الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5610 - (ع) : محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الحارثي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو سعيد ، المدني ، حليف بني عبد الأشهل .

                                                                          شهد بدرا ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة عام تبوك .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) .

                                                                          روى عنه : جابر بن عبد الله ، والحسن البصري ، وسهل بن [ ص: 457 ] أبي حثمة (ق) ، وضبيعة بن حصين (د) ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (س) ، وعروة بن الزبير (خ) ، وقبيصة بن ذؤيب (4) ، وابنه محمود بن محمد بن مسلمة ، والمسور بن مخرمة (م د ق) ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو الأشعث الصنعاني ، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري (ق) ،

                                                                          وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب ، وكان على مقدمته يومئذ
                                                                          .

                                                                          قال أبو عمر بن عبد البر : يقال : كان أسمر شديد السمرة ، طويلا أصلع ذا جثة ، وكان من فضلاء الصحابة ، وهو أحد الذين قتلوا كعب بن الأشرف ، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته ; قيل استخلفه في غزوة قرقرة الكدر ، وقيل : إنه استخلفه عام تبوك . واعتزل الفتنة ، واتخذ سيفا من خشب وجعله في جفن ، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بذلك ، ولم يشهد الجمل ولا صفين ، وأقام بالربذة ، وكان له من الولد عشرة ذكور وست بنات .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من حلفاء بني عبد الأشهل قال : وأسلم بالمدينة على يدي مصعب بن عمير قبل أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح .

                                                                          وقال ابن البرقي : توفي بالمدينة سنة اثنتين وأربعين . قال : [ ص: 458 ] وقال بعض أهل الحديث : توفي في صفر سنة ثلاث وأربعين ، جاء عنه ست أحاديث .

                                                                          وقال المدائني ، ويحيى بن بكير ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي : وأبو عبيد ، وأبو عمر الضرير ، وابن نمير ، وخليفة بن خياط في آخرين : مات سنة ثلاث وأربعين .

                                                                          زاد إبراهيم بن المنذر ، وغيره : في صفر ، وهو ابن سبع وسبعين سنة ، وصلى عليه مروان .

                                                                          وقال الواقدي ، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة ، عن أبيه : مات في صفر سنة ست وأربعين .

                                                                          وفي رواية عن الواقدي : سنة ثلاث وأربعين ، وقيل : مات سنة سبع وأربعين ، وقيل : إنه قتل .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، [ ص: 459 ] قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه ، عن المسور بن مخرمة ، قال : استشار عمر بن الخطاب الناس في ملاص المرأة فقال المغيرة بن شعبة : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيها بغرة عبد أو أمة ، فقال عمر : ائتني بمن يشهد معك قال : فشهد له محمد بن مسلمة .

                                                                          اختلف فيه على هشام بن عروة ، فقيل عنه هكذا ، وقيل : عنه ، عن أبيه ، عن المغيرة ، ليس فيه المسور بن مخرمة . ومن ذلك الوجه أخرجه البخاري ، وأبو داود ، وأخرجه مسلم ، وأبو داود أيضا ، وابن ماجه من حديث وكيع ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وليس له في الصحيحين غيره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية