الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6161 - ( ل ) مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي صاحب التفسير .

                                                                          قال عيسى بن يونس : مقاتل بن دوال دوز .

                                                                          وقال البخاري : روى عنه المحاربي ، فقال : حدثنا مقاتل بن جوال دوز خياط الجواليق .

                                                                          روى عن : ثابت البناني ، وزيد بن أسلم ، وسعيد المقبري ، وشرحبيل بن سعد مولى الأنصار ، والضحاك بن مزاحم ، وعبد الله بن بريدة ، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية بن سعد العوفي ، وعمرو بن شعيب ، ومجاهد [ ص: 435 ] ابن جبر المكي ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبي إسحاق السبيعي ، وأبي الزبير المكي .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد ، وحرمي بن عمارة بن أبي حفصة ، وحماد بن قيراط النيسابوري ، وحماد بن محمد الفزاري ، وحمزة بن زياد الطوسي ، وسعد بن الصلت قاضي شيراز ، وأبو نصير سعدان بن سعيد البلخي ، وسفيان بن عيينة ، وشبابة بن سوار ، وأبو حيوة شريح بن يزيد الحمصي ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وعتاب بن محمد بن شوذب ، وعلي بن الجعد ، وعيسى بن أبي فاطمة ، وهو ابن صبيح ، وعيسى بن يونس ، وأبو نصر منصور بن عبد الحميد الباوردي ، ونصر بن حماد الوراق ، والوليد بن مزيد البيروتي ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن شبل ( ل ) ، ويوسف بن خالد السمتي ، وأبو الجنيد الضرير ، وأبو يحيى الحماني .

                                                                          قال أبو إسماعيل السلمي ، عن حيوة بن شريح الحضرمي : حدثنا بقية ، قال : كنت كثيرا أسمع شعبة ، وهو يسأل عن مقاتل بن سليمان فما سمعته قط ذكره إلا بخير .

                                                                          [ ص: 436 ] وقال علي بن الحسين بن واقد المروزي ، عن عبد المجيد من أهل مرو : سألت مقاتل بن حيان ، فقلت : يا أبا بسطام أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان ؟ قال : ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن واقد أيضا : سمعت أبا نصير يقول : صحبت مقاتل بن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته يلبس قميصا قط إلا لبس تحته صوفا .

                                                                          وقال أبو الحارث الجوزجاني : حكي لي عن الشافعي أنه قال : الناس كلهم عيال على ثلاثة : على مقاتل في التفسير ، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر ، وعلى أبي حنيفة في الكلام .

                                                                          وروي عن الربيع بن سليمان ، قال : سمعت الشافعي يقول : من أراد التفسير فعليه بمقاتل بن سليمان ، ومن أراد الأثر الصحيح فعليه بمالك ، ومن أراد الجدل فعليه بأبي حنيفة .

                                                                          وروي عن حرملة بن يحيى ، قال : سمعت الشافعي يقول : من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك ، ومن أحب الجدل فعليه بأصحاب أبي حنيفة ، ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل .

                                                                          وفي رواية أخرى ، قال : الناس عيال على هؤلاء الأربعة : فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ، ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ، ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ، ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن [ ص: 437 ] سليمان .

                                                                          وفي رواية أخرى ، قال : الناس عيال على هؤلاء الخمسة : من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة ، كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه .. ثم ذكر باقيهم نحو ما تقدم .

                                                                          وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، عن سفيان بن عيينة : سمعت مسعرا يقول لحماد بن عمرو : كيف رأيت الرجل ؟ يعني مقاتلا ، قال : إن كان ما يجيء به علما فما أعلمه .

                                                                          وقال نعيم بن حماد : رأيت عند سفيان بن عيينة كتابا لمقاتل بن سليمان فقلت : يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير ؟ قال : لا ; ولكن أستدل به وأستعين .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، عن علي بن الحسين بن واقد : ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله بن المبارك فأخذه عبد الله منه ، وقال : دعه ، فلما ذهب يسترده ، قال : يا أبا عبد الرحمن كيف رأيت ؟ قال : يا له من علم لو كان له إسناد .

                                                                          وقال سفيان بن عبد الملك المروزي : سمعت ابن المبارك ، وسئل عن مقاتل بن سليمان ، وأبي شيبة الواسطي ، فقال : ارم بهما ، ومقاتل بن سليمان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة .

                                                                          [ ص: 438 ] وقال مكي بن إبراهيم ، عن يحيى بن شبل ، قال لي عباد بن كثير : ما يمنعك من مقاتل ؟ قال : قلت : إن أهل بلادنا كرهوه ، قال : فلا تكرهنه فما بقي أحد أعلم بكتاب الله منه .

                                                                          وقال أيضا ، عن يحيى بن شبل : كنت جالسا عند مقاتل بن سليمان فجاء شاب فسأله : ما تقول فيقول الله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه ؟ فقال مقاتل : هذا جهمي ، قال : ما أدري ما جهمي ، إن كان عندك علم فيما أقول ، وإلا فقل لا أدري ، فقال : ويحك إن جهما والله ما حج هذا البيت ولا جالس العلماء إنما كان رجلا أعطي لسانا ، وقوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه إنما كل شيء فيه الروح كما قال لملكة سبأ وأوتيت من كل شيء لم تؤت إلا ملك بلادها ، وكما قال : وآتيناه من كل شيء سببا لم يؤت إلا ما في يده من الملك ، ولم يدع في القرآن كل شيء وكل شيء إلا سرد علينا .

                                                                          وقال القاسم بن أحمد الصفار : كان إبراهيم الحربي يأخذ مني كتب مقاتل ، فينظر فيها ، فقلت له ذات يوم : أخبرني يا أبا إسحاق ما للناس يطعنون على مقاتل ؟ قال : حسدا منهم لمقاتل .

                                                                          [ ص: 439 ] وقال أبو الفضل ميمون بن هارون الكاتب : حدثني ابن أخي سليمان بن يحيى بن معاذ أن أبا جعفر المنصور كان جالسا فألح عليه ذباب يقع على وجهه ، وألح في الوقوع مرارا حتى أضجره ، فقال : انظروا من بالباب ؟ فقيل : مقاتل بن سليمان ، فقال : علي به ، فلما دخل عليه ، قال له : هل تعلم لماذا خلق الله الذباب ؟ قال : نعم ، ليذل به الجبارين ، فسكت المنصور .

                                                                          وقال الفضل بن عبد الجبار المروزي : سمعت علي بن الحسن بن شقيق ، يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : سمعت مقاتل بن سليمان يقول : الأم أحق بالصلة ، والأب أحق بالطاعة .

                                                                          قال الفضل : وأظنني سمعت عليا يقول : ابن المبارك لم يرو لمقاتل إلا هذين الحرفين ، قال : وسمعت أصحاب عبد الله في طول ما رأيتهم لم أرهم يروون لمقاتل شيئا غير هذا .

                                                                          وقال علي بن يونس البلخي : سمعت أبا نصير ، وعلي بن الحسين بن واقد يقولان : إن الخليفة سأل مقاتل بن سليمان ، فقال : بلغني أنك تشبه ، فقال : إنما أقول : قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فمن قال غير ذلك فقد كذب .

                                                                          وقال العباس بن مصعب المروزي : مقاتل بن سليمان الأزدي أصله من بلخ قدم مرو فنزل على الرزيق وتزوج بأم أبي [ ص: 440 ] عصمة نوح بن أبي مريم ، وكان حافظا للتفسير ، وكان لا يضبط الإسناد ، وكان يقص في الجامع بمرو فقدم عليه جهم فجلس إلى مقاتل فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما على الآخر كتابا ينقض على صاحبه .

                                                                          وقال علي بن يونس البلخي ، عن علي بن الحسين بن واقد ، عن أبي عصمة : إن مقاتلا قال لأبي عصمة : إني أخاف أن أنسى علمي ، وأكره أن يكتبه غيرك ، وكان يملي عليه بالليل عند السراج ورقة أو ورقتين حتى تم التفسير على ذلك .

                                                                          ورواه عنه أبو نصير ودس إلى جارية مقاتل حتى حملت كتبه إليه فكتبها .

                                                                          وقال علي بن يونس أيضا ، عن خالد بن صبيح : قيل لحماد بن أبي حنيفة : إن مقاتلا أخذ التفسير عن الكلبي ، قال : كيف يكون هذا ، وهو أعلم بالتفسير من الكلبي .

                                                                          وقال العباس بن مصعب المروزي أيضا : حدثني بعض أصحابنا ، عن أبي معاذ الفضل بن خالد ، عن عبيد بن سلمان أن تفسير مقاتل عرض على الضحاك بن مزاحم ، فلم يعجبه ، قال : فسر كل حرف ، قال : فذكرت ذلك لعلي بن الحسين بن واقد ، فقال : كنا في شك أن مقاتلا لقي الضحاك ، فإذا كان مقاتل له من القدر ما ألف تفسير القرآن في عهد الضحاك ، فقد كان رجلا جليلا .

                                                                          وقال عبد الله بن محمد الزهري ، عن سفيان بن عيينة : [ ص: 441 ] قلت لمقاتل بن سليمان : إن ناسا يزعمون أنك لم تدرك الضحاك ، قال : سبحان الله لقد كنت آتيه مع أبي ولقد كان يغلق علي وعليه باب واحد .

                                                                          وقال يحيى بن موسى ، عن عبد الرزاق : سمعت ابن عيينة يقول : قلت لمقاتل : تحدث عن الضحاك ، وزعموا أنك لم تسمع منه ؟ قال : كان يغلق علي وعليه الباب ، قال ابن عيينة : قلت في نفسي : أجل باب المدينة .

                                                                          وقال أبو معمر القطيعي ، عن سفيان بن عيينة : كنا عند مقاتل بن سليمان فقيل له : سمعت من الضحاك ؟ قال : ربما أغلق علي وعليه باب ، قال سفيان : ينبغي أن يكون أغلق عليهما باب المدينة .

                                                                          وفي رواية ، قال سفيان : قلت في نفسي : كان يغلق عليه وعلى الضحاك باب المقابر ، وهو على ظهر الأرض في تلك المدينة .

                                                                          وقال أبو خالد الأحمر ، عن جويبر بن سعيد : لقد والله مات الضحاك ، وأن مقاتلا له قرطان ، وهو في الكتاب .

                                                                          وقال سليمان بن إسحاق الجلاب : سئل إبراهيم الحربي ، عن مقاتل بن سليمان : هل سمع من الضحاك بن مزاحم شيئا ؟ قال : لا ; مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بأربع سنين . وقال [ ص: 442 ] مقاتل : أغلق علي وعلى الضحاك باب أربع سنين .

                                                                          قال إبراهيم : وأراد بقوله باب ، يعني باب المدينة ، وذاك في المقابر . قيل لإبراهيم : من أين كان ؟ قال : من أهل مرو ، قال إبراهيم : ولم يسمع من مجاهد شيئا ، ولم يلقه .

                                                                          قال إبراهيم : وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع ، ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة ، وشيبان عن قتادة ، كان يحسن أن يفسر عليه .

                                                                          قال إبراهيم : لم أدخل في تفسيري منه شيئا ، قال إبراهيم : تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء .

                                                                          وقال حامد بن يحيى البلخي ، عن سفيان بن عيينة : أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان ، وأبو بكر الهذلي ، وعمرو بن عبيد ، وإنسان يقال له صدقة الكوفي ، فكانوا يجتمعون خلف المقام فيتذاكرون القرآن بينهم ، فيقول مقاتل بن سليمان : حدثنا الضحاك ، ويقول الهذلي : حدثني الحسن ، ويقول صدقة : حدثني السدي ، ويقول عمرو بن عبيد : حدثني الحسن ، فقال لي مقاتل بن سليمان ، وأردت أن أخرج إلى الكوفة : إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي ، قال : فقدمت الكوفة ، فسألت عن الكلبي ، فقلت : إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك ، قال : من هو ؟ قلت : مقاتل بن سليمان ، فلم يحمده .

                                                                          وقال إسماعيل بن أسد : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال أبو حنيفة : أتانا من المشرق رأيان خبيثان : جهم معطل ، ومقاتل مشبه .

                                                                          [ ص: 443 ] وقال محمد بن سماعة ، عن أبي يوسف : إن أبا حنيفة ذكر عنده جهم ، ومقاتل ، فقال : كلاهما مفرط ، أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال : إنه ليس بشيء ، وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه .

                                                                          وقال عبد الله بن أبي القاضي الخوارزمي : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير ، يعني في البدعة والكذب : جهم بن صفوان ، وعمر بن صبح ، ومقاتل بن سليمان .

                                                                          وقال محمد بن الحسين بن إشكاب ، عن أبيه : سمعت أبا يوسف يقول : بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إلي منهما : المقاتلية ، والجهمية .

                                                                          وقال أبو معاذ النحوي : سمعت خارجة بن مصعب يقول : كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين فاجرين .

                                                                          قال : وسمعت خارجة يقول : لم أستحل دم يهودي ولا ذمي ، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لقتلته .

                                                                          وقال محمد بن داود الحداني : سمعت عيسى بن يونس ، وسئل عن مقاتل بن سليمان ، فقال : ابن دوال دوز جئت إليه أنا [ ص: 444 ] وحفص بن غياث فسألناه عن حديث ، فقال : أخبرني به الضحاك ، فتركته أياما ثم سألته عن ذلك الحديث ، فقال : أخبرني به عطاء ، فتركته أياما ثم جئت إليه ، فقال : أخبرني به أبو جعفر ، أو فلان . قال عيسى : كان يحفظ الرياح كذا وكذا .

                                                                          وقال عمرو بن علي : سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح ثم حدثنا بتلك الأحاديث نفسها عن الضحاك بن مزاحم ، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب ، فقلنا له : ممن سمعتها ؟ قال : منهم كلهم ، ثم قال : لا ، والله ما أدري ممن سمعتها ، قال : ولم يكن بشيء .

                                                                          وقال أبو إسماعيل الترمذي ، عن عبد العزيز الأويسي : حدثنا مالك أنه بلغه أن مقاتلا جاءه إنسان ، فقال له : إن إنسانا سألني : ما لون كلب أصحاب الكهف ؟ فلم أدر ما أقول له ، فقال مقاتل : ألا قلت : هو أبقع ، فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك قولك .

                                                                          قال أبو إسماعيل : وسمعت نعيم بن حماد يقول : أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا ، قال للرجل : يا مائق لو قلت أصفر أو كذا ، من كان يرد عليك ؟!

                                                                          وقال علي بن خشرم ، عن وكيع بن الجراح : أردنا أن نرحل [ ص: 445 ] إلى مقاتل بن سليمان فقدم علينا فأتيناه فوجدناه كذابا فلم نكتب عنه .

                                                                          وروي عن يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : ما سمعت وكيعا يتكلم في أحد قط إلا أنه ذكر مقاتل بن سليمان يوما ، فقال : كان كذابا ليس حديثه بشيء .

                                                                          وقال محمود بن غيلان المروزي : سئل وكيع عن مقاتل بن سليمان ، فقال : قد سمعنا منه فالله المستعان .

                                                                          وقال رافع بن أشرس : سمعت وكيعا يقول : سمعت من مقاتل ولو كان أهلا أن يروى عنه لروينا عنه .

                                                                          وقال أحمد بن سيار المروزي : كان من أهل بلخ ، تحول إلى مرو ، وخرج إلى العراق ، ومات بها ، وهو متهم متروك الحديث مهجور القول ، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه .

                                                                          سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : أخبرني حمزة بن عميرة ، وكان من أهل العلم أن خارجة مر بمقاتل ، وهو يحدث الناس ، فذكر فيما حدثهم : أخبرني أبو النضر - يعني الكلبي - إذ مررت معه عليه فوقف الكلبي ، فقال : أبا الحجاج ما حدثت بهذا الحديث الذي يرويه عني قط ، فرفضني ودنا منه ، فقال : يا أبا الحسن أنا الكلبي [ ص: 446 ] وما حدثت بهذا الحديث قط ، فقال : اسكت يا أبا النضر فإن تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال .

                                                                          وحكى البخاري ، عن سفيان بن عيينة ، قال : سمعت مقاتلا يقول : إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب .

                                                                          وقال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن هارون بن أبي عبيد الله ، عن أبيه : قال لي المهدي : ألا ترى إلى ما يقول هذا ، يعني مقاتلا ، قال : إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس ، قال : قلت : لا حاجة لي فيها .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : حدثني بعض أصحابنا ، عن منصور الكاتب ، يعني ابن أبي مزاحم ، عن أبي عبيد الله ، قال : قال لي أمير المؤمنين المهدي : لما أتانا نعي مقاتل اشتد ذلك علي فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر ، فقال : لا يكبر عليك فإنه كان يقول لي : انظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه .

                                                                          وقال عمرو بن علي ، عن يوسف بن خالد السمتي : قال مقاتل بن سليمان بمكة : سلوني عما دون العرش ، فقام قيس القياس ، فقال : من حلق رأس آدم في حجته ؟ فبقي .

                                                                          [ ص: 447 ] وقال إبراهيم الحربي : قعد مقاتل بن سليمان ، فقال : سلوني عما دون العرش إلى لوياثا ، قال : فقال له رجل : آدم حيث حج من حلق رأسه ؟ قال : فقال : ليس هذا من عملكم ، ولكن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي .

                                                                          وقال علي بن سهل البزاز : سمعت عفان بن مسلم يقول : قام مقاتل بن سليمان ، فأسند ظهره إلى القبلة ، فقال : سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به ، قال : فتمشى إليه يوسف السمتي ، فقال له : إنك قلت : سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به ، قال : نعم فسلني ، قال : أخبرني عن آدم أول حجة حجها من حلق رأسه ؟ قال : لا أدري ، قال : هذا ما دون العرش .

                                                                          وقال العباس بن الوليد بن مزيد : سمعت بعض مشيختنا يقول : جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت ، فقال : لا تسألوني عن شيء ما دون العرش إلا أنبأتكم عنه ، فقال الأوزاعي لرجل : قم إليه فسله ما ميراثه من جدتيه ، فحار ولم يكن عنده جواب ، فما بات فيها إلا ليلة ثم خرج بالغداة .

                                                                          وقال حامد بن يحيى البلخي ، عن سفيان بن عيينة : قال مقاتل بن سليمان يوما : سلوني عما دون العرش ، فقال له إنسان : يا أبا الحسن أرأيت الذرة أو النملة ، معاها في مقدمها أو في مؤخرها ؟ قال : فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له ، قال سفيان : فظننت أنها [ ص: 448 ] عقوبة عوقب بها .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان دجالا جسورا سمعت أبا اليمان يقول : قدم هاهنا فلما أن صلى الإمام أسند ظهره إلى القبلة ، وقال : سلوني عما دون العرش ، قال : وحدثت أنه قال مثلها بمكة ، فقام إليه رجل ، فقال : أخبرني عن النملة أين أمعاؤها ؟ فسكت .

                                                                          وقال العباس بن الوليد بن مزيد ، عن أبيه : سألت مقاتل بن سليمان ، عن أشياء ، فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر ، فقلت : بأيها آخذ ؟ قال : بأيها شئت .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن مقاتل بن سليمان ، فقال : كانت أرى، له كتب ينظر فيها إلا أني أرى أنه كان له علم بالقرآن .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبي : ما يعجبني أن أروي عنه شيئا .

                                                                          وقال عباس الدوري ، والغلابي ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء .

                                                                          وقال الغلابي ، عن يحيى في موضع آخر : ليس بثقة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أصحاب الحديث يتقون حديثه [ ص: 449 ] وينكرونه .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان : كان قاصا ترك الناس حديثه .

                                                                          وقال ابن عمار الموصلي : لا شيء .

                                                                          وقال عمرو بن علي ، وأبو حاتم : متروك الحديث .

                                                                          زاد عمرو : كذاب .

                                                                          وقال البخاري : منكر الحديث سكتوا عنه .

                                                                          وقال في موضع آخر : لا شيء البتة .

                                                                          وقال في موضع آخر : ذاهب .

                                                                          وقال أبو داود : تركوا حديثه .

                                                                          وقال النسائي : كذاب .

                                                                          وقال في موضع آخر : الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد ، ويعرف بالمصلوب بالشام .

                                                                          [ ص: 450 ] وقال أبو حاتم بن حبان : كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان مشبها يشبه الرب عز وجل بالمخلوقين ، وكان يكذب مع ذلك في الحديث ، أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة فمات بها .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : قالوا : كان كذابا متروك الحديث .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : عامة حديثه مما لا يتابع عليه على أن كثيرا من الثقات والمعروفين قد حدث عنه ، ومع ضعفه يكتب حديثه .

                                                                          قال أبو بكر الخطيب : بلغني عن الهذيل بن حبيب : أن مقاتلا مات في سنة خمسين ومائة .

                                                                          [ ص: 451 ] روى له أبو داود في كتاب المسائل قوله في جهم بن صفوان .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية