الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 183 ] (من اسمه عبادة) .

                                                                          3107 - (ع) : عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج [ ص: 184 ] الأنصاري ، الخزرجي ، أبو الوليد المدني ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أخو أوس بن الصامت ، وأمهما قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف ، وجده سالم بن عوف ، يقال له : الحبلى ، لعظم بطنه ، ومن نسب إليه ، يقال لهم : بنو الحبلى ، وبنو غنم بن عوف ، وبنو سالم بن عوف ، يقال لهم : القواقلة .

                                                                          شهد العقبة الأولى والثانية وهو أحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة ، وشهد بدرا وأحدا ، وبيعة الرضوان ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من سادات الصحابة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) أحاديث .

                                                                          روى عنه : إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت (ق) ، ولم يدركه ، والأسود بن ثعلبة (د ق) ، وأنس بن مالك (خ م د ت س) ، وثابت بن السمط (ق) ، وجابر بن عبد الله ، وجبير بن نفير الحضرمي (ت) ، وجنادة بن أبي أمية (ع) ، وأبو حفصة حبيش بن شريح الحبشي (د) ، والحسن البصري ، ولم يلقه ، وحطان بن عبد الله الرقاشي (م 4) ، وحكيم بن جابر الأحمسي (س) ، وخالد بن معدان (ق) ، وقيل : لم يسمع منه ، وابنه داود بن عبادة بن الصامت ، وربيعة بن ناجذ الأزدي الكوفي (ق) ، ورفاعة بن رافع الأنصاري ، وله صحبة ، وسلمة بن المحبق الهذلي (د) ، وشرحبيل بن حسنة ، وشرحبيل بن السمط ، وشعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص (ر) ، وأبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي (ت س ق) ، وعامر الشعبي (س) ، وعبادة بن نسي الكندي ، وابن ابنه عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت [ ص: 185 ] (س) ، وعبد الله بن خليفة ، وعبد الله بن عبيد (س ق) ، ويقال : ابن عتيك ، وعبد الله بن محيريز الجمحي (سي) ، وعبد الله الصنابحي (د) ، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي (خ م د ت ق) ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري (ق) ، وابنه عبيد الله بن عبادة بن الصامت وعطاء بن يسار (ت) ، وعمرو بن الوليد (د) ، وفضالة بن عبيد الأنصاري وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي (ق) ، وقيس بن الحارث (سي) ، ويقال قيس بن مسلم المذحجي (عخ) ويقال الغامدي ، وكثير بن مرة الحضرمي (س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (س) ، ولم يدركه ومحمود بن الربيع الأنصاري (ع) ، ومسلم بن بشار البصري (س ت) ، ولم يلقه ومكحول الشامي (د) ، ولم يدركه ونافع بن محمود بن الربيع (ت د س) ، ويقال : ابن ربيعة الأنصاري (عخ) ونسي الكندي (د ق) ، والد عبادة بن نسي وابنه الوليد بن عبادة بن الصامت (خ م ت س ق) ، وابن ابنه يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت (س) ، ويعلى بن شداد بن أوس الأنصاري (ق) ، وابن امرأته أبو أبي الأنصاري (د ق) ، وأبو إدريس الخولاني (خ م ت س) ، وأبو الأشعث الصنعاني (م4) ، وأبو رفيع المخدجي (د س ق) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (ق) ، ولم يلقه ، وأبو شمر الضبعي ، ولم يدركه ، وأبو مسلم الخولاني قال : محمد بن سعد في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من القواقلة ، وهم بنو غنم ، وبنو سالم ابني عوف بن عمرو بن عوف بن [ ص: 186 ] الخزرج : عبادة بن الصامت - وساق نسبه كما تقدم - وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة ، وشهد عبادة العقبة مع السبعين من الأنصار ، وفي روايتهم جميعا ، وهو أحد النقباء الاثني عشر ، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبادة بن الصامت ، وأبي مرثد الغنوي ، وشهد عبادة بدرا وأحدا والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عقبيا تقيا بدريا أنصاريا .

                                                                          وقال أبو الخير عن الصنابحي ، عن عبادة بن الصامت : إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا ننتهب ، ولا نعصي ، بالجنة إن فعلنا ذلك ، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاؤه إلى الله عز وجل .

                                                                          وقال البخاري في " التاريخ الصغير " : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني أخي عن سليمان ، هو ابن بلال ، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن محمد بن كعب القرظي قال : جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار ، معاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، وأبو أيوب ، وأبو الدرداء ، فلما كان عمر كتب يزيد بن أبي سفيان أن أهل الشام كثير ، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم ، فقال : أعينوني بثلاثة ، فقالوا : هذا شيخ كبير ، لأبي أيوب ، وهذا سقيم لأبي ، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء ، فقال : ابدؤوا بحمص ، فإذا رضيتم منهم [ ص: 187 ] فليخرج واحد إلى دمشق ، وآخر إلى فلسطين ، فأقام بها عبادة وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ، ومعاذ إلى فلسطين ، ومات معاذ عام طاعون عمواس ، وصار عبادة بعد إلى فلسطين ، فمات بها ، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ابن الحرستاني ، قال : كتب إلينا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن النهاوندي ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن زنبيل ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد القاضي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، فذكره .

                                                                          وقال يحيى بن سعيد القطان : حدثنا ثور بن يزيد ، قال : حدثنا مالك بن شرحبيل ، قال : قال عبادة بن الصامت : ألا تروني لا أقوم إلا رفدا ، ولا آكل إلا ما لوق لي ، قال يحيى : لين لي وسخن ، وقد مات صاحبي منذ زمان ، قال يحيى : يعني ذكره ، وما يسرني أني خلوت بامرأة لا تحل لي ، وأن لي ما تطلع عليه الشمس ، مخافة أن يأتي الشيطان فيحركه ، على أنه لا سمع له ولا بصر .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري وغير واحد ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي ، قال : أخبرنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبي قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، فذكره .

                                                                          [ ص: 188 ] وقال أبو أسامة ، عن عيسى بن سنان ، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال : لما حضرت عبادة الوفاة قال : أخرجوا فراشي إلى الصحن يعني الدار ، ثم قال اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي فجمعوا له ، فقال إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، وأول ليلة من الآخرة ، وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة فأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص قبل أن تخرج نفسي قال فقالوا بل كنت والدا ، وكنت مؤدبا قال وما قال لخادم سوءا قط ، فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد ، ثم قال : أما لا فاحفظوا وصيتي أحرج على إنسان منكم يبكي علي ، فإذا خرجت نفسي فتوضؤوا وأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ، ثم يستغفر لعبادة ولنفسه فإن الله تبارك وتعالى قال : استعينوا بالصبر والصلاة ، ثم أسرعوا بي إلى حفرتي تبتغني نارا ، ولا تضعوا تحتي أرجوانا .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري قال : أنبأنا أبو سعد ابن الصفار النيسابوري ، قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى ، قال : حدثنا أبو العباس الأصم ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا أبو أسامة فذكره ، وقال محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا [ ص: 189 ] أبو حزرة يعقوب بن مجاهد ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، عن أبيه قال : كان عبادة بن الصامت رجلا طوالا جسيما جميلا ، ومات بالرملة من أرض الشام ، سنة أربع وثلاثين ، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ، وله عقب .

                                                                          قال محمد بن سعد : وسمعت من يقول : إنه بقي حتى توفي في خلافة معاوية بالشام .

                                                                          وكذلك قال أبو الحسن المدائمني ، وأبو عمر الضرير ، ويحيى بن بكير ، وغير واحد في تاريخ وفاته ، ومبلغ سنه .

                                                                          وقال دحيم : توفي ببيت المقدس .

                                                                          قال الهيثم بن عدي : مات في خلافة معاوية سنة خمس وأربعين .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الحميد بن يزيد الجذامي ، قال لي رجاء بن حيوة : يا أبا عمرو هاهنا قبر أخيك عبادة بن الصامت ، إلى جانب الحائط الشرقي ، يعني ببيت المقدس .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية