الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2405 - [ تمييز ] : سفيان بن زياد البغدادي ، الرصافي ثم المخرمي .

                                                                          يروي عن : إبراهيم بن عيينة ، وعبد الله بن ضرار الملطي ، وعيسى بن يونس .

                                                                          ويروي عنه : جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، وعباس بن محمد الدوري ، ومحمد بن عبيد الله ابن المنادي ، ومحمد بن غالب تمتام .

                                                                          [ ص: 150 ] ذكره الخطيب في " التاريخ " وقال : كان ثقة . وذكره في " المتفق والمفترق " أيضا .

                                                                          وهو أقدم من البصري قليلا ، ولم يخرجوا عنه شيئا ، وإنما ذكرناه للفرق بينه وبين البصري ، فإن صاحب " النبل " جعلهما واحدا فقال : سفيان بن زياد بن آدم ، أبو سعيد ، البغدادي ، المخرمي ، الرصافي ، المؤدب ، ويقال : البصري ، روى عنه ( ق ) . وقد وهم في ذلك فإنهما اثنان بلا شك . وممن فرق بينهما أبو بكر الخطيب ، ذكرهما في " المتفق والمفترق " ، وذكر البغدادي في " التاريخ " أيضا دون البصري ، وما تردد في نسبه كما فعل صاحب " النبل " ، ومن نظر من أهل الصنعة فيمن رويا عنه ومن روى عنهما عرف أنهما اثنان ، وعرف أن البغدادي أقدم من البصري ، فقد وهم صاحب " النبل " حيث جمع بين البغدادي والبصري وهما اثنان ، ووهم أيضا في " المتفق والمفترق " حيث فرق بين البصري والبلدي وهما واحد .

                                                                          أما الفرق بين البغدادي والبصري فقد تقدم بيانه بما فيه كفاية .

                                                                          وأما الجمع بين البصري والبلدي وأنهما واحد فسنذكره بدلائله من أقوال الأئمة ورواياتهم : قال الخطيب في " المتفق والمفترق " : سفيان بن زياد خمسة ، منهم : سفيان بن زياد مولى داود بن فراهج ، حدث عن الزبير بن العوام الكوفي نحوا مما هو مذكور في كتابنا هذا . ثم ذكر الرصافي - وهو [ ص: 151 ] البغدادي - نحوا مما تقدم ذكرنا له . ثم قال : وسفيان بن زياد البصري حدث عن عبد الرحمن بن القطامي روى عنه محمد بن يونس العصفري البصري ، وسفيان بن زياد بن آدم البلدي ، حدث عن عون بن عمارة ، وعباد بن صهيب البصريين ، روى عنه أحمد بن عيسى الخواص ، وأبو عبد الله الحكيمي البغدادي .

                                                                          وقد حصل له في هذه التراجم إغفال ووهم ، أما الإغفال فإنه قد بقي عليه : سفيان بن زياد الغساني ، حدث عن أنس بن مالك وعن الأوزاعي ، روى عنه خالد بن حميد المهري الإسكندراني ، قال أبو حاتم : لا أدري من هو .

                                                                          وسفيان بن زياد المروذي : من كبار أصحاب عبد الله بن المبارك .

                                                                          قال أبو عبيد الآجري : سئل أبو داود عن سفيان بن زياد ، فقال : من أصحاب ابن المبارك ، أثبت أصحاب ابن المبارك ، وبعده سليمان ، وبعده علي بن الحسن بن شقيق .

                                                                          وسفيان بن زياد البصري المعروف بالرأس ، روى عن حماد بن زياد ، وسفيان بن عيينة ، روى عنه عمرو بن علي ، وأبو بكر محمد بن جلاد الباهلي .

                                                                          قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يعظم شأنه ويقول : كان أحد الحفاظ ، تقدم موته .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال : من الحفاظ ، كتب عن حماد بن زيد وأهل البصرة ، [ ص: 152 ] عاجله الموت فلم ينتفع به ، مات قبل المائتين بدهر ، وكان صديقا لقتيبة جدا .

                                                                          وسفيان بن زياد الرؤاسي ، روى عن سفيان بن عيينة ، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وهو متأخر عن الذي قبله ، فإن ابن أبي الدنيا لم يدرك ذاك .

                                                                          وسفيان بن زياد كنيته : أبو محمد ، روى عن فياض بن محمد الرقي ، روى عنه عثمان بن خرزاد الأنطاكي .

                                                                          وأما الوهم فتفريقه بين البصري والبلدي ، وهما واحد كما يأتي بيانه : قال أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " : سفيان بن زياد العقيلي بصري يروي عن أبي عاصم ، وعيسى بن شعيب ، حدثنا عنه أحمد بن يحيى بن زهير ، مستقيم الحديث .

                                                                          وقال الحاكم أبو أحمد في " الكنى " : أبو سعيد سفيان بن زياد المؤدب البصري ، روى عن عيسى بن شعيب ، ومحمد بن راشد المنقري ، روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة ، كناه أحمد بن محمد بن عبد الله بن عمر الواسطي .

                                                                          فقد اتفق أبو حاتم بن حبان وأبو أحمد الحاكم على أن البصري يروي عن عيسى بن شعيب ، وقد نسبه أبو بكر بن خزيمة في روايته عنه ، عن عيسى بن شعيب ، فقال : حدثنا سفيان بن زياد بن آدم .

                                                                          فدل ذلك على أن سفيان بن زياد بن آدم هو أبو سعيد البصري .

                                                                          [ ص: 153 ] وقال أبو عبد الله الحكيمي في روايته عنه : حدثنا سفيان بن زياد بن آدم البلدي . فدل ذلك على أنهما واحد .

                                                                          وقال ابن ماجة في روايته عنه : حدثنا أبو سعيد سفيان بن زياد المؤدب ، قال : حدثنا محمد بن راشد .

                                                                          وقال أبو الحسن القافلاني في روايته : حدثنا سفيان بن زياد أبو سعيد المؤدب ، قال : حدثنا عيسى بن شعيب النحوي . فدل ذلك على أن الجميع لرجل واحد ، وإنما بسطنا القول في ذلك بعض البسط ليكون كالأنموذج لما سواه ، وليعلم أنا لا نقول قولا مخالفا لما كان في الأصل إلا بحجة ، وإن لم نذكرها في بعض المواضع طلبا للاختصار ، وبالله التوفيق .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية