الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 191 ] 3109 - (بخ 4) : عبادة بن مسلم الفزاري ، أبو يحيى البصري ، ويقال : الكوفي .

                                                                          روى عن : جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم (بخ د س ق) ، والحسن البصري ، ودرهم أبي عبيد ، وعلي بن سالم .

                                                                          والعلاء بن عبد الله بن بدر ، ونفيع أبي داود ، ويونس بن خباب (ت) .

                                                                          روى عنه : روح بن عبادة ، وسفيان الثوري ، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ، وعبد الله بن نمير (د) ، وعلي بن عبد العزيز (س) ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (ت س) ، ووكيع بن الجراح (بخ د ق) .

                                                                          قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وكذلك قال النسائي .

                                                                          وقال أبو حاتم : لا بأس به .

                                                                          [ ص: 192 ] وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " فيمن اسمه عباد .

                                                                          وكذلك ذكره في كتاب " الضعفاء " أيضا وقال : منكر الحديث ، ساقط الاحتجاج بما يرويه .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " والأربعة .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري ، قال : حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم : أنه كان جالسا مع ابن عمر ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول في دعائه حين يصبح وحين يمسي ، لم يدعه حتى فارق الدنيا ، أو حتى مات : اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي ، وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، ومن خلفي ، وعن [ ص: 193 ] يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ، أعوذ بك أن أغتال من تحتي . قال جبير : وهو الخسف .

                                                                          رواه البخاري عن محمد بن سلام ، ورواه أبو داود عن يحيى بن موسى البلخي ، ورواه ابن ماجه عن علي بن محمد جميعا ، عن وكيع عن عبادة بن مسلم ، نحوه .

                                                                          ورواه النسائي عن عمرو بن منصور عن أبي نعيم فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين ، ورواه أيضا عن محمد بن الخليل عن مروان بن معاوية عن علي بن عبد العزيز عن عبادة بن مسلم ببعضه ، فوقع لنا باعتبار هذه الرواية عاليا بثلاث درجات ، وباعتبار باقي الروايات عاليا بدرجتين .

                                                                          وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، وفاطمة بنت عبد الله ، قال الصيرفي : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه ، وقالت فاطمة : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا فضيل بن محمد الملطي ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري ، عن يونس بن خباب عن سعيد أبي البختري الطائي ، قال : [ ص: 194 ] حدثني أبو كبشة الأنماري ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " أحدثكم حديثا فاحفظوه ، ثلاث أقسم عليهن : ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظلم عبد بمظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا ، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله له باب فقر ، وقال : إني محدثكم حديثا فاحفظوه ، إنما أهل الدنيا أربعة نفر ، عبد رزقه الله فيها مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعمل لله فيه بحقه ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالا عملت بعمل فلان ، فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما ، فهو يتخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما ، فهو يقول : لو أن لي مالا عملت بعمل فلان ، فهي نيته فوزرهما سواء " .

                                                                          رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل ، عن أبي نعيم نحوه ، وقال : حسن صحيح ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين ، وهذا جميع ما له عندهم والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية