الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5464 - (مد ت) : محمد بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني ، أخو هشام بن عروة .

                                                                          روى عن : عمه عبد الله بن الزبير (ت) ، وأبيه عروة بن الزبير (مد) .

                                                                          [ ص: 111 ] روى عنه : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (مد ت) ، وأخوه هشام بن عروة .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط في الطبقة السادسة من أهل المدينة ، قال : وأمه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : كان جميلا بارع الجمال يضرب بجماله المثل ، أنشدني مصعب بن عثمان للأخطل :


                                                                          تكلفني فتاة بني نمير ولو كان ابن عروة ما رجاها

                                                                          قال : وكان أحلى ولد عروة في صدره ، وتوفي بالشام مع أبيه .

                                                                          قال الزبير : وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري أن عروة بن الزبير تخلف يوما عن الدخول على الوليد بن عبد الملك ، فأمر ابنه محمدا بالدخول عليه ، وكان حسن الوجه ، فدخل عليه وعليه غديرتان في ثياب وشي وهو يتبختر يضرب بيديه ، فقال [ ص: 112 ] الوليد : هذا والله التغطرف هكذا تكون فتيان قريش ، فعانه ، فقام من النوم متوسنا فوقع في إصطبل الدواب ، فلم تزل تطؤه حتى مات .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : توفي محمد بن عروة مع أبيه ، وعروة يومئذ عند الوليد بن عبد الملك ، وفي ذلك السفر أصيبت رجل عروة . وكان محمد بن عروة من أحسن الناس وكان عروة يحبه حبا شديدا . قال : فنام محمد بن عروة على سطح فيه جلي ، فقام من الليل ، فسقط من الجلي في إصطبل الدواب فتخبطته حتى مات .

                                                                          قال : فأنشدتني أم كلثوم بنت عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير لعبد الله بن عروة يرثي أخاه محمدا :


                                                                          ما بال عيني لا تنام كأنما     لذعت بواطن مدمعي بشهاب
                                                                          تبكي على نفر أصيب سراتهم     من بين مكتهل وبين شباب
                                                                          تبكي محمد جل ميتا هالكا     سمح السجية طاهر الأثواب
                                                                          لا يحتويه جاره ونزيله     ويذل للقربى بغير عتاب

                                                                          [ ص: 113 ]

                                                                          لو كنت أعلم أن حتفك عاجل     لقضيت من أرب إليك جوابي
                                                                          كتبت منيته برمحة بغلة     قدرا فسيق لمكتب الكتاب



                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له أبو داود في " المراسيل " ، والترمذي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية