الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 452 ] من اسمه مقداد ، ومقدام ، ومقدم ، ومقسم .

                                                                          6162 - ( ع ) المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك الشريد بن هول ، ويقال : ابن أبي أهون بن فايش بن حزن ، ويقال : ابن دريم بن القين بن الغوث ، ويقال : ابن أهوذ بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة الكندي البهراني أبو الأسود ، ويقال : أبو عمرو ، ويقال : أبو معبد المعروف بالمقداد بن الأسود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل غير ذلك في نسبه .

                                                                          [ ص: 453 ] وكان أبوه حليفا لكندة ، وكان هو حليفا للأسود بن عبد يغوث الزهري ، وكان الأسود قد تبناه فلذلك قيل له ابن الأسود ، ويقال : كان في حجره ، ويقال : كان من حضرموت ، ويقال : كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث فاستلاطه وألزقه به ، فقيل له ابن الأسود لذلك .

                                                                          وقال عبد الله بن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري ، عن سفيان بن صهابة المهري : كنت صاحب المقداد بن الأسود في الجاهلية ، وكان رجلا من بهراء فأصاب دما فهرب إلى كندة فحالفهم ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث .

                                                                          شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان فارسا يوم بدر ، ولم يثبت أنه شهدها فارسا غيره ، وقد قيل : إن الزبير بن العوام كان فارسا يومئذ أيضا ، وكذلك مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، فالله أعلم .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) .

                                                                          روى عنه : أنس بن مالك ، وجبير بن نفير الحضرمي ( بخ د ) ، والحارث بن سويد ، والسائب بن يزيد ، وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص القرشي ، وسليم بن عامر ( م ت ) ، وسليمان بن يسار ( د س ق ) ، وشريك بن سمي الغطيفي المصري ، وطارق [ ص: 454 ] ابن شهاب ، وأبو معمر عبد الله بن سخبرة الأزدي ( م ت ق ) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ( بخ م ت سي ) ، وعبيد الله بن عدي بن الخيار ( خ م د س ) ، وعلي بن أبي طالب ( م د س ق ) ، وعمير بن إسحاق ( س ) ، وميمون بن أبي شبيب ، وهمام بن الحارث ( م د ) ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو راشد الحبراني ، وأبو ظبية الكلاعي ( بخ ) ، وزوجته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ( د ق ) ، وابنته ضباعة بنت المقداد ( د ) على خلاف في ذلك ، وابنته كريمة بنت المقداد .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى ، قال : وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ; في رواية محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر ، قالوا : وشهد بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وذكره يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن أيوب : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن سليمان بن عمرو الأنصاري ، عن رجل من قومه يقال له الضحاك ، وكان عالما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المقداد بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا [ ص: 455 ] موسى بن يعقوب ، عن عمته ، عن أمها كريمة بنت المقداد أنها وصفت لهم أباها فقالت : كان رجلا طوالا آدم ذا بطن كثير شعر الرأس يصفر لحيته ، وهي حسنة ليست بالعظيمة ولا الخفيفة ، أعين مقرون الحاجبين أقنى .

                                                                          وقال زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود : كان أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمار ، وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد .

                                                                          وقال مخارق ، عن طارق : سمعت ابن مسعود يقول : شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه كان أحب إلي مما عدل به ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين ، فقال : لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى : فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن نقاتل عن يمينك ، وعن شمالك ، ومن بين يديك ، ومن خلفك ، قال : فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرق لذلك ، وسره .

                                                                          وفي رواية : جاء المقداد يوم بدر ، وهو على فرس ، فقال : يا رسول الله .. فذكره .

                                                                          وقال المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن : أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود .

                                                                          وقال شريك ، عن أبي ربيعة الإيادي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أمرني الله عز وجل بحب أربعة من [ ص: 456 ] أصحابي ، وأخبرني أنه يحبهم منهم : علي ، وأبو ذر ، وسلمان ، والمقداد .

                                                                          وقال البخاري في التاريخ الصغير : حدثني إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا العباس ، وهو ابن أبي شملة ، قال : حدثني موسى بن يعقوب ، عن قريبة ، وهي ابنة عبد الله ، عن كريمة ، وهي ابنة المقداد ، عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قالت : كنت أنا وزوجي المقداد ، وسعد بن أبي وقاص على فراش ، وعلينا خميل واحد .

                                                                          وعن كريمة : أن المقداد أوصى للحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب لكل واحد منهما بثمانية عشر ألف درهم ، وأوصى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لكل امرأة منهن سبعة آلاف درهم ، فقبلوا وصيته .

                                                                          وقال عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، عن أبيه ، عن أبي فائد : إن المقداد بن الأسود شرب دهن الخروع فمات .

                                                                          قال أبو الحسن المدائني ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وعمرو بن علي ، وخليفة بن خياط وغير واحد : مات سنة ثلاث وثلاثين .

                                                                          [ ص: 457 ] زاد بعضهم : وهو ابن سبعين سنة بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة ، وقيل : على عشرة أميال ، وحمل إلى المدينة ، فدفن بها وصلى عليه عثمان .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية