الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3239 - عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن [ ص: 442 ] حارثة بن هلال بن حرام بن السمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السليمي ، أبو صالح البصري ، أمير خراسان أحد الشجعان المذكورين ، والفرسان المشهورين ، يقال : إن له صحبة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : سعد بن عثمان الرازي ، والد عبد الله بن سعد الدشتكي ، وسعيد بن الأزرق .

                                                                          قال أبو أحمد العسكري : له قدر وذكر في فرسان بني سليم ، وكان من أشجع الناس في زمانه ، ولي خراسان عشر سنين ، وافتتح الطبسين ، ثم ثار به أهل خراسان فقتله ثلاثة منهم بجير الصريمي ، [ ص: 443 ] ووكيع ابن الدورقية العريفي ، والذي تولى قتله وكيع ابن الدورقية ، ويقال : إنهم لم يقتلوه ، إلا في قدر ما تنحر جزور ، ويكشط عنها جلدها ثم تجزأ عشرة أجزاء ، فقال الشاعر :

                                                                          أليلتنا بنيسابور كري علينا الليل ويحك أو أنيري     فلو شهد الفوارس من سليم
                                                                          غداة يطاف بالأسد العقير

                                                                          ثم حمل رأسه إلى عبد الملك بن مروان ، فقال فيه الفرزدق :

                                                                          أتغضب أن أذنا قتيبة حزتا     جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم ؟
                                                                          وما منهما إلا رفعنا دماغه     إلى الشام فوق الشاحجات العلاجم

                                                                          وقال خليفة بن خياط : سنة ثلاث وثلاثين فيها جمع قارن جمعا كبيرا بباذغيس ، وهراة ، فأقبل في أربعين ألفا ، فخلى قيس بن الهيثم البلاد ، فقام بأمر الناس عبد الله بن خازن السلمي ، فلقي قارن في [ ص: 444 ] أربعة آلاف ، فقتل قارن ، وهزم أصحابه ، وأصابوا سيبا كثيرا ، وكتب إلى ابن عامر بالفتح ، فأقره على خراسان حتى قتل عثمان .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق : بعث عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور عبد الله بن خازم السلمي إلى سرخس ، فصالحوا أهلها وفتحوها .

                                                                          قال أبو بشر الدولابي ، عن أحمد بن محمد بن القاسم الوجيهي ، عن أبيه ، عن صالح بن الوجيه ، قال : وفي سنة إحدى وسبعين قتل عبد الله بن خازم بخراسان .

                                                                          وقال الليث بن سعد : في سنة سبع وثمانين أتي برأس ابن خازم .

                                                                          روى أبو داود ، والترمذي والنسائي حديث عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي ، عن أبيه : قال : رأيت رجلا ببخارى على بغلة [ ص: 445 ] بيضاء ، عليه عمامة سوداء ، يقول : كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وذكره البخاري في " التاريخ " ، وقال : قال عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن سعد الدشتكي - نراه ابن خازم السلمي .

                                                                          وروى الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، عن أبي نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ، عن الفضل بن هشام الحافظ ، عن محمد بن حميد ، عن عبد الله بن سعيد بن الأزرق ، عن أبيه ، قال : رأيت رجلا ببخارى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، على رأسه عمامة خز سوداء ، وهو يقول : كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسمه عبد الله بن خازم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية