الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2344 - (خ م قد س ) : سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم بن [ ص: 37 ] يزيد بن الأسود الأنصاري مولاهم ، أبو عثمان المصري ابن أخت المغيرة بن الحسن بن راشد الهاشمي ، المصري ، وقد ينسب إلى جده .

                                                                          روى عن : بسطام بن حريث المكي ، ورشدين بن سعد ، وسليمان بن بلال ( م س ) ، وسهل بن حريز المصري مولى المغيرة بن أبي الليث بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، وشداد بن عبد الرحمن بن يعلى بن شداد بن أوس الأنصاري ، وضمرة بن ربيعة ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن وهب ( خ م ) ، وعبد الحميد بن كعب بن علقمة التنوخي ، والفضل بن المختار البصري ، والقاسم بن عبد الله بن عمر العمري ، وكهمس بن المنهال البصري ، والليث بن سعد ( خ قد س ) ، ومالك بن أنس ، وخاله المغيرة بن الحسن بن راشد الهاشمي ، والمنذر بن عبد الله الحزامي والد إبراهيم بن المنذر ، ومؤمل بن عبد الرحمن الثقفي ، ونافع بن يزيد المصري ، ويحيى بن أيوب الغافقي ( بخ سي ) ، ويحيى بن راشد البراء ، ويحيى بن فليح ، ويعقوب بن الحسن الثقفي ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني ( خ ) .

                                                                          روى عنه : البخاري ، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني ، وأحمد بن حماد بن زغبة ، وأحمد بن داود المكي ، وأحمد بن عاصم البلخي ( بخ ) ، وأحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد ، وأحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان المصري ( س ) ، وابنه أسد بن سعيد بن كثير بن عفير ، وإسماعيل بن عبد الله العبدي سمويه ، وبكار بن قتيبة البكراوي القاضي ، وجعفر بن مسافر التنيسي ، والحسين بن [ ص: 38 ] عبد الغفار الأزدي ، والحسين بن محمد بن بادي ، وحمزة بن نصير العسال المصري ، وأبو الزنباع روح بن الفرج القطان ، وعبد الله بن حماد الآملي ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ( سي ) ، وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص ، وابنه عبيد الله بن سعيد بن عفير ، وعثمان بن خرزاد الأنطاكي ، وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة ، وعلي بن عمرو بن خالد الحراني ، وعلي بن معبد بن نوح ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ( م ) ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي ، ومحمد بن عبد الرحيم بن ثمير الصدفي المصري ، ومحمد بن عمرو بن خالد الحراني ، ومحمد بن مسكين اليمامي ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد قاضي عكبرا ، ومحمد بن وزير المصري ( قد ) ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي .

                                                                          قال أبو حاتم : لم يكن بالثبت ، كان يقرأ من كتب الناس ، وهو صدوق .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت ابن حماد يقول : قال السعدي : سعيد بن عفير فيه غير لون من البدع ، وكان مخلطا غير ثقة .

                                                                          قال أبو أحمد : وهذا الذي قال السعدي لا معنى له ، ولم أسمع [ ص: 39 ] أحدا ولا بلغني عن أحد من الناس كلام في سعيد بن كثير بن عفير ، وهو عند الناس صدوق ثقة ، وقد حدث عنه الأئمة من الناس ، إلا أن يكون السعدي أراد به سعيد بن عفير غير هذا ، ولا أعرف سعيد بن عفير غير المصري ، والذي ذكره : فيه غير لون من البدع ، ولم ينسب ابن عفير المصري إلى بدع ، والذي ذكر : أنه غير ثقة ، فلم ينسب ذلك أحد إلى الكذب .

                                                                          وروى له حديثا من رواية ابنه عبيد الله بن سعيد بن عفير ، عن أبيه ، عن مالك ، عن عمه أبي سهيل ، عن عطاء عن ابن عمر : أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : " أي المؤمنين أفضل ؟ قال : أحسنهم خلقا . قال : فأي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم ذكرا للموت ، وأحسنهم له استعدادا " . . . الحديث .

                                                                          ثم قال : وهذا لا أعرفه يرويه عن مالك إلا ابن عفير ، ولا عنه إلا ابنه .

                                                                          وروى له حديثا آخر من رواية ابنه عبيد الله أيضا عنه ، عن مالك ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غسل في قميص .

                                                                          قال : وهذا في " الموطأ " عن جعفر ، عن أبيه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر في إسناده عائشة . ولم أجد لسعيد بعد استقصائي على حديثه شيئا مما ينكر عليه أنه أتى بحديث برأسه إلا حديث مالك عن عمه أبي سهيل ، أو أتى بحديث زاد في إسناده إلا حديث غسل النبي - صلى الله عليه وسلم - في قميص ، فإن في إسناده زيادة عائشة .

                                                                          وكلا الحديثين يرويهما عنه ابنه عبيد الله ، ولعل [ ص: 40 ] البلاء من عبيد الله ؛ لأني رأيت سعيد بن عفير مستقيم الحديث .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : دعوتهم في موالي بني سلمة من الأنصار ، وكان سعيد يقول : إنه من صليبة بني تميم من بني حنظلة بن يربوع ، وإنه جرى عليه سبيا في الجاهلية ، فأعتقهم بنو سلمة . ذكر ذلك ابن قديد ، عن عبيد الله بن سعيد ، قال : وسمعت ابن قديد يقول : كان يحيى بن عثمان بن صالح يقول : إنه مولى بني هاشم ، وإنه أقر له بذلك .

                                                                          قال ابن قديد : وأرى ذلك ، لأن أم سعيد بن كثير بنت الحسن بن راشد مولى هاشم .

                                                                          قال ابن يونس : وكان سعيد بن كثير من أعلم الناس بالأنساب والأخبار الماضية وأيام العرب ، مآثرها ، ووقائعها ، والتواريخ ، والمناقب ، والمثالب ، وكان في ذلك كله شيئا عجبا ، وكان مع ذلك أديبا فصيح اللسان ، حسن البيان ، حاضر الحجة ، لا تمل مجالسته ولا ينزف علمه . وكان شاعرا مليح الشعر ، وكان عبد الله بن طاهر لما قدم مصر أحضر سعيدا مجلسه ، فأعجب به عبد الله بن طاهر ، واستحسن ما يأتي به ، وكان ممن يلي نقابة الأنصار والقسم عليهم ، وله أخبار مشهورة تركتها لشهرتها ، وكان غير ظنين في جميع ذلك . ولد سنة ست وأربعين ومائة ، [ ص: 41 ] وتوفي سنة ست وعشرين ومائتين .

                                                                          وروى له مسلم وأبو داود في " القدر " ، والنسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية