الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6136 - ( مد ) المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي [ ص: 385 ] المخزومي أبو هاشم ، ويقال : أبو هشام ، المدني أخو أبي بكر بن عبد الرحمن ، وإخوته ، وأخو يحيى بن طلحة بن عبيد الله لأمه .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( مد ) مرسلا ، وعن خالد بن الوليد المخزومي مرسلا ، وأبيه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وأمه سعدى بنت عوف المرية .

                                                                          روى عنه : ابن أخيه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، وإسحاق بن يسار ( مد ) ، والد محمد بن إسحاق ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وابنه يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة . وقال : قال محمد بن عمر : خرج المغيرة بن عبد الرحمن إلى الشام غير مرة غازيا ، وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز وذهبت عينه ثم رجع إلى المدينة فمات بها ، وقد روي عنه ، وكان ثقة ، قليل الحديث .

                                                                          وذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي ، عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ، وكان شاميا نزل المدينة ، فقال : صالح الحديث مديني ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .

                                                                          وقال معاوية بن صالح الأشعري في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام [ ص: 386 ] لم يعرفه يحيى بن معين .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : قرئ على الدوري ، عن يحيى بن معين أنه قال : مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ثقة .

                                                                          هكذا ذكره ابن أبي حاتم في هذه الترجمة وتبعه على ذلك أبو القاسم ووهما في ذلك ، إنما الذي وثقه عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي .

                                                                          وقد ذكرنا ذلك في ترجمته ، وذكرنا إنكار أبي داود على عباس الدوري ذلك ، وأنه نسبه فيه إلى الغلط ، ويؤيد ذلك قول معاوية بن صالح : لم يعرفه يحيى بن معين ، والله أعلم .

                                                                          وقال محمد بن عمر الواقدي : حدثنا يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبيه : أنه لم يكن عنده خط مكتوب من الحديث إلا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من أبان بن عثمان ، فكان كثيرا ما يقرأ عليه ، وأمرنا بتعليمها .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : أصيبت عينه بأرض الروم ، وكان يطعم الطعام حيث ما نزل ينحر الجزر فيطعم من جاءه . وأمه سعدى بنت عوف . وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله [ ص: 387 ] الزبيري : كان للمغيرة بن عبد الرحمن مولى فهلك وترك مالا ، فأتاه رجل ، فقال : إن هذا الذي مات أخي ، قال : فعندك بينة ؟ قال : ومن أين ؟ إنما ولدنا ببلدنا ، قال : فنظر إليه ساعة وصوب ، فبعث إلى ذلك المكان فأتى به فأعطاه إياه ، فقيل له في ذلك ، فقال : رأيت فيه الشبه ، وإنما هي نفسي فلأن آخذ منها لغيري ، أحب إلي من أن آخذ لها من غيري .

                                                                          وقال الزبير بن بكار ، عن مصعب بن عثمان : قام اليسع بن المغيرة يوما على جفنة أبيه ، فأحسن ما كللها بالسنام ، فنظر إليها المغيرة فأعجبته ، فأعطاه ستين دينارا ، قال : وكان ينحر في كل يوم جزورا ، وفي كل جمعة جزورين .

                                                                          والأخبار عنه في ذلك كثيرة جدا .

                                                                          قال الحاكم أبو أحمد : خرج إلى الشام مرابطا ، فمات هناك ، ويقال : مات بالمدينة في ولاية يزيد ، أو هشام بن عبد الملك ، ودفن بالبقيع .

                                                                          روى له أبو داود في المراسيل .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية