الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 98 ] 6017 - ( ف س ) مظفر بن مدرك الخراساني أبو كامل الحافظ سكن بغداد .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن سعد ، وحماد بن سلمة ( ف س ) ، وزهير بن معاوية ، وزياد بن عبد الله بن علاثة ، وسعيد بن زيد ، وشريك بن عبد الله ، وشيبان بن عبد الرحمن ، وعاصم بن محمد بن زيد العمري ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وقيس بن الربيع ، والليث بن سعد ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، ومهدي بن ميمون ، ونافع بن عمر الجمحي .

                                                                          روى عنه : أحمد بن حنبل ( ف ) ، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، ومجاهد بن موسى ، ومحمد بن سعدان المقرئ ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ( س ) ، ومحمد بن أبي غالب القومسي ( ف ) ، ويحيى بن معين .

                                                                          [ ص: 99 ] قال مهنا بن يحيى ، عن أحمد بن حنبل : لا أعلم أثبت في زهير من الأشيب إلا أبا كامل مظفرا فإنه كان أثبت من الأشيب .

                                                                          وقال أبو داود : سمعت أحمد ذكر حديثا ، عن أبي كامل ، يعني مظفر بن مدرك ، عن إبراهيم بن سعد ، قيل له : يعقوب لا يقول كذا ، فقال : ليس فيهم مثله ، قلت لأبي : عبد الله أبو كامل ؟ قال : نعم .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال أبي : كان أصحاب الحديث ببغداد : أبو كامل ، وأبو سلمة الخزاعي ، والهيثم ، يعني ابن جميل ، وكان الهيثم أحفظ الثلاثة ، وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم .

                                                                          وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث ولا يحملون عن كل إنسان ولهم بصر بالحديث والرجال ولم يكتبوا إلا عن الثقات ولا يكتبون عمن لا يرضونه إلا أبو سلمة الخزاعي ، والهيثم بن جميل ، وأبو كامل ، وكان أبو كامل بصيرا بالحديث متقنا يشبه الناس لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب ، أو يسكت ، له عقل سديد ، والهيثم كان أحفظهم ، وأبو سلمة الخزاعي كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته ، وكان يتفقه .

                                                                          [ ص: 100 ] وقال الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل نحو ذلك .

                                                                          وقال هارون بن عبد الله الحمال ، قال أبو عبد الله : كان ببغداد ثلاثة ممن ينظر في الحديث ، ويتكلم فيه ، قلت : من يحسن يتكلم فيه ويعنى به ؟ قال : نعم ; أبو كامل مظفر ، والهيثم بن جميل ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، وذكر أبا كامل بثبت وعقل .

                                                                          وقال : تراضوا به مرة أن يسأل لهم شريكا ، فسأل شريكا فقلت له : ببغداد ؟ فقال : حين خرج تبعوه ، أو نحو هذا فتراضوا به أن يكون أبو كامل يسأله .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل أيضا ، قال أبي : كان أبو كامل ، يعني مظفر بن مدرك من أصحاب الحديث لما قدم شريك ، قالوا : لا نرضى أحدا يسأله غير أبي كامل ، وكان يعد يومئذ من أهل الفضل ، وكان ابن مهدي يقول : أيش يقول أبو كامل في حديث من حديث إبراهيم بن سعد .

                                                                          وقال أيضا ، عن أبيه : سمعت أبا كامل مظفر بن مدرك منذ نحو من أربعين سنة ، وكان له وقار وهيئة ، وكان من أصحاب الحديث يقول : أثبت الناس في إبراهيم منصور ، قال : وقال أبو [ ص: 101 ] كامل : ما قدم علينا هاهنا من ناحية الشام أصح حديثا من ليث بن سعد ، وكان أبو معشر رجلا لا يضبط الإسناد .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد أيضا : سمعت يحيى بن معين وذكر أبا كامل ، فقال : كنت آخذ عنه هذا الشأن ، وكان أبو كامل بغداديا من الأبناء .

                                                                          وقال في موضع آخر ، عن يحيى بن معين : كان أبو كامل رجلا صالحا .

                                                                          وقال : ما رأيت من يشبهه .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين : سمعت أبا كامل شيخا من الأبناء ; ثقة صاحب حديث .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان من أبناء خراسان ، وكان ثقة .

                                                                          وقال أبو يعلى الموصلي : سمعت أبا خيثمة يقول : ما كان أبو كامل المظفر بن مدرك عندنا بدون وكيع عند الكوفيين ، وعبد الرحمن عند البصريين .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : صدوق .

                                                                          [ ص: 102 ] وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عنه ، فقال : ثقة ثقة .

                                                                          وقال النسائي : ثقة مأمون .

                                                                          وقال في موضع آخر : الثقة المأمون الرجل الصالح .

                                                                          وقال في موضع آخر : حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا أبو كامل مظفر بن مدرك شيخ ثقة صاحب حديث .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب الثقات ،

                                                                          قال سليمان بن إسحاق الجلاب : قيل لإبراهيم الحربي : رأيت أبا كامل ؟ قال : لا ; لم أره ، مات سنة مات روح بن عبادة سنة سبع ومائتين .

                                                                          روى له أبو داود في كتاب التفرد حديثا ، والنسائي حديثا .

                                                                          وذكره أبو أحمد بن عدي في شيوخ البخاري ، وذلك معدود في أوهامه فإن أول رحلة البخاري كانت سنة عشر ومائتين ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية