يسر
يسر : اليسر : اللين ، والانقياد يكون ذلك للإنسان والفرس ، وقد يسر ييسر . وياسره : لاينه ; أنشد
ثعلب :
قوم إذا شومسوا جد الشماس بهم ذات العناد وإن ياسرتهم يسروا
وياسره أي ساهله . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376462إن هذا الدين يسر ، اليسر ضد العسر ، أراد أنه سهل سمح قليل التشديد . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376463يسروا ولا تعسروا . وفي الحديث الآخر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376464من أطاع الإمام وياسر الشريك أي ساهله . وفي الحديث :
كيف تركت البلاد ؟ فقال : تيسرت أي أخصبت ، وهو من اليسر . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376465لن يغلب عسر يسرين ، وقد ذكر في فصل العين . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376466تياسروا في الصداق أي تساهلوا فيه ولا تغالوا . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376467اعملوا وسددوا وقاربوا فكل ميسر لما خلق له أي مهيأ مصروف مسهل . ومنه الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376468وقد يسر له طهور أي هيئ ووضع . ومنه الحديث :
قد تيسرا للقتال أي تهيآ له واستعدا .
الليث : يقال إنه ليسر خفيف ويسر إذا كان لين الانقياد ، يوصف به الإنسان والفرس ; وأنشد :
إني على تحفظي ونزري أعسر إن مارستني بعسر
ويسر لمن أراد يسري
ويقال : إن قوائم هذا الفرس ليسرات خفاف ; يسر إذا كن طوعه ، والواحدة يسرة ويسرة . واليسر : السهل ; وفي قصيد
كعب :
تخدي على يسرات وهي لاهية
اليسرات : قوائم الناقة .
الجوهري : اليسرات القوائم الخفاف . ودابة حسنة التيسور أي حسنة نقل القوائم . ويسر الفرس : صنعه . وفرس حسن التيسور أي حسن السمن ، اسم كالتعضوض .
أبو الدقيش : يسر فلان فرسه ، فهو ميسور ، مصنوع سمين ; قال
المرار يصف فرسا :
قد بلوناه على علاته وعلى التيسور منه والضمر
والطعن اليسر : حذاء وجهك . وفي حديث
علي - رضي الله عنه - : اطعنوا اليسر ; هو بفتح الياء وسكون السين ، الطعن حذاء الوجه . وولدت المرأة ولدا يسرا أي في سهولة ، كقوله سرحا ، وقد أيسرت ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وزعم
اللحياني أن العرب تقول في الدعاء وأذكرت أتت بذكر ، ويسرت الناقة : خرج ولدها سرحا ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
فلو أنها كانت لقاحي كثيرة لقد نهلت من ماء حد وعلت
ولكنها كانت ثلاثا مياسرا وحائل حول أنهرت فأحلت
ويسر الرجل سهلت ولادة إبله وغنمه ولم يعطب منها شيء ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ; وأنشد :
بتنا إليه يتعاوى نقده ميسر الشاء كثيرا عدده
والعرب تقول : قد يسرت الغنم إذا ولدت وتهيأت للولادة . ويسرت الغنم : كثرت وكثر لبنها ونسلها ، وهو من السهولة ; قال
أبو أسيدة الدبيري :
إن لنا شيخين لا ينفعاننا غنيين لا يجدي علينا غناهما
هما سيدانا يزعمان وإنما يسوداننا أن يسرت غنماهما
أي ليس فيهما من السيادة إلا كونهما قد يسرت غنماهما ، والسودد يوجب البذل والعطاء والحراسة والحماية وحسن التدبير والحلم ، وليس عندهما من ذلك شيء . قال
الجوهري : ومنه قولهم رجل ميسر ، بكسر السين ، وهو خلاف المجنب .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : ويسرت الإبل كثر لبنها كما يقال ذلك في الغنم . واليسر واليسار والميسرة والميسرة ، كله : السهولة ، والغنى قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ليست الميسرة على الفعل ولكنها كالمسربة والمشربة في أنهما ليستا على الفعل . وفي التنزيل العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280فنظرة إلى ميسرة ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : قراءة
مجاهد : فنظرة إلى ميسره ، قال : هو من باب معون ومكرم ، وقيل : هو على حذف الهاء . والميسرة والميسرة : السعة والغنى . قال
الجوهري : وقرأ بعضهم فنظرة إلى ميسره ، بالإضافة ; قال
الأخفش : وهو غير جائز لأنه ليس في الكلام مفعل ، بغير الهاء ، وأما مكرم ومعون فهما جمع مكرمة ومعونة . وأيسر الرجل إيسارا ويسرا ; عن
كراع واللحياني : صار ذا يسار ; قال : والصحيح أن اليسر الاسم والإيسار المصدر . ورجل موسر ، والجمع مياسير ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، قال
أبو الحسن : وإنما ذكرنا مثل هذا الجمع ; لأن حكم مثل هذا أن يجمع بالواو والنون في المذكر ، وبالألف والتاء في المؤنث . واليسر : ضد العسر ، وكذلك اليسر مثل عسر وعسر . التهذيب : واليسر والياسر من الغنى والسعة ، ولا يقال يسار .
الجوهري : اليسار واليسارة الغنى . غيره : وقد أيسر الرجل أي استغنى يوسر ، صارت الياء واوا لسكونها وضمة ما قبلها ; وقال :
ليس تخفى يسارتي قدر يوم ولقد يخفي شيمتي إعساري
ويقال : أنظرني حتى يسار ، وهو مبني على الكسر لأنه معدول عن
[ ص: 316 ] المصدر ، وهو الميسرة ; قال الشاعر :
فقلت امكثي حتى يسار لعلنا نحج معا قالت أعاما وقابله
وتيسر لفلان الخروج واستيسر له بمعنى أي تهيأ .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وتيسر الشيء واستيسر تسهل . ويقال : أخذ ما تيسر وما استيسر ، وهو ضد ما تعسر والتوى . وفي حديث الزكاة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376470ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما ; استيسر استفعل من اليسر ، أي ما تيسر وسهل ، وهذا التخيير بين الشاتين والدراهم ، أصل في نفسه وليس ببدل فجرى مجرى تعديل القيمة لاختلاف ذلك في الأزمنة والأمكنة ، وإنما هو تعويض شرعي كالغرة في الجنين والصاع في المصراة ، والسر فيه أن الصدقة كانت تؤخذ في البراري وعلى المياه حيث لا يوجد سوق ولا يرى مقوم يرجع إليه ، فحسن في الشرع أن يقدر شيء يقطع النزاع والتشاجر .
أبو زيد : تيسر النهار تيسرا إذا برد . ويقال : أيسر أخاك أي نفس عليه في الطلب ولا تعسره أي لا تشدد عليه ولا تضيق . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فما استيسر من الهدي ; قيل : ما تيسر من الإبل والبقر والشاء ، وقيل : من بعير أو بقرة أو شاة . ويسره هو : سهله ; وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : يسره ووسع عليه وسهل . والتيسير يكون في الخير والشر ; وفي التنزيل العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فسنيسره لليسرى ، فهذا في الخير ، وفيه :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فسنيسره للعسرى ; فهذا في الشر ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
أقام وأقوى ذات يوم وخيبة لأول من يلقى وشر ميسر
والميسور : ضد المعسور . وقد يسره الله لليسرى أي وفقه لها .
الفراء في قوله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فسنيسره لليسرى ، يقول : سنهيئه للعود إلى العمل الصالح ; قال : وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فسنيسره للعسرى ، قال : إن قال قائل كيف كان نيسره للعسرى ، وهل في العسرى تيسير ؟ قال : هذا كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3وبشر الذين كفروا بعذاب أليم ، فالبشارة في الأصل الفرح ، فإذا جمعت في كلامين أحدهما خير والآخر شر جاز التيسير فيهما . والميسور : ما يسر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : هذا قول أهل اللغة ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه فقال : هو من المصادر التي جاءت على لفظ مفعول ونظيره المعسور ; قال
أبو الحسن : هذا هو الصحيح لأنه لا فعل له إلا مزيدا ، لم يقولوا يسرته في هذا المعنى ، والمصادر التي على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به ; لأن فعل وفعل وفعل إنما مصادرها المطردة بالزيادة مفعل كالمضرب ، وما زاد على هذا فعلى لفظ المفعل كالمسرح من قوله :
ألم تعلم مسرحي القوافي
وإنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإن لم يلفظ به كالمجلود من تجلد ، ولذلك يخيل
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه المفعول في المصدر إذا وجده فعلا ثلاثيا على غير لفظه ، ألا تراه قال في المعقول : كأنه حبس له عقله ؟ ونظيره المعسور وله نظائر . واليسرة : ما بين أسارير الوجه والراحة . التهذيب . واليسرة تكون في اليمنى واليسرى ، وهو خط يكون في الراحة يقطع الخطوط التي في الراحة كأنها الصليب .
الليث : اليسرة فرجة ما بين الأسرة من أسرار الراحة يتيمن بها ، وهي من علامات السخاء .
الجوهري : اليسرة ، بالتحريك ، أسرار الكف إذا كانت غير ملتزقة ، وهي تستحب ; قال
شمر : ويقال في فلان يسر ; وأنشد :
فتمتى النزع في يسره
قال : هكذا روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، قال : وفسره حيال وجهه . واليسر من الفتل : خلاف الشزر .
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : الشزر ما طعنت عن يمينك وشمالك ، واليسر ما كان حذاء وجهك ، وقيل : الشزر الفتل إلى فوق واليسر إلى أسفل ، وهو أن تمد بيمينك نحو جسدك ; وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
فتمتى النزع في يسره
جمع يسرى ، ورواه
أبو عبيد : في يسره ، جمع يسار . واليسار : اليد اليسرى . والميسرة : نقيض الميمنة . واليسار واليسار : نقيض اليمين ; الفتح عند
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت أفصح ، وعند
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد الكسر ، وليس في كلامهم اسم في أوله ياء مكسورة إلا في اليسار يسار ، وإنما رفض ذلك استثقالا للكسرة في الياء ، والجمع يسر ; عن
اللحياني ، ويسر عن
أبي حنيفة .
الجوهري : واليسار خلاف اليمين ، ولا تقل اليسار ، بالكسر . واليسرى خلاف اليمنى ، والياسر كاليامن ، والميسرة كالميمنة ، والياسر نقيض اليامن ، واليسرة خلاف اليمنة . وياسر بالقوم : أخذ بهم يسرة ، ويسر ييسر : أخذ بهم ذات اليسار ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
الجوهري : تقول ياسر بأصحابك أي خذ بهم يسارا ، وتياسر يا رجل لغة في ياسر ، وبعضهم ينكره .
أبو حنيفة : يسرني فلان ييسرني يسرا جاء على يساري . ورجل أعسر يسر : يعمل بيديه جميعا ، والأنثى عسراء يسراء ، والأيسر نقيض الأيمن . وفي الحديث : كان
عمر - رضي الله عنه - أعسر أيسر ; قال
أبو عبيد : هكذا روي في الحديث ، وأما كلام العرب فالصواب أنه أعسر يسر ، وهو الذي يعمل بيديه جميعا ، وهو الأضبط . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : كان
عمر - رضي الله عنه - أعسر يسرا ، ولا تقل أعسر أيسر . وقعد فلان يسرة أي شأمة . ويقال : ذهب فلان يسرة من هذا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : اليسر الذي يساره في القوة مثل يمينه ، قال : وإذا كان أعسر وليس بيسر كانت يمينه أضعف من يساره . وقال
أبو زيد : رجل أعسر يسر وأعسر أيسر ، قال : أحسبه مأخوذا من اليسرة في اليد ، قال : وليس لهذا أصل ;
الليث : رجل أعسر يسر ، وامرأة عسراء يسرة . والميسر : اللعب بالقداح ، يسر ييسر يسرا . واليسر : الميسر المعد ، وقيل : كل معد يسر . واليسر : المجتمعون على الميسر ، والجمع أيسار ; قال
طرفة :
وهم أيسار لقمان إذا أغلت الشتوة أبداء الجزر
واليسر : الضريب . والياسر : الذي يلي قسمة الجزور ، والجمع أيسار . وقد تياسروا . قال
أبو عبيد : وقد سمعتهم يضعون الياسر موضع اليسر واليسر موضع الياسر . التهذيب : وفي التنزيل العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219يسألونك عن الخمر والميسر ; قال
مجاهد : كل شيء فيه قمار فهو من
[ ص: 317 ] الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز . وروي عن
علي - كرم الله وجهه - أنه قال : الشطرنج ميسر العجم ; شبه اللعب به بالميسر ، وهو القداح ونحو ذلك . قال
عطاء في الميسر : إنه القمار بالقداح في كل شيء .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الياسر له قدح ، وهو اليسر واليسور ; وأنشد :
بما قطعن من قربى قريب وما أتلفن من يسر يسور
وقد يسر ييسر إذا جاء بقدحه للقمار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابن شميل : الياسر الجزار . وقد يسروا أي نحروا . ويسرت الناقة : جزأت لحمها . ويسر القوم الجزور أي اجتزروها واقتسموا أعضاءها ; قال
سحيم بن وثيل اليربوعي :
أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني ألم تعلموا أني ابن فارس زهدم
كان وقع عليه سباء فضرب عليه بالسهام ، وقوله ييسرونني هو من الميسر أي يجزئونني ويقتسمونني . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13996أبو عمر الجرمي : يقال أيضا اتسروها يتسرونها اتسارا ، على افتعلوا ، قال : وناس يقولون يأتسرونها ائتسارا ، بالهمز ، وهم مؤتسرون ، كما قالوا في اتعد . والأيسار : واحدهم يسر ، وهم الذين يتقامرون . والياسرون : الذين يلون قسمة الجزور ; وقال في قول
الأعشى :
والجاعلو القوت على الياسر
يعني الجازر . والميسر : الجزور نفسه ، سمي ميسرا لأنه يجزأ أجزاء فكأنه موضع التجزئة . وكل شيء جزأته ، فقد يسرته . والياسر : الجازر لأنه يجزئ لحم الجزور ، وهذا الأصل في الياسر ، ثم يقال للضاربين بالقداح والمتقامرين على الجزور : ياسرون ، لأنهم جازرون إذا كانوا سببا لذلك .
الجوهري : الياسر اللاعب بالقداح ، وقد يسر ييسر ، فهو ياسر ويسر ، والجمع أيسار ; قال الشاعر :
فأعنهم وايسر بما يسروا به وإذا هم نزلوا بضنك فانزل
قال : هذه رواية
أبي سعيد ولم تحذف الياء فيه ولا في ييعر ويينع كما حذفت في يعد وأخواته ، لتقوي إحدى الياءين بالأخرى ، ولهذا قالوا في لغة
بني أسد : ييجل ، وهم لا يقولون يعلم لاستثقالهم الكسرة على الياء ، فإن قال : فكيف لم يحذفوها مع التاء والألف والنون ؟ قيل له : هذه الثلاثة مبدلة من الياء ، والياء هي الأصل ، يدل على ذلك أن فعلت وفعلت وفعلتا مبنيات على فعل . واليسر والياسر بمعنى ; قال
أبو ذؤيب :
وكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري عند قول
الجوهري ولم تحذف الياء في ييعر ويينع كما حذفت في يعد لتقوي إحدى الياءين بالأخرى ، قال : قد وهم في ذلك ; لأن الياء ليس فيها تقوية للياء ألا ترى أن بعض العرب يقول في ييئس يئس مثل يعد ؟ فيحذفون الياء كما يحذفون الواو لثقل الياءين ولا يفعلون ذلك مع الهمزة والتاء والنون ، لأنه لم يجتمع فيه ياءان ، وإنما حذفت الواو من يعد لوقوعها بين ياء وكسرة فهي غريبة منهما ، فأما الياء فليست غريبة من الياء ولا من الكسرة ، ثم اعترض على نفسه فقال : فكيف لم يحذفوها مع التاء والألف والنون ؟ قيل له : هذه الثلاثة مبدلة من الياء ، والياء هي الأصل ; قال الشيخ : إنما اعترض بهذا لأنه زعم أنما صحت الياء في ييعر لتقويها بالياء التي قبلها فاعترض على نفسه ، وقال : إن الياء ثبتت وإن لم يكن قبلها ياء في مثل تيعر ونيعر وأيعر فأجاب بأن هذه الثلاثة بدل من الياء ، والياء هي الأصل ، قال : وهذا شيء لم يذهب إليه أحد غيره ، ألا ترى أنه لا يصح أن يقال همزة المتكلم في نحو أعد بدل من ياء الغيبة في يعد ؟ وكذلك لا يقال في تاء الخطاب أنت تعد إنها بدل من ياء الغيبة في يعد ، وكذلك التاء في قولهم هي تعد ليست بدلا من الياء التي هي للمذكر الغائب في يعد ، وكذلك نون المتكلم ومن معه في قولهم نحن نعد ليس بدلا من الياء التي للواحد الغائب ، ولو أنه قال : إن الألف والتاء والنون محمولة على الياء في بنات الياء في ييعر كما كانت محمولة على الياء حين حذفت الواو من يعد لكان أشبه من هذا القول الظاهر الفساد .
أبو عمرو : اليسرة وسم في الفخذين ، وجمعها أيسار ; ومنه قول
ابن مقبل :
فظعت إذا لم يستطع قسوة السرى ولا السير راعي الثلة المتصبح
على ذات أيسار كأن ضلوعها وأحناءها العليا السقيف المشبح
يعني الوسم في الفخذين ، ويقال : أراد قوائم لينة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري في شرح البيت : الثلة الضأن والمشبح المعرض ، يقال : شبحته إذا عرضته ، وقيل : يسرات البعير قوائمه ; وقال
ابن فسوة :
لها يسرات للنجاء كأنها مواقع قين ذي علاة ومبرد
قال : شبه قوائمها بمطارق الحداد ; وجعل
لبيد الجزور ميسرا ، فقال :
واعفف عن الجارات وام نحهن ميسرك السمينا
الجوهري : الميسر قمار العرب بالأزلام . وفي الحديث :
إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت ويفري به لئام الناس كالياسر الفالج ; الياسر من الميسر ، وهو القمار . واليسر في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : لا بأس أن يعلق اليسر على الدابة ، قال : اليسر ، بالضم ، عود يطلق البول . قال
الأزهري : هو عود أسر لا يسر ، والأسر احتباس البول . واليسير : القليل . وشيء يسير أي هين . ويسر : دحل
لبني يربوع ; قال
طرفة :
أرق العين خيال لم يقر طاف والركب بصحراء يسر
وذكر
الجوهري اليسر وقال : إنه بالدهناء ; وأنشد بيت
طرفة . يقول : أسهر عيني خيال طاف في النوم ولم يقر ، هو من الوقار ، يقال : وقر في مجلسه ، أي خيالها لا يزال يطوف ويسري ولا يتدع . ويسار وأيسر وياسر : أسماء . وياسر منعم : ملك من ملوك
حمير . ومياسر ويسار : اسم موضع ; قال
السليك :
دماء ثلاثة أردت قناتي وخاذف طعنة بقفا يسار
أراد بخاذف طعنة أنه ضارط من أجل الطعنة ; وقال
كثير :
إلى ظعن بالنعف نعف مياسر حدتها تواليها ومارت صدورها
وأما قول
لبيد أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
[ ص: 318 ] درى باليسارى جنة عبقرية مسطعة الأعناق بلق القوادم
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : فإنه لم يفسر اليسارى ، قال : وأراه موضعا . والميسر : نبت ريفي يغرس غرسا ، وفيه قصف ;
الجوهري وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق يخاطب
جريرا :
وإني لأخشى إن خطبت إليهم عليك الذي لاقى يسار الكواعب
هو اسم عبد كان يتعرض لبنات مولاه فجببن مذاكيره .
يسر
يَسَرَ : الْيَسْرُ : اللِّينُ ، وَالِانْقِيَادُ يَكُونُ ذَلِكَ لِلْإِنْسَانِ وَالْفَرَسِ ، وَقَدْ يَسَرَ يَيْسِرُ . وَيَاسَرَهُ : لَايَنَهُ ; أَنْشَدَ
ثَعْلَبٌ :
قَوْمٌ إِذَا شُومِسُوا جَدَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ذَاتَ الْعِنَادِ وَإِنْ يَاسَرْتَهُمْ يَسَرُوا
وَيَاسَرَهُ أَيْ سَاهَلَهُ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376462إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ ، الْيُسْرُ ضِدُّ الْعُسْرِ ، أَرَادَ أَنَّهُ سَهْلٌ سَمَحَ قَلِيلٌ التَّشْدِيدَ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376463يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا . وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376464مَنْ أَطَاعَ الْإِمَامَ وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ أَيْ سَاهَلَهُ . وَفِي الْحَدِيثِ :
كَيْفَ تَرَكْتَ الْبِلَادَ ؟ فَقَالَ : تَيَسَّرَتْ أَيْ أَخْصَبَتْ ، وَهُوَ مِنَ الْيُسْرِ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376465لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي فَصْلِ الْعَيْنِ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376466تَيَاسَرُوا فِي الصَّدَاقِ أَيْ تَسَاهَلُوا فِيهِ وَلَا تُغَالُوا . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376467اعْمَلُوا وَسَدِّدُوا وَقَارَبُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَيْ مُهَيَّأٌ مَصْرُوفٌ مُسَهَّلٌ . وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376468وَقَدْ يُسِّرَ لَهُ طَهُورٌ أَيْ هُيِّئَ وَوُضِعَ . وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
قَدْ تَيَسَّرَا لِلْقِتَالِ أَيْ تَهَيَّآ لَهُ وَاسْتَعَدَّا .
اللَّيْثُ : يُقَالُ إِنَّهُ لَيَسْرٌ خَفِيفٌ وَيَسَرٌ إِذَا كَانَ لَيِّنَ الِانْقِيَادِ ، يُوصَفُ بِهِ الْإِنْسَانُ وَالْفَرَسُ ; وَأَنْشَدَ :
إِنِّي عَلَى تَحَفُّظِي وَنَزْرِي أَعْسَرُ إِنَّ مَارَسْتَنِي بِعُسْرِ
وَيَسَرٌ لِمَنْ أَرَادَ يُسْرِي
وَيُقَالُ : إِنَّ قَوَائِمَ هَذَا الْفَرَسِ لِيَسَرَاتٌ خِفَافٌ ; يَسَرٌ إِذَا كُنَّ طَوْعَهُ ، وَالْوَاحِدَةُ يَسْرَةٌ وَيَسَرَةٌ . وَالْيَسَرُ : السَّهْلُ ; وَفِي قَصِيدِ
كَعْبٍ :
تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهِيَ لَاهِيَةٌ
الْيَسَرَاتُ : قَوَائِمُ النَّاقَةِ .
الْجَوْهَرِيُّ : الْيَسَرَاتُ الْقَوَائِمُ الْخِفَافُ . وَدَابَّةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَيْ حَسَنَةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ . وَيَسَّرَ الْفَرَسَ : صَنَعَهُ . وَفَرَسٌ حَسَنُ التَّيْسُورِ أَيْ حَسَنُ السِّمَنِ ، اسْمٌ كَالتَّعْضُوضِ .
أَبُو الدُّقَيْشِ : يَسَرَ فُلَانٌ فَرَسَهُ ، فَهُوَ مَيْسُورٌ ، مَصْنُوعٌ سَمِينٌ ; قَالَ
الْمَرَّارُ يَصِفُ فَرَسًا :
قَدْ بَلَوْنَاهُ عَلَى عِلَّاتِهِ وَعَلَى التَّيْسُورِ مِنْهُ وَالضُّمُرْ
وَالطَّعْنُ الْيَسْرُ : حِذَاءَ وَجْهِكَ . وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : اطْعَنُوا الْيَسْرَ ; هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ السِّينِ ، الطَّعْنُ حِذَاءَ الْوَجْهِ . وَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ وَلَدًا يَسَرًا أَيْ فِي سُهُولَةٍ ، كَقَوْلِهِ سَرَحًا ، وَقَدْ أَيْسَرَتْ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَزَعِمَ
اللِّحْيَانِيُّ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي الدُّعَاءِ وَأَذْكَرَتْ أَتَتْ بِذِكْرٍ ، وَيَسَرَتِ النَّاقَةُ : خَرَجَ وَلَدُهَا سَرَحًا ; وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ :
فَلَوْ أَنَّهَا كَانَتْ لِقَاحِي كَثِيرَةً لَقَدْ نَهِلَتْ مِنْ مَاءِ حُدٍّ وَعَلَّتِ
وَلَكِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا مَيَاسِرًا وَحَائِلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فَأَحَلَّتِ
وَيَسَّرَ الرَّجُلُ سَهُلَتْ وِلَادَةُ إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ وَلَمْ يَعْطَبْ مِنْهَا شَيْءٌ ; عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ ; وَأَنْشَدَ :
بِتْنَا إِلَيْهِ يَتَعَاوَى نَقَدُهُ مُيَسِّرَ الشَّاءِ كَثِيرًا عَدَدُهُ
وَالْعَرَبُ تَقُولُ : قَدْ يَسَرَتِ الْغَنَمُ إِذَا وَلَدَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِلْوِلَادَةِ . وَيَسَّرَتِ الْغَنَمُ : كَثُرَتْ وَكَثُرَ لَبَنُهَا وَنَسْلُهَا ، وَهُوَ مِنَ السُّهُولَةِ ; قَالَ
أَبُو أُسَيْدَةَ الدُّبَيْرِيُّ :
إِنَّ لَنَا شَيْخَيْنِ لَا يَنْفَعَانِنَا غَنِيَّيْنِ لَا يُجْدِي عَلَيْنَا غِنَاهُمَا
هُمَا سَيِّدَانَا يَزْعُمَانِ وَإِنَّمَا يَسُودَانِنَا أَنْ يَسَّرَتْ غَنَمَاهُمَا
أَيْ لَيْسَ فِيهِمَا مِنَ السِّيَادَةِ إِلَّا كَوْنُهُمَا قَدْ يَسَّرَتْ غَنِمَاهُمَا ، وَالسُّودَدُ يُوجِبُ الْبَذْلَ وَالْعَطَاءَ وَالْحِرَاسَةَ وَالْحِمَايَةَ وَحُسْنَ التَّدْبِيرِ وَالْحُلْمَ ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمَا مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ مُيَسِّرٌ ، بِكَسْرِ السِّينِ ، وَهُوَ خِلَافُ الْمُجَنِّبِ .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَيَسَّرَتِ الْإِبِلُ كَثُرَ لَبَنُهَا كَمَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْغَنَمِ . وَالْيُسْرُ وَالْيَسَارُ وَالْمَيْسَرَةُ وَالْمَيْسُرَةُ ، كُلُّهُ : السُّهُولَةُ ، وَالْغِنَى قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : لَيْسَتِ الْمَيْسَرَةُ عَلَى الْفِعْلِ وَلَكِنَّهَا كَالْمَسْرُبَةِ وَالْمَشْرُبَةِ فِي أَنَّهُمَا لَيْسَتَا عَلَى الْفِعْلِ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : قِرَاءَةُ
مُجَاهِدٍ : فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرِهِ ، قَالَ : هُوَ مِنْ بَابِ مَعْوُنٍ وَمَكْرُمٍ ، وَقِيلَ : هُوَ عَلَى حَذْفِ الْهَاءِ . وَالْمَيْسَرَةُ وَالْمَيْسُرَةُ : السَّعَةُ وَالْغِنَى . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ فَنَظْرَةٌ إِلَى مَيْسُرِهِ ، بِالْإِضَافَةِ ; قَالَ
الْأَخْفَشُ : وَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَفْعُلٌ ، بِغَيْرِ الْهَاءِ ، وَأَمَا مَكْرُمٌ وَمَعْوُنٌ فَهُمَا جَمْعُ مَكْرُمَةٍ وَمَعُونَةٍ . وَأَيْسَرَ الرَّجُلُ إِيسَارًا وَيُسْرًا ; عَنْ
كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ : صَارَ ذَا يَسَارٍ ; قَالَ : وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْيُسْرَ الِاسْمُ وَالْإِيْسَارَ الْمَصْدَرُ . وَرَجُلٌ مُوسِرٌ ، وَالْجَمْعُ مَيَاسِيرُ ; عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، قَالَ
أَبُو الْحَسَنِ : وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ ; لِأَنَّ حُكْمَ مِثْلَ هَذَا أَنْ يُجْمَعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الْمُذَكَّرِ ، وَبِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ . وَالْيُسْرُ : ضِدُّ الْعُسْرِ ، وَكَذَلِكَ الْيُسُرُ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ . التَّهْذِيبُ : وَالْيَسَرُ وَالْيَاسِرُ مِنَ الْغِنَى وَالسَّعَةِ ، وَلَا يُقَالُ يَسَارٌ .
الْجَوْهَرِيُّ : الْيَسَارُ وَالْيَسَارَةُ الْغِنَى . غَيْرُهُ : وَقَدْ أَيْسَرَ الرَّجُلُ أَيِ اسْتَغْنَى يُوسِرُ ، صَارَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِسُكُونِهَا وَضَمَّةِ مَا قَبْلَهَا ; وَقَالَ :
لَيْسَ تَخْفَى يَسَارَتِي قَدْرَ يَوْمٍ وَلَقَدْ يُخْفِي شِيمَتِي إِعْسَارِي
وَيُقَالُ : أَنْظِرْنِي حَتَّى يَسَارِ ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ لِأَنَّهُ مَعْدُولٌ عَنْ
[ ص: 316 ] الْمَصْدَرِ ، وَهُوَ الْمَيْسَرَةُ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
فَقُلْتُ امْكُثِي حَتَّى يَسَارِ لَعَلَّنَا نَحُجُّ مَعًا قَالَتْ أَعَامًا وَقَابِلَهُ
وَتَيَسَّرَ لِفُلَانٍ الْخُرُوجُ وَاسْتَيْسَرَ لَهُ بِمَعْنَى أَيْ تَهَيَّأَ .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَتَيَسَّرَ الشَّيْءُ وَاسْتَيْسَرَ تَسَهَّلَ . وَيُقَالُ : أَخَذَ مَا تَيَسَّرَ وَمَا اسْتَيْسَرَ ، وَهُوَ ضِدُّ مَا تَعَسَّرَ وَالْتَوَى . وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376470وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا ; اسْتَيْسَرَ اسْتَفْعَلَ مِنَ الْيُسْرِ ، أَيْ مَا تَيَسَّرَ وَسَهُلَ ، وَهَذَا التَّخْيِيرُ بَيْنَ الشَّاتَيْنِ وَالدَّرَاهِمِ ، أَصْلٌ فِي نَفْسِهِ وَلَيْسَ بِبَدَلٍ فَجَرَى مَجْرَى تَعْدِيلِ الْقِيمَةِ لِاخْتِلَافِ ذَلِكَ فِي الْأَزْمِنَةِ وَالْأَمْكِنَةِ ، وَإِنَّمَا هُوَ تَعْوِيضٌ شَرْعِيٌّ كَالْغُرَّةِ فِي الْجَنِينِ وَالصَّاعِ فِي الْمُصَرَّاةِ ، وَالسِّرُّ فِيهِ أَنَّ الصَّدَقَةَ كَانَتْ تُؤْخَذُ فِي الْبَرَارِي وَعَلَى الْمِيَاهِ حَيْثُ لَا يُوجَدُ سُوقٌ وَلَا يُرَى مُقَوِّمٌ يُرْجِعُ إِلَيْهِ ، فَحَسُنَ فِي الشَّرْعِ أَنْ يُقَدَّرَ شَيْءٌ يَقْطَعُ النِّزَاعَ وَالتَّشَاجُرَ .
أَبُو زَيْدٍ : تَيَسَّرَ النَّهَارُ تَيَسُّرًا إِذَا بَرَدَ . وَيُقَالُ : أَيْسِرْ أَخَاكَ أَيْ نَفِّسْ عَلَيْهِ فِي الطَّلَبِ وَلَا تُعْسِرْهُ أَيْ لَا تُشَدِّدْ عَلَيْهِ وَلَا تُضَيِّقْ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ; قِيلَ : مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالشَّاءِ ، وَقِيلَ : مِنْ بَعِيرٍ أَوْ بَقَرَةٍ أَوْ شَاةٍ . وَيَسَّرَهُ هُوَ : سَهَّلَهُ ; وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : يَسَّرَهُ وَوَسَّعَ عَلَيْهِ وَسَهَّلَ . وَالتَّيْسِيرُ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ; وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ، فَهَذَا فِي الْخَيْرِ ، وَفِيهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ; فَهَذَا فِي الشَّرِّ ; وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ :
أَقَامَ وَأَقْوَى ذَاتَ يَوْمٍ وَخَيْبَةٌ لِأَوَّلِ مَنْ يَلْقَى وَشَرٌّ مُيَسَّرُ
وَالْمَيْسُورُ : ضِدُّ الْمَعْسُورِ . وَقَدْ يَسَّرَهُ اللَّهُ لِلْيُسْرَى أَيْ وَفَّقَهُ لَهَا .
الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ، يَقُولُ : سَنُهَيِّئُهُ لِلْعَوْدِ إِلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ ; قَالَ : وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ، قَالَ : إِنْ قَالَ قَائِلٌ كَيْفَ كَانَ نُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ، وَهَلْ فِي الْعُسْرَى تَيْسِيرٌ ؟ قَالَ : هَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، فَالْبِشَارَةُ فِي الْأَصْلِ الْفَرَحُ ، فَإِذَا جُمِعَتْ فِي كَلَامَيْنِ أَحَدُهُمَا خَيْرٌ وَالْآخِرُ شَرٌّ جَازَ التَّيْسِيرُ فِيهِمَا . وَالْمَيْسُورُ : مَا يُسِّرَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ ، وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فَقَالَ : هُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى لَفْظِ مَفْعُولٍ وَنَظِيرُهُ الْمَعْسُورُ ; قَالَ
أَبُو الْحَسَنِ : هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لِأَنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ إِلَّا مَزِيدًا ، لَمْ يَقُولُوا يَسَرْتُهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى ، وَالْمَصَادِرُ الَّتِي عَلَى مِثَالِ مَفْعُولٍ لَيْسَتْ عَلَى الْفِعْلِ الْمَلْفُوظِ بِهِ ; لِأَنَّ فَعَلَ وَفَعِلَ وَفَعُلَ إِنَّمَا مَصَادِرُهَا الْمُطَّرِدَةُ بِالزِّيَادَةِ مَفْعَلٌ كَالْمَضْرَبِ ، وَمَا زَادَ عَلَى هَذَا فَعَلَى لَفْظِ الْمُفَعَّلِ كَالْمُسَرَّحِ مِنْ قَوْلِهِ :
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ الْقَوَافِي
وَإِنَّمَا يَجِيءُ الْمَفْعُولُ فِي الْمَصْدَرِ عَلَى تَوَهُّمِ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ وَإِنْ لَمْ يَلْفِظْ بِهِ كَالْمَجْلُودِ مِنْ تَجَلَّدَ ، وَلِذَلِكَ يُخَيِّلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ الْمَفْعُولَ فِي الْمَصْدَرِ إِذَا وَجَدَهُ فِعْلًا ثُلَاثِيًّا عَلَى غَيْرِ لَفْظِهِ ، أَلَا تَرَاهُ قَالَ فِي الْمَعْقُولِ : كَأَنَّهُ حَبَسَ لَهُ عَقْلَهُ ؟ وَنَظِيرُهُ الْمَعْسُورُ وَلَهُ نَظَائِرُ . وَالْيَسَرَةُ : مَا بَيْنَ أَسَارِيرِ الْوَجْهِ وَالرَّاحَةِ . التَّهْذِيبُ . وَالْيَسَرَةُ تَكُونُ فِي الْيُمْنَى وَالْيُسْرَى ، وَهُوَ خَطٌّ يَكُونُ فِي الرَّاحَةِ يَقْطَعُ الْخُطُوطَ الَّتِي فِي الرَّاحَةِ كَأَنَّهَا الصَّلِيبُ .
اللَّيْثُ : الْيَسَرَةُ فُرْجَةُ مَا بَيْنَ الْأَسِرَّةِ مِنْ أَسْرَارِ الرَّاحَةِ يُتَيَمَّنُ بِهَا ، وَهِيَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّخَاءِ .
الْجَوْهَرِيُّ : الْيُسْرَةُ ، بِالتَّحْرِيكِ ، أَسْرَارُ الْكَفِّ إِذَا كَانَتْ غَيْرَ مُلْتَزِقَةٍ ، وَهِيَ تُسْتَحَبُّ ; قَالَ
شَمِرٌ : وَيُقَالُ فِي فُلَانٍ يَسَرٌ ; وَأَنْشَدَ :
فَتَمَتَّى النَّزْعَ فِي يَسَرِهْ
قَالَ : هَكَذَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ ، قَالَ : وَفَسَّرَهُ حِيَالَ وَجْهِهِ . وَالْيَسْرُ مِنَ الْفَتْلِ : خِلَافُ الشَّزْرِ .
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : الشَّزْرُ مَا طَعَنْتَ عَنْ يَمِينِكَ وَشَمَالِكَ ، وَالْيَسْرُ مَا كَانَ حِذَاءَ وَجْهِكَ ، وَقِيلَ : الشَّزْرُ الْفَتْلُ إِلَى فَوْقٍ وَالْيَسْرُ إِلَى أَسْفَلَ ، وَهُوَ أَنْ تَمُدَّ بِيَمِينِكَ نَحْوَ جَسَدِكَ ; وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ :
فَتُمْتَى النَّزْعَ فِي يُسَرِهْ
جَمَعَ يُسْرَى ، وَرَوَاهُ
أَبُو عُبَيْدٍ : فِي يُسُرِهِ ، جَمْعُ يَسَارٍ . وَالْيَسَارُ : الْيَدُ الْيُسْرَى . وَالْمَيْسَرَةُ : نَقِيضُ الْمَيْمَنَةِ . وَالْيَسَارُ وَالْيِسَارُ : نَقِيضُ الْيَمِينِ ; الْفَتْحُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنِ السِّكِّيتِ أَفْصَحُ ، وَعِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنِ دُرَيْدٍ الْكَسْرُ ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِمُ اسْمٌ فِي أَوَّلِهِ يَاءٌ مَكْسُورَةٌ إِلَّا فِي الْيَسَارِ يَسَارٌ ، وَإِنَّمَا رَفَضَ ذَلِكَ اسْتِثْقَالًا لِلْكَسْرَةِ فِي الْيَاءِ ، وَالْجَمْعِ يُسْرٌ ; عَنِ
اللِّحْيَانِيِّ ، وَيُسُرٌ عَنْ
أَبِي حَنِيفَةَ .
الْجَوْهَرِيُّ : وَالْيَسَارُ خِلَافُ الْيَمِينِ ، وَلَا تَقُلِ الْيَسَارِ ، بِالْكَسْرِ . وَالْيُسْرَى خِلَافُ الْيُمْنَى ، وَالْيَاسِرُ كَالْيَامِنِ ، وَالْمَيْسَرَةُ كَالْمَيْمَنَةِ ، وَالْيَاسِرُ نَقِيضُ الْيَامِنِ ، وَالْيَسْرَةُ خِلَافُ الْيَمْنَةِ . وَيَاسَرَ بِالْقَوْمِ : أَخَذَ بِهِمْ يَسْرَةً ، وَيَسَرَ يَيْسِرُ : أَخَذَ بِهِمْ ذَاتَ الْيَسَارِ ; عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
الْجَوْهَرِيُّ : تَقُولُ يَاسِرْ بِأَصْحَابِكَ أَيْ خُذْ بِهِمْ يَسَارًا ، وَتَيَاسَرْ يَا رَجُلُ لُغَةٌ فِي يَاسِرْ ، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ .
أَبُو حَنِيفَةَ : يَسَرَنِي فُلَانٌ يَيْسِرُنِي يَسْرًا جَاءَ عَلَى يَسَارِي . وَرَجُلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ : يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا ، وَالْأُنْثَى عَسْرَاءُ يَسْرَاءُ ، وَالْأَيْسَرُ نَقِيضُ الْأَيْمَنِ . وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَ
عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَعْسَرَ أَيْسَرَ ; قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : هَكَذَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ ، وَأَمَّا كَلَامُ الْعَرَبِ فَالصَّوَابُ أَنَّهُ أَعْسَرُ يَسَرٌ ، وَهُوَ الَّذِي يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا ، وَهُوَ الْأَضْبَطُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : كَانَ
عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَعْسَرَ يَسَرًا ، وَلَا تَقُلْ أَعْسَرَ أَيْسَرَ . وَقَعَدَ فُلَانٌ يَسْرَةً أَيْ شَأْمَةً . وَيُقَالُ : ذَهَبَ فُلَانٌ يَسْرَةً مِنْ هَذَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : الْيَسَرُ الَّذِي يَسَارُهُ فِي الْقُوَّةِ مِثْلَ يَمِينِهِ ، قَالَ : وَإِذَا كَانَ أَعْسَرَ وَلَيْسَ بِيَسَرٍ كَانَتْ يَمِينُهُ أَضْعَفَ مِنْ يَسَارِهِ . وَقَالَ
أَبُو زَيْدٍ : رَجُلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ وَأَعْسَرُ أَيْسَرُ ، قَالَ : أَحْسَبُهُ مَأْخُوذًا مِنَ الْيَسَرَةِ فِي الْيَدِ ، قَالَ : وَلَيْسَ لِهَذَا أَصْلٌ ;
اللَّيْثُ : رَجُلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ ، وَامْرَأَةٌ عَسْرَاءُ يَسَرَةٌ . وَالْمَيْسِرُ : اللَّعِبُ بِالْقِدَاحِ ، يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْرًا . وَالْيَسَرُ : الْمُيَسَّرُ الْمُعَدُّ ، وَقِيلَ : كَلُّ مُعَدٍّ يَسَرٌ . وَالْيَسَرُ : الْمُجْتَمِعُونَ عَلَى الْمَيْسِرِ ، وَالْجَمْعُ أَيْسَارٌ ; قَالَ
طَرَفَةُ :
وَهُمُ أَيْسَارُ لُقْمَانَ إِذَا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْدَاءَ الْجُزُرْ
وَالْيَسَرُ : الضَّرِيبُ . وَالْيَاسِرُ : الَّذِي يَلِي قِسْمَةَ الْجَزُورِ ، وَالْجَمْعُ أَيْسَارٌ . وَقَدْ تَيَاسَرُوا . قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : وَقَدْ سَمِعْتُهُمْ يَضَعُونَ الْيَاسِرَ مَوْضِعَ الْيَسَرِ وَالْيَسَرَ مَوْضِعَ الْيَاسِرِ . التَّهْذِيبُ : وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ; قَالَ
مُجَاهِدٌ : كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ قِمَارٌ فَهُوَ مِنْ
[ ص: 317 ] الْمَيْسِرِ حَتَّى لَعِبُ الصِّبْيَانِ بِالْجَوْزِ . وَرُوِيَ عَنْ
عَلِيٍّ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - أَنَّهُ قَالَ : الشِّطْرَنْجُ مَيْسِرُ الْعَجَمِ ; شَبَّهَ اللَّعِبَ بِهِ بِالْمَيْسِرِ ، وَهُوَ الْقَدَاحُ وَنَحْوَ ذَلِكَ . قَالَ
عَطَاءٌ فِي الْمَيْسِرِ : إِنَّهُ الْقِمَارُ بِالْقِدَاحِ فِي كُلِّ شَيْءٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْيَاسِرُ لَهُ قِدْحٌ ، وَهُوَ الْيَسَرُ وَالْيَسُورُ ; وَأَنْشَدَ :
بِمَا قَطَّعْنَ مِنْ قُرْبَى قَرِيبٍ وَمَا أَتْلَفْنَ مِنْ يَسَرٍ يَسُورِ
وَقَدْ يَسَرَ يَيْسِرُ إِذَا جَاءَ بِقِدْحِهِ لِلْقِمَارِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابْنُ شُمَيْلٍ : الْيَاسِرُ الْجَزَّارُ . وَقَدْ يَسَرُوا أَيْ نَحَرُوا . وَيَسَرْتُ النَّاقَةَ : جَزَّأْتُ لَحْمَهَا . وَيَسَرَ الْقَوْمُ الْجَزُورَ أَيِ اجْتَزَرُوهَا وَاقْتَسَمُوا أَعْضَاءَهَا ; قَالَ
سُحَيْمُ بْنُ وُثَيْلٍ الْيَرْبُوعِيُّ :
أَقُولُ لَهُمْ بِالشِّعْبِ إِذْ يَيْسِرُونَنِي أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فَارِسِ زَهْدَمِ
كَانَ وَقَعَ عَلَيْهِ سِبَاءٌ فَضُرِبَ عَلَيْهِ بِالسِّهَامِ ، وَقَوْلُهُ يَيْسِرُونَنِي هُوَ مِنَ الْمَيْسِرِ أَيْ يُجَزِّئُونُنِي وَيَقْتَسِمُونَنِي . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13996أَبُو عُمَرَ الْجَرْمِيُّ : يُقَالُ أَيْضًا اتَّسَرُوهَا يَتَّسِرُونَهَا اتِّسَارًا ، عَلَى افْتَعَلُوا ، قَالَ : وَنَاسٌ يَقُولُونَ يَأْتَسِرُونُهَا ائْتِسَارًا ، بِالْهَمْزِ ، وَهُمْ مُؤْتَسِرُونَ ، كَمَا قَالُوا فِي اتَّعَدَ . وَالْأَيْسَارُ : وَاحِدُهُمْ يَسَرٌ ، وَهُمُ الَّذِينَ يَتَقَامَرُونَ . وَالْيَاسِرُونَ : الَّذِينَ يَلُونَ قِسْمَةَ الْجَزُورِ ; وَقَالَ فِي قَوْلِ
الْأَعْشَى :
وَالْجَاعِلُو الْقُوتِ عَلَى الْيَاسِرِ
يَعْنِي الْجَازِرَ . وَالْمَيْسِرُ : الْجَزُورُ نَفْسُهُ ، سُمِّيَ مَيْسِرًا لِأَنَّهُ يُجَزَّأُ أَجْزَاءً فَكَأَنَّهُ مَوْضِعُ التَّجْزِئَةِ . وَكُلُّ شَيْءٍ جَزَّأْتَهُ ، فَقَدَ يَسَرْتَهُ . وَالْيَاسِرُ : الْجَازِرُ لِأَنَّهُ يُجَزِّئُ لَحْمَ الْجَزُورِ ، وَهَذَا الْأَصْلُ فِي الْيَاسِرِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلضَّارِبِينَ بِالْقِدَاحِ وَالْمُتَقَامِرِينَ عَلَى الْجَزُورِ : يَاسِرُونَ ، لِأَنَّهُمْ جَازِرُونَ إِذَا كَانُوا سَبَبًا لِذَلِكَ .
الْجَوْهَرِيُّ : الْيَاسِرُ اللَّاعِبُ بِالْقِدَاحِ ، وَقَدْ يَسَرَ يَيْسِرُ ، فَهُوَ يَاسِرٌ وَيَسَرٌ ، وَالْجَمْعُ أَيْسَارٌ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
فَأَعِنْهُمُ وَايْسِرْ بِمَا يَسَرُوا بِهِ وَإِذَا هُمُ نَزَلُوا بِضَنْكٍ فَانْزِلِ
قَالَ : هَذِهِ رِوَايَةُ
أَبِي سَعِيدٍ وَلَمْ تُحْذَفِ الْيَاءُ فِيهِ وَلَا فِي يَيْعِرُ وَيَيْنِعُ كَمَا حُذِفَتْ فِي يَعِدُ وَأَخَوَاتِهِ ، لِتَقَوِّي إِحْدَى الْيَاءَيْنِ بِالْأُخْرَى ، وَلِهَذَا قَالُوا فِي لُغَةِ
بَنِي أَسَدٍ : يِيْجَلُ ، وَهُمْ لَا يَقُولُونَ يِعْلَمُ لِاسْتِثْقَالِهِمُ الْكَسْرَةَ عَلَى الْيَاءِ ، فَإِنْ قَالَ : فَكَيْفَ لَمْ يَحْذِفُوهَا مَعَ التَّاءِ وَالْأَلِفِ وَالنُّونِ ؟ قِيلَ لَهُ : هَذِهِ الثَّلَاثَةُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ ، وَالْيَاءُ هِيَ الْأَصْلُ ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنْ فَعَلْتُ وَفَعَلْتَ وَفَعَلَتَا مَبْنِيَّاتٌ عَلَى فَعَلَ . وَالْيَسَرُ وَالْيَاسِرُ بِمَعْنَى ; قَالَ
أَبُو ذُؤَيْبٍ :
وَكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وَكَأَنَّهُ يَسَرٌ يَفِيضُ عَلَى الْقِدَاحِ وَيَصْدَعُ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ
الْجَوْهَرِيِّ وَلَمْ تُحْذَفِ الْيَاءُ فِي يَيْعِرُ وَيَيْنَعُ كَمَا حُذِفَتْ فِي يَعِدُ لِتُقَوِّيَ إِحْدَى الْيَاءَيْنِ بِالْأُخْرَى ، قَالَ : قَدْ وُهِمْ فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّ الْيَاءَ لَيْسَ فِيهَا تَقْوِيَةً لِلْيَاءِ أَلَا تَرَى أَنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي يَيْئِسُ يَئِسُ مِثْلُ يَعِدُ ؟ فَيَحْذِفُونَ الْيَاءَ كَمَا يَحْذِفُونَ الْوَاوَ لِثِقْلِ الْيَاءَيْنِ وَلَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مَعَ الْهَمْزَةِ وَالتَّاءِ وَالنُّونِ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعْ فِيهِ يَاءَانِ ، وَإِنَّمَا حُذِفَتِ الْوَاوُ مِنْ يَعِدُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ فَهِيَ غَرِيبَةٌ مِنْهُمَا ، فَأَمَّا الْيَاءُ فَلَيْسَتْ غَرِيبَةً مِنَ الْيَاءِ وَلَا مِنَ الْكَسْرَةِ ، ثُمَّ اعْتَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ : فَكَيْفَ لَمْ يَحْذِفُوهَا مَعَ التَّاءِ وَالْأَلِفِ وَالنُّونِ ؟ قِيلَ لَهُ : هَذِهِ الثَّلَاثَةُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ ، وَالْيَاءُ هِيَ الْأَصْلُ ; قَالَ الشَّيْخُ : إِنَّمَا اعْتَرَضَ بِهَذَا لِأَنَّهُ زَعَمَ أَنَمَا صَحَّتِ الْيَاءُ فِي يَيْعِرُ لِتُقَوِّيَهَا بِالْيَاءِ الَّتِي قَبْلَهَا فَاعْتَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَقَالَ : إِنَّ الْيَاءَ ثَبَتَتْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهَا يَاءً فِي مِثْلِ تَيْعِرُ وَنَيْعِرُ وَأَيْعِرُ فَأَجَابَ بِأَنَّ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ ، وَالْيَاءُ هِيَ الْأَصْلُ ، قَالَ : وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ أَحَدٌ غَيْرُهُ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا يَصْحُّ أَنْ يُقَالَ هَمْزَةُ الْمُتَكَلِّمِ فِي نَحْوِ أَعِدُ بَدَلٌ مِنْ يَاءِ الْغَيْبَةِ فِي يَعِدُ ؟ وَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ فِي تَاءِ الْخِطَابِ أَنْتِ تَعِدُ إِنَّهَا بَدَلٌ مِنْ يَاءِ الْغَيْبَةِ فِي يَعِدُ ، وَكَذَلِكَ التَّاءُ فِي قَوْلِهِمْ هِيَ تَعِدُ لَيْسَتْ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ الَّتِي هِيَ لِلْمُذَكَّرِ الْغَائِبِ فِي يَعِدُ ، وَكَذَلِكَ نُونُ الْمُتَكَلِّمِ وَمَنْ مَعَهُ فِي قَوْلِهِمْ نَحْنُ نَعِدُ لَيْسَ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ الَّتِي لِلْوَاحِدِ الْغَائِبِ ، وَلَوْ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الْأَلِفَ وَالتَّاءَ وَالنُّونَ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْيَاءِ فِي بَنَاتِ الْيَاءِ فِي يَيْعِرُ كَمَا كَانَتْ مَحْمُولَةً عَلَى الْيَاءِ حِينَ حُذِفَتِ الْوَاوُ مَنْ يَعِدُ لَكَانَ أَشْبَهَ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ الظَّاهِرِ الْفَسَادِ .
أَبُو عَمْرٍو : الْيَسَرَةُ وَسْمٌ فِي الْفَخِذَيْنِ ، وَجَمْعُهَا أَيْسَارٌ ; وَمِنْهُ قَوْلُ
ابْنِ مُقْبِلٍ :
فَظِعْتَ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرَى وَلَا السَّيْرَ رَاعِي الثَّلَّةِ الْمُتَصَبِّحُ
عَلَى ذَاتِ أَيْسَارٍ كَأَنَّ ضُلُوعَهَا وَأَحْنَاءَهَا الْعُلْيَا السَّقِيفُ الْمُشَبَّحُ
يَعْنِي الْوَسْمَ فِي الْفَخِذَيْنِ ، وَيُقَالُ : أَرَادَ قَوَائِمَ لَيِّنَةً ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ فِي شَرْحِ الْبَيْتِ : الثُّلَّةُ الضَّأْنُ وَالْمُشَبَّحُ الْمُعَرَّضُ ، يُقَالُ : شَبَّحْتُهُ إِذَا عَرَّضْتَهُ ، وَقِيلَ : يَسَرَاتُ الْبَعِيرِ قَوَائِمُهُ ; وَقَالَ
ابْنُ فَسْوَةَ :
لَهَا يَسَرَاتٌ لِلنَّجَاءِ كَأَنَّهَا مَوَاقِعُ قَيْنٍ ذِي عَلَاةٍ وَمِبْرَدِ
قَالَ : شَبَّهَ قَوَائِمَهَا بِمَطَارِقِ الْحَدَّادِ ; وَجَعَلَ
لَبِيدٌ الْجَزُورَ مَيْسِرًا ، فَقَالَ :
وَاعْفُفْ عَنِ الْجَارَاتِ وَامْ نَحْهُنَّ مَيْسِرَكَ السَّمِينَا
الْجَوْهَرِيُّ : الْمَيْسِرُ قِمَارُ الْعَرَبِ بِالْأَزْلَامِ . وَفِي الْحَدِيثِ :
إِنَّ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ وَيَفْرِي بِهِ لِئَامُ النَّاسِ كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ ; الْيَاسِرُ مِنَ الْمَيْسِرِ ، وَهُوَ الْقِمَارُ . وَالْيُسْرُ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ : لَا بَأْسَ أَنْ يُعَلَّقَ الْيُسْرُ عَلَى الدَّابَّةِ ، قَالَ : الْيُسْرُ ، بِالضَّمِّ ، عُودٌ يُطْلِقُ الْبَوْلَ . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : هُوَ عُودُ أُسْرٍ لَا يُسْرٍ ، وَالْأُسْرُ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ . وَالْيَسِيرُ : الْقَلِيلُ . وَشَيْءٌ يَسِيرٌ أَيْ هَيِّنٌ . وَيُسُرٌ : دَحْلٌ
لِبَنِي يَرْبُوعٌ ; قَالَ
طَرَفَةُ :
أَرَّقَ الْعَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَقِرْ طَافَ وَالرَّكْبُ بِصَحْرَاءِ يُسُرْ
وَذَكَرَ
الْجَوْهَرِيُّ الْيُسُرَ وَقَالَ : إِنَّهُ بِالدَّهْنَاءِ ; وَأَنْشَدَ بَيْتَ
طَرَفَةَ . يَقُولُ : أَسْهَرَ عَيْنَيْ خَيَالٌ طَافَ فِي النَّوْمِ وَلَمْ يَقِرْ ، هُوَ مِنَ الْوَقَارِ ، يُقَالُ : وَقَرَ فِي مَجْلِسِهِ ، أَيْ خَيَالُهَا لَا يَزَالُ يَطُوفُ وَيَسْرِي وَلَا يَتَّدِعُ . وَيَسَارٌ وَأَيْسَرُ وَيَاسِرٌ : أَسْمَاءٌ . وَيَاسِرُ مُنْعَمٍ : مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ
حِمْيَرَ . وَمَيَاسِرُ وَيَسَارٌ : اسْمُ مَوْضِعٍ ; قَالَ
السُّلَيْكُ :
دِمَاءُ ثَلَاثَةٍ أَرْدَتْ قَنَاتِي وَخَاذِفُ طَعْنَةٍ بِقَفَا يَسَارِ
أَرَادَ بِخَاذِفِ طَعْنَةٍ أَنَّهُ ضَارِطٌ مِنْ أَجْلِ الطَّعْنَةِ ; وَقَالَ
كَثِيرٌ :
إِلَى ظُعُنٍ بِالنَّعْفِ نَعْفِ مُيَاسِرٍ حَدَتْهَا تَوَالِيهَا وَمَارَتْ صُدُورُهَا
وَأَمَّا قَوْلُ
لَبِيدٍ أَنْشَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ :
[ ص: 318 ] دَرَى بِالْيَسَارَى جِنَّةً عَبْقَرِيَّةً مُسَطَّعَةَ الْأَعْنَاقِ بُلْقَ الْقَوَادِمِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : فَإِنَّهُ لَمْ يُفَسِّرِ الْيَسَارَى ، قَالَ : وَأُرَاهُ مَوْضِعًا . وَالْمَيْسَرُ : نَبْتٌ رِيفِيٌّ يُغْرَسُ غَرْسًا ، وَفِيهِ قَصَفٌ ;
الْجَوْهَرِيُّ وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ يُخَاطِبُ
جَرِيرًا :
وَإِنِّي لِأَخْشَى إِنْ خَطَبْتَ إِلَيْهِمُ عَلَيْكَ الَّذِي لَاقَى يَسَارُ الْكَوَاعِبِ
هُوَ اسْمُ عَبْدٍ كَانَ يَتَعَرَّضُ لِبَنَاتِ مَوْلَاهُ فَجَبَبْنَ مَذَاكِيرَهُ .