nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31897_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=27وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31895_31899_34426nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من [ ص: 271 ] كيدكن إن كيدكن عظيم nindex.php?page=treesubj&link=28983_20011_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25واستبقا الباب : وتسابقا إلى الباب، على حذف الجار وإيصال الفعل، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه [الأعراف: 155] على تضمين: "استبقا" معنى: "ابتدرا" نفر منها يوسف، فأسرع يريد الباب ليخرج، وأسرعت وراءه لتمنعه الخروج.
فإن قلت: كيف وحد الباب، وقد جمعه في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23وغلقت الأبواب ؟
قلت: أراد الباب البراني الذي هو المخرج من الدار والمخلص من العار، فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب أنه لما هرب
يوسف، جعل فراش القفل يتناثر ويسقط حتى خرج من الأبواب،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25وقدت قميصه من دبر اجتذبته من خلفه فانقد، أي: انشق حين هرب منها إلى الباب وتبعته تمنعه،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25وألفيا سيدها : وصادفا بعلها وهو
قطفير، تقول المرأة لبعلها: سيدي، وقيل: إنما لم يقل: سيدهما، لأن ملك
يوسف لم يصح، فلم يكن سيدا له على الحقيقة، قيل: ألفياه مقبلا: يريد أن يدخل، وقيل: جالسا مع ابن عم للمرأة، لما اطلع منها زوجها على تلك الهيئة المريبة، وهي مغتاظة على
يوسف إذ لم يؤاتها، جاءت بحيلة جمعت فيها غرضيها: وهما: تبرئة ساحتها عند زوجها من الريبة والغضب على
يوسف، وتخويفه طمعا في أن يؤاتيها; خيفة منها ومن مكرها، وكرها لما أيست من مؤاتاته طوعا، ألا ترى إلى قولها:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن [يوسف: 32]، و "ما": نافية، أي: ليس جزاؤه إلا السجن، ويجوز أن تكون استفهامية، بمعنى: أي شيء إلا السجن؟ كما تقول: من في الدار إلا زيد.
فإن قلت: كيف لم تصرح في قولها بذكر
يوسف، وإنه أراد بها سوآ؟
قلت:
[ ص: 272 ] قصدت العموم، وأن كل من أراد بأهلك سوآ فحقه أن يسجن أو يعذب; لأن ذلك أبلغ فيما قصدته من تخويف
يوسف، وقيل: العذاب الأليم: الضرب بالسياط، ولما أغرت به، وعرضته للسجن والعذاب، وجب عليه الدفع عن نفسه، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26هي راودتني عن نفسي ، ولولا ذلك لكتم عليها،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26وشهد شاهد من أهلها قيل: كان ابن عم لها، إنما ألقى الله الشهادة على لسان من هو من أهلها; لتكون أوجب للحجة عليها، وأوثق لبراءة
يوسف، وأنفي للتهمة عنه، وقيل: هو الذي كان جالسا مع زوجها لدى الباب، وقيل: كان حكيما يرجع إليه الملك ويستشيره، ويجوز أن يكون بعض أهلها كان في الدار، فبصر بها من حيث لا تشعر، فأغضبه الله
ليوسف بالشهادة له والقيام بالحق، وقيل: كان ابن خال لها صبيا في المهد، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=930480 "تكلم أربعة وهم صغار: ابن ماشطة فرعون، وشاهد يوسف، وصاحب جريج ، وعيسى ".
فإن قلت: لم سمي قوله: شهادة، وما هو بلفظ الشهادة ؟
[ ص: 273 ] قلت: لما أدى مؤدي الشهادة في أن ثبت به قول
يوسف، وبطل قولها سمي شهادة.
فإن قلت: الجملة الشرطية كيف جازت حكايتها بعد فعل الشهادة ؟
قلت: لأنها قول من القول، أو على إرادة القول، كأنه قيل: وشهد شاهد، فقال: إن كان قميصه.
فإن قلت: إن دل قد قميصه من دبر على أنها كاذبة وأنها هي التي تبعته واجتبذت ثوبه إليها فقدته، فمن أين دل قده من قبل على أنها صادقة، وأنه كان تابعها ؟ قلت: من وجهين:
أحدهما: أنه إذا كان تابعها وهي دافعته عن نفسها قدت قميصه من قدامه بالدفع.
والثاني: أن يسرع خلفها ليلحقها فيتعثر في مقادم قميصه فيشقه، وقرئ: "من
[ ص: 274 ] قبل"، "ومن دبر": بالضم على مذهب الغايات، والمعنى: من قبل القميص ومن دبره، وأما التنكير، فمعناه: من جهة يقال لها: قبل، ومن جهة يقال لها: دبر، وعن
ابن أبي إسحاق أنه قرأ: "من قبل"، و "من دبر" بالفتح، كأنه جعلهما علمين للجهتين، فمنعهما الصرف للعلمية والتأنيث، وقرئا بسكون العين.
فإن قلت: كيف جاز الجمع بين "إن" الذي هو للاستقبال وبين "كان" ؟
قلت: لأن المعنى أن يعلم أنه كان قميصه قد، ونحوه كقولك: إن أحسنت إلي، فقد أحسنت إليك من قبل، لمن يمتن عليك بإحسانه، تريد: إن تمنن علي أمتن عليك،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28فلما رأى : يعني:
قطفير، وعلم براءة
يوسف وصدقه وكذبها،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28قال إنه : إن قولك:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25ما جزاء من أراد بأهلك سوءا : أو إن الأمر، وهو طمعها في
يوسف، nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28من كيدكن : الخطاب لها ولأمتها، وإنما استعظم كيد النساء; لأنه وإن كان في الرجال، إلا أن النساء ألطف كيدا، وأنفذ حيلة، ولهن في ذلك نيقة ورفق، وبذلك يغلبن الرجال، ومنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4ومن شر النفاثات في العقد [الفلق: 4]، والقصريات من بينهن معهن ما ليس مع غيرهن من البوائق، وعن بعض العلماء: أنا أخاف من النساء أكثر ما أخاف من الشيطان، لأن الله تعالى يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=76إن كيد الشيطان كان ضعيفا [النساء: 76]، وقال للنساء:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28إن كيدكن عظيم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29يوسف : حذف منه حرف النداء; لأنه منادى قريب، مفاطن للحديث، وفيه تقريب له، وتلطيف لمحله،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29أعرض عن هذا : الأمر، واكتمه، ولا
[ ص: 275 ] تحدث به،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29واستغفري أنت،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29لذنبك إنك كنت من الخاطئين : من جملة القوم المتعمدين للذنب، يقال: خطئ، إذا أذنب متعمدا، وإنما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29من الخاطئين : بلفظ التذكير; تغليبا للذكور على الإناث، وما كان
العزيز إلا رجلا حليما، وروي أنه كان قليل الغيرة.
nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابَ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مِنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31897_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=27وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28983_31788_31895_31899_34426nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ [ ص: 271 ] كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدِكُنَّ عَظِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28983_20011_31899nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25وَاسْتَبَقَا الْبَابَ : وَتَسَابَقَا إِلَى الْبَابِ، عَلَى حَذْفِ الْجَارِّ وَإِيصَالِ الْفِعْلِ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ [الْأَعْرَافُ: 155] عَلَى تَضْمِينِ: "اسْتَبَقَا" مَعْنَى: "ابْتَدَرَا" نَفَرَ مِنْهَا يُوسُفُ، فَأَسْرَعَ يُرِيدُ الْبَابَ لِيَخْرُجَ، وَأَسْرَعَتْ وَرَاءَهُ لِتَمْنَعَهُ الْخُرُوجَ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ وَحَّدَ الْبَابَ، وَقَدْ جَمَعَهُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ؟
قُلْتُ: أَرَادَ الْبَابَ الْبَرَانِيَّ الَّذِي هُوَ الْمَخْرَجُ مِنَ الدَّارِ وَالْمُخَلِّصُ مِنَ الْعَارِ، فَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبٌ أَنَّهُ لَمَّا هَرَبَ
يُوسُفُ، جَعَلَ فَرَاشَ الْقُفْلِ يَتَنَاثَرُ وَيَسْقُطُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْأَبْوَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ اجْتَذَبَتْهُ مِنْ خَلْفِهِ فَانْقَدَّ، أَيْ: انْشَقَّ حِينَ هَرَبَ مِنْهَا إِلَى الْبَابِ وَتَبِعَتْهُ تَمْنَعُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا : وَصَادَفَا بَعْلَهَا وَهُوَ
قِطْفِيرُ، تَقُولُ الْمَرْأَةُ لِبَعْلِهَا: سَيِّدِي، وَقِيلَ: إِنَّمَا لَمْ يَقُلْ: سَيِّدُهُمَا، لِأَنَّ مِلْكَ
يُوسُفَ لَمْ يَصِحَّ، فَلَمْ يَكُنْ سَيِّدًا لَهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ، قِيلَ: أَلْفَيَاهُ مُقْبِلًا: يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ، وَقِيلَ: جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَمٍّ لِلْمَرْأَةِ، لَمَّا اطَّلَعَ مِنْهَا زَوْجُهَا عَلَى تِلْكَ الْهَيْئَةِ الْمُرِيبَةِ، وَهِيَ مُغْتَاظَةٌ عَلَى
يُوسُفَ إِذْ لَمْ يُؤَاتِهَا، جَاءَتْ بِحِيلَةٍ جَمَعَتْ فِيهَا غَرَضَيْهَا: وَهُمَا: تَبْرِئَةُ سَاحَتِهَا عِنْدَ زَوْجِهَا مِنَ الرِّيبَةِ وَالْغَضَبِ عَلَى
يُوسُفَ، وَتَخْوِيفُهُ طَمَعًا فِي أَنْ يُؤَاتِيَهَا; خِيفَةً مِنْهَا وَمِنْ مَكْرِهَا، وَكُرْهًا لَمَّا أَيِسَتْ مِنْ مُؤَاتَاتِهِ طَوْعًا، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=32وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ [يُوسُفُ: 32]، وَ "مَا": نَافِيَةٌ، أَيْ: لَيْسَ جَزَاؤُهُ إِلَّا السِّجْنُ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامِيَّةً، بِمَعْنَى: أَيُّ شَيْءٍ إِلَّا السِّجْنُ؟ كَمَا تَقُولُ: مَنْ فِي الدَّارِ إِلَّا زَيْدٌ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ لَمْ تُصَرِّحْ فِي قَوْلِهَا بِذِكْرِ
يُوسُفَ، وَإِنَّهُ أَرَادَ بِهَا سُوآ؟
قُلْتُ:
[ ص: 272 ] قَصَدَتِ الْعُمُومَ، وَأَنَّ كُلَّ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوآ فَحَقُّهُ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ يُعَذَّبَ; لِأَنَّ ذَلِكَ أَبْلَغُ فِيمَا قَصَدَتْهُ مِنْ تَخْوِيفِ
يُوسُفَ، وَقِيلَ: الْعَذَابُ الْأَلِيمُ: الضَّرْبُ بِالسِّيَاطِ، وَلَمَّا أَغْرَتْ بِهِ، وَعَرَّضَتْهُ لِلسَّجْنِ وَالْعَذَابِ، وَجَبَ عَلَيْهِ الدَّفْعُ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَتَمَ عَلَيْهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=26وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا قِيلَ: كَانَ ابْنَ عَمٍّ لَهَا، إِنَّمَا أَلْقَى اللَّهُ الشَّهَادَةَ عَلَى لِسَانِ مَنْ هُوَ مِنْ أَهْلِهَا; لِتَكُونَ أَوْجَبَ لِلْحُجَّةِ عَلَيْهَا، وَأَوْثَقَ لِبَرَاءَةِ
يُوسُفَ، وَأَنْفي لِلتُّهْمَةِ عَنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي كَانَ جَالِسًا مَعَ زَوْجِهَا لَدَى الْبَابِ، وَقِيلَ: كَانَ حَكِيمًا يَرْجِعُ إِلَيْهِ الْمَلِكُ وَيَسْتَشِيرُهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَعْضَ أَهْلِهَا كَانَ فِي الدَّارِ، فَبَصُرَ بِهَا مِنْ حَيْثُ لَا تَشْعُرُ، فَأَغْضَبَهُ اللَّهُ
لِيُوسُفَ بِالشَّهَادَةِ لَهُ وَالْقِيَامِ بِالْحَقِّ، وَقِيلَ: كَانَ ابْنَ خَالٍ لَهَا صَبِيًّا فِي الْمَهْدِ، وَعَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=930480 "تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ: ابْنُ مَاشِطَةِ فِرْعَوْنَ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَعِيسَى ".
فَإِنْ قُلْتَ: لِمَّ سُمِّيَ قَوْلُهُ: شَهَادَةً، وَمَا هُوَ بِلَفْظِ الشَّهَادَةِ ؟
[ ص: 273 ] قُلْتُ: لَمَّا أَدَّى مُؤَدِّي الشَّهَادَةِ فِي أَنْ ثَبَتَ بِهِ قَوْلُ
يُوسُفَ، وَبَطَلَ قَوْلُهَا سُمِّيَ شَهَادَةً.
فَإِنْ قُلْتَ: الْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ كَيْفَ جَازَتْ حِكَايَتُهَا بَعْدَ فِعْلِ الشَّهَادَةِ ؟
قُلْتُ: لِأَنَّهَا قَوْلٌ مِنَ الْقَوْلِ، أَوْ عَلَى إِرَادَةِ الْقَوْلِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: وَشَهِدَ شَاهِدٌ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ.
فَإِنْ قُلْتَ: إِنْ دَلَّ قَدُّ قَمِيصِهِ مِنْ دُبُرٍ عَلَى أَنَّهَا كَاذِبَةٌ وَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَبِعَتْهُ وَاجْتَبَذَتْ ثَوْبَهُ إِلَيْهَا فَقَدَّتْهُ، فَمِنْ أَيْنَ دَلَّ قَدُّهُ مِنْ قُبُلٍ عَلَى أَنَّهَا صَادِقَةٌ، وَأَنَّهُ كَانَ تَابَعَهَا ؟ قُلْتُ: مِنْ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ إِذَا كَانَ تَابِعَهَا وَهِيَ دَافَعَتْهُ عَنْ نَفْسِهَا قَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ قُدَّامِهِ بِالدَّفْعِ.
وَالثَّانِي: أَنْ يُسْرِعَ خَلْفَهَا لِيَلْحَقَهَا فَيَتَعَثَّرَ فِي مَقَادِمِ قَمِيصِهِ فَيَشُقُّهُ، وَقُرِئَ: "مِنْ
[ ص: 274 ] قُبُلُ"، "وَمِنْ دُبُرُ": بِالضَّمِّ عَلَى مَذْهَبِ الْغَايَاتِ، وَالْمَعْنَى: مِنْ قُبُلِ الْقَمِيصِ وَمِنْ دُبُرِهِ، وَأَمَّا التَّنْكِيرُ، فَمَعْنَاهُ: مِنْ جِهَةٍ يُقَالُ لَهَا: قُبُلٍ، وَمِنْ جِهَةٍ يُقَالُ لَهَا: دُبُرٍ، وَعَنِ
ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ قَرَأَ: "مِنْ قُبُلَ"، وَ "مِنْ دُبُرَ" بِالْفَتْحِ، كَأَنَّهُ جَعَلَهُمَا عَلَمَيْنِ لِلْجِهَتَيْنِ، فَمَنَعَهُمَا الصَّرْفَ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ، وَقُرِئَا بِسُكُونِ الْعَيْنِ.
فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ جَازَ الْجَمْعُ بَيْنَ "إِنْ" الَّذِي هُوَ لِلِاسْتِقْبَالِ وَبَيْنَ "كَانَ" ؟
قُلْتُ: لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنْ يُعْلَمَ أَنَّهُ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ، وَنَحْوُهُ كَقَوْلِكَ: إِنْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ، فَقَدْ أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ مِنْ قَبْلُ، لِمَنْ يَمْتَنُّ عَلَيْكَ بِإِحْسَانِهِ، تُرِيدُ: إِنْ تَمْنُنْ عَلَيَّ أَمْتَنَّ عَلَيْكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28فَلَمَّا رَأَى : يَعْنِي:
قِطْفِيرَ، وَعَلِمَ بَرَاءَةَ
يُوسُفَ وَصِدْقَهُ وَكَذِبَهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28قَالَ إِنَّهُ : إِنَّ قَوْلَكِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا : أَوْ إِنَّ الْأَمْرَ، وَهُوَ طَمَعُهَا فِي
يُوسُفَ، nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28مِنْ كَيْدِكُنَّ : الْخِطَابُ لَهَا وَلِأُمَّتِهَا، وَإِنَّمَا اسْتَعْظَمَ كَيْدَ النِّسَاءِ; لِأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ فِي الرِّجَالِ، إِلَّا أَنَّ النِّسَاءَ أَلْطَفُ كَيْدًا، وَأَنْفَذُ حِيلَةً، وَلَهُنَّ فِي ذَلِكَ نِيقَةٌ وَرِفْقٌ، وَبِذَلِكَ يَغْلِبْنَ الرِّجَالَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=113&ayano=4وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الْفَلَقُ: 4]، وَالْقُصْرَيَاتُ مِنْ بَيْنِهِنَّ مَعَهُنَّ مَا لَيْسَ مَعَ غَيْرِهِنَّ مِنَ الْبَوَائِقِ، وَعَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ: أَنَا أَخَافُ مِنَ النِّسَاءِ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ مِنَ الشَّيْطَانِ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=76إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النِّسَاءُ: 76]، وَقَالَ لِلنِّسَاءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=28إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29يُوسُفُ : حُذِفَ مِنْهُ حَرْفُ النِّدَاءِ; لِأَنَّهُ مُنَادًى قَرِيبٌ، مُفَاطِنٌ لِلْحَدِيثِ، وَفِيهِ تَقْرِيبٌ لَهُ، وَتَلْطِيفٌ لِمَحَلِّهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29أَعْرِضْ عَنْ هَذَا : الْأَمْرِ، وَاكْتُمْهُ، وَلَا
[ ص: 275 ] تُحَدِّثْ بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29وَاسْتَغْفِرِي أَنْتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ : مِنْ جُمْلَةِ الْقَوْمِ الْمُتَعَمِّدِينَ لِلذَّنْبِ، يُقَالُ: خَطِئَ، إِذَا أَذْنَبَ مُتَعَمِّدًا، وَإِنَّمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=29مِنَ الْخَاطِئِينَ : بِلَفْظِ التَّذْكِيرِ; تَغْلِيبًا لِلذُّكُورِ عَلَى الْإِنَاثِ، وَمَا كَانَ
الْعَزِيزُ إِلَّا رَجُلًا حَلِيمًا، وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ قَلِيلَ الْغَيْرَةِ.