الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5484 - (ع) : محمد بن علي بن أبي طالب القرشي [ ص: 148 ] الهاشمي أبو القاسم ، ويقال : أبو عبد الله المدني المعروف بابن الحنفية ، واسمها خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة ، وكانت من سبي اليمامة الذين سباهم أبو بكر الصديق ، وقيل : كانت أمه لبني حنيفة ، ولم تكن من أنفسهم .

                                                                          دخل على عمر بن الخطاب .

                                                                          وروى عن : عبد الله بن عباس ، وعثمان بن عفان (خ) ، وأبيه علي بن أبي طالب (ع) ، وعمار بن ياسر (س) ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وأبي هريرة .

                                                                          روى عنه : ابناه إبراهيم بن محمد بن الحنفية (عس ق) ، والحسن بن محمد بن الحنفية (خ م كد ت س ق) ، وسالم بن أبي الجعد ، وابنه عبد الله بن محمد بن الحنفية (خ م كد ت س ق) ، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب (بخ د ت ق) ، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي (مد) ، وعطاء بن أبي رباح (س) ، وابنه عمر بن محمد بن الحنفية (ق) ، وعمرو بن دينار ، وابنه عون بن محمد بن الحنفية ، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن [ ص: 149 ] علي بن أبي طالب ، وابن أخيه محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، ومحمد بن قيس بن مخرمة ، ومحمد بن نشر الهمداني (بخ) وكان مؤذنه ، ومنذر أبو يعلى الثوري (خ م د ت س) ، والمنهال بن عمرو (عخ) ، ونبيه بن وهب ، وهشام بن أبي يعلى (عس) إن كان محفوظا ، والوليد بن صالح ، وأبو عمر البزار (بخ ق) .

                                                                          روى ليث بن أبي سليم عن محمد بن نشر ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي ، قال : قلت : يا رسول الله إن ولد لي مولود بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك ؟ قال : نعم .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : تابعي ، ثقة ، كان رجلا صالحا وثلاثة يكنون بأبي القاسم رخص لهم : محمد بن الحنفية ، ومحمد بن أبي بكر ، ومحمد بن طلحة بن عبيد الله .

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : لا نعلم أحدا أسند عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ولا أصح مما أسند محمد بن الحنفية .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : وتسميه الشيعة : المهدي ، أخبرني عمي مصعب بن عبد الله ، قال : قال كثير :


                                                                          هو المهدي خبرناه كعب أخو الأحبار في الحقب الخوالي



                                                                          [ ص: 150 ] قال : فقيل لكثير : لقيت كعب الأحبار ؟ قال : لا . قيل : فلم قلت : خبرناه كعب ؟ قال : بالوهم . قال : وكان كثير شيعيا خربيا يزعم أن الأرواح تتناسخ ، ويحتج بقول الله تعالى " في أي صورة ما شاء ركبك " ويقول : ألا ترى أنه محوله في صورة بعد صورة .

                                                                          قال الزبير : وحدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر ، عن سعيد بن عقبة الجهني ، عن أبيه ، قال : سمعت كثيرا ينشد علي بن عبد الله بن جعفر لنفسه في محمد بن علي بن أبي طالب .


                                                                          أقر الله عيني إذ دعاني     أمين الله بلطف في السؤال
                                                                          وأثنى في هواي علي خيرا     وسأل عن بني وكيف حال
                                                                          وكيف ذكرت شأن أبي خبيب     وزلة بغلة عند النضال
                                                                          هو المهدي خبرناه كعب     أخو الأحبار في الحقب الخوالي



                                                                          فقال له علي بن عبد الله يا أبا صخر ، ما يثني عليك في هواك خيرا إلا من كان على مثل رأيك . قال : أجل بأبي أنت . قال : وكان كثير خشبيا يرى الرجعة . قال : وأبو خبيب الذي ذكر كثير : عبد الله بن الزبير .

                                                                          قال : وكانت شيعة محمد بن علي تزعم أنه لم يمت وله يقول السيد الحميري :

                                                                          [ ص: 151 ]

                                                                          ألا قل للوصي فدتك نفسي     أطلت بذلك الجبل المقاما
                                                                          أضر بمعشر والوك منا     وسموك الخليفة والإماما
                                                                          وعادوا فيك أهل الأرض طرا     مقامك عنهم ستين عاما
                                                                          وما ذاق ابن خولة طعم موت     ولا وارت له أرض عظاما
                                                                          لقد أمسى بمورق شعب رضوى     تراجعه الملائكة الكلاما
                                                                          وإن له به لمقيل صدق     وأندية تحدثه كراما
                                                                          هدانا الله إذ جزتم لأمر     به وعليه نلتمس التماما
                                                                          تمام مودة المهدي حتى     تروا راياتنا تترى نظاما



                                                                          قال : وقال أيضا السيد في ذلك :


                                                                          يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى     وبنا إليه من الصبابة أولق
                                                                          حتى متى ، وإلى متى ، وكم المدى     يا بن الوصي وأنت حي ترزق



                                                                          قال : قال كثير :


                                                                          ألا إن الأئمة من قريش     ولاة الحق أربعة سواء
                                                                          علي والثلثة من بنيه     هم الأسباط ليس بهم خفاء
                                                                          فسبط سبط إيمان وبر     وسبط غيبته كربلاء
                                                                          وسبط لا تراه العين حتى     يقود الخيل يقدمها اللواء
                                                                          [ ص: 151 ] تغيب لا يرى عنهم زمانا     برضوى عنده عسل وماء



                                                                          وروي عن سفيان بن عيينة ، قال : سمعت الزهري يقول : قال رجل لمحمد بن علي ابن الحنفية : ما بال أبيك كان يرمي بك في مرام لا يرمي فيها الحسن والحسين ؟ قال : لأنهما كانا خديه وكنت يده ، فكان يتوقى بيده عن خديه .

                                                                          وقال منذر الثوري عن محمد بن الحنفية : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله له فرجا أو قال : مخرجا .

                                                                          قيل : إنه ولد في خلافة أبي بكر ، وقيل : في خلافة عمر ، ومات برضوى سنة ثلاث وسبعين ، ودفن بالبقيع ، وقيل : مات سنة ثمانين ، وقيل : سنة إحدى وثمانين ، وقيل : سنة اثنتين وثمانين ، وقيل : سنة اثنتين وتسعين ، وقيل : سنة ثلاث وتسعين ، وهو ابن خمس وستين ، وقيل غير ذلك في تأريخ وفاته ومبلغ سنه .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          [ ص: 153 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية