الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2439 - (ع ) : سلمان الأغر ، أبو عبد الله المدني ، مولى جهينة ، أصله من أصبهان .

                                                                          روى عن : عبد الله بن إبراهيم بن قارظ ( م س ) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ( بخ ) ، وعمار بن ياسر ، وأبي أيوب الأنصاري ، وأبي الدرداء ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي لبابة بن عبد المنذر ، وأبي هريرة ( ع ) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن قدامة ، وبكير بن عبد الله بن الأشج ( م ) ، [ ص: 257 ] وحكيم بن أبي حرة ، وزيد بن رباح ( خ ت كن ق ) وصفوان بن سليم ، وعبد الله بن دينار ، وبنوه : عبد الله بن سلمان ( م ) ، وعبيد الله بن سلمان ( خ ت كن ق ) ، وعبيد بن سلمان ، وعطاء بن السائب ( د ) - على خلاف فيه - ، وعمران بن أبي أنس ( م ) ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( ع ) ، وهبار بن عبد الرحمن بن يوسف - كان يكون في بني مخزوم - ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي ، وأبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص ( د ) ، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ( م ) .

                                                                          قال حرب بن إسماعيل ، عن أحمد بن حنبل : حدثنا حجاج بن محمد عن شعبة ، قال : كان الأغر قاصا من أهل المدينة وكان رضا .

                                                                          وقال غيره ، عن أحمد بن حنبل : الأغر وسلمان واحد .

                                                                          وقال الواقدي : سمعت ولده يقولون : لقي عمر بن الخطاب . ولا أثبت ذلك عن أحد غيرهم . وكان ثقة ، قليل الحديث .

                                                                          وقال عبد الغني بن سعيد المصري في كتاب " إيضاح الإشكال " : سلمان الأغر مولى جهينة ، عن أبي هريرة وهو أبو عبد الله الأغر الذي روى عنه الزهري وابناه : عبد الله وعبيد الله ، وزيد بن رباح وهو أبو عبد الله المديني مولى جهينة وهو أبو عبد الله الأصبهاني الأغر ، وهو مسلم المديني الذي روى عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ، يحدث عنه الشعبي . وقال قوم : هو الأغر ، أبو مسلم الذي يروي عنه أهل الكوفة .

                                                                          وقال ابن أبجر : هو الأغر بن سليك ، ولا يصح الأغر بن سليك آخر . انتهى كلامه .

                                                                          [ ص: 258 ] ومن زعم أنه الأغر أبو مسلم الذي يروي عنه أهل الكوفة كما حكاه عنهم فهو زعم باطل . والذي يدل على بطلانه وجوه : أحدها : أنه مدني وليس بكوفي ولا يعرف له ذكر بالكوفة ، ولا لأحد من أهل الكوفة عنه رواية إلا ما حكى عبد الغني بن سعيد من أنه مسلم المديني الذي يروي عنه الشعبي ، فإن صح ذلك - وما أبعده من الصحة ! - فإن اسمه مسلم ولقبه الأغر وذلك مما يؤكد أنه غير سلمان ، وذاك حديثه عند أهل الكوفة دون أهل المدينة كما تقدم .

                                                                          الثاني : أنه مولى جهينة وذلك مولى أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة الدوسي وليسا من جهينة .

                                                                          الثالث : أنه يكنى بابنه عبد الله بن سلمان ، وذاك كنيته أبو مسلم ، ولا يعرف له ولد .

                                                                          الرابع : أنه يروي عن جماعة سوى أبي سعيد وأبي هريرة كما تقدم ، وذاك لا يعرف له رواية عن غيرهما .

                                                                          الخامس : أن اسمه سلمان ولقبه الأغر ، وذاك اسمه الأغر ولا يعرف له اسم ولا لقب سواه إلا ما حكي عن الشعبي إن صح ذلك .

                                                                          وأما قول أحمد بن حنبل : الأغر وسلمان واحد ؛ فإنما يعني به هذا دون ذاك ، بدليل أنه لم يتعرض لذكر كنيته ولا غيرها مما يقتضي جمعا أو فرقا ، والله أعلم .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية