الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6065 - ( ع ) معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب [ ص: 211 ] المزني أبو إياس البصري ، والد إياس بن معاوية .

                                                                          روى عن : الأغر المزني ، وأنس بن مالك ( خ م د ت س ) ، والحسن بن علي بن أبي طالب ، وشهر بن حوشب ، وعائذ بن عمرو المزني ( م س ) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ( ق ) ، وعبد الله بن مغفل المزني ( خ م د تم س ) ، وعبيد بن عمير الليثي ( ق ) ، وعلي بن أبي طالب ، وأبيه قرة بن إياس المزني ( بخ 4 ) وكهمس صاحب عمر ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري ، ومعبد الجهني ، ومعقل بن يسار المزني ( بخ م 4 ) ، وأبي أيوب الأنصاري ( د ) ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة .

                                                                          روى عنه : ابنه إياس بن معاوية ، وبسطام بن مسلم ( بخ ) وتمام بن نجيح ، وثابت البناني ( م س ) ، وجامع بن مطر ، والجلد بن أيوب ، وحجاج بن أبي زياد الأسود ، وحزم بن أبي حزم القطعي ( بخ ) ، وحماد بن عبد الرحمن المالكي ، وحماد بن يحيى الأبح ، وحماد بن يزيد بن مسلم ، وخالد بن أبي كريمة ( س ق ) ، وخالد بن ميسرة ( د س ) ، وخالد الحذاء ، وخليد بن جعفر ( م ) ، وخليد بن أبي خليد ( ق ) ، والخليل بن مرة ، وزياد بن أبي زياد الجصاص ، وزياد بن مخراق ( بخ ) ، وزيد العمي ( د ت سي ق ) ، وسليمان بن كثير ، وسليمان الأعمش ، وسماك بن حرب ( م ) ، وهو من أقرانه ، وسوادة بن حيان ، وشبيب بن شيبة ، [ ص: 212 ] وشبيب بن مهران ، وشداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي ، وشعبة بن الحجاج ( ع ) ، وشهر بن حوشب ، وعبد الله بن بجير ( مد ) ، وعبد الله بن المختار ، وعبيس بن ميمون ، وعروة بن عبد الله بن قشير ( د تم ق ) ، وعمران القصير ، وعون بن موسى الليثي ، والفرات بن أبي الفرات ، والفضيل بن طلحة ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقتادة بن دعامة ( ق ) ، وقرة بن خالد ( س ) ، ومالك بن مغول ، والمحبر بن قحذم ، والد داود بن المحبر ، ومحمد بن صدقة البصري ، ومحمد بن أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة ، ومحمد بن واسع ، وابن ابنه المستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة ( بخ ) ، ومطر بن عبد الرحمن الأعنق ، ومطر الوراق ( مد ) ، ومعلى بن زياد القردوسي ( م ت ق ) ، ومنصور بن زاذان ( د س ) ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله حديثا واحدا في التفسير ، ويونس بن عبيد ، وأبو إسحاق السبيعي ، وأبو كعب صاحب الحرير .

                                                                          قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وكذلك قال العجلي ، وأبو حاتم ، والنسائي .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة وله أحاديث .

                                                                          [ ص: 213 ] وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .

                                                                          وقال مطر الأعنق ، عن معاوية بن قرة : لقيت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ، منهم خمسة وعشرون رجلا من مزينة .

                                                                          وقال شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي ، عن معاوية بن قرة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيهم إلا من طعن ، أو طعن ، أو ضرب ، أو ضرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وعن معاوية بن قرة ، قال : أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة اغتسلوا ولبسوا من صالح ثيابهم ، ومسوا من طيب نسائهم ثم أتوا الجمعة فصلوا ركعتين ثم جلسوا يبثون العلم والسنة حتى يخرج الإمام .

                                                                          وقال تمام بن نجيح ، عن معاوية بن قرة : أدركت سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو خرجوا فيكم اليوم ما عرفوا شيئا مما أنتم فيه إلا الأذان .

                                                                          وقال حماد بن سلمة : حدثنا حجاج الأسود أن معاوية بن قرة ، قال : من يدلني على رجل بكاء بالليل بسام بالنهار .

                                                                          وقال عون بن موسى ، عن معاوية بن قرة : بكاء العمل أحب إلي من بكاء العين .

                                                                          وعن معاوية بن قرة : كنا عند الحسن فتذاكرنا أي العمل [ ص: 214 ] أفضل ، فكلهم اتفقوا على قيام الليل ، فقلت أنا : ترك المحارم ، قال : فانتبه لها الحسن ، فقال : تم الأمر ، تم الأمر .

                                                                          وقال المحاربي ، عن عبد الله بن ميمون البصري : سمعت معاوية بن قرة يقول : إن الله تعالى يرزق العبد رزق شهر في يوم واحد ، فإن أصلحه أصلح الله على يديه ، وعاش هو وعياله بقية شهرهم بخير ، وإن هو أفسده أفسد الله على يديه ، وعاش هو وعياله بقية شهرهم بشر .

                                                                          وقال جعفر بن سليمان الضبعي ، عن حجاج الأسود : سمعت معاوية بن قرة يقول : اللهم إن الصالحين أنت أصلحتهم ورزقتهم أن عملوا بطاعتك فرضيت عنهم ، اللهم فكما أصلحتهم فأصلحنا وكما رزقتهم أن عملوا بطاعتك فرضيت عنهم فارزقنا أن نعمل بطاعتك وارض عنا .

                                                                          وقال أبو إسحاق الضرير ، عن أبي كعب صاحب الحرير : كنا عند معاوية بن قرة جلوسا فذكر شيئا ، فنحب رجل من ناحية المجلس ، فقال له معاوية بن قرة : أعطاك الله أملك فيما بكيت عليه ، قال : فارتجت الحلقة بالبكاء .

                                                                          وقال عبيد الله بن محمد القرشي ، عن إسماعيل بن ذكوان : دخل إياس بن معاوية ، وأبوه إلى مسجد وفيه قاص يقص عليهم فلم يبق أحد من القوم إلا بكى غير إياس وأبيه ، فلما تفرقوا ، قال معاوية بن قرة لابنه : أترانا يا بني شر أهل هذا المجلس ؟ قال إياس : إنما هي رقة في القلوب ، فكما تسرع إلى الدمعة فكذلك [ ص: 215 ] تسرع إليها الفتنة ، فقال معاوية : ما أدري ما تقول يا بني ، غير أنهم قد تعجلوا الرقة ، ورجاء الرحمة .

                                                                          وقال يونس بن محمد ، عن شبيب بن مهران : قال لنا معاوية بن قرة : جالسوا وجوه الناس فإنهم أحلم وأعقل من غيرهم .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة وغيره عن خليد بن دعلج : سمعت معاوية بن قرة يقول : إن القوم ليحجون ، ويعتمرون ، ويجاهدون ، ويصلون ، ويصومون ، وما يعطون يوم القيامة إلا على قدر عقولهم .

                                                                          وقال علي بن المبارك ، عن معاوية بن قرة : مكتوب في الحكمة : لا تجالس بعلمك السفهاء ، ولا تجالس بسفهك العلماء .

                                                                          وقال أبو حفص الحلبي القاضي ، عن جعفر بن عبد الله : قال لي معاوية بن قرة يوما : كنا لا نحمد ذا فضل لا يفضل عنه فضله ، فصرنا اليوم نحمد ذا شر لا يفضل عنه شره ، ثم قال لي : لا تطلب من الناس اليوم الخير ، اطلب منهم كف الأذى فمن كف أذاه عنك اليوم فهو بمنزلة من كان يعطيك الجوائز .

                                                                          وقال أبو سعيد المؤدب : حدثنا مالك بن مغول ، عن معاوية بن قرة أنه جلس ورجل من التابعين ، فتذاكرا ، فقال أحدهما : إني [ ص: 216 ] لأرجو ، وأخاف ، فقال الآخر : إنه من رجا شيئا طلبه ، وإنه من خاف شيئا هرب منه ، وما حسب امرئ يرجو شيئا لا يطلبه ، وما حسب امرئ يخاف شيئا لا يهرب منه .

                                                                          وقال أبو عبد الله الحميري البصري ، عن ابن عائشة : نظر قوم إلى معاوية بن قرة في يوم صائف ، وقد أقبل من مكان بعيد ، وعليه عباءة له مؤتزر بها ، فقال بعضهم لبعضهم : ما أبو إياس من الطيبين معاقد الأزر ، فسمعها الشيخ ، فقال : إنما طابت معاقد الأزر ممن طابت معاقدهم إنهم لم يعقدوها على فجرة ولا معصية .

                                                                          وقال أسد بن موسى ، عن عون بن موسى : سمعت معاوية بن قرة يقول : أن لا يكون في نفاق أحب إلي من الدنيا وما فيها ، كان عمر يخشاه وآمنه أنا .

                                                                          وقال فضالة بن حصين الضبي ، عن يونس بن عبيد : سمعت معاوية بن قرة يقول : لقد أتى علينا زمان ، وما أحد يموت على الإسلام إلا ظننا أنه من أهل الجنة حتى إذا كان الآن خلطتم علينا .

                                                                          وقال حجاج بن نصير ، عن أعين أبي حفص : سمعت معاوية بن قرة يقول : دخل الموت بين الأقارب والأهل ، ففرق بينهم في الدنيا ، فطوبى لمن جمع بينه وبين أحبابه بعد الفرقة واليأس منه ، ثم يبكي .

                                                                          وقال إسحاق بن إبراهيم الشهيدي ، عن قريش بن أنس : [ ص: 217 ] قدم معاوية بن قرة من سفر فدخل على ابنه إياس بن معاوية ، فقال : إن هذا ليوم ما ينبغي أن أكون فيه حيا إني رأيت في النوم كأني وأبي نستبق إلى غابة فأدركناها معا ، وقد بلغت سن أبي اليوم فما أخرج إلا ميتا .

                                                                          قيل : إنه ولد يوم الجمل .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وابن حبان : مات سنة ثلاث عشرة ومائة .

                                                                          وقال يحيى بن معين : مات وهو ابن ست وتسعين سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية