الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 2884 ]

                                                          قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين .

                                                          وإن الذين يردون هم الكبراء البارزون فيهم، كشأن أعداء الأنبياء دائما; لأنهم الذين يخافون على سلطانهم، كما رأيت في الذين عاندوا نوحا وكفروا به، وكما رأيت في الذين عاندوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - وكما نرى في الذين عاندوا هودا أخا عاد، وقد بادروه بالطعن في شخصه، قالوا في شخصه: إنا لنراك في سفاهة وأكدوا ذلك بـ"إن" وباللام، أي: إنا لنراك في خفة عقل وحمق وطيش وذلك استخفاف به؛ لأنهم ضالون، ودعاهم إلى الحق الذي لا ريب فيه.

                                                          وأما طعنهم في قوله فهو قولهم: وإنا لنظنك من الكاذبين والظن هنا هو العلم المزعوم عندهم، بدليل أنه أكدوا حكمهم بـ(إن) و(اللام) وكونه داخلا في زمرة الكاذبين، وقد يطلق الظن بمعنى العلم، وهو هنا كذلك.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية