الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 641 ] قوله تعالى : وإذ تأذن ربك الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : وإذ تأذن ربك الآية ، قال : الذين يسومونهم سوء العذاب محمد وأمته إلى يوم القيامة ، وسوء العذاب الجزية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : وإذ تأذن ربك الآية ، قال : هم اليهود ، بعث عليهم العرب يجبونهم الخراج ، فهو سوء العذاب ، ولم يكن من نبي جبا الخراج إلا موسى -عليه السلام - جباه ثلاث عشرة سنة ، ثم كف عنه ، وإلا النبي صلى الله عليه وسلم . وفي قوله : وقطعناهم الآية ، قال : هم اليهود بسطهم الله في الأرض ، فليس في الأرض بقعة إلا وفيها عصابة منهم وطائفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : وإذ تأذن ربك يقول : قال ربك : ليبعثن عليهم قال : على اليهود والنصارى إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب فبعث الله عليهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يأخذون منهم الجزية وهم صاغرون ، وقطعناهم في الأرض أمما . قال : يهود ؛ منهم الصالحون : وهم مسلمة أهل الكتاب ، ومنهم دون ذلك . قال : اليهود ، وبلوناهم بالحسنات قال : الرخاء والعافية ، [ ص: 642 ] والسيئات قال : البلاء والعقوبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري في "الوقف والابتداء" عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله وقطعناهم في الأرض أمما ما الأمم قال : الفرق . وقال فيه بشر بن أبي حازم :


                                                                                                                                                                                                                                      من قيس عيلان في ذوائبها منهم وهم بعد قادة الأمم .



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس : وبلوناهم بالحسنات والسيئات قال : بالخصب والجدب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية