الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3248 - (خ 4) : عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع الهمداني [ ص: 459 ] ثم الشعبي ، أبو عبد الرحمن المعروف بالخريبي كوفي الأصل ، سكن الخريبة ، وهي محلة بالبصرة ، وقيل : كان ينزل عبادان .

                                                                          روى عن : إسحاق بن الصباح الكندي الأشعثي الكبير ، وإسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء (د) ، وبدر بن عثمان (د) ، وبشير أبي إسماعيل (د) ، وبكير بن عامر (د) ، وثور بن يزيد الرحبي (ت س) ، وجعفر بن برقان ، والحسن بن صالح بن حي (س) ، وحفص بن ميسرة الصنعاني ، وأبي العلاء خالد بن طهمان الخفاف ، وسعيد بن عبد العزيز

                                                                          التنوخي
                                                                          ، وسفيان الثوري (د ق) ، وسلمة بن نبيط (د تم س ق) ، وسليمان الأعمش (خ د) ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله (د ق) ، وعاصم بن رجاء بن حيوة ، وعافية بن يزيد القاضي ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (د س) ، وعبد الملك بن جريج (خ) ، وعبد الواحد بن أيمن (ص) ، وعثمان بن الأسود ، وعصام بن قدامة ، وعلي بن صالح بن حي (س) ، وعمر بن ذر الهمداني (قد) ، وعمر بن سويد الثقفي (د) ، وعمر بن محمد بن زيد العمري ، وعمرو بن [ ص: 460 ] عثمان بن موهب ، وعمران بن زائدة (ق) ، والعلاء بن عبد الكريم اليامي ، وفضيل بن غزوان (بخ) ، وفطر بن خليفة (د) ، وكثير بن عبد الرحمن المؤذن ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (د) ، ومستقيم بن عبد الملك ، ومسعر بن كدام (د) ، ومغيرة بن زياد الموصلي ، ونعيم بن حكيم المدائني (ي) ، وهارون بن أبي إبراهيم البربري ، وهارون بن سلمان الفراء ، وهانئ بن عثمان (د) ، وهشام بن سعد المدني (د) ، وهشام بن عروة (خ د س ق) ، ويحيى بن أبي الهيثم العطار ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد ، ويزيد بن مردانبة ، وأبي جعفر الرازي (مد) وأم داود الوابشية .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، وإبراهيم بن محمد التيمي القاضي (س) ، وإبراهيم بن مرزوق البصري ، نزيل مصر ، وبشر بن الحارث الحافي ، وبشر بن موسى الأسدي ، والحسن بن صالح بن حي - وهو من شيوخه وزيد بن أخزم الطائي (س) ، وسفيان بن عيينة - وهو في عداد شيوخه وعباس بن عبد العظيم العنبري ، وعبد الرحمن بن عبد الله الجزري ، وعبد القدوس بن محمد الحبحابي العطار ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعبيد الله بن محمد العيشي ، وعبيد الله بن يوسف الجبيري ، وعلي بن حرب الطائي ، وعلي بن الحسين الدرهمي (د) ، وعلي بن عثام بن علي العامري ، وعلي ابن المديني ، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي الصغير ، وعمر بن هشام القبطي (مد) ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، وعمرو بن علي الصيرفي (خ ت س) ، وعمرو بن محمد الناقد ، والفضل بن سهل الأعرج ، والقاسم بن محمد بن عباد المهلبي (ق) ، ومحمد بن بشار بندار (س ق) ، ومحمد بن أبي بكر [ ص: 461 ] المقدمي ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن جعفر الزهيري ، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، ومحمد بن الفضل عارم ، وأبو موسى محمد بن المثنى ، ومحمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي ، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ، ومحمد بن يزيد الأسفاطي ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومسدد بن مسرهد (خ د) ، ونصر بن علي الجهضمي (خ تم س ق)

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل البصرة في الطبقات الكبير ، وذكره في الصغير في الطبقة الثامنة ، وقال : كان ثقة عابدا ناسكا ، وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين ثقة صدوق مأمون ، وقال عثمان بن سعيد الدارمي قلت ليحيى بن معين : فعبد الله بن داود الخريبي قال : ثقة ، مأمون . قلت فأبو عاصم النبيل قال : ثقة . قلت : فأيهما أحب إليك ، فقال ثقتان قال الدارمي الخريبي أعلى ، وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين لم آت عبد الله بن داود قط ، ولم أجلس إليه كنت أراه في مسجد الجامع .

                                                                          [ ص: 462 ] وقال أبو زرعة ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وقال أبو حاتم : كان يميل إلى الرأي ، وكان صدوقا .

                                                                          وقال الدارقطني : ثقة زاهد .

                                                                          وقال محمد بن يونس الكديمي ، عن عبد الله بن داود : كان سبب دخولي البصرة لأن ألقى ابن عون ، فلما صرت إلى قناطر سردارا تلقاني نعي ابن عون فدخلني ما الله به علم .

                                                                          وقال أبو قدامة ، عن عبد الله بن داود : نحن بالكوفة شعبيون ، وبالشام شعبانيون ، وبمصر شعوبيون ، وباليمن ذو شعبان ، ومسجد الحسن بن صالح مسجد جدي .

                                                                          وقال ابن خراش ، عن نصر بن علي الجهضمي : قدمت على ابن عيينة ، فقال لي : من خلفت بالبصرة ؟ قلت : يزيد بن هارون .

                                                                          قال : عمن تروي ؟ قلت : عن إسماعيل بن أبي خالد ، وعبد الملك بن [ ص: 463 ] أبي سليمان ، قال : ويجتمع عليه الناس ؟ قلت : خلق كثير .

                                                                          قال : ومن ؟ قلت : ابن داود .

                                                                          قال : ذاك أحد الأحدين .

                                                                          وقال يموت بن المزرع ، عن نصر بن علي : أردت الخروج إلى مكة ، فودعت أبي ، فلقيت ابن عيينة ، وتعرفت إليه فأكرمني ، إلى أن قال لي يوما من أيامه : من مشايخ البصرة اليوم ؟ قلت : يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي .

                                                                          قال : فما فعل عبد الله بن داود الخريبي ؟ قلت : حي يرزق ، قال : ذاك شيخنا القديم .

                                                                          وقال زيد بن أخزم : سمعت عبد الله بن داود يقول : نول الرجل أن يكره ولده على طلب الحديث .

                                                                          وقال : ليس الدين بالكلام ، إنما الدين بالآثار .

                                                                          وقال في الحديث : من أراد به دنيا فدنيا ، ومن أراد به آخرة فآخرة .

                                                                          وقال محمد بن يونس الكديمي : سمعت عبد الله بن داود ، يقول : ما كذبت قط إلا مرة واحدة ، كان أبي قال لي : قرأت على المعلم ؟ قلت : نعم . وما كنت قرأت عليه .

                                                                          وقال أبو بكر الزهيري : سمعت عبد الله بن داود يقول : ما أقبح بالرجل أن يظهر لأخيه خلاف ما في نفسه .

                                                                          [ ص: 464 ] وقال محمد بن يحيى الذهلي : سألت عبد الله بن داود عن التوكل ، فقال : أرى التوكل حسن الظن بالله .

                                                                          وقال عمرو بن علي : سمعت ابن داود الخريبي يقول : كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ، ولا غيرها .

                                                                          وقال زيد بن أخزم : سمعت عبد الله بن داود يقول : من أمكن الناس من كل ما يريدون ، أضروا بدينه ودنياه .

                                                                          وقال عباس الدوري : قلت ليحيى بن معين : إن الناس قالوا : إن عبد الله بن داود بعث إليه السلطان بمال فأبى أن يأخذه ، وقال هو من مال الصدقة ، ولو كتب به لي من مال الخراج أخذته .

                                                                          قال يحيى : لعل عبد الله بن داود إنما كره ذلك لأنه كان ليس عليه دين فيقول : إنما الصدقة لهؤلاء الأصناف : للفقراء ، والمساكين ، والغارمين ؟ فقلت له : كيف يأخذ من الخراج ؟ قال : هذا كان أحب إليه ، يقول : ليس هو من الصدقة .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : خلف ابن داود أربعمائة دينار ، وبعث إليه محمد بن عباد بيد نصر بن علي مائة دينار ، فقبلها .

                                                                          [ ص: 465 ] وقال أبو نصر ابن ماكولا : كان عسرا في الرواية .

                                                                          وقال محمد بن أبي مسلم الكجي عن أبيه : أتينا عبد الله بن داود ليحدثنا ، فقال : قوموا اسقوا البستان ، فلم نسمع منه غير هذا .

                                                                          وقال إسماعيل بن علي الخطبي : سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله يقول : كتبت الحديث ، وعبد الله بن داود حي ، ولم أقصده ، لأني كنت يوما في بيت عمتي ، ولها بنون أكبر مني ، فلم أرهم ، فسألت عنهم ، فقالوا : قد مضوا إلى عبد الله بن داود فأبطؤوا ثم جاؤوا يذمونه ، وقالوا : طلبناه في منزله ، فلم نجده ، وقالوا هو في بسيتينة له بالقرب ، فقصدناه ، فإذا هو فيها ، فسلمنا عليه ، وسألناه أن يحدثنا ، فقال : متعت بكم ، أنا في شغل عن هذا ، هذه البسيتينة لي فيها معاش ، وتحتاج إلى أن تسقى ، وليس لي من يسقيها .

                                                                          فقلنا : نحن ندير الدولاب ونسقيها .

                                                                          فقال : إن حضرتكم نية فافعلوا .

                                                                          قالوا : فتشلحنا وأدرنا الدولاب ، حتى سقينا البستان ، ثم قلنا له : حدثنا الآن .

                                                                          فقال : متعت بكم ، ليس لي نية في أن أحدثكم ، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها .

                                                                          قال إسماعيل : سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ، ألفاظ تشبهها ، أو نحوها .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ ، [ ص: 466 ] قال : حدثنا أبو القاسم الأزهري ، قال : حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق ، قال : حدثنا إسماعيل الخطبي ، فذكره .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز ، وأبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المعدل ، وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق ، قالوا : أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، قال : حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم ، قال : أتيت عبد الله بن داود الخريبي ، فقال : ما جاء بك ؟ قلت : الحديث . قال : اذهب فتحفظ القرآن . قال : قلت : قد حفظت القرآن . قال : اقرأ : واتل عليهم نبأ نوح قال : فقرأت العشر حتى أنفذته . قال : فقال لي : اذهب الآن فتعلم الفرائض . قال : قلت : قد تعلمت الصلب والجد والكبر . قال : فأيما أقرب إليك ، ابن أخيك أو ابن عمك ؟ قال : قلت : ابن أخي ، قال : ولم ؟ قال : قلت : لأن أخي من أبي ، وعمي من جدي . قال : اذهب الآن فتعلم العربية . قال : قلت : علمتها قبل هذين ، قال : فلم قال عمر بن الخطاب - يعني حين طعن - يا للله ، يا للمسلمين ، لم فتح تلك ، وكسر هذه ؟ قال : قلت : فتح تلك اللام على الدعاء ، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار ، قال : فقال : لو حدثت أحدا ، لحدثتك ، واللفظ لأبي الفرج .

                                                                          [ ص: 467 ] قال عباس العنبري : سمعت ابن داود ، يقول : ولدت سنة ست وعشرين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد وخليفة بن خياط ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وغير واحد : مات سنة ثلاث عشرة ومائتين .

                                                                          قال محمد بن سعد : في شوال في خلافة عبد الله بن هارون .

                                                                          وقال الكديمي : النصف من شوال .

                                                                          روى له الجماعة سوى مسلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية