الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3129 - (ع) : عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، القرشي الهاشمي ، أبو الفضل المكي ، عم رسول الله صلى الله عليه [ ص: 226 ] وسلم ، وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بسنتين أو ثلاث ، وأمه أم ضرار نتيلة بنت جناب ، من النمر بن قاسط .

                                                                          شهد بدرا مع المشركين ، وكان خرج إليها مكرها ، وأسر يومئذ ، ثم أسلم بعد ذلك ، وقيل : إنه أسلم قبل ذلك ، وكان يكتم إسلامه ، وأراد القدوم إلى المدينة ، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالمقام بمكة ، وقال له : إن مقامك بمكة خير ، يتقوون به ، فلذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم ، بالمقام بمكة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) .

                                                                          و روى عنه : الأحنف بن قيس (د ت ق) ، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، وجابر بن عبد الله ، وصهيب مولاه (بخ) ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص (م 4) ، والعباس بن عبد الرحمن (مد) ، مولى بني هاشم ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل (خ م ت) ، وابنه عبد الله بن عباس (خ د) ، وعبد الله بن عنمة المزني ، وعبد الرحمن بن سابط الجمحي (د) ، وابناه : عبيد الله بن عباس ، وكثير بن عباس (م س) ، ومالك بن أوس بن الحدثان (خ م د ت س) ، ومحمد بن كعب القرظي (ق) ، ونافع بن جبير بن مطعم (خ) ، وابنته أم كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية .

                                                                          [ ص: 227 ] وقال الزبير بن بكار : كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بثلاث سنين .

                                                                          قال : وسئل العباس : أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هو أكبر مني ، وأنا أسن منه ، مولده أبعد عقلي ، أتي إلى أمي ، فقيل لها : ولدت آمنة غلاما ، فخرجت بي حين أصبحت ، آخذة بيدي حتى دخلنا عليهما ، وكأني أنظر إليه يمصع برجليه في عرصته ، وجعل النساء يجبذنني عليه ، ويقلن : قبل أخاك .

                                                                          وقال الواقدي ، عن ابن أبي سبرة ، عن حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أسلم العباس بمكة قبل بدر ، وأسلمت أم الفضل معه حينئذ ، وكان مقامه بمكة ، إنه كان لا يغبى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خبر يكون إلا كتب به إليه ، وكان من هناك من المؤمنين يتقوون به ، ويصيرون إليه ، وكان لهم عونا على إسلامهم ، ولقد كان يطلب أن يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مقامك مجاهد حسن ، فأقام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          [ ص: 228 ] وقال إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد : استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة ، فكتب إليه : يا عم أقم مكانك الذي أنت فيه ، فإن الله عز وجل يختم بك الهجرة ، كما ختم بي النبوة .

                                                                          وقال يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب ، وفي رواية عن عبد المطلب بن ربيعة ، عن العباس : قلت : يا رسول الله ، إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا ، لقوهم ببشر حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ، قال : فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ، وفي رواية : ولقرابتي ، وفي رواية : ما بال رجال يؤذوني في العباس ، إن عم الرجل صنو أبيه ، وفي رواية ، قال : من آذى العباس فقد آذاني .

                                                                          وقال عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : العباس مني وأنا منه .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الأنصاري : حدثنا أبي عن ثمامة ، عن أنس : أن عمر خرج يستسقي ، وخرج بالعباس معه يستسقي به ، ويقول : اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم توسلنا إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم ، اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك .

                                                                          [ ص: 229 ] أخبرنا بذلك أبو الفرج ابن قدامة في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، وأبو اليمن الكندي .

                                                                          وأخبرنا المقداد بن أبي القاسم ، قال : أخبرنا عبد العزيز الأخضر ، قالوا : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن ماسي ، قال : حدثنا أبو مسلم الكشي ، قال : حدثنا الأنصاري ، فذكره .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال الواقدي ، وعمرو بن علي ، وغير واحد : مات سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة .

                                                                          زاد بعضهم : وصلى عليه عثمان بن عفان ، ودفن بالبقيع .

                                                                          وقال أبو عبد الله بن منده : كان أبيض بضا جميلا معتدل القامة ، له ضفيرتان .

                                                                          وقال أبو الحسن المدائني في رواية : مات سنة ثلاث وثلاثين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات سنة ثلاث وثلاثين .

                                                                          وقال في موضع آخر : مات سنة أربع وثلاثين .

                                                                          [ ص: 230 ] وكذلك قال المدائني في رواية أخرى .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر الشافعي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عامر بن سعيد ، عن العباس بن عبد المطلب : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب ، وجهه وكفاه وركبتاه ، وقدماه " رواه مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، عن قتيبة ، فوافقناهم فيه بعلو .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية