الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وصم

                                                          وصم : الوصم : الصدع في العود من غير بينونة . يقال : بهذه القناة وصم . وقد وصمت الشيء إذا شددته بسرعة . وصمه وصما صدعه . والوصم : العيب في الحسب ، وجمعه وصوم ; قال :


                                                          أرى المال يغشى ذا الوصوم فلا ترى ويدعى من الأشراف أن كان غانيا

                                                          ورجل موصوم الحسب إذا كان معيبا . ووصم الشيء : عابه . والوصمة : العيب في الكلام ، ومنه قول خالد بن صفوان لرجل : رحم الله أباك فما رأيت رجلا أسكن فورا ، ولا أبعد غورا ، ولا آخذ بذنب حجة ، ولا أعلم بوصمة ولا أبنة في كلام منه ; الأبنة : العيب في الكلام كالوصمة ، وهو مذكور في موضعه . والوصم : المرض . أبو عبيد : الوصم العيب يكون في الإنسان وفي كل شيء . والوصم : العيب والعار ، يقال : ما في فلان وصمة أي عيب ; قال الشاعر :


                                                          فإن تك جرم ذات وصم فإنما     دلفنا إلى جرم بألأم من جرم

                                                          الفراء : الوصم العيب . وقناة فيها وصم أي صدع في أنبوبها . والوصمة : الفترة في الجسد . ووصمته الحمى فتوصم : آلمته فتألم ; أنشد ثعلب لأبي محمد الفقعسي :


                                                          لم يلق بؤسا لحمه ولا دمه     ولم تبت حمى به توصمه

                                                          ولم يجشئ عن طعام يبشمه تدق مدماك الطوي قدمه ووصمه : فتره وكسله ; قال لبيد :


                                                          وإذا رمت رحيلا فارتحل     واعص ما يأمر توصيم الكسل

                                                          الجوهري : التوصيم في الجسد كالتكسير ، والفترة والكسل . وفي الحديث : وإن نام حتى يصبح أصبح ثقيلا موصما ; الوصم : الفترة والكسل والتواني . وفي حديث فارعة أخت أمية : قالت له هل تجد شيئا ؟ قال : لا إلا توصيما في جسدي ، ويروى : إلا توصيبا ، بالباء ، وقد تقدم ذكره . وفي كتاب وائل بن حجر : لا توصيم في الدين أي لا تفتروا في إقامة الحدود ولا تحابوا فيها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية