الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وعم

                                                          وعم : ذكر الأزهري عن يونس بن حبيب أنه قال : يقال وعمت الدار أعم وعما أي قلت لها انعمي ; وأنشد :


                                                          عما طللي جمل على النأي واسلما

                                                          وقال الجوهري : وعم الدار ، قال لها عمي صباحا ، قال يونس : وسئل أبو عمرو بن العلاء عن قول عنترة :


                                                          وعمي صباحا دار عبلة واسلمي

                                                          فقال : هو كما يعمي المطر ويعمي البحر بزبده ، وأراد كثرة الدعاء لها بالاستسقاء ، قال الأزهري : إن كان من عمى يعمي إذا سال فحقه أن يروى واعمي صباحا ، فيكون أمرا من عمى يعمي إذا سال أو رمى ، قال : والذي سمعناه وحفظناه في تفسير عم صباحا أن معناه انعم صباحا ، كذلك روي عن ابن الأعرابي قال : ويقال انعم صباحا وعم صباحا بمعنى واحد ; قال الأزهري : كأنه لما كثر هذا الحرف في كلامهم حذفوا بعض حروفه لمعرفة المخاطب به ، وهذا كقولهم : لاهم ، وتمام الكلام اللهم ، وكقولك : لهنك ، والأصل لله إنك . قال ابن سيده : وعم بالخبر وعما أخبر به ، ولم يحقه ، والغين المعجمة ، أعلى . والوعم : خطة في الجبل تخالف سائر لونه ، والجمع وعام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية