الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2492 - (ت ) : سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر ، كذا قال عبد الرحمن بن أبي حاتم .

                                                                          وقال أبو الحسين بن جميع الصيداوي ، عن محمد بن عبد العزيز الهاشمي : سليمان بن الأشعث بن بشر بن شداد .

                                                                          [ ص: 356 ] وقال أبو بكر بن داسة ، وأبو عبيد الآجري : سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد .

                                                                          وكذلك قال أبو بكر الخطيب في " التاريخ " ، وزاد : ابن عمرو بن عمران الأزدي أبو داود السجستاني الحافظ .

                                                                          وقيل : إن جده عمران ممن قتل مع علي بصفين .

                                                                          وكان أبو داود أحد من رحل وطوف وجمع وصنف وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين والحجازيين وغيرهم .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن بشار الرمادي ، وإبراهيم بن الحسن المصيصي ، وإبراهيم بن حمزة الرملي ، وإبراهيم بن حمزة الزبيري ، وأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي ، وإبراهيم بن زياد سبلان ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وإبراهيم بن العلاء الزبيدي ، وإبراهيم بن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ، وإبراهيم بن محمد التيمي القاضي ، وإبراهيم بن مخلد الطالقاني ، وإبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري ، وإبراهيم بن المستمر العروقي ، وإبراهيم بن مهدي المصيصي ، وإبراهيم بن موسى الرازي الفراء ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن سعيد الهمداني ، وأحمد بن أبي شعيب الحراني ، وأحمد بن صالح المصري ، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي ، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري ، وأحمد بن محمد بن حنبل ( ت ) ، وأحمد بن منيع البغوي ، وإسحاق بن إبراهيم الفراديسي ، وإسحاق بن [ ص: 357 ] راهويه ، وإسماعيل بن بشر بن منصور السليمي ، وأيوب بن محمد الوزان ، وبشر بن آدم البصري ، وبشر بن عمار القهستاني ، وبشر بن هلال الصواف ، وأبي بشر بكر بن خلف ، وتميم بن المنتصر ، وجعفر بن مسافر التنيسي ، وحامد بن يحيى البلخي ، وحجاج بن الشاعر ، والحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني ، والحسن بن الربيع البوراني ، والحسن بن علي الخلال ، والحسين بن عيسى البسطامي ، وأبي عمر حفص بن عمر الحوضي ، وأبي عمر حفص بن عمر الضرير ، والحكم بن موسى القنطري ، وحكيم بن يوسف الرقي ، وحمزة بن نصير المصري ، وحميد بن مسعدة ، وحيوة بن شريح الحمصي ، وخشيش بن أصرم النسائي ، وخلف بن هشام البزار ، وداود بن رشيد ، وداود بن شبيب ، وداود بن مخراق الفريابي ، وداود بن معاذ المصيصي ، والربيع بن سليمان الجيزي ، والربيع بن سليمان المرادي ، وأبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ، وأبي خيثمة زهير بن حرب ، وزياد بن أيوب الطوسي ، وزياد بن يحيى الحساني ، وزيد بن أخرم الطائي ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسعيد بن شبيب الحضرمي ، وسعيد بن عبد الجبار الكرابيسي ، وسعيد بن عمرو الحضرمي الحمصي ، وسعيد بن منصور ، وسعيد بن يعقوب الطالقاني ، وسليمان بن حرب ، وأبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ، وسليمان بن عبد الرحمن التمار الطلحي ، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، وسهل بن بكار الدارمي ، وسهل بن تمام بن بزيع ، وشاذ بن فياض ، وشجاع بن مخلد ، وشعيب بن أيوب الصريفيني ، وشيبان بن فروخ الأبلي ، وصالح بن سهيل النخعي الكوفي ، وصفوان بن صالح الدمشقي ، وعاصم بن النضر الأحول ، وعباد بن موسى الختلي ، وعبد الله بن جعفر البرمكي ، وعبد الله بن سعيد [ ص: 358 ] الأشج ، وأبي معمر عبد الله بن عمرو المنقري المقعد ، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وأبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي ، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ابن أخي الإمام ، وعبد الرحمن بن المبارك العيشي ، وعبد الرحيم بن مطرف السروجي ، وأبي ظفر عبد السلام بن مطهر ، وعبد العزيز بن يحيى الحراني ، وعبد الملك بن حبيب المصيصي ، وعبد الواحد بن غياث ، وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، وعبدة بن سليمان المروزي ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن الجعد الجوهري ، وعلي ابن المديني ، وعمرو بن عون الواسطي ، وعمرو بن مرزوق ، وعمران بن ميسرة ، وعياش بن الأزرق ، وعيسى بن إبراهيم البركي البصري ، وغسان بن الفضل السجستاني ، والفضل بن يعقوب الجزري ، وأبي كامل الفضيل بن الحسين الجحدري ، والفضيل بن عبد الوهاب السكري ، وقتيبة بن سعيد ، وقطن بن نسير الغبري ( ت ) ، وكثير بن عبيد المذحجي الحمصي ، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف البغدادي ، ومحمد بن إسحاق المسيبي ، ومحمد بن بكار بن الريان ، ومحمد بن بكار بن الزبير العيشي البصري ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن سنان العوقي ، ومحمد بن الصباح بن سفيان الجرجرائي ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، وأبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ، وأبي كريب محمد بن العلاء ، ومحمد بن أبي غالب القومسي ، ومحمد بن كثير العبدي ، ومحمد بن المنهال الضرير ، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي ، ومحمد بن الوزير الدمشقي ، ومحمد بن الوزير المصري ، ومحمد بن يحيى بن خالد بن فارس [ ص: 359 ] الذهلي ، ومحمد بن يوسف الزيادي ، ومحمد بن يونس النسائي ، ومحمود بن خالد السلمي ، ومخلد بن خالد الشعيري البصري ، ومسدد بن مسرهد ، ومسلم بن إبراهيم الأزدي ، ومصرف بن عمرو اليامي ، ومعاذ بن أسد المروزي ، والمنذر بن الوليد الجارودي ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومهدي بن حفص البغدادي ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي ، وموسى بن عبد الرحمن الأنطاكي ، ومؤمل بن الفضل الحراني ، ونصر بن عاصم الأنطاكي ، ونصير بن الفرج الثغري ، وهارون بن سعيد الأيلي ، وهارون بن معروف البغدادي ، وهدبة بن خالد القيسي ، وهشام بن خالد الدمشقي ، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، وأبي التقي هشام بن عبد الملك اليزني ، وهشام بن عمار الدمشقي ، وهناد بن السري التميمي الكوفي ، وهلال بن بشر البصري ، وواصل بن عبد الأعلى الأسدي ، وأبي همام الوليد بن شجاع السكوني ، ووهب بن بقية الواسطي ولقبه وهبان ، ووهب بن بيان الواسطي نزيل مصر ، ويحيى بن إسماعيل الواسطي ، ويحيى بن أيوب المقابري ، ويحيى بن حبيب بن عربي ، ويحيى بن حكيم المقوم ، وأبي سلمة يحيى بن خلف الباهلي الجوباري ، ويحيى بن الفضل الخرقي البصري ، ويحيى بن الفضل السجستاني ، ويحيى بن محمد بن السكن البزار ، ويحيى بن معين وعنه وعن أحمد بن حنبل أخذ علم الحديث ، ويزيد بن خالد بن موهب الهمداني الرملي ، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويوسف بن موسى القطان ، وأبي حصين الرازي ، وأبي العباس القلوري .

                                                                          [ ص: 360 ] روى عنه : الترمذي ، وإبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس العاقولي ، وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن الأشناني البغدادي نزيل الرحبة أحد من روى عنه كتاب " السنن " ، وأبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني ، وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد الفقيه ، وأبو عمرو أحمد بن علي بن الحسن البصري أحد من روى عنه كتاب " السنن " ، وأحمد بن محمد بن داود بن سليم ، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ابن الأعرابي أحد من روى عنه كتاب " السنن " وله فيه فوت ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي ، وأحمد بن محمد بن ياسين الهروي ، وأحمد بن المعلى بن يزيد الدمشقي ، وأبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد الرملي وراق أبي داود ، وإسماعيل بن محمد الصفار البغدادي ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، والحسن بن صاحب الشاشي ، والحسن بن عبد الله الذارع ، والحسين بن إدريس الأنصاري الهروي ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وعبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الجواليقي الحافظ قاضي الأهواز ، وابنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي ابن أخي أبي زرعة ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب ، وعبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن العبد الأنصاري أحد رواة " السنن " ، وعلي بن عبد الصمد الطيالسي علان ماغمه ، وأبو محمد عيسى بن سليمان بن إبراهيم بن صالح بن شعيب بن طلحة بن عبد الله بن [ ص: 361 ] عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وأبو محمد الفضل بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي البصري ، وأبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الحافظ ، وأبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي أحد من روى عنه " السنن " و" المراسيل " وغير ذلك ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي البصري روى عنه كتاب " الرد على أهل القدر " ، وأبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار أحد رواة السنن ، وأبو الحسين محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي ، وأبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان ، وأبو العباس محمد بن رجاء البصري ، وأبو سالم محمد بن سعيد الآدمي ، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد بن الفضل الهاشمي المكي ، وأبو أسامة محمد بن عبد الملك بن يزيد الرواس روى عنه " السنن " وفاته منه مواضع ، وأبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري الحافظ له عنه مسائل مفيدة ، ومحمد بن مخلد بن حفص الدوري ، ومحمد بن المنذر الهروي شكر ، ومحمد بن يحيى بن مرداس ، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني الحافظ .

                                                                          وروى النسائي في " السنن " عن أبي داود ، عن سليمان بن حرب ، وعبد الله بن محمد النفيلي ، وعبد العزيز بن يحيى الحراني ، وعلي ابن المديني ، وعمرو بن عون الواسطي ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبي الوليد الطيالسي . وروى في كتاب " يوم وليلة " عن أبي داود عن محمد بن كثير العبدي . والظاهر أن أبا داود في هذا كله هو السجستاني ، فإنه معروف [ ص: 362 ] بالرواية عن هؤلاء ، وقد شاركه أبو داود سليمان بن سيف الحراني في بعضهم ، وروى عنه في كتاب " الكنى " وسماه ولم يكنه .

                                                                          وذكر الحافظ أبو القاسم في " المشايخ النبل " أن النسائي أيضا روى عنه وذكر له عنه في " الموافقات " حديثا واحدا . وقد وقع لنا عنه بعلو في جملة كتاب " السنن " .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا القاضي أبو عمر الهاشمي ، قال : أخبرنا أبو علي اللؤلؤي ، قال : أخبرنا أبو داود ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن أبي رجاء ، عن عمران بن حصين قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " عشر " ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله . فرد عليه ، فجلس ، فقال : " عشرون " ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه ، فجلس ، فقال : " ثلاثون " .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي - فيما أخبرنا به يوسف بن يعقوب ، عن زيد بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن محمد عنه - : كان [ ص: 363 ] أبو داود قد سكن البصرة وقدم بغداد غير مرة ، وروى كتابه المصنف في " السنن " بها ونقله عنه أهلها . ويقال : إنه صنفه قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، قال : أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز ، قال : أخبرنا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري ، قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث ، يقول : ولدت سنة ثنتين ومائتين ، وصليت على عفان ببغداد سنة عشرين ، وسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا ، ودخلت البصرة وهم يقولون : أمس مات عثمان المؤذن ، وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه شيئا ، ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا . وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا ، وسمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا " . قلت : سمعت من يوسف الصفار ؟ قال : لا . قلت : سمعت من ابن الأصبهاني ؟ قال : لا .

                                                                          قلت : سمعت من عمرو بن حماد بن طلحة ؟ قال : لا ، ولا سمعت من مخول بن إبراهيم . ثم قال : هؤلاء كانوا بعد العشرين ، والحديث رزق ولم أسمع منهم . قال : وكان لا يحدث عن ابن الحماني ولا عن سويد ، ولا عن ابن كاسب ، ولا عن ابن حميد ، ولا عن سفيان بن وكيع ، ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف ، ولا من أبي همام الدلال ، ولا من الرقاشي .

                                                                          وبه ، قال : حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القارئ [ ص: 364 ] الدينوري بلفظه ، قال : سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الفرضي ، قال : سمعت أبا بكر بن داسة ، يقول : سمعت أبا داود ، يقول : كتبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني كتاب " السنن " - جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ، أحدها : قوله - صلى الله عليه وسلم - : " الأعمال بالنيات " ، والثاني : قوله : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " ، والثالث : قوله : " لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه " ، والرابع : قوله : " الحلال بين والحرام بين ، وبين ذلك أمور مشتبهات " . . . الحديث .

                                                                          وقال أبو بكر الخلال ؛ أبو داود الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم ، وبصره بمواضعه أحد في زمانه ، رجل ورع مقدم . وسمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره . وكان إبراهيم الأصبهاني ، وأبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله .

                                                                          [ ص: 365 ] وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي : كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع ، من فرسان الحديث .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق الصاغاني ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي : لما صنف أبو داود كتاب " السنن " ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله : سمعت الزبير بن عبد الله بن موسى يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن مخلد يقول : كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث ، ولما صنف كتاب " السنن " وقرأه على الناس صار كتابه لأصحاب الحديث كالمصحف يتبعونه ولا يخالفونه ، وأقر له أهل زمانه بالحفظ والتقدم فيه .

                                                                          وقال موسى بن هارون الحافظ : خلق أبو داود في الدنيا للحديث ، وفي الآخرة للجنة .

                                                                          وقال علان بن عبد الصمد : سمعت أبا داود وكان من فرسان هذا الشأن .

                                                                          وقال أبو حاتم بن حبان : أبو داود أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا وإتقانا ، جمع وصنف وذب عن السنن .

                                                                          وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ : الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول ، والخطأ من الصواب أربعة : البخاري ، ومسلم ، وبعدهما أبو داود السجستاني ، وأبو عبد الرحمن النسائي .

                                                                          [ ص: 366 ] وقال الحاكم أبو عبد الله : أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة ، سماعه بمصر والحجاز والشام والعراقين وخراسان ، وقد كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلده وهراة ، وكتب ببغلان عن قتيبة ، وبالري عن إبراهيم بن موسى إلا أن أعلى إسناده موسى بن إسماعيل ، والقعنبي ، ومسلم بن إبراهيم ، وبالشام أبو توبة الربيع بن نافع ، وحيوة بن شريح الحمصي ، وقد كان كتب قديما بنيسابور ثم رحل بابنه أبي بكر بن أبي داود إلى خراسان .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا داود وذكر أبا النصر الفراديسي إسحاق بن إبراهيم ، فقال : ما رأيت بدمشق مثله ، كان كثير البكاء ، كتبت عنه سنة اثنتين وعشرين .

                                                                          وقال القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي : سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول : جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود السجستاني - رحمهما الله - فقيل : يا أبا داود ، هذا سهل بن عبد الله جاءك زائرا - فرحب به وأجلسه - فقال له سهل : يا أبا داود لي إليك حاجة . قال : وما هي ؟ قال : حتى تقول قد قضيتها مع الإمكان ( قال : نعم . ) . قال : أخرج إلي لسانك الذي [ ص: 367 ] تحدث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله . قال : فأخرج إليه لسانه فقبله .

                                                                          أخبرنا بذلك خديجة بنت أحمد بن عبد الدائم ، عن كتاب أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد ابن السمعاني ، قال : أخبرنا أبو القاسم محمود بن إسماعيل الإدريسي ، قال : أخبرنا أبو العلاء صاعد بن سيار ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن أبي الحسن بن بسطام الإمام في الجامع ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد الحافظ فيما أجاز لي ، قال : سمعت الخليل بن أحمد إملاء من حفظه ، فذكره .

                                                                          قال أبو عبيد الآجري : مات لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين ، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي .

                                                                          وكذلك قال غير واحد في تاريخ وفاته ، وكانت بالبصرة .

                                                                          وقد تقدم ذكر مولده أنه سنة اثنتين ومائتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية