الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3163 - (قد) : عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري النحوي المقرئ ، أخو يحيى بن أبي إسحاق ، وجد أحمد بن إسحاق ، ويعقوب بن إسحاق ، واسم أبيه أبي إسحاق : زيد بن الحارث .

                                                                          روى عن : أنس بن مالك ، وعثمان بن مرجعة ، وعن أبيه عن جده عن علي .

                                                                          روى عنه : هارون بن موسى الأعور (قد) ، وابن ابنه يعقوب بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي .

                                                                          ذكره ابن حبان في " كتاب الثقات " .

                                                                          وقال أبو سعيد السيرافي في " أخبار النحويين : قال أبو العباس محمد بن يزيد : قال أبو عبيدة : اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان المهري ، واختلف الناس [ ص: 306 ] إلى عنبسة فكان البارع من أصحابه ميمون الأقرن ، وكان صاحب الناس ، فخرج عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي .

                                                                          قال : وحدث عمر بن شبة قال : حدثني عبد الله بن محمد التوزي الصدوق العفيف ما علمت ، قال : سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول : أول من وضع العربية أبو الأسود الديلي ، ثم ميمون الأقرن ، ثم عنبسة الفيل ، ثم عبد الله بن أبي إسحاق .

                                                                          قال أبو سعيد : ففي هذه الحكاية ميمون قبل عنبسة ، وفي .

                                                                          الحكاية التي قبلها عنبسة قبل ميمون .

                                                                          قال : وذكر محمد بن سلام قال : كان بعد عنبسة وميمون الأقرن : عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي .

                                                                          قال : وكان في زمان ابن أبي إسحاق عيسى بن عمر الثقفي ، وأبو عمرو بن العلاء .

                                                                          ومات ابن أبي إسحاق قبلهما .

                                                                          قال : ويقال : إن ابن أبي إسحاق كان أشد تجويدا للقياس ، وكان أبو عمرو أوسع علما لكلام العرب ولغاتها وغريبها ، وكان بلال بن أبي بردة جمع بينهما وهو على البصرة يومئذ ، عمله عليها خالد بن عبد الله القسري ، أيام هشام .

                                                                          [ ص: 307 ] قال يونس : قال أبو عمرو بن العلاء : فغلبني ابن أبي إسحاق يومئذ بالهمز ، فنظرت فيه بعد ذلك ، قال : وبالغت فيه .

                                                                          قال : وقال محمد بن سلام : سمعت رجلا يسأل يونس عن ابن أبي إسحاق وعلمه ، قال : هو والنحو سواء ، أي : هو الغاية .

                                                                          قال : فأين علمه من علم الناس اليوم ؟ قال : لو كان في الناس اليوم من لا يعلم إلا علمه لضحك به ، ولو كان فيهم أحد له ذهنه ونفاذه ونظر نظرهم كان أعلم الناس .

                                                                          قال : وكان ابن أبي إسحاق يكثر الرد على الفرزدق ، والتعنت له فلما قال الفرزدق في قصيدة يمدح فيها يزيد بن عبد الملك :

                                                                          مستقبلين شمال الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور     على عمائمنا تلقى وأرحلنا
                                                                          على زواحف تزجى مخها رير

                                                                          فألح عليه ابن أبي إسحاق ، وعابه بخفض البيت الأول ورفع الثاني فغيره الفرزدق فقال : على زواحف نزجيها محاسير .

                                                                          وكان ابن أبي إسحاق يرد على الفرزدق كثيرا ، فقال فيه الفرزدق :

                                                                          فلو كان عبد الله مولى هجوته     ولكن عبد الله مولى مواليا

                                                                          قال : وكان عبد الله بن أبي إسحاق مولى آل الحضرمي ، وهم خلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف .

                                                                          والحليف عند العرب مولى .

                                                                          [ ص: 308 ] قال : وذكر حسين بن فهم قال : حدثنا ابن سلام قال : أخبرنا يونس أن أبا عمرو كان أشد تسليما للعرب ، وكان ابن أبي إسحاق وعيسى يطعنان على العرب .

                                                                          قال ابن حبان : مات سنة تسع وعشرين ومائة .

                                                                          روى له أبو داود في " كتاب القدر " من رواية هارون الأعور .

                                                                          قال في قراءة ابن أبي إسحاق : آامرنا مترفيها بالألف ممدودة .

                                                                          والميم مخففة أي أكثرنا ، ولا تثقل الميم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية