الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 228 ] من اسمه معبد .

                                                                          6070 - ( ع ) معبد بن خالد الجدلي القيسي أبو القاسم الكوفي القاص ، وهو معبد بن خالد بن مزين ، ويقال : مري بن حارثة بن ناصرة بن عمرو بن سعيد بن علي بن رهم بن رباح بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار ، وجديلة هي أم يشكر ، وهي بنت مر بن أد بن طابخة .

                                                                          روى عن : جابر بن سمرة ، وحارثة بن وهب الخزاعي ( ع ) ، وأبيه خالد بن ربيعة الجدلي ، ويقال : له صحبة ، وزيد بن عقبة الفزاري ( د س ) ، وسواء الخزاعي ( د سي ) ، والطفيل بن جعدة بن هبيرة المخزومي ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ( خ م س ق ) ، وعبد الله بن يزيد الخطمي ، وعبد الله بن يسار الجهني ( س ) ، وعبد الرحمن بن بشير بن أبي مسعود الأنصاري ، وعنبسة بن أبي سفيان ، والمستورد بن شداد ( خت م ) ، ومسروق بن الأجدع ، والنعمان بن [ ص: 229 ] بشير ، وأبي سريحة الغفاري ، وأبي عبد الله الجدلي .

                                                                          روى عنه : أبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي ، وإسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، وحجاج بن أرطاة ، وداود بن يزيد الأودي ، وسفيان الثوري ( ع ) ، وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج ( خ م د س ) ، وعاصم بن بهدلة ( د سي ) ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، ومسعر بن كدام ( م س ق ) ، ومغيرة بن مقسم الضبي ( س ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الكبير في الطبقة الثالثة .

                                                                          وقال : قالوا : كان ثقة إن شاء الله قليل الحديث .

                                                                          وذكره في الصغير في الطبقة الرابعة .

                                                                          وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة .

                                                                          وقال أبو حاتم : صدوق .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا [ ص: 230 ] سفيان ، عن معبد بن خالد الجدلي وذكر غيره ، قال يعقوب : وكل هؤلاء كوفيون ثقات .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .

                                                                          وقال : كان عابدا صابرا على التهجد يصلي الغداة ، والعشاء بوضوء واحد .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، قال يحيى بن معين : إن معبد بن خالد الجدلي من أقدم شيخ لقيه سفيان موتا ، وقد ذكروا أن عبد الملك بن مروان لما قدم الكوفة بعد قتل مصعب بن الزبير جلس يعرض أحياء العرب فقام إليه معبد بن خالد الجدلي ، وكان قصيرا دميما وقام إليه رجل ظريف حسن الهيئة . قال معبد : وكان الرجل أمامي فنظر عبد الملك ، فقال : ممن أنت ؟ فسكت الرجل فلم يقل شيئا فقلت أنا من خلفه : يا أمير المؤمنين نحن من جديلة ، فأقبل على الرجل وتركني ، فقال : من أيكم تجدون ذو الأصبع ؟ قال الرجل : لا أدري ، قلت : يا أمير المؤمنين كان عدوانيا ، فأقبل على الرجل وتركني ، فقال : وما كان يسمى قبل ذلك ، قال الرجل : لا أدري ، قلت : يا أمير المؤمنين كان يسمى قبل ذلك حرثان ، فأقبل على الرجل وتركني ، فقال : أنشدني "عذير الحي من عدوان" ، قال الرجل : لست أرويها ، فقلت : يا أمير المؤمنين إن شئت أنشدتك ، قال : ادن مني فإني أراك بقومك عالما . فأنشدته :


                                                                          وليس المرء في شيء مع الإبرام والنقض

                                                                          وقال محمد بن جرير الطبري : حدثني عمر بن شبة ، قال : [ ص: 231 ] حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني القاسم بن معن وغيره أن معبد بن خالد الجدلي ، قال : ثم تقدمنا إليه معشر عدوان ، يعني إلى عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب ، قال : فقدمنا رجلا وسيما جسيما جميلا ، وتأخرت ، وكان معبد دميما ، فقال عبد الملك : من ؟ فقال الكاتب : عدوان ، فقال عبد الملك :


                                                                          عذير الحي من عدوا     ن كانوا حية الأرض
                                                                          بغى بعضهم بغيا     فلم يرعوا على بعض
                                                                          ومنهم كانت السادا     ت والموفون بالقرض

                                                                          ثم أقبل على الجميل ، فقال : إيه ، فقال : لا أدري ، فقلت من خلفه :


                                                                          ومنهم حكم يقضي     ولا ينقض ما يقضي
                                                                          ومنهم من يجيز الحـ     ـج بالسنة والفرض
                                                                          وهم من ولدوا أسنوا     بسر الحسب المحض

                                                                          قال : ثم تركني عبد الملك ، وأقبل على الجميل ، فقال : من يقول هذا ؟ فقال : لا أدري ، فقلت من خلفه : ذو الأصبع ، فأقبل على الجميل ، وقال : لم سمي ذو الأصبع ؟ قال : لا أدري ، فقلت من خلفه : لأن حية عضت إصبعه فقطعها ، فأقبل على الجميل ، [ ص: 232 ] فقال : ما كان اسمه ؟ فقال : لا أدري ، فقلت من خلفه : حرثان بن الحارث ، فأقبل على الجميل ، فقال : من أيكم كان ؟ قال : لا أدري ، فقلت من خلفه : من بني ناج ، فقال :


                                                                          أبعد بني ناج وسعيك بينهم     فلا تتبعن عينيك من كان هالكا
                                                                          إذا قلت معروفا لأصلح بينهم     يقول وهيب لا أصالح مالكا
                                                                          فأضحى كظهر العير جب سنامه     تطيف به الولدان أحدب باركا

                                                                          ثم أقبل على الجميل ، فقال : كم عطاؤك ؟ فقال : سبعمائة ، وقال لي : في كم أنت ؟ قلت : في ثلاثمائة ، فأقبل على الكاتبين ، فقال : حطا من عطاء هذا أربعمائة ، وزيداها في عطاء هذا ، فرجعت وأنا في سبعمائة ، وهو في ثلاثمائة .

                                                                          قال حنبل بن إسحاق ، وإبراهيم بن هانئ ، عن أحمد بن حنبل : سمعت طلق بن غنام ، قال : مات معبد بن خالد في ولاية خالد ، وولي خالد سنة ست ، يعني ومائة ، وعزل سنة عشرين ، يعني ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وغيره ، عن طلق بن غنام ، عن محمد بن عمر الأسدي : مات معبد بن خالد في سلطان خالد بن عبد الله القسري سنة ثماني عشرة ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          أخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، ومحمد بن معمر بن الفاخر في جماعة ، قالوا : أخبرتنا [ ص: 233 ] فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان ، عن معبد بن خالد ، قال : سمعت حارثة بن وهب الخزاعي ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ألا أخبركم بأهل الجنة ; كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ، ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ متكبر" .

                                                                          رواه البخاري عن أبي نعيم ، فوافقناه فيه بعلو ، وأخرجه من وجه آخر ، عن شعبة عنه .

                                                                          وأخرجه مسلم من حديث شعبة ، وسفيان .

                                                                          وأخرجه الترمذي ، عن محمود بن غيلان ، عن أبي نعيم ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          وقال : حسن صحيح وليس له عنده غيره ، والله أعلم .

                                                                          وأخرجه ابن ماجه من حديث سفيان .

                                                                          ولهم شيخ آخر يقال له :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية