الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 288 ] 2456 - (د ت ق ) : سلمة بن صخر بن سلمان بن الصمة بن حارثة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المدني . ويقال : سلمان بن صخر ( ت ) ، وسلمة أصح . له صحبة . ودعوتهم في بني بياضة ، فلذلك يقال له : البياضي ، وهو أحد البكائين ، وهو الذي ظاهر من امرأته .

                                                                          روى عن : النبي - صلى الله عليه وسلم - ( د ت ق ) .

                                                                          روى عنه : سعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار ( د ت ق ) ، وسماك بن حرب ، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ( ت ) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ( ت ) .

                                                                          قال الترمذي ، عن البخاري : سليمان بن يسار ، لم يسمع عندي من سلمة بن صخر . [ ص: 289 ] 50 روى له أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة حديثا واحدا وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أحمد بن أبي بكر بن سليمان الواعظ ، قال : أخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب بن مندويه الأصبهاني ، قال : أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي .

                                                                          ( ح ) : وأخبرنا عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي ، قال : أنبأنا عبد الله بن مسلم بن جوالق ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم ابن السمرقندي ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الجراح ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سليمان بن يسار ، عن سلمة بن صخر ، قال : كنت امرءا أصيب من النساء ما لا يصيب غيري ، فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب منها شيئا فيتبعبع بي حتى أصبح ، فتظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان . قال : فبينا هي تحدثني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فلم ألبث أن نزوت عليها ، فلما أصبحت خرجت إلى قومي فأخبرتهم ، قال : فقلت لهم : امشوا معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فقالوا : لا نمشي معك ، وما نأمن أن ينزل فيك قرآن أو يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيك مقالة يلزمنا عارها ، ولنسلمنك بجريرتك . قال : فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته خبري فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت بذاك يا سلمة " قلت : أنا بذاك وها أنذا صابر لأمر الله فاحكم بما شئت . فقال لي : " حرر رقبة " . قال : فضربت صفحة رقبتي ، وقلت : والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك رقبة ، [ ص: 290 ] غيرها . قال : " فصم شهرين متتابعين " قال : قلت : وهل أصابني الذي أصابني إلا في الصوم ؟ ! قال : " فأطعم وسقا من تمر ستين مسكينا " فقلت : والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ، ما لنا طعام . قال : " فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك فأطعم منها وسقا من تمر ستين مسكينا وكل بقيتها أنت وعيالك " . فرجعت إلى قومي ، فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السعة وحسن الرأي ، وقد أمر لي بصدقتكم .

                                                                          قال أبو القاسم البغوي : ولا أعلم لسلمة بن صخر غير هذا الحديث .

                                                                          رواه أبو داود ، عن عثمان بن أبي شيبة ، فوافقناه فيه بعلو . ورووه من غير وجه عنه مختصرا ومطولا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية