الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          2502 - (ع ) : سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي الواشحي ، أبو أيوب البصري ، وواشح من الأزد ، سكن مكة ، وكان قاضيها .

                                                                          [ ص: 385 ] روى عن : الأسود بن شيبان ( بخ ) ، وبسطام بن حري ( د ) ، وجرير بن حازم ، وحماد بن زيد ( ع ) ، وحماد بن سلمة ( ع ) ، وحوشب بن عقيل ( د س ) ، والسري بن يحيى ، وسعيد بن زيد ، وسليمان بن المغيرة ، وسلام أبي مطيع ( مق ) ، وشعبة بن الحجاج ( خ د س ) ، وعمر بن علي المقدمي ( س ) ، وأبي صالح غالب بن سليمان الجهضمي ( مد ) ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد بن رزين ( ت ) ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ( خ ) ، وملازم بن عمرو الحنفي ، ووهيب بن خالد ( خ ) ، ويزيد بن إبراهيم التستري ( ي ) .

                                                                          روى عنه : البخاري ( ت ) ، وأبو داود ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ( مق ) ، وأحمد بن داود المكي ، وأحمد بن سعيد الدارمي ( م ق ) ، وأحمد بن عمرو القطراني ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ( م س ) ، وإسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي ، والجراح بن مخلد ( قد ) ، [ ص: 386 ] والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، وحجاج بن الشاعر ( م ) ، والحسن بن علي الخلال ( د ت ) ، والحسين بن محمد البلخي الحريري ( تم ) ، وحماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ، وأبو داود سليمان بن معبد السنجي ( م س ) ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن الزبير الحميدي - ومات قبله - وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ( ت ) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ( م ) ، وعبد بن حميد الكشي ( ت ) ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي ( د ت س ) ، وعمرو بن علي الفلاس ( س ) ، وعمرو بن منصور النسائي ( س ) ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي ، ومحمد بن أحمد بن نعيم ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ، ومحمد بن يحيى الذهلي ( ق ) ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وهارون بن عبد الله الحمال ( م ) ، ويحيى بن سعيد القطان - وهو أكبر منه - ويحيى بن موسى البلخي ( ت ) ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ( س ) ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن موسى القطان ، ويوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي .

                                                                          قال أبو حاتم الرازي : سليمان بن حرب إمام من الأئمة كان لا يدلس ، ويتكلم في الرجال وفي الفقه وليس بدون عفان ولعله أكبر [ ص: 387 ] منه ، وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة آلاف حديث ، وما رأيت في يده كتابا قط ، وهو أحب إلي من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة ، وفي كل شيء . ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل ، وكان مجلسه عند قصر المأمون فبني له شبه منبر ، فصعد سليمان وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد ، والمأمون فوق قصره ، وقد فتح باب القصر ، وقد أرسل ستر شف وهو خلفه يكتب ما يملي ، فسئل أول شيء حديث حوشب بن عقيل فلعله قد قال : " حدثنا حوشب بن عقيل " أكثر من عشر مرات ، وهم يقولون : حتى قالوا : لا نسمع . فقام مستمل ومستمليان وثلاثة ، كل ذلك يقولون : لا نسمع ، حتى قالوا : ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي ، فلما حضر ، قال : " من ذكرت ؟ " فإذا صوته خلاف الرعد ، فسكتوا وقعد المستملون كلهم فاستملى هارون . وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه . وسئل عن حديث فتح مكة فحدثنا من حفظه ، فقمنا فأتينا عفان ، فقال : ما حدثكم أبو أيوب ، فإذا هو يعظمه .

                                                                          وقال أبو حاتم في موضع آخر : كان سليمان بن حرب قل من يرضى من المشايخ ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة .

                                                                          [ ص: 388 ] وقال يعقوب بن سفيان : سمعت سليمان بن حرب يقول : طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة واختلفت إلى شعبة ، فلما مات شعبة جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات . جالسته تسع عشرة سنة جالسته سنة ستين ومات سنة تسع وسبعين ومائة .

                                                                          وقال يعقوب أيضا : سمعت سليمان يقول : أعقل موت ابن عون وكنت لا أكتب عن حماد حديث ابن عون ، كنت أقول : رجل قد أدركت موته ، ثم كتبته بعد .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب ، عن زيد بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن محمد ، عنه - : أخبرني الأزهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عفير ، قال : حدثنا أحمد بن سنان ، قال : حدثنا المسعري ، قال : جاء رجل إلى سليمان بن حرب ، فقال : إن مولاك فلانا مات وخلف قيمة عشرين ألف درهم . قال : فلان أقرب إليه مني ، المال لذاك دوني . قال : وهو يومئذ محتاج إلى درهم .

                                                                          وبه ، قال : أخبرني أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد . الخرجوشي - بلفظه - قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، [ ص: 389 ] قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن العباس ، قال : حدثنا القاضي المقدمي .

                                                                          ( ح ) قال : وأخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، قال : حدثنا محمد بن عمران المرزباني ، قال : أخبرني محمد بن يحيى ، قال : حدثني المقدمي القاضي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا يحيى بن أكثم ، قال : قال لي المأمون : من تركت بالبصرة ؟ فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب ، وقلت : هو ثقة حافظ للحديث عاقل في نهاية الستر والصيانة ، فأمرني بحمله إليه ، فكتبت إليه في ذلك ، فقدم ، فاتفق أني أدخلته إليه ، وفي المجلس ابن أبي دواد وثمامة وأشباه لهما ، فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم ، فلما دخل سلم ، فأجابه المأمون ، ورفع مجلسه ، ودعا له سليمان بالعز والتوفيق ، فقال ابن أبي دواد : يا أمير المؤمنين ، نسأل الشيخ عن مسألة ؟ فنظر المأمون إليه نظر تخيير له ، فقال سليمان : يا أمير المؤمنين ، حدثنا حماد بن زيد ، قال : قال رجل لابن شبرمة : أسألك ؟ فقال : إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس ، ولا تزري بالمسؤول فسل . وحدثنا وهيب بن خالد ، قال : قال إياس بن معاوية : من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها ، ولا للمجيب أن يجيب فيها . فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل ، وإن كانت من هذا فليمسك . قال : فهابوه ، فما نطق أحد منهم حتى قام ، وولاه قضاء مكة ، فخرج إليها .

                                                                          [ ص: 390 ] قال الحافظ أبو بكر : وكانت ولايته قضاء مكة سنة أربع عشرة ومائتين ، فلم يزل على ذلك إلى أن عزل في سنة تسع عشرة ومائتين .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا الحسين بن علي التميمي ، قال : حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي : سمعت علي بن المديني سنة عشرين ، وقد ذكر له سليمان بن حرب فجعل يكثره ، فقال : حدثنا يحيى بن سعيد منذ ثلاثين سنة ، قال : حدثني سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، قال : ما أخاف على أيوب وابن عون إلا الحديث .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا علي ابن المديني ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن حرب ، قال : سمعت حماد بن زيد ، يقول : أخوف ما أخاف على أيوب وابن عون الحديث .

                                                                          قال القاضي : وسمعته من سليمان ولكني لهذا أحفظ - أو كما قال القاضي - .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، قال : حدثنا محمد بن عدي البصري في كتابه ، قال : حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري ، [ ص: 391 ] قال : سمعت أبا داود يقول : كان سليمان بن حرب يحدث بحديث ثم يحدث به كأنه ليس ذاك .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر : كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : كتبنا عن سليمان بن حرب ، وابن عيينة حي .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : حدثنا سليمان بن حرب ، وكان ثقة ثبتا ، صاحب حفظ .

                                                                          وقال النسائي : ثقة مأمون .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : كان ثقة .

                                                                          قال يعقوب بن سفيان : قال سليمان بن حرب في ذي الحجة سنة ست عشرة ومائتين : إذا دخل صفر فقد استكملت سبعا وسبعين سنة .

                                                                          وقال البخاري : قال سليمان بن حرب : ولدت في صفر سنة أربعين ومائة .

                                                                          [ ص: 392 ] وقال حنبل بن إسحاق : مات سليمان بن حرب سنة أربع وعشرين ومائتين .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، وقد ولي قضاء مكة ثم عزل فرجع إلى البصرة فلم يزل بها حتى توفي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين .

                                                                          وذكر أبو حسان الزيادي أن وفاته كانت في آخر يوم من شهر ربيع الآخر .

                                                                          وقال غيره : مات سنة ثلاث وعشرين . وقيل : سنة سبع وعشرين . والأول أصح ، والله أعلم .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه يحيى بن سعيد القطان ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، وبين وفاتهما مائة وسبع سنين .

                                                                          وروى له الباقون .

                                                                          ومن عوالي حديثه ما أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وزينب بنت مكي ، وفاطمة بنت علي بن القاسم ابن عساكر ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا [ ص: 393 ] الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قراءة عليه وأنا أسمع في النصف من شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، قال : سمعت البراء ، قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " له مرضع في الجنة " .

                                                                          رواه البخاري عنه ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية