الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون

                                                                                                                                                                                                ما لك لا تأمنا : قرئ بإظهار النونين، وبالإدغام بإشمام وبغير إشمام، و "تيمنا" بكسر التاء مع الإدغام، والمعنى: لم تخافنا عليه ونحن نريد له الخير ونحبه ونشفق عليه؟ وما وجد منا في بابه ما يدل على خلاف النصيحة والمقة، وأرادوا بذلك لما عزموا على كيد يوسف استنزاله عن رأيه وعادته في حفظه منهم، وفيه دليل على أنه أحس منهم بما أوجب ألا يأمنهم عليه، يرتع : يتسع في أكل الفواكه وغيرها، وأصل الرتعة: الخصب والسعة، وقرئ: "نرتع": من ارتعى يرتعي، وقرئ: "يرتع ويلعب" بالياء، ويرتع: من أرتع ماشيته، وقرأ العلاء بن سيابة: "يرتع" بكسر العين، و"يلعب" بالرفع على الابتداء.

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: كيف استجاز لهم يعقوب -عليه السلام- اللعب ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: كان لعبهم الاستباق والانتضال، ليضروا أنفسهم بما يحتاج إليه لقتال العدو لا للهو، بدليل قوله: إنا ذهبنا نستبق [يوسف: 17]; وإنما سموه لعبا; لأنه في صورته.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية