الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          * - (ت) : عباد بن حبيش الكوفي .

                                                                          روى عن : عدي بن حاتم (ت) .

                                                                          روى عنه : سماك بن حرب (ت) .

                                                                          ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له الترمذي حديثا واحدا . وقد وقع لنا بعلو عنه [ ص: 111 ] أخبرنا به : أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان . وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة .

                                                                          قال : سمعت سماك بن حرب ، قال : سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي بن حاتم ، قال : جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو قال : رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا بعقرب ، فأخذوا عمتي وناسا ، قال : فلما أتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصفوا له ، قالت : يا رسول الله ، نأى الوافد وانقطع الولد .

                                                                          وأنا عجوز كبيرة ، ما بي من خدمة فمن علي من الله عليك ، قال : من وافدك ؟ قالت : عدي بن حاتم ، قال : الذي فر من الله ورسوله ؟ ! قالت : فمن علي .

                                                                          قالت : فلما رجع ورجل إلى جنبه نرى أنه علي قال : سليه حملانا . قال : فسألته فأمر لها ، قالت : فأتاني ، فقالت : لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها ، قالت : إيته راغبا أو راهبا . فقد أتاه فلان فأصاب منه ، وأتاه فلان فأصاب منه قال : فأتيته ، وإذا عنده امرأة وصبيان ، أو صبي ، فذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت أنه ليس ملك كسرى ، ولا قيصر ، فقال : يا عدي بن حاتم ، ما أفرك أن يقال : لا إله إلا الله ، فهل من إله إلا الله ؟ ما أفرك أن يقال : الله أكبر ، فهل شيء هو أكبر من الله ؟ فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال : " إن [ ص: 112 ] المغضوب عليهم اليهود ، وإن الضالين النصارى " .

                                                                          ثم سألوه ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فلكم أيها الناس أن ترتضخوا من الفضل .

                                                                          ارتضخ امرؤ بصاع ، ببعض صاع ، بقبضة ، ببعض قبضة .

                                                                          قال شعبة : وأكبر علمي أنه قال : بتمرة ، بشق تمرة ، وإن أحدكم لاقي الله عز وجل ، فقائل ما أقول : ألم أجعلك سميعا بصيرا ؟ ، ألم أجعل لك مالا وولدا ، فماذا قدمت ؟ فينظر من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، فلا يجد شيئا ، فما يتقي النار إلا بوجهه .

                                                                          فاتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجدوه فبكلمة لينة ، إني لا أخشى عليكم الفاقة ، لينصرنكم الله ، وليعطينكم ، أو ليفتحن لكم ، حتى تسير الظعينة . بين الحيرة ويثرب ، إن أكثر ما تخاف السرق على ظعينتها
                                                                          .

                                                                          قال محمد بن جعفر : حدثناه شعبة ما لا أحصيه ، وقرأته عليه .

                                                                          رواه عن ابن مثنى وابن بشار ، عن محمد بن جعفر ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          وعن عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن سعد الدشتكي ، عن [ ص: 113 ] عمرو بن أبي قيس الرازي ، عن سماك بن حرب نحوه ، وقال : حسن غريب ، لا نعرفه ، إلا من حديث سماك .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية