الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2380 - (د ) : سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم [ ص: 112 ] القرشي ، أبو يربوع ، ويقال : أبو هود ، ويقال : أبو مرة ، ويقال : أبو الحكم المخزومي . له صحبة ، وهو والد عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ، كان اسمه الصرم في الجاهلية ، فلما أسلم سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعيدا ، وقال : " الصرم قد ذهب " . ويقال : كان اسمه أصرم ، وهو من مسلمة الفتح ، وقدم الشام مع عمر بن الخطاب في الخرجة التي رجع فيها من سرغ .

                                                                          روى عن : النبي ( د ) صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : ابنه عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ( د ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة ممن أسلم يوم الفتح ، قال : وأمه : لبنى بنت سعيد بن رئاب بن سهم ، فولد سعيد بن يربوع : الحكم ، وبه كان يكنى ، وثبطة ، وهند ، وأم حبيبة ، وآمنة ، وأمهم هند بنت أبي المطاع بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، وعبيدا ، وعبد الرحمن ، وعبد الله ، وعياضا ، وعطاء ، وعونا ، وأمهم أم عبيد وهي أروى بنت عربي بن عمرو بن قيس بن سويد بن عمرو ، من عك من بني عمران . وأسلم سعيد بن يربوع يوم فتح مكة ، وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا ، وأعطاه من غنائم حنين خمسين بعيرا .

                                                                          [ ص: 113 ] وقال الزبير بن بكار : وولد عامر بن مخزوم عنكثة بن عامر ، وأمه : غنى بنت عمر بن جابر بن عمير بن كبير بن تيم بن غالب . وولد عنكثة بن عامر يربوعا ، وأمه نعم بنت عمرو بن كعب ، فولد يربوع بن عنكثة سعيدا ؛ وهو أحد القرشيين الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب الحرم ، وأمه لبنى بنت سعيد بن رئاب بن سهم . وذكر أولاده نحوا مما ذكر محمد بن سعد وقال : أروى بنت عركي .

                                                                          وقال الواقدي ، عن خالد بن إلياس ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه : كان سعيد بن يربوع يجدد أنصاب الحرم في كل سنة معرفة بها حتى ذهب بصره في آخر خلافة عمر بن الخطاب .

                                                                          وقال البخاري : قال عبد الله : حدثنا الليث ، قال : حدثني يحيى أن سعيد بن يربوع أصيب بصره ، فأتاه عمر بن الخطاب يعزيه . قال يحيى : حسبت أن أبا بكر بن المنكدر حدثني بذلك .

                                                                          قال الواقدي وخليفة بن خياط وغير واحد : مات سنة أربع وخمسين بالمدينة .

                                                                          قال خليفة : ويقال : بمكة ، وهو ابن مائة وعشرين سنة .

                                                                          وقيل : بلغ مائة وأربعا وعشرين سنة .

                                                                          [ ص: 114 ] روى له أبو داود حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .

                                                                          أخبرنا به إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا محمد بن عبد الله الضبي ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي ، قال : حدثنا معاذ بن المثنى ، قال : حدثنا علي ابن المديني ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي ، قال : حدثني جدي ، عن أبيه سعيد - وكان اسمه الصرم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم فتح مكة : " أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم : الحويرث بن نقيد ، ومقيس بن صبابة ، وهلال بن خطل ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح " . فأما حويرث فقتله علي ، وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحا ، وأما هلال بن خطل فقتله الزبير ، وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان وكان أخاه من الرضاعة ، وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتلت إحداهما ، وأفلتت الأخرى فأسلمت .

                                                                          رواه عن محمد بن العلاء ، عن زيد بن الحباب ، فوقع لنا بدلا عاليا ، ووقع عنده عمرو بن عثمان ، والصواب : عمر ، كما في هذه الرواية .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية