الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقب

                                                          وقب : الأوقاب : الكوى ، واحدها وقب . والوقب في الجبل : نقرة يجتمع فيها الماء . والوقبة : كوة عظيمة فيها ظل . والوقب والوقبة : نقر في الصخرة يجتمع فيه الماء ; وقيل : هي نحو البئر في الصفا ، تكون قامة أو قامتين ، يستنقع فيها ماء السماء . وكل نقر في الجسد : وقب ، كنقر العين والكتف . ووقب العين : نقرتها ; تقول : وقبت عيناه ، غارتا . وفي حديث جيش الخبط : فاغترفنا من وقب عينه بالقلال الدهن ; الوقب : هو النقرة التي تكون فيها العين . والوقبان من الفرس : هزمتان فوق عينيه ، والجمع من ذلك وقوب ووقاب . ووقب المحالة : الثقب الذي يدخل فيه المحور . ووقبة الثريد والمدهن : أنقوعته . الليث : الوقب كل قلت أو حفرة ، كقلت في فهر ، وكوقب المدهنة ; وأنشد :


                                                          في وقب خوصاء كوقب المدهن

                                                          الفراء : الإيقاب إدخال الشيء في الوقبة . ووقب الشيء يقب وقبا : دخل ، وقيل : دخل في الوقب . وأوقب الشيء : أدخله في الوقب . وركية وقباء : غائرة الماء . وامرأة ميقاب : واسعة الفرج . وبنو الميقاب : نسبوا إلى أمهم ، يريدون سبهم بذلك . ووقب القمر وقوبا : دخل في الظل الصنوبري الذي يكسفه . وفي التنزيل العزيز : ومن شر غاسق إذا وقب ; الفراء : الغاسق الليل ; إذا وقب إذا دخل في كل شيء وأظلم . وروي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما طلع القمر هذا الغاسق إذا وقب ، فتعوذي بالله من شره ، وفي حديث آخر لعائشة : تعوذي بالله من هذا الغاسق إذا وقب أي الليل إذا دخل وأقبل بظلامه . ووقبت الشمس وقبا ووقوبا : غابت ; وفي الصحاح : ودخلت موضعها . قال محمد بن المكرم : في قول الجوهري دخلت موضعها ، تجوز في اللفظ ، فإنها لا موضع لها تدخله . وفي الحديث لما رأى الشمس قد وقبت قال : هذا حين حلها ; وقبت أي غابت ; وحين حلها أي الوقت الذي يحل فيه أداؤها ، يعني صلاة المغرب . والوقوب : الدخول في كل شيء ; وقيل : كل ما غاب فقد وقب وقبا . ووقب الظلام : أقبل ، ودخل على الناس ; قال الجوهري : ومنه قوله تعالى : ومن شر غاسق إذا وقب ; قال الحسن : إذا دخل على الناس . والوقب : الرجل الأحمق ، مثل الوغب ; قال الأسود بن يعفر :


                                                          أبني نجيح إن أمكم أمة     وإن أباكم وقب أكلت
                                                          خبيث الزاد فاتخمت     عنه وشم خمارها الكلب

                                                          ورجل وقب : أحمق ، والجمع أوقاب ، والأنثى وقبة . والوقبي : المولع بصحبة الأوقاب ، وهم الحمقى . وفي حديث الأحنف : إياكم وحمية الأوقاب ; هم الحمقى . وقال ثعلب : الوقب الدنيء النذل ، من قولك وقب في الشيء : دخل فكأنه يدخل في الدناءة ، وهذا من الاشتقاق البعيد . والوقب :

                                                          صوت يخرج من قنب الفرس ، وهو وعاء قضيبه . ووقب الفرس يقب وقبا ووقيبا ، وهو صوت قنبه ; وقيل : هو صوت تقلقل جردان الفرس في قنبه ، ولا فعل لشيء من أصوات قنب الدابة ، إلا هذا . والأوقاب : قماش البيت . والميقاب : الرجل الكثير الشرب للنبيذ . وقال مبتكر الأعرابي : إنهم يسيرون سير الميقاب ; وهو أن يواصلوا بين يوم وليلة . والميقب : الودعة . وأوقب القوم : جاعوا . والقبة : التي تكون في البطن ، شبه الفحث . والقبة : الإنفحة إذا عظمت من الشاة ; وقال ابن الأعرابي : لا يكون ذلك في غير الشاء . والوقباء : موضع ، يمد ويقصر ، والمد أعرف . الصحاح : والوقبى ماء لبني مازن ; قال أبو الغول الطهوي :


                                                          هم منعوا حمى الوقبى بضرب     يؤلف بين أشتات المنون

                                                          قال ابن بري : صواب إنشاده : حمى الوقبى ; بفتح القاف . والحمى : المكان الممنوع ، يقال : أحميت الموضع إذا جعلته حمى . فأما حميته ، فهو بمعنى حفظته . والأشتات : جمع شت ، وهو المتفرق . وقوله : يؤلف بين أشتات المنون ، أراد أن هذا الضرب جمع بين منايا قوم متفرقي الأمكنة ، لو أتتهم مناياهم في أمكنتهم ، فلما اجتمعوا في موضع واحد ، أتتهم المنايا مجتمعة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية