98 - مسألة :
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=31827_31848_31884_31891_31903_31954_31955_31970_31975_31980_33953_33975_34177_34185nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل الآية.
[ ص: 144 ] وفي الأنعام:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ومن ذريته داود وسليمان الآيات.
رتبهم هنا غير ترتيبهم في الأنعام؟
جوابه:
أن آية النساء نزلت ردا إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا وهذا على قول المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه فبين هنا أنه
nindex.php?page=treesubj&link=29785ليس كل الأنبياء أنزل عليهم كتابا، بل بعضهم بوحي، وبعضهم بكتب، وبعضهم بصحف، فقدم
نوحا لعدم كتاب نزل عليه مع نبوته، وأجمل النبيين من بعده، ثم فصلهم: فقدم
إبراهيم لإنزال صحفه، وتلاه بمن لا كتاب له، ثم قدم
عيسى للإنجيل، ثم تلاه بمن لا كتاب له، وهم:
أيوب ومن بعده، ثم قدم
داود وزبوره، وتلاه بمن لا كتاب له ممن قصهم أو لم يقصهم، ثم ذكر
موسى لبيان أن تشريفه للأنبياء ليس بالكتب، ولذلك خص بعضهم بما شاء من أنواع الكرامات إما بتكليم أو إسراء، أو إنزال كتاب، أو صحيفة، أو وحي على ما يشاء، فناسب هذا الترتيب ما تقدم.
أما آيات الأنعام: فساقها في سياق نعمه على
إبراهيم ومن ذكره من ذريته، ففرق بين كل اثنين منهم بما اتفق لهما من
[ ص: 145 ] وصف خاص بهما.
فداود وسليمان بالملك والنبوة،
وأيوب ويوسف بنجاتهم من الابتلاء؛ ذاك بالمرض وهذا بالسجن،
وموسى وهارون بالأخوة والنبوة،
وزكريا ويحيى بالشهادة،
وعيسى وإلياس بالسياحة،
وإسماعيل واليسع بصدق الوعد،
ويونس ولوط بخروج كل واحد منهما من قرية من بعث إليه، ونجاة
يونس من الحوت،
ولوط من هلاك قومه، والله أعلم.
98 - مَسْأَلَةٌ :
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=31827_31848_31884_31891_31903_31954_31955_31970_31975_31980_33953_33975_34177_34185nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ الْآيَةَ.
[ ص: 144 ] وَفِي الْأَنْعَامِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ الْآيَاتِ.
رَتَّبَهُمْ هُنَا غَيْرَ تَرْتِيبِهِمْ فِي الْأَنْعَامِ؟
جَوَابُهُ:
أَنَّ آيَةَ النِّسَاءِ نَزَلَتْ رَدًّا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا وَهَذَا عَلَى قَوْلِ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ فَبَيَّنَ هُنَا أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29785لَيْسَ كُلُّ الْأَنْبِيَاءِ أُنْزِلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا، بَلْ بَعْضُهُمْ بِوَحْيٍ، وَبَعْضُهُمْ بِكُتُبٍ، وَبَعْضُهُمْ بِصُحُفٍ، فَقَدَّمَ
نُوحًا لِعَدَمِ كِتَابٍ نَزَلَ عَلَيْهِ مَعَ نُبُوَّتِهِ، وَأَجْمَلَ النَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ فَصَّلَهُمْ: فَقَدَّمَ
إِبْرَاهِيمَ لِإِنْزَالِ صُحُفِهِ، وَتَلَاهُ بِمَنْ لَا كِتَابَ لَهُ، ثُمَّ قَدَّمَ
عِيسَى لِلْإِنْجِيلِ، ثُمَّ تَلَاهُ بِمَنْ لَا كِتَابَ لَهُ، وَهُمْ:
أَيُّوبُ وَمَنْ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَدَّمَ
دَاوُدَ وَزَبُورَهُ، وَتَلَاهُ بِمَنْ لَا كِتَابَ لَهُ مِمَّنْ قَصَّهُمْ أَوْ لَمْ يَقُصَّهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ
مُوسَى لِبَيَانِ أَنَّ تَشْرِيفَهُ لِلْأَنْبِيَاءِ لَيْسَ بِالْكُتُبِ، وَلِذَلِكَ خَصَّ بَعْضَهُمْ بِمَا شَاءَ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ إِمَّا بِتَكْلِيمٍ أَوْ إِسْرَاءٍ، أَوْ إِنْزَالِ كِتَابٍ، أَوْ صَحِيفَةٍ، أَوْ وَحْيٍ عَلَى مَا يَشَاءُ، فَنَاسَبَ هَذَا التَّرْتِيبُ مَا تَقَدَّمَ.
أَمَّا آيَاتُ الْأَنْعَامِ: فَسَاقَهَا فِي سِيَاقِ نِعَمِهِ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ ذَكَرَهُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، فَفَرَّقَ بَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ مِنْهُمْ بِمَا اتَّفَقَ لَهُمَا مِنْ
[ ص: 145 ] وَصْفٍ خَاصٍّ بِهِمَا.
فَدَاوُدُ وَسُلَيْمَانُ بِالْمُلْكِ وَالنُّبُوَّةِ،
وَأَيُّوبُ وَيُوسُفُ بِنَجَاتِهِمْ مِنَ الِابْتِلَاءِ؛ ذَاكَ بِالْمَرَضِ وَهَذَا بِالسِّجْنِ،
وَمُوسَى وَهَارُونُ بِالْأُخُوَّةِ وَالنُّبُوَّةِ،
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى بِالشَّهَادَةِ،
وَعِيسَى وَإِلْيَاسُ بِالسِّيَاحَةِ،
وَإِسْمَاعِيلُ وَالْيَسَعُ بِصِدْقِ الْوَعْدِ،
وَيُونُسُ وَلُوطٌ بِخُرُوجِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ قَرْيَةِ مَنْ بُعِثَ إِلَيْهِ، وَنَجَاةِ
يُونُسَ مِنَ الْحُوتِ،
وَلُوطٍ مِنْ هَلَاكِ قَوْمِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.