الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6041 - ( خ د س ) المعافى بن عمران الأزدي الفهمي ، [ ص: 148 ] أبو مسعود الموصلي ، وهو المعافى بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة بن عبيد بن لبيد بن مخاشن بن سليمة بن مالك بن فهم .

                                                                          وقيل : المعافى بن عمران بن محمد بن عمران بن نفيل بن جابر بن وهب بن عبيد بن لبيد بن جبلة بن غنم بن دوس بن مخاشن بن سلمة بن فهم ، فقيه أهل الموصل وزاهدهم وعابدهم وورعهم .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن طهمان ( س ) ، وإبراهيم بن يزيد الخوزي ، وأسامة بن زيد الليثي ، وإسرائيل بن يونس ( س ) ، وإسماعيل بن مسلم العبدي ( س ) ، وأفلح بن حميد المدني ( د س ) ، وأفلح بن سعيد القبائي ، وبشير بن ربيعة العجلي ( عس ) ، وبكر بن خنيس وثور بن يزيد الحمصي ( مد ) ، وجابر بن يزيد بن رفاعة الأزدي ، وجعفر بن برقان ، وأبي معان جهضم بن عبد الرحمن التميمي ، والحارث بن الجارود العكلي ، وحريز بن عثمان الرحبي ، والحسن بن صالح بن حي ، وأبي إبراهيم الحسن بن يزيد الأودي الموصلي ، وحماد بن سلمة ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ( س ) ، وأبي خلدة خالد بن دينار ، والربيع بن صبيح ، وزكريا بن إسحاق المكي ( س ) ، وزهير بن معاوية ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان الثوري وتأدب به وتفقه عليه ، وأكثر الكتابة عنه ، وسلمة بن وردان ، وسليمان بن بلال ( س ) ، وسليمان بن أبي داود الحراني ، وسهيل بن أبي حزم القطعي ( س ) ، وسيف بن سليمان المكي ( س ) ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وشعبة بن الحجاج ، وصالح بن أبي الأخضر ، وصخر بن جويرية ( س ) ، وصفوان بن عمرو الحمصي ، والضحاك بن عثمان الحزامي ( س ) ، [ ص: 149 ] وأبي سنان ضرار بن مرة ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي ( س ) ، وعبد الله بن عمر العمري ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبد الحميد بن بهرام ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري ( س ) ، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ( خ د س ) ، وعبد الملك بن جريج ، وعثمان بن الأسود ( خ ) ، وعثمان بن عطاء الخراساني ، وعصام بن قدامة ( س ) ، وعلي بن صالح بن حي ، وعمر بن ذر الهمداني ، وخاله العلاء بن رزين الأزدي ، وعيسى بن يونس ، وفضيل بن مرزوق ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقتادة بن عائذ الأزدي ، وقرة بن خالد ، وقيس بن الربيع ، والليث بن سعد ، ومالك بن أنس ، ومالك بن مغول ، ومحل بن محرز الضبي ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، ومسعر بن كدام ، ومصاد بن عقبة الأزدي الموصلي ، ومصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، ومعمر بن محمد القرشي التيمي ، والمغيرة بن زياد الموصلي ، ومهدي بن ميمون ، وموسى بن عبيدة الربذي ، وهشام بن حسان ، وهشام بن سعد المدني ( د ) ، وهشام الدستوائي ، وهمام بن يحيى ، ويونس بن أبي إسحاق ، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني ، وأبي الحكم الهمداني الموصلي ، وأبي شيبة الوراق الموصلي .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ، وأحمد بن عبد الله بن يونس ، وابنه أحمد بن المعافى بن عمران ، وإسحاق بن إبراهيم الهروي ، وإسحاق بن عبد الواحد القرشي ( س ) ، وبشر الحافي ، وبقية بن الوليد ، وهو أكبر منه ، والحسن بن بشر البجلي [ ص: 150 ] ( خ ) ، ورباح بن الجراح العبدي ، وصبح بن إبراهيم البلدي ، وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي ، وعبد الله بن المبارك ، وهو أكبر منه ، وابنه عبد الكبير بن المعافى بن عمران ، وعبد الوهاب بن فليح المكي ، وعلي بن الحسن اللاني ، وعيسى بن إبراهيم البركي ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ( س ) ، وأبو هاشم محمد بن علي الموصلي ( س ) ، ومسعود بن جويرية الموصلي ( س ) ، والمغيرة بن معمر بن دينار البصري ، وموسى بن أعين ، وهو أكبر منه ، وموسى بن مروان الرقي ( د ) ، وهشام بن بهرام المدائني ( د س ) ، والهيثم بن خارجة ، والهيثم بن المهلب البلدي ، والد إبراهيم بن الهيثم ، ووكيع بن الجراح ، وهو من أقرانه ، ويحيى بن رجاء بن أبي عبيدة ، ويحيى بن مخلد المقسمي ( س ) .

                                                                          ذكره أبو زكريا الأزدي صاحب تأريخ الموصل في الطبقة الثالثة .

                                                                          وقال : رحل في طلب العلم إلى الآفاق ، وجالس العلماء ولزم سفيان الثوري وتأدب بآدابه وتفقه بمجالسته ، وأكثر الكتابة عنه ، وعن غيره ، وصنف حديثه في الزهد ، والسنن ، والفتن ، والأدب وغير ذلك ، وكان زاهدا فاضلا شريفا كريما عاقلا .

                                                                          وقال علي بن حرب الطائي : رأيت المعافى بن عمران شيخا أبيض الرأس واللحية عليه قميص غليظ وكمه تبين منه أطراف أصابعه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن أحمد بن حنبل : كان [ ص: 151 ] صدوق اللهجة .

                                                                          وقال حرب بن إسماعيل ، عن أحمد بن حنبل : المعافى بن عمران شيخ له قدر وحال ، وجعل يعظم أمره ، قال : وكان رجلا صالحا .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين ، وأبو حاتم ، والعجلي ، وابن خراش : ثقة .

                                                                          وقال أبو زرعة : كان عبدا صالحا .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة خيرا فاضلا صاحب سنة .

                                                                          وقال عمرو بن عبد الله الأودي ، عن وكيع : حدثنا المعافى بن عمران ، قال وكيع : وكان ثقة .

                                                                          وقال عبد الله بن المغيرة الهاشمي ، عن بشر بن الحارث : كان ابن المبارك يقول : حدثني ذاك الرجل الصالح ، يعني المعافى [ ص: 152 ] ابن عمران .

                                                                          وعن بشر بن الحارث : كان سفيان الثوري يقول للمعافى : أنت معافى كاسمك . وكان يسميه الياقوتة .

                                                                          وقال أبو حاتم وغيره ، عن أحمد بن يونس : سمعت الثوري ، وذكر المعافى بن عمران ، فقال : ياقوتة العلماء .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس الأنصاري ، عن محمد بن عبد الله بن عمار : لم أر قط بعده أفضل منه .

                                                                          وقال إدريس بن سليم الموصلي ، عن ابن عمار : كنت عند عيسى بن يونس بالحدث ، فقال لي : ممن أنت ؟ فقلت : من أهل الموصل ، قال : رأيت المعافى بن عمران ، قلت : نعم ، قال : وسمعت منه ، قلت : نعم ، قال : ما أحسب أحدا رأى المعافى ، وسمع من غيره يريد الله بعلمه .

                                                                          وقال إسحاق بن الضيف ، عن بشر بن الحارث : قتل لمعافى بن عمران ابنان في وقعة الموصل ، فجاء إخوانه يعزونه من الغد ، فقال لهم : إن كنتم جئتم لتعزوني فلا تعزوني ولكن هنئوني ، قال : فهنؤوه ، قال : فما برحوا حتى غداهم وغلفهم بالغالية .

                                                                          [ ص: 153 ] وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : رحل في الحديث إلى البلدان النائية ، وجالس العلماء ولزم سفيان الثوري فتفقه به وتأدب بآدابه ، وأكثر الكتابة عنه ، وعن غيره وصنف كتبا في السنن ، والزهد ، والآداب .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الحضرمي : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن سفيان الثوري ، قال : امتحنوا أهل الموصل بالمعافى بن عمران .

                                                                          وقال محمد بن أحمد بن أبي المثنى ، عن أحمد بن يونس ، قال سفيان : امتحنوا أهل الموصل بالمعافى ، فمن ذكره ، يعني بخير ، قلت : هؤلاء أصحاب سنة وجماعة ، ومن عابه قلت : هؤلاء أصحاب بدع .

                                                                          وقال بشر بن الحارث ، عن أحمد بن يونس : كان سفيان إذا جاءه قوم من أهل الموصل امتحنهم بحب المعافى ، فإن رآهم كما يظن قربهم وأدناهم ، وإلا فلا .

                                                                          وقال الحضرمي ، عن أحمد بن يونس ، عن سفيان : ما بالكوفة أحد لو اقترضت منه عشرة دراهم إلا خفت أن يقول : اقترض مني سفيان ، وأخذ مني سفيان ، لقد أهدى إلي المعافى كساء فقبلته ، وكان المعافى أهلا لذلك .

                                                                          وقال محمد بن المثنى ، عن بشر بن الحارث : كان - يعني المعافى - محشوا بالعلم ، والفهم ، والخير .

                                                                          وعن بشر ، قال : كان المعافى يحفظ المسائل والحديث .

                                                                          [ ص: 154 ] وعن بشر ، قال : سمعت المعافى يقول : إذا رددت السائل ثلاثا فازبره .

                                                                          وعن بشر ، قال : سمعت المعافى يقول : ما خالفت سفيان فيه إلا في ثلاثة مواضع : أما الأولى فإنه كان يقول : يسبح الرجل في الركعتين الأخريين ، وأنا أقول : يقرأ ، وكان يقول : تجزئ المرأة أن تصلي بلا قناع ، وأنا أقول : لا يجوز .

                                                                          الثالثة : القوم يكونون عراة في الماء تدركهم الصلاة ، قال : يومئون إيماء .

                                                                          وقال محمد بن نعيم بن الهيصم ، عن بشر بن الحارث ، سألت المعافى ، قلت : الرجل يقول للرجل : اقعد في هذا الموضع ولا تبرح ، قال : يجلس حتى يأتي وقت صلاة ثم يقوم .

                                                                          وقال محمد بن نعيم أيضا ، عن بشر : سمعت معافى يقول : إذا لم يكن عندك شيء فرد على السائل .

                                                                          وقال محمد بن المثنى : سمعت بشرا وذكر سخاء المعافى ، فقال : كان يدعو إلى الطعام مرة واحدة ولا يحلف ولا يلح ، وهذا طريق سفيان ، قال : فدعاني فلم أجب فتركني .

                                                                          وقال رباح بن الجراح العبدي ، قال المعافى بن عمران : لتكن مائدة أحدكم ظاهرة من غير تكلف فوق طاقته فإنه أدوم ، قال : وكان المعافى لا يأكل وحده ، قال : فكانت مائدته يؤتى عليها بالحار والبارد ، والخبيص والفاكهة ، ثم كان يوضع الخوان وليس عليه شيء .

                                                                          وقال القاسم بن محمد بن مجالد الشيباني ، عن عمه النضر بن مجالد : كان المعافى بملطية فأتاه الخبر أن ابنا له قتل فكتم [ ص: 155 ] الخبر ودعا بالطعام ، فأكل هو وأصحابه ثم دعا بالدهن والمرآة فلما فرغوا ، قال لأصحابه : آجركم الله وإيانا في فلان .

                                                                          قال : وأخذ الذين قتلوا أولاد المعافى أسراء فجعلوا في قصر ، وكان المعافى فيه فلما كان في الليل ، قال لهم : تدلوا من هذا القصر فلا يشعرن بكم أحد فامضوا لشأنكم ، قال : فتدلوا من القصر ، وسلموا .

                                                                          وقال إدريس بن سليم : سمعت ابن عمار يقول : قال لي زيد بن أبي الزرقاء : تعرف بيت رجل بالمدينة يقال له العقبي ؟ قلت : لا أعرفه ، قال : قال لنا يوما ، ومعنا المعافى بن عمران : أخبروني عن هذا الرجل ، يعني المعافى ، هو في مصره وفي طرقه وخلوته على هذا الهدي ؟ قلنا : ما نعرفه إلا كذا ، قال : إن كان هذا في مصره وفي طرقه وخلوته على هذا فلا ينبغي أن يكون في الأرض أحد أعبد منه .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال علي بن الحسين الخواص ، وعبد الباقي بن قانع : مات سنة أربع وثمانين ومائة .

                                                                          زاد الخواص : وصلى عليه عمر بن الهيثم والي الموصل من قبل هرثمة بن أعين .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار : مات سنة خمس وثمانين ومائة .

                                                                          [ ص: 156 ] وقال الهيثم بن خارجة ، ورباح بن الجراح : مات سنة ست وثمانين ومائة .

                                                                          روى له البخاري ، وأبو داود ، والنسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية