الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2425 - (د ت ) : سلم بن جعفر البكراوي ، أبو جعفر الأعمى .

                                                                          روى عن : الحكم بن أبان العدني ( د ت ) ، وسعيد بن إياس الجريري ، والوليد بن كريز البصري .

                                                                          روى عنه : نعيم بن حماد المروزي ، وأبو غسان يحيى بن كثير العنبري ( د ت ) .

                                                                          قال عباس العنبري : حدثنا يحيى بن كثير العنبري ، قال : حدثنا سلم بن جعفر ، وكان ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له أبو داود والترمذي .

                                                                          [ ص: 215 ] أخبرنا أبو الفرج بن أبي عمر بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، قال : أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي ، وأبو بكر عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي ، قالوا : أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي ، قال : أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، قال : حدثنا عباس العنبري ، قال : حدثنا يحيى بن كثير العنبري أبو غسان ، قال : حدثنا سلم بن جعفر - وكان ثقة - عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، قال : قيل لابن عباس بعد صلاة الصبح : ماتت فلانة - لبعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فسجد ، فقيل له : أتسجد هذه الساعة ؟ فقال : أليس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا رأيتم آية فاسجدوا " ، وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                          رواه أبو داود ، عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ، عن يحيى بن كثير العنبري .

                                                                          ورواه الترمذي ، عن عباس العنبري كما سقناه من روايته وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وقوله : لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، إن أراد : لا يعرفه إلا من رواية الحكم بن أبان عن عكرمة ، [ ص: 216 ] فهو صحيح ، وإن أراد لا يعرفه إلا من رواية يحيى بن كثير ، عن سلم بن جعفر ، عن الحكم بن أبان ، ففيه نظر ؛ لأن إسحاق بن راهويه قد رواه عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، وقد وقع عاليا عنه .

                                                                          أخبرنا به إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني وغير واحد إذنا ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا محمد بن عبد الله الضبي ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي ، قال : حدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، قال : حدثني أبي ، عن عكرمة ، قال : ماتت بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إسحاق : أظنه سماها : صفية بنت حيي - بالمدينة ، فأتيت ابن عباس فأخبرته فسجد ، فقلت له : أتسجد ولما تطلع الشمس ؟ فقال ابن عباس : لا أم لك ! أما علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا رأيتم الآية فاسجدوا ، وأي آية أعظم من أمهات المؤمنين يخرجن من بين أظهرنا ونحن أحياء " .

                                                                          وهذا الإسناد أعلى من الذي قبله بدرجتين .

                                                                          وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن شاذان الأعرج ، قال : أخبرنا أبو بكر بن فورك القباب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قال : حدثنا محمد بن أبي صفوان ، قال : حدثنا يحيى بن كثير العنبري ، قال : حدثنا سلم بن جعفر عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن [ ص: 217 ] عباس ، قال : رأى محمد ربه . قال : فقلت : أليس الله يقول : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ؟ قال : ويحك إذا جاء بنوره الذي هو نوره . قال : وقال : رأى محمد ربه مرتين . وفيه كلام .

                                                                          رواه الترمذي ، عن محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفي ، عن يحيى بن كثير نحوه وقال : حسن غريب ، فوقع لنا موافقة وبدلا عاليا .

                                                                          وقد وقع لنا أعلى من هذا بدرجة أخرى .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي ، قال : حدثنا يحيى بن كثير العنبري ، قال : حدثنا سلم بن جعفر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : رأى محمد ربه . قال : فقلت لابن عباس : أليس الله يقول : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ؟ قال : اسكت ، لا أم لك ! إنما ذلك إذا تجلى بنوره لم يقم لنوره شيء .

                                                                          هذا جميع ما له عندهما .

                                                                          ورواه النسائي عن يزيد بن سنان البصري ، عن يزيد بن أبي حكيم به مختصرا : أن محمدا رأى ربه . فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          [ ص: 218 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية