الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6132 - ( ع ) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود [ ص: 370 ] ابن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي ، وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار ، ويقال : ثقيف بن إياد بن نزار ، ويقال : من ولد أفصى بن دعمي بن إياد بن نزار ، وقيل غير ذلك . أبو عيسى ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو محمد ، الثقفي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعروة بن مسعود الثقفي أخو جده ، وجبير بن حية بن مسعود الثقفي ، ابن عم أبيه ، أسلم عام الخندق ، وأول مشاهده الحديبية .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) .

                                                                          روى عنه : أسلم ( د ) مولى عمر بن الخطاب ، والأسود بن هلال ( م ) ، وبكر بن عبد الله المزني ( ت س ق ) وتميم بن حذلم الضبي ( بخ ) ، وجبير بن حية بن مسعود الثقفي ( خ 4 ) ، والحسن البصري ( د ) ، وحصين بن قبيصة ( س ق ) ، ويقال : ابن عقبة ، وابنه حمزة بن المغيرة بن شعبة ( م س ق ) ، وزرارة بن أوفى الحرشي ( د ) ، وزياد بن جبير بن حية ( س ق ) على خلاف فيه ، وزياد بن علاقة ( ع ) ، وسويد بن سرحان ، وأبو وائل شقيق بن سلمة ( ق ) ، وعامر الشعبي ( م ت س ) ، وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي ( د ) ، وعبيد الله بن سعيد ، والد أبي عون الثقفي ( د ) ، وعبيد بن نضلة الخزاعي ( م 4 ) ، وعروة بن الزبير ( خ د ت س ) ، وابنه عروة بن المغيرة بن شعبة ( ع ) ، وعطاء الخراساني ( د ق ) مرسل ، وابنه عقار بن المغيرة بن شعبة ( ت س ق ) ، وعلقمة بن وائل بن حجر الحضرمي ( م ت س ) ، وعلي بن ربيعة الوالبي ( خ م ت ) ، وعمرو بن وهب الثقفي ( ر س ) ، وقبيصة بن ذؤيب ( 4 ) ، وقيس بن أبي [ ص: 371 ] حازم ( خ م د ق ) ، ومسروق بن الأجدع ( خ م س ق ) ، والمسور بن مخرمة ( م د ق ) ، والمغيرة بن عبد الله اليشكري ( د تم س ) ، وميمون بن أبي شبيب ( مق ت ق ) ، ونافع بن جبير بن مطعم ( د ) ، والنعمان بن سعد الأنصاري ( ت ) ، وهزيل بن شرحبيل ( د ت ق ) ووراد ( ع ) كاتب المغيرة بن شعبة ، وأبو إدريس الخولاني ، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري ( د ) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ( 4 ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة ، قال : وأمه أسماء بنت الأفقم بن عمرو بن ظويلم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر .

                                                                          وقال غيره : أمه أمامة بنت الأفقم .

                                                                          قال محمد بن سعد : وكان يقال له مغيرة الرأي ، وكان داهية لا يستحر في صدره أمران إلا وجد في أحدهما مخرجا ، وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدم وفد ثقيف فأنزلهم عليه ، فأكرمه ، وبعثه مع أبي سفيان بن حرب إلى الطائف فهدموا الربة .

                                                                          قال محمد بن عمر : قال المغيرة : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني أبو بكر إلى أهل النجير ثم شهدت اليمامة ثم شهدت فتوح الشام مع المسلمين ثم شهدت اليرموك ، وأصيبت عيني يوم [ ص: 372 ] اليرموك ثم شهدت القادسية وكنت رسول سعد إلى رستم ووليت لعمر بن الخطاب فتوحا .

                                                                          وروي عن عائشة قالت : كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام المغيرة بن شعبة فنظر إليها فذهبت عينه .

                                                                          وقال غيره : أسلم عام الخندق ، وأول مشاهده الحديبية .

                                                                          قال محمد بن سعد : وكان أصهب الشعر جعدا أكشف يفرق رأسه فروقا أربعة أقلص الشفتين مهتوما ضخم الهامة عبل الذراعين بعيد ما بين المنكبين .

                                                                          وقال مجالد ، عن الشعبي : القضاة أربعة : عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبو موسى الأشعري ، والدهاة أربعة : معاوية ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد ، فأما معاوية فللأناة ، وأما عمرو فللمعضلات ، وأما المغيرة فللمبادهة ، وأما زياد فللصغير والكبير .

                                                                          وقال معمر ، عن الزهري : كان دهاة الناس في الفتنة خمسة نفر من قريش : عمرو بن العاص ، ومعاوية ، ومن الأنصار : قيس بن سعد ، ومن ثقيف : المغيرة بن شعبة ، ومن المهاجرين : عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، وكان مع علي رجلان : قيس ، وعبد الله ، واعتزل المغيرة بن شعبة .

                                                                          [ ص: 373 ] وقال مجالد ، عن الشعبي : سمعت قبيصة بن جابر يقول : صحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بمكر لخرج من أبوابها كلها .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب : أحصن المغيرة بن شعبة أربعا من بنات أبي سفيان .

                                                                          وقال بكر بن عبد الله المزني ، عن المغيرة بن شعبة في حديث ذكره : ولقد تزوجت سبعين امرأة ، أو بضعا وسبعين امرأة .

                                                                          وقال ليث بن أبي سليم ، قال المغيرة بن شعبة : أحصنت ثمانين امرأة .

                                                                          وقال حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب : سمعت مالكا يقول : كان المغيرة بن شعبة نكاحا للنساء ، وكان يقول : صاحب الواحدة إن مرضت مرض معها ، وإن حاضت حاض معها ، وصاحب المرأتين بين نارين يشتعلان . وكان ينكح أربعا جميعا ، ويطلقهن جميعا .

                                                                          وقال محمد بن وضاح ، عن سحنون بن سعيد ، عن عبد الله بن نافع الصائغ : أحصن المغيرة بن شعبة ثلاثمائة امرأة في الإسلام .

                                                                          قال ابن وضاح : غير ابن نافع يقول : ألف امرأة .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، عن مجالد ، عن الشعبي : سمعت المغيرة بن شعبة يقول : ما غلبني أحد قط . وفي رواية : ما خدعني أحد في الدنيا إلا غلام من بني الحارث بن كعب ، فإني خطبت امرأة منهم ، فأصغى إلي الغلام ، وقال : أيها الأمير لا خير لك [ ص: 374 ] فيها ، إني رأيت رجلا يقبلها فانصرفت عنها فبلغني أن الغلام تزوجها ، فقلت : أليس زعمت أنك رأيت رجلا يقبلها ؟ قال : ما كذبت أيها الأمير رأيت أباها يقبلها . فكلما ذكرت قوله علمت أنه خدعني . وفي رواية : فإذا ذكرت ما فعل بي غاظني ذلك .

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : لما شهد على المغيرة عند عمر عزله عن البصرة وولاه الكوفة ، فلم يزل عليها إلى أن قتل عمر ، فأقره عثمان ، ثم عزله عثمان ، فلم يزل كذلك واعتزل صفين ، فلما كان حين الحكمين لحق بمعاوية ، فلما قتل علي وصالح معاوية الحسن ودخل الكوفة ولاه عليها .

                                                                          قال أبو عبيد القاسم بن سلام : توفي سنة تسع وأربعين بالكوفة ، وهو أميرها .

                                                                          وقال الواقدي ، عن محمد بن أبي موسى الثقفي ، عن أبيه : مات بالكوفة في شعبان سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وهو ابن سبعين سنة .

                                                                          وقال علي بن عبد الله التميمي ، والهيثم بن عدي ، ومحمد بن سعد ، وأبو حسان الزيادي في آخرين : مات سنة خمسين .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : مات سنة خمسين ، أجمع [ ص: 375 ] العلماء على ذلك .

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : مات سنة إحدى وخمسين .

                                                                          وقال بعضهم : مات سنة ست وثلاثين .

                                                                          وقال بعضهم : سنة ثمان وخمسين ، وكلاهما خطأ ، والله أعلم .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير : رأيت زيادا واقفا على قبر المغيرة بن شعبة ، وهو يقول :


                                                                          إن تحت الأحجار حزما وعزما وخصيما ألد ذا معلاق     حية في الوجار أربد لا ينـ
                                                                          ـفع منه السليم نفث الراقي

                                                                          وقال غيره ، عن عبد الملك بن عمير : شهدت جنازة المغيرة بن شعبة فإذا امرأة أدماء حنوا مشرفة على النساء ، وهي تندبه ، وهي تقول :


                                                                          الخل يحمله النفر     قرما كريم المعتصر
                                                                          أبكي وأنشد صاحبا     لا عين منه ولا أثر
                                                                          قد كنت أخشى بعده     أني أساء ولا أسر
                                                                          أو أن أسام بخطتي     خسف فآخذ أو أذر
                                                                          لله درك قد عييت     وأنت باقعة البشر
                                                                          حلما إذا طاش الحليم     وتارة أفعى ذكر

                                                                          قال : قلت : من هذه ؟ قالوا : امرأته أم كثير بنت قطن الحارثي .

                                                                          [ ص: 376 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية