بن عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة فقال فيه : [ ص: 138 ] " nindex.php?page=hadith&LINKID=950175وأن ترى الصم البكم العمي الحفاة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ملوك الناس " قال : فقام رجل ، فانطلق ، فقلنا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين نعت ؟ قال : " هم العريب " وكذا روى هذه اللفظة الأخيرة nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . وأما الألفاظ الأول ، فهي في الصحيح من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بمعناه . وقوله : " الصم البكم العمي " إشارة إلى جهلهم وعدم علمهم وفهمهم . وفي هذا المعنى أحاديث متعددة ، فخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث حذيفة ، ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950176لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع . وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان " عن أنس ، ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950177لا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع . [ ص: 139 ] وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950178لا تقوم الساعة حتى يغلب على الدنيا لكع بن لكع . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950179بين يدي الساعة سنون خداعة ، يتهم فيها الأمين ، ويؤتمن فيها المتهم ، وينطق فيها الرويبضة ، قالوا : وما الرويبضة ؟ قال : السفيه ينطق في أمر العامة . وفي رواية : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950180nindex.php?page=treesubj&link=30181_30207الفاسق يتكلم في أمر العامة " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " nindex.php?page=hadith&LINKID=950181إن بين يدي الدجال سنين خداعة ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، nindex.php?page=treesubj&link=30207ويخون فيها الأمين ، ويؤتمن فيها الخائن " ، وذكر باقيه . ومضمون ما ذكر من أشراط الساعة في هذا الحديث يرجع إلى أن nindex.php?page=treesubj&link=30207الأمور توسد إلى غير أهلها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لمن سأله ، عن الساعة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950182إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " ، فإنه إذا صار الحفاة العراة رعاء الشاء - وهم أهل الجهل والجفاء - رؤوس الناس ، وأصحاب الثروة والأموال ، حتى يتطاولوا في البنيان ، فإنه يفسد بذلك نظام الدين والدنيا ، فإنه إذا كان رأس الناس من كان فقيرا عائلا ، فصار ملكا على الناس ، سواء كان ملكه عاما أو خاصا في بعض الأشياء ، فإنه لا يكاد يعطي الناس حقوقهم ، بل يستأثر عليهم بما استولى عليه من المال ، فقد قال بعض السلف : لأن تمد يدك إلى فم التنين ، فيقضمها ، [ ص: 140 ] خير لك من أن تمدها إلى يد غني قد عالج الفقر . وإذا كان مع هذا جاهلا جافيا ، فسد بذلك الدين ، لأنه لا يكون له همة في إصلاح دين الناس ولا تعليمهم ، بل همته في جباية المال واكتنازه ، ولا يبالي بما فسد من دين الناس ، ولا بمن ضاع من أهل حاجاتهم . وقال في حديث آخر " لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها " . وإذا صار ملوك الناس ورؤوسهم على هذه الحال انعكست سائر الأحوال ، فصدق الكاذب ، وكذب الصادق ، وائتمن الخائن ، وخون الأمين ، وتكلم الجاهل ، وسكت العالم ، أو عدم بالكلية ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950184إن nindex.php?page=treesubj&link=30218من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، وأخبر : أنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا ، والجهل علما . وهذا كله من انقلاب الحقائق في آخر الزمان وانعكاس الأمور . وفي " صحيح الحاكم " عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950185إن من أشراط [ ص: 141 ] الساعة أن يوضع الأخيار ، ويرفع الأشرار " . وفي قوله : " يتطاولون في البنيان " دليل على nindex.php?page=treesubj&link=32502ذم التباهي والتفاخر خصوصا بالتطاول في البنيان ، ولم يكن إطالة البناء معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، بل كان بنيانهم قصيرا بقدر الحاجة ، روى أبو الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950186لا تقوم الساعة ، حتى يتطاول الناس في البنيان خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وخرج أبو داود من حديث أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=950187أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فرأى قبة مشرفة ، فقال " ما هذه " ؟ قالوا : هذه لفلان ، رجل من الأنصار ، فجاء صاحبها ، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه ، فعل ذلك مرارا ، فهدمها الرجل . وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من وجه آخر عن أنس أيضا ، وعنده فقال النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950188كل بناء - وأشار بيده هكذا على رأسه - أكثر من هذا ، فهو وبال . وقال حريث بن السائب عن الحسن : كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان رضي الله عنه فأتناول سقفها بيدي . وروي عن عمر أنه كتب : لا تطيلوا بناءكم فإنه شر أيامكم . وقال nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد : قال حذيفة لسلمان : ألا نبني لك مسكنا يا أبا عبد الله ، قال : لم تجعلني ملكا ؟ قال : لا ، ولكن نبني لك بيتا من قصب ونسقفه بالبواري ، إذا قمت كاد أن يصيب رأسك ، وإذا نمت كاد أن يمس طرفيك ، قال : كأنك كنت في نفسي [ ص: 142 ] وعن عمار بن أبي عمار قال : إذا رفع الرجل بناءه فوق سبعة أذرع ، نودي يا أفسق الفاسقين ، إلى أين ؟ . خرجه كله nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا . وقال يعقوب بن أبي شيبة في " مسنده " : بلغني عن nindex.php?page=showalam&ids=17170ابن أبي عائشة حدثنا ابن أبي شميلة قال : نزل المسلمون حول المسجد : يعني بالبصرة في أخبية الشعر ، ففشا فيهم السرق ، فكتبوا إلى عمر ، فأذن لهم في اليراع ، فبنوا بالقصب ، ففشا فيهم الحريق ، فكتبوا إلى عمر ، فأذن لهم في المدر ، ونهى أن يرفع الرجل سمكه أكثر من سبعة أذرع ، وقال : إذا بنيتم منه بيوتكم فابنوا منه المسجد قال nindex.php?page=showalam&ids=17170ابن أبي عائشة : وكان nindex.php?page=showalam&ids=364عتبة بن غزوان بنى مسجد البصرة بالقصب ، قال : من صلى فيه وهو من قصب أفضل ممن صلى فيه وهو من لبن ، ومن صلى فيه وهو من لبن ، أفضل ممن صلى فيه وهو من آجر . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950189لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد . ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=950190عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها ، وكما شرفت النصارى بيعها . وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا بإسناده عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن رضي الله [ ص: 143 ] عنه ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950191لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، قال : ابنوه عريشا كعريش موسى . قيل للحسن : وما عريش موسى ؟ قال إذا رفع يده بلغ العريش : يعني السقف .