الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3076 - (بخ م س) : عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام ، القرشي الأسدي ، أخو عبد الواحد بن حمزة .

                                                                          روى عن : جابر بن عبد الله وجدة أبيه أسماء بنت أبي بكر الصديق (م س) ، وأختها عائشة أم المؤمنين (بخ) .

                                                                          روى عنه : السري بن عبد الرحمن المدني ، وابن عم أبيه هشام بن عروة بن الزبير (بخ م س) .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : أمه هند بنت قطبة بن هرم بن قطبة بن سيار بن عمرو بن جابر الفزاري ، وكان عباد بن حمزة سخيا سريا حلوا أحسن الناس وجها ، يضرب المثل بحسنه ، وإياه عنى الأحوص حين يقول يصف امرأة : [ ص: 114 ]

                                                                          لها حسن عباد وجسم ابن واقد وريح أبي حفص ودين ابن نوفل

                                                                          عباد : ابن حمزة ، وابن واقد : عثمان بن واقد بن عبد الله بن عمر ، وأبو حفص : عمر بن عبد العزيز ، وكان عطرا ، وابن نوفل : إنسان كان بالمدينة ، كان فتيانيا .

                                                                          قال الزبير : وحدثني عمي مصعب بن عبد الله ، قال : كان عباد بن حمزة قد ضل من أبيه وهو صغير ، فأرسل في طلبه وعظم الجعل فيه ، وأهرب الناس في بغائه ، وافترقوا في طلبه ، حتى وجد ، ففي ذلك يقول عبيد الله بن قيس الرقيات :

                                                                          نابت بحلوان نبتغيك كما     أرسل أهل الوليد في طلبه

                                                                          الوليد : عباد بن حمزة . كان آثر الناس عند أبيه .

                                                                          وكان أبوه أعطاه الربض والنجفة ، عينين بواد يقال له : الفرع بين المدينة ومكة . يسقيان أكثر من عشرين ألف نخلة ، ولهما قدر عظيم .

                                                                          روى له : البخاري في " الأدب " حديثا ، ومسلم والنسائي حديثا ، وقد وقع لنا كل واحد منهما بعلو .

                                                                          أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يحيى الشقراوي في جماعة ، قالوا : أخبرنا موسى ابن الشيخ عبد القادر الجيلي ، قال : أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أبي غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو نصر [ ص: 115 ] الزينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن زنبور الوراق ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : حدثنا عيسى بن حماد ، قال : أخبرنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن عباد بن حمزة ، أن عائشة قالت : يا نبي الله ألا تكنيني ، قال لها نبي الله صلى الله عليه وسلم : تكني بابنك ، يعني : عبد الله بن الزبير ، فكانت تكنى : أم عبد الله .

                                                                          رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل ، عن وهب بن خالد ، عن هشام .

                                                                          وأخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، قال : حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء بنت أبي بكر ، وكانت محصية ، وعن عباد بن حمزة عن أسماء ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : " أنفقي أو انضحي أو انفخي هكذا وهكذا ، ولا توعي فيوعي الله عليك ولا تحصي فيحصي الله عليك " .

                                                                          رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير ، عن محمد بن بشر ، عن هشام ، عن عباد بن حمزة ، عن أسماء ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          ورواه [ ص: 116 ] هو والنسائي من حديث أبي معاوية الضرير ، عن هشام عن فاطمة وعباد عن أسماء .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية