الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وصد

                                                          وصد : الوصيد : فناء الدار والبيت . قال الله - عز وجل - : وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ; قال الفراء : الوصيد والأصيد لغتان مثل الوكاف والإكاف ، وهما الفناء ، قال : قال ذلك يونس والأخفش . والوصيدة : بيت يتخذ من الحجارة للمال في الجبال . والوصاد : المطبق . وأوصد الباب وآصده : أغلقه ، فهو موصد ، مثل أوجعه ، فهو موجع . وفي حديث أصحاب الغار : فوقع الجبل على باب الكهف فأوصده أي سده ، من أوصدت الباب إذا أغلقته ، ويروى : فأوطده ، بالطاء ، وسيأتي ذكره . وأوصد القدر : أطبقها ، والاسم منهما جميعا الوصاد ، حكاه اللحياني . وقوله - عز وجل - : إنها عليهم مؤصدة ، وقرئ موصدة ، بغير همز . قال أبو عبيدة : آصدت وأوصدت إذا أطبقت ، ومعنى مؤصدة أي مطبقة عليهم . وقال الليث : الإصاد والأصيد هما بمنزلة المطبق . يقال : أطبق عليهم الأصاد والوصاد والأصيدة . والوصيدة كالحظيرة تتخذ للمال إلا أنها من الحجارة والحظيرة من الغصنة . تقول منه : استوصدت في الجبل إذا اتخذت الوصيدة . والموصد : الخدر ; أنشد ثعلب :


                                                          وعلقت ليلى وهي ذات موصد ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

                                                          ووصد النساج بعض الخيط في بعض وصدا ووصده : أدخل اللحمة في السدى . والوصاد : الحائك . وفي النوادر : وصدت بالمكان أصد ، ووتدت أتد إذا ثبت . ويقال : وصد الشيء ووصب أي ثبت ، فهو واصد وواصب ، ومثله الصيهد . والصيهب : الحر الشديد . والوصيد : النبات المتقارب الأصول . ووصده : أغراه ; وأوصد الكلب بالصيد كذلك . والتوصيد : التحذير ; وقوله أنشده يعقوب :


                                                          ومرهق سال إمتاعا بوصدته     لم يستعن وحوامي الموت تغشاه

                                                          قال ابن سيده : لم يفسره . قال : وعندي أنه إنما عنى به خبنة سراويله ، أو غير ذلك منها ، وقوله لم يستعن أي لم يحلق عانته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية