وقال مجاهد بطغواها بمعاصيها ولا يخاف عقباها عقبى أحد
4658 حدثنا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن هشام أنه أخبره أبيه عبد الله بن زمعة إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة وذكر النساء فقال يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة وقال لم يضحك أحدكم مما يفعل وقال أبو معاوية حدثنا هشام عن أبيه عن أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن زمعة قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام
التالي
السابق
قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) كذا سورة هل أتاك لأبي ذر ، وسقطت البسملة للباقين ، ويقال لها أيضا سورة الغاشية . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الغاشية من أسماء يوم القيامة .
قوله : ( وقال ابن عباس : عاملة ناصبة النصارى ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة ومن طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس وزاد : اليهود ، وذكر الثعلبي من رواية أبي الضحى عن ابن عباس قال : الرهبان .
قوله : ( وقال مجاهد بلغ إناها وحان شربها عين آنية حميم آن بلغ إناه ) وصله الفريابي من طريق مجاهد مفرقا في مواضعه .
قوله : شتما وصله لا تسمع فيها لاغية الفريابي أيضا عن مجاهد ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما ، وهذا على قراءة الجمهور بفتح " تسمع " بمثناة فوقية ، وقرأها الجحدري بتحتانية كذلك ، وأما أبو عمرو وابن كثير فضما التحتانية ، وضم نافع أيضا لكن بفوقانية
قوله : ( ويقال : نبت يقال له الشبرق تسمية الضريع أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم ) هو كلام الفراء بلفظه ، والشبرق بكسر المعجمة بعدها موحدة ، قال الخليل بن أحمد : هو نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر . وأخرج الطبري من طريق ، عكرمة ومجاهد قال : الضريع : الشبرق . ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الضريع شجر من نار . ومن طريق سعيد بن جبير قال : الحجارة . وقال ابن التين كأن الضريع مشتق من الضارع وهو الذليل ، وقيل هو السلا بضم المهملة وتشديد اللام وهو شوك النخل .
قوله : ( بمسيطر : بمسلط ) قال أبو عبيدة في قوله : لست عليهم بمسيطر : بمسلط ، قال : ولم نجد مثلها إلا مبيطر أي بالموحدة ، قال : لم نجد لهما ثالثا . كذا قال ، وقد قدمت في تفسير سورة المائدة زيادات عليها . قال ابن التين : أصله السطر ، والمعنى أنه لا يتجاوز ما هو فيه . قال : وإنما كان ذلك وهو بمكة قبل أن يهاجر ويؤذن له في القتال .
[ ص: 571 ] قوله : ( ويقرأ بالصاد والسين ) قلت : قراءة الجمهور بالصاد ، وفي رواية عن ابن كثير بالسين وهي قراءة هشام .
قوله : ( وقال ابن عباس : : مرجعهم ) وصله إيابهم ابن المنذر من طريق عن ابن جريج عطاء عن ابن عباس ، وذكره ابن أبي حاتم عن عطاء ، ولم يجاوز به .
( تنبيه ) : لم يذكر فيها حديثا مرفوعا ، ويدخل فيها حديث جابر رفعه أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله الحديث ، وفي آخره ثم قرأ وحسابهم على الله إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلى آخر السورة ، أخرجه الترمذي والنسائي ، وإسناده صحيح . والحاكم
89 - سورة ( الفجر ) وقال مجاهد : إرم ذات العماد يعني : القديمة . والعماد : أهل عمود لا يقيمون . سوط عذاب : الذي عذبوا به أكلا لما : السف . وجما : الكثير . وقال مجاهد : كل شيء خلقه فهو شفع ، السماء شفع ، والوتر : الله تبارك وتعالى . وقال غيره : سوط عذاب : كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط لبالمرصاد : إليه المصير . تحاضون : تحافظون وتحضون تأمرون بإطعامه . المطمئنة : المصدقة بالثواب . وقال الحسن : يا أيتها النفس المطمئنة إذا أراد الله عز وجل قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها ، ورضيت عن الله ورضي الله عنها ، فأمر بقبض روحها وأدخلها الله الجنة وجعله من عباده الصالحين . وقال غيره : جابوا : نقبوا ، من جيب القميص قطع له جيب ، يجوب الفلاة : يقطعها . لما : لممته أجمع أتيت على آخره .
قوله : ( - وقال سورة والفجر مجاهد : يعني : القديم ، والعماد : أهل عمود لا يقيمون ) وصله إرم ذات العماد الفريابي من طريق مجاهد بلفظ إرم القديمة ، وذات العماد : أهل عماد لا يقيمون وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : إرم : قبيلة من عاد ، قال : والعماد : كانوا أهل عمود أي خيام ، انتهى . وإرم هو ابن سام بن نوح ، وعاد بن عوص بن إرم . وقيل إرم اسم المدينة ، وقيل أيضا إن المراد بالعماد : شدة أبدانهم وإفراط طولهم وقد أخرج ابن مردويه من طريق قال : المقدام بن معديكرب ذات العماد " كان الرجل يأتي الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكهم ، وأخرج قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ابن أبي حاتم من طريق قال : السدي إرم : اسم أبيهم . ومن طريق مجاهد قال : إرم : أمه . ومن طريق قتادة قال : كنا نتحدث أن إرم : قبيلة . ومن طريق عكرمة قال : إرم : هي دمشق . ومن طريق قال : إرم : الأرض . ومن طريق عطاء الخراساني الضحاك قال : الإرم : الهلاك . يقال : أرم بنو فلان أي : هلكوا . ومن طريق نحوه ، وهذا على قراءة شاذة قرئت " بعاد أرم " بفتحتين والراء ثقيلة على أنه فعل ماض ، و " ذات " بفتح التاء على المفعولية أي أهلك الله ذات العماد ، وهو تركيب قلق . وأصح هذه الأقوال الأول أن شهر بن حوشب إرم اسم القبيلة وهم إرم بن سام بن نوح ، وعاد هم بنو عاد بن عوص بن إرم ، وميزت عاد بالإضافة لإرم عن عاد الأخيرة ، وقد تقدم في تفسير الأحقاف أن عادا [ ص: 572 ] قبيلتان ، ويؤيده قوله تعالى وأنه أهلك عادا الأولى . وأما قوله : ذات العماد فقد فسره مجاهد بأنها صفة القبيلة ، فإنهم كانوا أهل عمود أي خيام . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال : ذات العماد القوة . ومن طريق ثور بن زيد قال : قرأت كتابا قديما " أنا شداد بن عاد ، أنا الذي رفعت ذات العماد ، أنا الذي شددت بذراعي بطن واد " وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عن وهب بن منبه عبد الله بن قلابة قصة مطولة جدا أنه خرج في طلب إبل له ، وأنه وقع في صحاري عدن ، وأنه وقع على مدينة في تلك الفلوات فذكر عجائب ما رأى فيها ، وأن معاوية لما بلغه خبره أحضره إلى دمشق وسأل كعبا عن ذلك فأخبره بقصة المدينة ومن بناها وكيفية ذلك مطولا جدا ، وفيها ألفاظ منكرة ، وراويها عبد الله بن قلابة لا يعرف ، وفي إسناده . عبد الله بن لهيعة
قوله : ( : الذي عذبوا به ) وصله سوط عذاب الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : ما عذبوا به . ولابن أبي حاتم من طريق قتادة : كل شيء عذب الله به فهو سوط عذاب . وسيأتي له تفسير آخر .
قوله : ( : السف ، وجما : الكثير ) وصله أكلا لما الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : السف لف كل شيء . ويحبون المال حبا جما قال : الكثير . وسيأتي بسط الكلام على السف في شرح حديث أم زرع في النكاح
قوله : ( وقال مجاهد : كل شيء خلقه فهو شفع ، السماء شفع ، ) تقدم في بدء الخلق بأتم من هذا . وقد أخرج والوتر الله الترمذي من حديث عمران بن حصين فقال : " هي الصلاة ، بعضها شفع ، وبعضها وتر " الشفع والوتر ورجاله ثقات إلا أن فيه راويا مبهما ، وقد أخرجه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن من هذا الوجه فسقط من روايته المبهم فاغتر فصححه . وأخرج الحاكم من حديث النسائي جابر رفعه قال : عرفة " " العشر : عشر الأضحى ، والشفع : يوم الأضحى ، والوتر : يوم من حديث وللحاكم ابن عباس قال : الفجر : فجر النهار ، وليال عشر : عشر الأضحى . من حديث ولسعيد بن منصور ابن الزبير أنه كان يقول : الشفع قوله تعالى فمن تعجل في يومين والوتر اليوم الثالث .
( تنبيه ) : قرأ الجمهور الوتر بفتح الواو ، وقرأها الكوفيون سوى عاصم بكسر الواو واختارها أبو عبيد .
قوله : ( وقال غيره : سوط عذاب كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط ) هو كلام الفراء . وزاد في آخره : جرى به الكلام . لأن السوط أصل ما كانوا يعذبون به ، فجرى لكل عذاب إذ كان عندهم هو الغاية .
قوله : ( : إليه المصير ) هو قول لبالمرصاد الفراء أيضا ، والمرصاد مفعال من المرصد وهو مكان الرصد ، وقرأ ابن عطية بما يقتضيه ظاهر اللفظ ؛ فجوز أن يكون المرصاد بمعنى الفاعل أي الراصد ، لكن أتي فيه بصيغة المبالغة ، وتعقب بأنه لو كان كذلك لم تدخل عليه الباء في فصيح الكلام ، وإن سمع ذلك نادرا في الشعر ، وتأويله على ما يليق بجلال الله واضح فلا حاجة للتكلف . وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال : بمرصاد : أعمال بني آدم .
قوله : ( : تحافظون ، وتحضون تأمرون بإطعامه ) قال تحاضون الفراء : قرأ الأعمش وعاصم بالألف وبمثناة مفتوحة أوله ، ومثله لأهل المدينة لكن بغير ألف ، وبعضهم " يحاضون " بتحتانية أوله ، والكل صواب . كانوا يحاضون : يحافظون ، ويحضون يأمرون بإطعامه انتهى . وأصل تحاضون تتحاضون فحذفت إحدى التاءين ، والمعنى [ ص: 573 ] لا يحض بعضكم بعضا . وقرأ أبو عمرو بالتحتانية في ويحضون وما بعدهما ، وبمثل قراءة يكرمون الأعمش قرأ يحيى بن وثاب والأخوان وأبو جعفر المدني ، وهؤلاء كلهم بالمثناة فيها وفي يكرمون فقط ، ووافقهم على المثناة فيهما ابن كثير ونافع وشيبة ، لكن بغير ألف يحضون .
قوله : ( المطمئنة المصدقة بالثواب ) قال الفراء يا أيتها النفس المطمئنة بالإيمان ، المصدقة بالثواب والبعث . وأخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال : المطمئنة المؤمنة .
قوله : ( وقال الحسن ياأيتها النفس المطمئنة : إذا أراد الله قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليه ، ورضيت عن الله ورضي الله عنه ، فأمر بقبض روحها وأدخله الله الجنة وجعله من عباده الصالحين ) وقع في رواية الكشميهني " واطمأن الله إليها ورضي الله عنها وأدخلها الله الجنة " بالتأنيث في المواضع الثلاثة ، وهو أوجه . وللآخر وجه وهو عود الضمير على الشخص . وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق الحسن قال : إن الله تعالى إذا أراد واطمأنت النفس إلى الله واطمأن الله إليها ورضيت عن الله ورضي عنها ، أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين . أخرجه مفرقا ، وإسناد الاطمئنان إلى الله من مجاز المشاكلة ، والمراد به لازمه من إيصال الخير ونحو ذلك . وقال قبض روح عبده المؤمن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال : المطمئنة إلى ما قال الله ، والمصدقة بما قال الله تعالى .
قوله : ( وقال غيره ( جابوا ) : نقبوا ، من جيب القميص قطع له جيب . يجوب الفلاة ) أي : ( يقطعها ) ثبت هذا لغير أبي ذر ، وقال أبو عبيدة في قوله : ( جابوا ) البلاد : نقبوها ، ويجوب البلاد يدخل فيها ويقطعها . وقال الفراء جابوا الصخر فرقوه فاتخذوه بيوتا . وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة جابوا الصخر نقبوا الصخر .
قوله : ( لما : لممته أجمع أتيت على آخره ) سقط هذا لأبي ذر وهو قول أبي عبيدة بلفظه وزاد : حبا جما : كثيرا شديدا .
( تنبيه ) : لم يذكر في الفجر حديثا مرفوعا ، ويدخل فيه حديث ابن مسعود رفعه في قوله تعالى وجيء يومئذ بجهنم قال : " " . أخرجه يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها مسلم . والترمذي
90 - سورة ( ) وقال لا أقسم مجاهد : وأنت حل بهذا البلد مكة ، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم . ووالد : آدم وما ولد لبدا : كثيرا . والنجدين : الخير والشر . مسغبة : مجاعة . متربة : الساقط من التراب . يقال : فلا اقتحم العقبة : فلم يقتحم العقبة في الدنيا ، ثم فسر العقبة فقال وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة . في كبد : في شدة .
قوله : ( سورة لا أقسم ) ويقال لها أيضا ، واتفقوا على أن المراد بالبلد سورة البلد مكة شرفها الله تعالى .
قوله : ( وقال مجاهد ( وأنت حل بهذا البلد ) مكة ، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ : يقول لا تؤاخذ بما عملت فيه وليس عليك فيه ما على الناس . [ ص: 574 ] وقد أخرجه من طريق الحاكم منصور عن مجاهد فزاد فيه عن ابن عباس بلفظ : أحل الله له أن يصنع فيه ما شاء . ولابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس : يحل لك أن تقاتل فيه . وعلى هذا فالصيغة للوقت الحاضر والمراد الآتي لتحقق وقوعه ، لأن السورة مكية والفتح بعد الهجرة بثمان سنين .
قوله : ( ووالد آدم وما ولد ) وصله الفريابي من طريق مجاهد بهذا ، وقد أخرجه من طريق الحاكم مجاهد أيضا وزاد فيه : عن ابن عباس .
قوله : ( : في شدة خلق ) ثبت هذا في كبد للنسفي وحده ، وقد أخرجه من طريق سعيد بن منصور مجاهد بلفظ : حملته أمه كرها ووضعته كرها ، ومعيشة في نكد وهو يكابد ذلك . وأخرجه من طريق الحاكم سفيان عن عن ابن جريج عطاء عن ابن عباس مثله وزاد : في ولادته ونبت أسنانه وسرره وختانه ومعيشته .
قوله : ( : كثيرا ) وصله لبدا الفريابي بهذا ، وهي بتخفيف الموحدة ، وشددها أبو جعفر وحده . وقد تقدم تفسيرها في تفسير سورة الجن . الخير والشر ، وصله والنجدين الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : سبيل الخير وسبيل الشر ، يقول : عرفناه . وأخرج بإسناد حسن عن الطبراني ابن مسعود قال : النجدين سبيل الخير والشر ، وصححه ، وله شاهد عند الحاكم ابن مردويه من حديث ، وقال أبي هريرة عبد الرزاق عن معمر عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . إنما هما النجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير
قوله : ( : مجاعة ) وصله مسغبة الفريابي عن مجاهد بلفظ جوع ، ومن وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس قال : ذي مجاعة . وأخرجه ابن أبي حاتم كذلك . ومن طريق قتادة قال : يوم يشتهى فيه الطعام .
قوله : ( : الساقط في التراب ) وصله متربة الفريابي عن مجاهد بلفظ : المطروح في التراب ليس له بيت . وروى من طريق الحاكم حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال : المطروح الذي ليس له بيت . وفي لفظ : المتربة الذي لا يقيه من التراب شيء وهو كذلك ، لسعيد بن منصور ولابن عيينة من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : هو الذي ليس بينه وبين الأرض شيء .
قوله : ( يقال فلا اقتحم العقبة : فلم يقتحم العقبة في الدنيا . ثم فسر العقبة فقال : وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : للنار عقبة دون الجنة ، فلا اقتحم العقبة . ثم أخبر عن اقتحامها فقال : فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة . وقال أبو عبيدة في قوله : ( فلا اقتحم العقبة إلخ ) بلفظ الأصل ، وزاد بعد قوله مسغبة : مجاعة ، ذا متربة : قد لزق بالتراب . وأخرج من طريق سعيد بن منصور مجاهد قال : إن من الموجبات إطعام المؤمن السغبان .
( تنبيه ) : قرأ : " فك " " وأطعم " بالفعل الماضي فيهما ابن كثير وأبو عمرو ، وقرأ باقي السبعة : " فك " بضم الكاف والإضافة وإطعام عطفا عليها . والكسائي
قوله : ( مطبقة ) هو قول مؤصدة أبي عبيدة ، وقد تقدم في صفة النار من بدء الخلق ، ويأتي في حديث آخر في تفسير الهمزة .
( تنبيه ) : لم يذكر في سورة البلد حديثا مرفوعا ويدخل فيها حديث البراء قال : . قال : أوليستا بواحدة ؟ قال : لا ، إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها أعتق النسمة أو فك الرقبة أخرجه جاء أعرابي فقال : يا رسول [ ص: 575 ] الله علمني عملا يدخلني الجنة ، قال : لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة ، أحمد وابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عنه وصححه . ابن حبان
91 - سورة ( والشمس وضحاها ) بسم الله الرحمن الرحيم وقال مجاهد : ضحاها : ضوءها إذا تلاها تبعها . وطحاها : دحاها . ودساها : أغواها . فألهمها : عرفها الشقاء والسعادة . وقال مجاهد : بطغواها : بمعاصيها . ولا يخاف عقباها : عقبى أحد .
قوله : ( - بسم الله الرحمن الرحيم ) ثبتت البسملة سورة والشمس وضحاها لأبي ذر .
قوله : ( وقال مجاهد : ضحاها : ضوءها . إذا تلاها تبعها . وطحاها : دحاها . ودساها : أغواها ) ثبت هذا كله للنسفي وحده ، وقد تقدم لهم في بدء الخلق مفرقا إلا قوله : دساها فأخرجه الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا ، وقد أخرج من طريق الحاكم حصين عن مجاهد عن ابن عباس جميع ذلك
قوله : ( : عرفها الشقاء والسعادة ) ثبت هذا فألهمها للنسفي وحده ، وقد أخرجه الطبري من طريق مجاهد
قوله : ( ولا يخاف عقباها : عقبى أحد ) وصله الفريابي من طريق مجاهد في قوله : ولا يخاف عقباها : الله لا يخاف عقبى أحد ، وهو مضبوط بفتح الألف والمهملة ، وفي بعض النسخ بسكون الخاء المعجمة بعدها ذال معجمة ، قال الفراء : قرأ أهل البصرة والكوفة بالواو وأهل المدينة بالفاء " فلا يخاف " فالواو صفة العاقر أي عقر ولم يخف عاقبة عقرها ، أو المراد لا يخاف الله أن يرجع بعد إهلاكها ، فالفاء على هذا أجود ، والضمير في عقباها للدمدمة أو لثمود أو للنفس المقدم ذكرها ، والدمدمة : الهلاك العام .
قوله : ( : معاصيها ) وصله بطغواها الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : " معصيتها " وهو الوجه . والطغوى : بفتح الطاء والقصر الطغيان ، ويحتمل في الباء أن تكون للاستعانة وللسبب ، أو المعنى كذبت بالعذاب الناشئ عن طغيانها .
قوله : ( ) هو ابن عروة بن الزبير . هشام
قوله : ( عبد الله بن زمعة ) أي ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى صحابي مشهور ، وأمه قريبة أخت أم سلمة أم المؤمنين ، وكان تحته . وقد تقدم في زينب بنت أم سلمة ثمود من أحاديث الأنبياء أنه ليس [ ص: 576 ] له في قصة البخاري سوى هذا الحديث ، وأنه يشتمل على ثلاثة أحاديث .
قوله : ( وذكر الناقة ) أي صالح ، والواو عاطفة على شيء محذوف تقديره : فخطب فذكر كذا وذكر الناقة . ناقة
قوله : ( والذي عقر ) كذا هنا بحذف المفعول ، وتقدم بلفظ : " عقرها " أي الناقة .
قوله : إذ انبعث تقدم في أحاديث الأنبياء بلفظ انتدب ، تقول ندبته إلى كذا فانتدب له أي أمرته فامتثل .
قوله : ( عزيز ) أي قليل المثل .
قوله : ( عارم ) بمهملتين أي صعب على من يرومه كثير الشهامة والشر .
قوله : ( منيع ) أي : قوي ذو منعة أي : رهط يمنعونه من الضيم ، وقد تقدم في أحاديث الأنبياء بلفظ : " ذو منعة " وتقدم بيان اسمه وسبب عقره الناقة .
قوله : ( مثل أبي زمعة ) يأتي في الحديث الذي بعده .
قوله : ( وذكر النساء ) أي وذكر في خطبته النساء استطرادا إلى ما يقع من أزواجهن .
قوله : ( يعمد ) بكسر الميم وسيأتي شرحه في كتاب النكاح .
قوله : ( ثم وعظهم في ضحكهم ) في رواية الكشميهني " في ضحك " بالتنوين وقال : لم يضحك أحدكم مما يفعل ؟ يأتي الكلام عليه في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وقال أبو معاوية إلخ ) وصله إسحاق بن راهويه في مسنده قال : أنبأنا أبو معاوية ، فذكر الحديث بتمامه وقال : في آخره " مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام " كما علقه سواء . وقد أخرجه البخاري أحمد عن أبي معاوية لكن لم يقل في آخره " عم الزبير بن العوام " قوله : ( عم الزبير بن العوام ) هو عم الزبير مجازا لأنه الأسود بن المطلب بن أسد ، والعوام بن خويلد بن أسد . فنزل ابن العم منزلة الأخ فأطلق عليه عما بهذا الاعتبار ، كذا جزم الدمياطي باسم أبي زمعة هنا وهو المعتمد وقال القرطبي في " المفهم " : يحتمل أن المراد بأبي زمعة الصحابي الذي بايع تحت الشجرة يعني وهو عبيد البلوي ، قال : ووجه تشبيهه به إن كان كذلك أنه كان في عزة ومنعة في قومه كما كان ذلك الكافر ، قال : ويحتمل أن يريد غيره ممن يكنى أبا زمعة من الكفار .
قلت : وهذا الثاني هو المعتمد ، والغير المذكور هو الأسود ، وهو جد عبد الله بن زمعة راوي هذا الخبر ، لقوله في نفس الخبر " عم الزبير بن العوام " وليس بين البلوي وبين الزبير نسب . وقد أخرج الزبير بن بكار هذا الحديث في ترجمة الأسود بن المطلب من طريق عامر بن صالح عن وزاد " قال : فتحدث بها هشام بن عروة عروة وأبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة جالس ، فكأنه وجد منها ، فقال له عروة : يا ابن أخي ، والله ما حدثنيها أبوك إلا وهو يفخر بها ، وكان الأسود أحد المستهزئين ، ومات على كفره بمكة ، وقتل ابنه زمعة يوم بدر كافرا أيضا .
قوله : ( وقال ابن عباس : عاملة ناصبة النصارى ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة ومن طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس وزاد : اليهود ، وذكر الثعلبي من رواية أبي الضحى عن ابن عباس قال : الرهبان .
قوله : ( وقال مجاهد بلغ إناها وحان شربها عين آنية حميم آن بلغ إناه ) وصله الفريابي من طريق مجاهد مفرقا في مواضعه .
قوله : شتما وصله لا تسمع فيها لاغية الفريابي أيضا عن مجاهد ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما ، وهذا على قراءة الجمهور بفتح " تسمع " بمثناة فوقية ، وقرأها الجحدري بتحتانية كذلك ، وأما أبو عمرو وابن كثير فضما التحتانية ، وضم نافع أيضا لكن بفوقانية
قوله : ( ويقال : نبت يقال له الشبرق تسمية الضريع أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم ) هو كلام الفراء بلفظه ، والشبرق بكسر المعجمة بعدها موحدة ، قال الخليل بن أحمد : هو نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر . وأخرج الطبري من طريق ، عكرمة ومجاهد قال : الضريع : الشبرق . ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الضريع شجر من نار . ومن طريق سعيد بن جبير قال : الحجارة . وقال ابن التين كأن الضريع مشتق من الضارع وهو الذليل ، وقيل هو السلا بضم المهملة وتشديد اللام وهو شوك النخل .
قوله : ( بمسيطر : بمسلط ) قال أبو عبيدة في قوله : لست عليهم بمسيطر : بمسلط ، قال : ولم نجد مثلها إلا مبيطر أي بالموحدة ، قال : لم نجد لهما ثالثا . كذا قال ، وقد قدمت في تفسير سورة المائدة زيادات عليها . قال ابن التين : أصله السطر ، والمعنى أنه لا يتجاوز ما هو فيه . قال : وإنما كان ذلك وهو بمكة قبل أن يهاجر ويؤذن له في القتال .
[ ص: 571 ] قوله : ( ويقرأ بالصاد والسين ) قلت : قراءة الجمهور بالصاد ، وفي رواية عن ابن كثير بالسين وهي قراءة هشام .
قوله : ( وقال ابن عباس : : مرجعهم ) وصله إيابهم ابن المنذر من طريق عن ابن جريج عطاء عن ابن عباس ، وذكره ابن أبي حاتم عن عطاء ، ولم يجاوز به .
( تنبيه ) : لم يذكر فيها حديثا مرفوعا ، ويدخل فيها حديث جابر رفعه أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله الحديث ، وفي آخره ثم قرأ وحسابهم على الله إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلى آخر السورة ، أخرجه الترمذي والنسائي ، وإسناده صحيح . والحاكم
89 - سورة ( الفجر ) وقال مجاهد : إرم ذات العماد يعني : القديمة . والعماد : أهل عمود لا يقيمون . سوط عذاب : الذي عذبوا به أكلا لما : السف . وجما : الكثير . وقال مجاهد : كل شيء خلقه فهو شفع ، السماء شفع ، والوتر : الله تبارك وتعالى . وقال غيره : سوط عذاب : كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط لبالمرصاد : إليه المصير . تحاضون : تحافظون وتحضون تأمرون بإطعامه . المطمئنة : المصدقة بالثواب . وقال الحسن : يا أيتها النفس المطمئنة إذا أراد الله عز وجل قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليها ، ورضيت عن الله ورضي الله عنها ، فأمر بقبض روحها وأدخلها الله الجنة وجعله من عباده الصالحين . وقال غيره : جابوا : نقبوا ، من جيب القميص قطع له جيب ، يجوب الفلاة : يقطعها . لما : لممته أجمع أتيت على آخره .
قوله : ( - وقال سورة والفجر مجاهد : يعني : القديم ، والعماد : أهل عمود لا يقيمون ) وصله إرم ذات العماد الفريابي من طريق مجاهد بلفظ إرم القديمة ، وذات العماد : أهل عماد لا يقيمون وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : إرم : قبيلة من عاد ، قال : والعماد : كانوا أهل عمود أي خيام ، انتهى . وإرم هو ابن سام بن نوح ، وعاد بن عوص بن إرم . وقيل إرم اسم المدينة ، وقيل أيضا إن المراد بالعماد : شدة أبدانهم وإفراط طولهم وقد أخرج ابن مردويه من طريق قال : المقدام بن معديكرب ذات العماد " كان الرجل يأتي الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكهم ، وأخرج قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ابن أبي حاتم من طريق قال : السدي إرم : اسم أبيهم . ومن طريق مجاهد قال : إرم : أمه . ومن طريق قتادة قال : كنا نتحدث أن إرم : قبيلة . ومن طريق عكرمة قال : إرم : هي دمشق . ومن طريق قال : إرم : الأرض . ومن طريق عطاء الخراساني الضحاك قال : الإرم : الهلاك . يقال : أرم بنو فلان أي : هلكوا . ومن طريق نحوه ، وهذا على قراءة شاذة قرئت " بعاد أرم " بفتحتين والراء ثقيلة على أنه فعل ماض ، و " ذات " بفتح التاء على المفعولية أي أهلك الله ذات العماد ، وهو تركيب قلق . وأصح هذه الأقوال الأول أن شهر بن حوشب إرم اسم القبيلة وهم إرم بن سام بن نوح ، وعاد هم بنو عاد بن عوص بن إرم ، وميزت عاد بالإضافة لإرم عن عاد الأخيرة ، وقد تقدم في تفسير الأحقاف أن عادا [ ص: 572 ] قبيلتان ، ويؤيده قوله تعالى وأنه أهلك عادا الأولى . وأما قوله : ذات العماد فقد فسره مجاهد بأنها صفة القبيلة ، فإنهم كانوا أهل عمود أي خيام . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال : ذات العماد القوة . ومن طريق ثور بن زيد قال : قرأت كتابا قديما " أنا شداد بن عاد ، أنا الذي رفعت ذات العماد ، أنا الذي شددت بذراعي بطن واد " وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عن وهب بن منبه عبد الله بن قلابة قصة مطولة جدا أنه خرج في طلب إبل له ، وأنه وقع في صحاري عدن ، وأنه وقع على مدينة في تلك الفلوات فذكر عجائب ما رأى فيها ، وأن معاوية لما بلغه خبره أحضره إلى دمشق وسأل كعبا عن ذلك فأخبره بقصة المدينة ومن بناها وكيفية ذلك مطولا جدا ، وفيها ألفاظ منكرة ، وراويها عبد الله بن قلابة لا يعرف ، وفي إسناده . عبد الله بن لهيعة
قوله : ( : الذي عذبوا به ) وصله سوط عذاب الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : ما عذبوا به . ولابن أبي حاتم من طريق قتادة : كل شيء عذب الله به فهو سوط عذاب . وسيأتي له تفسير آخر .
قوله : ( : السف ، وجما : الكثير ) وصله أكلا لما الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : السف لف كل شيء . ويحبون المال حبا جما قال : الكثير . وسيأتي بسط الكلام على السف في شرح حديث أم زرع في النكاح
قوله : ( وقال مجاهد : كل شيء خلقه فهو شفع ، السماء شفع ، ) تقدم في بدء الخلق بأتم من هذا . وقد أخرج والوتر الله الترمذي من حديث عمران بن حصين فقال : " هي الصلاة ، بعضها شفع ، وبعضها وتر " الشفع والوتر ورجاله ثقات إلا أن فيه راويا مبهما ، وقد أخرجه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن من هذا الوجه فسقط من روايته المبهم فاغتر فصححه . وأخرج الحاكم من حديث النسائي جابر رفعه قال : عرفة " " العشر : عشر الأضحى ، والشفع : يوم الأضحى ، والوتر : يوم من حديث وللحاكم ابن عباس قال : الفجر : فجر النهار ، وليال عشر : عشر الأضحى . من حديث ولسعيد بن منصور ابن الزبير أنه كان يقول : الشفع قوله تعالى فمن تعجل في يومين والوتر اليوم الثالث .
( تنبيه ) : قرأ الجمهور الوتر بفتح الواو ، وقرأها الكوفيون سوى عاصم بكسر الواو واختارها أبو عبيد .
قوله : ( وقال غيره : سوط عذاب كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط ) هو كلام الفراء . وزاد في آخره : جرى به الكلام . لأن السوط أصل ما كانوا يعذبون به ، فجرى لكل عذاب إذ كان عندهم هو الغاية .
قوله : ( : إليه المصير ) هو قول لبالمرصاد الفراء أيضا ، والمرصاد مفعال من المرصد وهو مكان الرصد ، وقرأ ابن عطية بما يقتضيه ظاهر اللفظ ؛ فجوز أن يكون المرصاد بمعنى الفاعل أي الراصد ، لكن أتي فيه بصيغة المبالغة ، وتعقب بأنه لو كان كذلك لم تدخل عليه الباء في فصيح الكلام ، وإن سمع ذلك نادرا في الشعر ، وتأويله على ما يليق بجلال الله واضح فلا حاجة للتكلف . وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال : بمرصاد : أعمال بني آدم .
قوله : ( : تحافظون ، وتحضون تأمرون بإطعامه ) قال تحاضون الفراء : قرأ الأعمش وعاصم بالألف وبمثناة مفتوحة أوله ، ومثله لأهل المدينة لكن بغير ألف ، وبعضهم " يحاضون " بتحتانية أوله ، والكل صواب . كانوا يحاضون : يحافظون ، ويحضون يأمرون بإطعامه انتهى . وأصل تحاضون تتحاضون فحذفت إحدى التاءين ، والمعنى [ ص: 573 ] لا يحض بعضكم بعضا . وقرأ أبو عمرو بالتحتانية في ويحضون وما بعدهما ، وبمثل قراءة يكرمون الأعمش قرأ يحيى بن وثاب والأخوان وأبو جعفر المدني ، وهؤلاء كلهم بالمثناة فيها وفي يكرمون فقط ، ووافقهم على المثناة فيهما ابن كثير ونافع وشيبة ، لكن بغير ألف يحضون .
قوله : ( المطمئنة المصدقة بالثواب ) قال الفراء يا أيتها النفس المطمئنة بالإيمان ، المصدقة بالثواب والبعث . وأخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال : المطمئنة المؤمنة .
قوله : ( وقال الحسن ياأيتها النفس المطمئنة : إذا أراد الله قبضها اطمأنت إلى الله واطمأن الله إليه ، ورضيت عن الله ورضي الله عنه ، فأمر بقبض روحها وأدخله الله الجنة وجعله من عباده الصالحين ) وقع في رواية الكشميهني " واطمأن الله إليها ورضي الله عنها وأدخلها الله الجنة " بالتأنيث في المواضع الثلاثة ، وهو أوجه . وللآخر وجه وهو عود الضمير على الشخص . وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق الحسن قال : إن الله تعالى إذا أراد واطمأنت النفس إلى الله واطمأن الله إليها ورضيت عن الله ورضي عنها ، أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين . أخرجه مفرقا ، وإسناد الاطمئنان إلى الله من مجاز المشاكلة ، والمراد به لازمه من إيصال الخير ونحو ذلك . وقال قبض روح عبده المؤمن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال : المطمئنة إلى ما قال الله ، والمصدقة بما قال الله تعالى .
قوله : ( وقال غيره ( جابوا ) : نقبوا ، من جيب القميص قطع له جيب . يجوب الفلاة ) أي : ( يقطعها ) ثبت هذا لغير أبي ذر ، وقال أبو عبيدة في قوله : ( جابوا ) البلاد : نقبوها ، ويجوب البلاد يدخل فيها ويقطعها . وقال الفراء جابوا الصخر فرقوه فاتخذوه بيوتا . وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة جابوا الصخر نقبوا الصخر .
قوله : ( لما : لممته أجمع أتيت على آخره ) سقط هذا لأبي ذر وهو قول أبي عبيدة بلفظه وزاد : حبا جما : كثيرا شديدا .
( تنبيه ) : لم يذكر في الفجر حديثا مرفوعا ، ويدخل فيه حديث ابن مسعود رفعه في قوله تعالى وجيء يومئذ بجهنم قال : " " . أخرجه يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها مسلم . والترمذي
90 - سورة ( ) وقال لا أقسم مجاهد : وأنت حل بهذا البلد مكة ، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم . ووالد : آدم وما ولد لبدا : كثيرا . والنجدين : الخير والشر . مسغبة : مجاعة . متربة : الساقط من التراب . يقال : فلا اقتحم العقبة : فلم يقتحم العقبة في الدنيا ، ثم فسر العقبة فقال وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة . في كبد : في شدة .
قوله : ( سورة لا أقسم ) ويقال لها أيضا ، واتفقوا على أن المراد بالبلد سورة البلد مكة شرفها الله تعالى .
قوله : ( وقال مجاهد ( وأنت حل بهذا البلد ) مكة ، ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ : يقول لا تؤاخذ بما عملت فيه وليس عليك فيه ما على الناس . [ ص: 574 ] وقد أخرجه من طريق الحاكم منصور عن مجاهد فزاد فيه عن ابن عباس بلفظ : أحل الله له أن يصنع فيه ما شاء . ولابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس : يحل لك أن تقاتل فيه . وعلى هذا فالصيغة للوقت الحاضر والمراد الآتي لتحقق وقوعه ، لأن السورة مكية والفتح بعد الهجرة بثمان سنين .
قوله : ( ووالد آدم وما ولد ) وصله الفريابي من طريق مجاهد بهذا ، وقد أخرجه من طريق الحاكم مجاهد أيضا وزاد فيه : عن ابن عباس .
قوله : ( : في شدة خلق ) ثبت هذا في كبد للنسفي وحده ، وقد أخرجه من طريق سعيد بن منصور مجاهد بلفظ : حملته أمه كرها ووضعته كرها ، ومعيشة في نكد وهو يكابد ذلك . وأخرجه من طريق الحاكم سفيان عن عن ابن جريج عطاء عن ابن عباس مثله وزاد : في ولادته ونبت أسنانه وسرره وختانه ومعيشته .
قوله : ( : كثيرا ) وصله لبدا الفريابي بهذا ، وهي بتخفيف الموحدة ، وشددها أبو جعفر وحده . وقد تقدم تفسيرها في تفسير سورة الجن . الخير والشر ، وصله والنجدين الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : سبيل الخير وسبيل الشر ، يقول : عرفناه . وأخرج بإسناد حسن عن الطبراني ابن مسعود قال : النجدين سبيل الخير والشر ، وصححه ، وله شاهد عند الحاكم ابن مردويه من حديث ، وقال أبي هريرة عبد الرزاق عن معمر عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . إنما هما النجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير
قوله : ( : مجاعة ) وصله مسغبة الفريابي عن مجاهد بلفظ جوع ، ومن وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس قال : ذي مجاعة . وأخرجه ابن أبي حاتم كذلك . ومن طريق قتادة قال : يوم يشتهى فيه الطعام .
قوله : ( : الساقط في التراب ) وصله متربة الفريابي عن مجاهد بلفظ : المطروح في التراب ليس له بيت . وروى من طريق الحاكم حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال : المطروح الذي ليس له بيت . وفي لفظ : المتربة الذي لا يقيه من التراب شيء وهو كذلك ، لسعيد بن منصور ولابن عيينة من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : هو الذي ليس بينه وبين الأرض شيء .
قوله : ( يقال فلا اقتحم العقبة : فلم يقتحم العقبة في الدنيا . ثم فسر العقبة فقال : وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : للنار عقبة دون الجنة ، فلا اقتحم العقبة . ثم أخبر عن اقتحامها فقال : فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة . وقال أبو عبيدة في قوله : ( فلا اقتحم العقبة إلخ ) بلفظ الأصل ، وزاد بعد قوله مسغبة : مجاعة ، ذا متربة : قد لزق بالتراب . وأخرج من طريق سعيد بن منصور مجاهد قال : إن من الموجبات إطعام المؤمن السغبان .
( تنبيه ) : قرأ : " فك " " وأطعم " بالفعل الماضي فيهما ابن كثير وأبو عمرو ، وقرأ باقي السبعة : " فك " بضم الكاف والإضافة وإطعام عطفا عليها . والكسائي
قوله : ( مطبقة ) هو قول مؤصدة أبي عبيدة ، وقد تقدم في صفة النار من بدء الخلق ، ويأتي في حديث آخر في تفسير الهمزة .
( تنبيه ) : لم يذكر في سورة البلد حديثا مرفوعا ويدخل فيها حديث البراء قال : . قال : أوليستا بواحدة ؟ قال : لا ، إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها أعتق النسمة أو فك الرقبة أخرجه جاء أعرابي فقال : يا رسول [ ص: 575 ] الله علمني عملا يدخلني الجنة ، قال : لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة ، أحمد وابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عنه وصححه . ابن حبان
91 - سورة ( والشمس وضحاها ) بسم الله الرحمن الرحيم وقال مجاهد : ضحاها : ضوءها إذا تلاها تبعها . وطحاها : دحاها . ودساها : أغواها . فألهمها : عرفها الشقاء والسعادة . وقال مجاهد : بطغواها : بمعاصيها . ولا يخاف عقباها : عقبى أحد .
قوله : ( - بسم الله الرحمن الرحيم ) ثبتت البسملة سورة والشمس وضحاها لأبي ذر .
قوله : ( وقال مجاهد : ضحاها : ضوءها . إذا تلاها تبعها . وطحاها : دحاها . ودساها : أغواها ) ثبت هذا كله للنسفي وحده ، وقد تقدم لهم في بدء الخلق مفرقا إلا قوله : دساها فأخرجه الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا ، وقد أخرج من طريق الحاكم حصين عن مجاهد عن ابن عباس جميع ذلك
قوله : ( : عرفها الشقاء والسعادة ) ثبت هذا فألهمها للنسفي وحده ، وقد أخرجه الطبري من طريق مجاهد
قوله : ( ولا يخاف عقباها : عقبى أحد ) وصله الفريابي من طريق مجاهد في قوله : ولا يخاف عقباها : الله لا يخاف عقبى أحد ، وهو مضبوط بفتح الألف والمهملة ، وفي بعض النسخ بسكون الخاء المعجمة بعدها ذال معجمة ، قال الفراء : قرأ أهل البصرة والكوفة بالواو وأهل المدينة بالفاء " فلا يخاف " فالواو صفة العاقر أي عقر ولم يخف عاقبة عقرها ، أو المراد لا يخاف الله أن يرجع بعد إهلاكها ، فالفاء على هذا أجود ، والضمير في عقباها للدمدمة أو لثمود أو للنفس المقدم ذكرها ، والدمدمة : الهلاك العام .
قوله : ( : معاصيها ) وصله بطغواها الفريابي من طريق مجاهد بلفظ : " معصيتها " وهو الوجه . والطغوى : بفتح الطاء والقصر الطغيان ، ويحتمل في الباء أن تكون للاستعانة وللسبب ، أو المعنى كذبت بالعذاب الناشئ عن طغيانها .
قوله : ( ) هو ابن عروة بن الزبير . هشام
قوله : ( عبد الله بن زمعة ) أي ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى صحابي مشهور ، وأمه قريبة أخت أم سلمة أم المؤمنين ، وكان تحته . وقد تقدم في زينب بنت أم سلمة ثمود من أحاديث الأنبياء أنه ليس [ ص: 576 ] له في قصة البخاري سوى هذا الحديث ، وأنه يشتمل على ثلاثة أحاديث .
قوله : ( وذكر الناقة ) أي صالح ، والواو عاطفة على شيء محذوف تقديره : فخطب فذكر كذا وذكر الناقة . ناقة
قوله : ( والذي عقر ) كذا هنا بحذف المفعول ، وتقدم بلفظ : " عقرها " أي الناقة .
قوله : إذ انبعث تقدم في أحاديث الأنبياء بلفظ انتدب ، تقول ندبته إلى كذا فانتدب له أي أمرته فامتثل .
قوله : ( عزيز ) أي قليل المثل .
قوله : ( عارم ) بمهملتين أي صعب على من يرومه كثير الشهامة والشر .
قوله : ( منيع ) أي : قوي ذو منعة أي : رهط يمنعونه من الضيم ، وقد تقدم في أحاديث الأنبياء بلفظ : " ذو منعة " وتقدم بيان اسمه وسبب عقره الناقة .
قوله : ( مثل أبي زمعة ) يأتي في الحديث الذي بعده .
قوله : ( وذكر النساء ) أي وذكر في خطبته النساء استطرادا إلى ما يقع من أزواجهن .
قوله : ( يعمد ) بكسر الميم وسيأتي شرحه في كتاب النكاح .
قوله : ( ثم وعظهم في ضحكهم ) في رواية الكشميهني " في ضحك " بالتنوين وقال : لم يضحك أحدكم مما يفعل ؟ يأتي الكلام عليه في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وقال أبو معاوية إلخ ) وصله إسحاق بن راهويه في مسنده قال : أنبأنا أبو معاوية ، فذكر الحديث بتمامه وقال : في آخره " مثل أبي زمعة عم الزبير بن العوام " كما علقه سواء . وقد أخرجه البخاري أحمد عن أبي معاوية لكن لم يقل في آخره " عم الزبير بن العوام " قوله : ( عم الزبير بن العوام ) هو عم الزبير مجازا لأنه الأسود بن المطلب بن أسد ، والعوام بن خويلد بن أسد . فنزل ابن العم منزلة الأخ فأطلق عليه عما بهذا الاعتبار ، كذا جزم الدمياطي باسم أبي زمعة هنا وهو المعتمد وقال القرطبي في " المفهم " : يحتمل أن المراد بأبي زمعة الصحابي الذي بايع تحت الشجرة يعني وهو عبيد البلوي ، قال : ووجه تشبيهه به إن كان كذلك أنه كان في عزة ومنعة في قومه كما كان ذلك الكافر ، قال : ويحتمل أن يريد غيره ممن يكنى أبا زمعة من الكفار .
قلت : وهذا الثاني هو المعتمد ، والغير المذكور هو الأسود ، وهو جد عبد الله بن زمعة راوي هذا الخبر ، لقوله في نفس الخبر " عم الزبير بن العوام " وليس بين البلوي وبين الزبير نسب . وقد أخرج الزبير بن بكار هذا الحديث في ترجمة الأسود بن المطلب من طريق عامر بن صالح عن وزاد " قال : فتحدث بها هشام بن عروة عروة وأبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة جالس ، فكأنه وجد منها ، فقال له عروة : يا ابن أخي ، والله ما حدثنيها أبوك إلا وهو يفخر بها ، وكان الأسود أحد المستهزئين ، ومات على كفره بمكة ، وقتل ابنه زمعة يوم بدر كافرا أيضا .