الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2373 - (بخ م س ) : سعيد بن وهب الهمداني الخيواني ، الكوفي ، والد عبد الرحمن بن سعيد بن وهب .

                                                                          أدرك زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عن : حذيفة بن اليمان ، وخباب بن الأرت ( م س ) ، وسلمان الفارسي ( بخ ) ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري ، وعلي بن أبي طالب ( ص ) ، ومعاذ بن جبل - سمع منه باليمن في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                          روى عنه : السري بن إسماعيل ، وابنه عبد الرحمن بن سعيد بن وهب ( بخ ) ، وعمارة بن عمير ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني ( م س ) .

                                                                          [ ص: 98 ] قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي عاصم : مات سنة خمس وسبعين .

                                                                          وقال عمرو بن علي : مات سنة ست وسبعين .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ومسلم والنسائي .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدثنا هناد بن السري ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة ، عن سعيد بن وهب ، قال : دخلت مع سلمان على صديق له من كندة نعوده ، فقال له سلمان : " إن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى ، فيستعتب فيما بقي ، وإن الله تعالى يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ، ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه فلا ندري فيم عقلوه حين عقلوه ، ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه " .

                                                                          رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل ، عن أبي عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الرحمن بن سعيد ، عن أبيه بمعناه ، قال : [ ص: 99 ] كنت مع سلمان وعاد مريضا في كندة ، فلما دخل عليه قال : " أبشر ، فإن مرض المؤمن يجعله الله له كفارة ، ومستعتبا ، وإن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه ، فلا يدري لم عقل ولم أرسل " .

                                                                          وأخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا إبراهيم بن شريك ، قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، عن خباب ، قال : أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكونا إليه حر الرمضاء فلم يشكنا .

                                                                          قال زهير : قلت لأبي إسحاق : أفي الظهر ؟ قال : نعم .

                                                                          قلت : أفي تعجيلها ؟ قال : نعم .

                                                                          رواه مسلم ، عن أحمد بن عبد الله بن يونس ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          وعن عون بن سلام ، عن زهير .

                                                                          وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق .

                                                                          ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، عن زهير ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          وأخبرنا أبو الفرج بن أبي عمر ، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا [ ص: 100 ] عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني علي بن حكيم الأودي ، قال : أخبرنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، وعن زيد بن بثيغ ، قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير خم إلا قام . قال : فقام من قبل سعيد ستة ، ومن قبل زيد ستة ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي يوم غدير خم : " أليس الله أولى بالمؤمنين ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " .

                                                                          رواه النسائي في " الخصائص " عن محمد بن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة . وعن علي بن محمد بن علي قاضي المصيصة ، عن خلف بن تميم ، عن إسرائيل . وعن حسين بن حريث ، عن الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، وفي " مسند علي " عن يوسف بن عيسى ، عن الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، كلهم عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب وجده نحوه ، فوقع لنا عاليا بدرجتين ، وهذا جميع ما له عندهم .

                                                                          ولهم شيخ آخر يقال له :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية