الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5485 - (م 4) : محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أبو عبد الله المدني ، أخو داود بن علي وإخوته ، أمه العالية بنت عبيد الله بن عباس .

                                                                          ولد بالحميمة من أرض الشراة من ناحية البلقاء ، وهو أبو الخلائف من بني العباس ، وهو والد أبي العباس السفاح ، وأبي جعفر المنصور .

                                                                          روى عن سعيد بن جبير ، وجده عبد الله بن عباس (4) يقال : مرسل ، وأبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، وأبيه علي بن عبد الله بن عباس (م د س) ، وعمر بن عبد العزيز .

                                                                          روى عنه : حبيب بن أبي ثابت (م د س) ، والحكم بن مصعب (د ت ق) ، وعبد الله بن سليمان الموصلي ، وابناه أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي السفاح ، وأبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي المنصور ، وعبد الله بن المؤمل المخزومي ، وعقيل بن خالد الأيلي ، وأخوه عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، [ ص: 154 ] وهشام بن عروة (م) ، ويزيد بن أبي زياد (د ت) .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل الشامات .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة ، قال : وكان أبو هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية أوصى إليه ، ودفع إليه كتبه ، وكان محمد بن علي وصي أبي هاشم ، وقال له أبو هاشم : إن هذا الأمر في ولدك ، فكانت الشيعة الذين كانوا يأتون أبا هاشم ويختلفون إليه صاروا بعد ذلك إلى محمد بن علي ، وكان أبو هاشم عالما ، قد سمع وقرأ الكتب ، وكان محمد بن علي قد سمع أيضا ، وسأل سعيد بن جبير متى تقطع التلبية ، وفي حديث آخر : إن أبا هاشم ، قال لما مرض مرضه الذي مات فيه : لا أعلم أحدا أعلم منه ولا خيرا منه يعني محمد بن علي بن عبد الله .

                                                                          وقال هشام بن محمد الكلبي عن أبيه : كان محمد بن علي بن عبد الله من أجمل الناس ، وأمده قامة وكن النساء يستشرفن له ، وكان رأسه مع منكب علي بن عبد الله بن عباس أبيه ، وكان رأس علي بن عبد الله مع منكب أبيه عبد الله ، وكان رأس عبد الله مع منكب أبيه العباس .

                                                                          [ ص: 155 ] وقال إسماعيل بن علي الحبطي : كان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمد بن علي وتسميتهم إياه بالإمام ، ومكاتبتهم له ، وطاعتهم لأمره . وكان ابتداء ذلك في خلافة الوليد سنة سبع وثمانين ، ولم يزل الأمر في ذلك ينمى ويقوى ويتزايد إلى أن توفي سنة أربع وعشرين ومائة ، وقد انتشرت دعوته وكثرت شيعته وبلغ من السن نيفا وستين سنة ، وهو أسن ولد أبيه علي ، وكان أول من نطق بهذه الدعوة العباسية ، ومات قبل تمامها ، وأوصى إلى ابنه إبراهيم بن محمد ، وقيل : كان بين وفاته ووفاة أبيه سبع سنين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات سنة أربع وعشرين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : مات سنة خمس وعشرين ومائة ، وهو ابن ستين سنة .

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه : ولد عبد الصمد بن علي سنة أربع ومائة ، وتوفي سنة خمس وثمانين ومائة . وولد أخوه محمد بن علي سنة ستين ، وكان بينه وبين أخيه في المولد أربع وأربعون سنة ، وتوفي محمد بن علي سنة ست وعشرين ومائة ، وكان بينهما في المولد تسع وخمسون سنة .

                                                                          [ ص: 156 ] روى له الجماعة سوى البخاري .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية