الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3223 - (س) : عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي السهمي . كنيته أبو حذافة . له صحبة .

                                                                          أسلم قديما ، وكان من المهاجرين الأولين ، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة .

                                                                          وهو أخو أبي الأخنس بن حذافة وخنيس بن حذافة الذي كانت عنده حفصة بنت عمر قبل النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقيل : إنه شهد بدرا ، قال ذلك عمر بن الحكم بن ثوبان ، عن أبي سعيد الخدري .

                                                                          وكانت فيه دعابة .

                                                                          ونزل فيه قوله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وهو رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام .

                                                                          وهو القائل لرسول الله [ ص: 412 ] صلى الله عليه وسلم حين قال : " سلوني عم شئتم " : من أبي يا رسول الله ؟ قال : أبوك حذافة بن قيس .

                                                                          فقالت أمه : ما سمعت بابن أعق منك ، أمنت أن تكون أمك قارفت ما يقارف أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس .

                                                                          فقال : والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به .

                                                                          وهو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ينادي في أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب .

                                                                          وهو الذي أسرته الروم في زمن عمر بن الخطاب ، فأرادوه على الكفر ، فأبى ، فقال له ملك الروم : قبل رأسي وأطلقك .

                                                                          قال : لا .

                                                                          قال : قبل رأسي وأطلقك ومن معك من المسلمين .

                                                                          فقبل رأسه ، فأطلقه وأطلق معه ثمانين أسيرا ، فقدم بهم على عمر ، فأخبر عمر بخبره .

                                                                          فقال : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة ، وأنا أبدأ ، فقام عمر فقبل رأسه وقام المسلمون فقبلوا رأسه .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (س) .

                                                                          روى عنه : سليمان بن يسار (س) ، يقال : مرسل ، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، ومسعود بن الحكم الزرقي ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، يقال : مرسل .

                                                                          قال يحيى بن معين : لم يسمع سليمان بن يسار من عبد الله بن حذافة .

                                                                          [ ص: 413 ] وقال أبو القاسم البغوي : بلغني أنه مات في خلافة عثمان .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم : توفي بمصر في خلافة عثمان .

                                                                          روى له النسائي حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه أخبرتنا به أمة الحق بنت البكري ، قالت : أخبرنا عبد الجليل بن مندويه ، قال : أخبرنا أبو المحاسن البرمكي بهمذان ، قال : أخبرنا أبو الحسين ابن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الجراح ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو خيثمة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن عبد الله بن أبي بكر ، وسالم أبي النضر ، عن سليمان بن يسار ، عن عبد الله بن حذافة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن ينادي في أيام التشريق إنها أيام أكل وشرب .

                                                                          رواه عن عباس العنبري ، عن عبد الرحمن ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية