الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3133 - (د) : عباس بن الفرج الرياشي ، أبو الفضل البصري ، [ ص: 235 ] صاحب النحو والعربية . مولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس . وكان أبوه عبدا لرجل من جذام . يقال له : الرياشي .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن بشار الرمادي ، وأحمد بن خالد الوهبي ، وأشهل بن حاتم ، وأيوب بن الحسن الهاشمي ، وزفر بن هبيرة المازني ، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، وأبي معيوف سهل بن صالح ، شيبان بن مالك بن شيبان ، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد ، وأبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد ، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي ، وعبد السلام بن جعفر ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، وعبد الله بن محمد العيشي ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، وعبيد بن عقيل الهلالي وعمر بن يونس اليمامي ، وأبي عثمان عمرو بن بكر المازني النحوي ، وعمرو بن عاصم الأسدي ، وعمرو بن مرزوق ، والعلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري ، وغالب بن صعصعة ، وقيس بن محمد الكندي ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، ومحمد بن جامع ، ومحمد بن خالد بن عثمة ، ومحمد بن سلام الجمحي ، ومحمد بن الطفيل النخعي ، وأبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومسدد بن مسرهد ، ومسعود بن بشر ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى ، وأبي حذيفة موسى بن مسعود ، وهشام بن عمرو بن خالد البجلي ، ووهب بن جرير بن حازم .

                                                                          [ ص: 236 ] روى عنه : أبو داود قوله في تفسير أسنان الإبل ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأحمد بن عباد ، وأبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني ، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عمير الأسدي ، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي القاضي ، وبكر بن أحمد بن الفرج الزهري ، والحسن بن عليل العنزي ، وأبو عروبة الحسين بن محمد الحراني ، وسعيد بن عبد الله المهراني البصري ، وسلم بن عصام الأصبهاني ، وأبو الفياض سوار بن أبي شراعة البصري ، والعباس بن حماد بن فضالة الصيرفي البصري ، وعبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن ياسين البغدادي ، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، وعلي بن أبي أمية البصري ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو بكر محمد بن أبي الأزهر النحوي ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي النحوي ، وابنه محمد بن العباس بن الفرج الرياشي ، ومحمد بن العباس اليزيدي ، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي ، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد النحوي ، ومسلمة بن الهيثم الأصبهاني .

                                                                          ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال : كان راويا للأصمعي .

                                                                          وقال أبو سعيد السيرافي النحوي : كان عالما باللغة والشعر ، كثير الرواية عن الأصمعي ، وروى أيضا عن غيره ، وقد أخذ عنه [ ص: 237 ] أبو العباس المبرد ، وأبو بكر بن دريد .

                                                                          وحدثني أبو بكر ابن أبي الأزهر - وكان عنده أخبار الرياشي - قال : كنا نراه يجيء إلى أبي العباس المبرد في قدمة قدمها من البصرة ، وقد لقيه أبو العباس ثعلب ، وكان يفضله ويقدمه .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب : قدم بغداد ، وحدث بها ، وكان ثقة ، وكان من الأدب وعلم النحو بمحل عال ، وكان يحفظ كتب أبي زيد ، وكتب الأصمعي كلها ، وقرأ على أبي عثمان المازني " كتاب " سيبويه ، وكان المازني يقول : قرأ علي الرياشي " الكتاب " ، وهو أعلم به مني .

                                                                          قال أبو سعيد : ومات الرياشي فيما حدثني أبو بكر ابن دريد ، سنة سبع وخمسين ومائتين ، بالبصرة ، قتله الزنج .

                                                                          وقال علي بن أبي أمية : لما كان من دخول الزنج البصرة ما كان ، وقتلهم بها من قتلوا ، وذلك في شوال سنة سبع وخمسين ومائتين ، بلغنا أنهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم ، والرياشي قائم يصلي الضحى ، فضربوه بالأسياف ، وقالوا : هات المال ، فجعل .

                                                                          يقول : أي مال أي مال حتى مات ، فلما خرج الزنج عن البصرة ، دخلناها ، فمررنا ببني مازن الطحانين ، وهناك كان ينزل الرياشي ، فدخلنا مسجده ، فإذا به ملقى مستقبل القبلة ، كأنما وجه إليها ، وإذا بشملة تحركها الريح ، وقد تمزقت ، وإذا جميع خلقه صحيح سوي ، لم ينشق [ ص: 238 ] له بطن ، ولم يتغير له حال ، إلا أن جلده قد لصق بعظمه ويبس .

                                                                          وذلك بعد مقتله بسنتين ، يرحمنا الله وإياه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية