الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6168 - ( ر م 4 ) مكحول الشامي أبو عبد الله ، ويقال : أبو [ ص: 465 ] أيوب ، ويقال : أبو مسلم ، والمحفوظ أبو عبد الله الدمشقي الفقيه ، وكانت داره بدمشق عند طرف سوق الأحد .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( د ) مرسلا ، وعن أبي بن كعب ( ق ) ولم يدركه ، وعن أنس بن مالك ( د ق ) وثوبان ( س ) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقال : مرسل - وجبير بن نفير الحضرمي ( عخ د ت ق ) ، وجنادة بن أبي أمية ، والحارث بن الحارث الأشعري ، وخالد بن اللجلاج ، وزياد بن جارية التميمي ( د ق ) ، وسعيد بن المسيب ، وسليمان بن يسار ( م س ) ، وشرحبيل بن السمط ( م س ) ، وأبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي ( ق ) ، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ( قد ) ، وطاوس بن كيسان ( س ) ، وأبي سعد عامر بن مسعود الزرقي ، وعبادة بن الصامت ( د ) مرسل ، وعبد الله بن محيريز الجمحي ( م 4 ) ، وعبد الرحمن بن سلامة ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري ( د ) ، وعبد الرحمن بن محيريز الجمحي ( 4 ) ، وعراك بن مالك ( د س ) ، وعروة بن الزبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمرو بن شعيب ، وهو أصغر منه ، وعنبسة بن أبي سفيان ( د س ق ) ، [ ص: 466 ] وغضيف بن الحارث ( د ق ) وقبيصة بن ذؤيب ، وقزعة بن يحيى ، وكثير بن مرة الحضرمي ( د س ق ) وكريب ( ت ق ) مولى ابن عباس ، ومالك بن يخامر السكسكي ( د ) ، ومحمود بن الربيع ( ر د ت ) ، ومسروق بن الأجدع ( س ) ، ونافع بن محمود بن الربيع ( ر د ) ، وأبي طلحة نعيم بن زياد الأنماري ، وواثلة بن الأسقع ( بخ ت ق ) ووراد كاتب المغيرة بن شعبة ووقاص بن ربيعة ( بخ د ) ، ويزيد بن عبد الله ( ق ) ، وأبي إدريس الخولاني ، وأبي أسماء الرحبي ( د ) ، وأبي ثعلبة الخشني ( م ت ) - يقال : مرسل - وأبي جندل بن سهيل ، وأبي رهم السماعي ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وأبي سلام الأسود ( ت س ق ) ، وأبي الشمال بن ضباب ( ت ) ، وأبي عائشة القرشي ( د ) جليس لأبي هريرة ، وأبي مرة الطائفي ( س ) ، وأبي مسلم الخولاني ، وأبي هريرة ( د ت ) - يقال : مرسل - وأبي هند الداري وله صحبة ، وعائشة أم المؤمنين ( ق ) - يقال : مرسل - وأم أيمن كذلك ، وأم الدرداء الصغرى ( ت ) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن أبي حنيفة اليمامي ، وإبراهيم بن سليمان الأفطس ، وأسامة بن زيد الليثي ، وإسماعيل بن أمية القرشي ( مد س ) ، وإسماعيل بن أبي بكر ( مد ) ، وأمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي الأموي ، وأيوب بن مدرك الحنفي الدمشقي ، وأيوب بن موسى القرشي ( م مد س ) ، وأيوب شيخ [ ص: 467 ] لمحمد بن عبد الله الشعيثي ( قد ) ، وبحير بن سعد ، وبرد بن سنان الشامي ( بخ 4 ) ، وبشر بن نمير ( ق ) وتميم بن عطية العنسي ( ت ) وثابت بن ثوبان ( بخ د ت ق ) وثور بن يزيد الحمصي ( مد ت ) ، والحجاج بن أرطاة ( 4 ) ، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، وحصين بن جعفر الفزاري ، وأبو معيد حفص بن غيلان ( ق ) ، وحميد بن مسلم القرشي ، وحميد الطويل ، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري ، والربيع بن حظيان ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وزيد بن واقد ( ر د ) ، وسالم بن عبد الله المحاربي ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي ( د س ) ، وسليمان بن أبي كريمة ، وسليمان بن موسى ( ت س ق ) ، وأبو عبد السلام صالح بن رستم الهاشمي ، وصفوان بن عمرو الحمصي ، والضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب ، وعامر بن عبد الواحد الأحول ( م 4 ) ، وعبد الله بن عون ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ( ي د ) ، وعبد الله بن نعيم القيني ( قد ) ، وعبد الله بن يزيد بن تميم ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ( د ق ) ، وعبد العزيز بن سليمان بن أبي السائب ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ( مد ) ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وأبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي ( د ) ، وعكرمة بن عمار اليمامي ( ي ) ، وعلي بن أبي حملة ، وعلي بن حوشب ( د ) ، وعمر بن محمد بن عبد الله الشعيثي ( قد ) ، والعلاء بن الحارث ، والغضور الكلبي ، وقيس بن سعد المكي ( مد ) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ( ر 4 ) ، ومحمد بن راشد المكحولي ( د ) ، ومحمد بن أبي سهل القرشي ( مد ) ، ومحمد بن عبد الله الشعيثي ( قد ) ، ومحمد بن [ ص: 468 ] عجلان ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ( س ) ، ومسافر الشامي ( قد ) ، ومعاوية بن يحيى الصدفي ( ق ) ، ومنير بن الزبير ( ق ) ، ومهاجر بن حبيب الحمصي ، وموسى بن عمير القرشي الكوفي ، وموسى بن يسار الدمشقي ، والنعمان بن المنذر ( د ) ، وهشام بن الغاز ( د ت ) ، والهيثم بن حميد الغساني ، وهو من أعلم الناس بقوله ، والوضين بن عطاء ( مد ) ، والوليد بن جميل ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويحيى بن يحيى الغساني ، ويزيد بن سعيد بن ذي عضوان ، ويزيد بن عبد العزيز التنوخي أخو سعيد بن عبد العزيز ، ويزيد بن يزيد بن جابر ( د ت ق ) ، وأبو بشر ( مد ) مؤذن مسجد دمشق ، وأبو سعيد ( ق ) شيخ لعتبة بن يقظان ، وأبو عبيد المذحجي حاجب سليمان بن عبد الملك .

                                                                          واختلف في ولائه ، فقيل : إنه مولى امرأة من هذيل ، وقيل : مولى امرأة من آل سعيد بن العاص الأموي ، وقيل : كان عبدا لسعيد بن العاص فوهبه لامرأة من هذيل فأعتقته ، وقيل : كان نوبيا ، وقيل : كان من سبي كابل ، وقيل : كان من الأبناء ولم يملك .

                                                                          وقال محمد بن المنذر الهروي شكر : أصله من هراة ، وهو مكحول بن أبي مسلم ، كان يكون بدمشق ، فقيه الشام واسم أبيه أبي مسلم شهراب بن شاذل بن سند بن شروان بن بزدل بن يغوث بن كسرى ، وكان جده شاذل من أهل هراة فتزوج ابنة لملك من [ ص: 469 ] ملوك كابل ثم هلك عنها ، وهي حامل ، فانصرفت إلى أهلها فولدت شهراب فلم يزل في أخواله بكابل حتى ولد له مكحول ، فلما ترعرع سبي من ثمة ، فرفع إلى سعيد بن العاص فوهبه لامرأة من هذيل فأعتقته .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام .

                                                                          وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : قال أبو مسهر : لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان ولا أدري أدركه أم لا .

                                                                          وقال أبو حاتم : سمعت أبا مسهر ، وسألته : هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : سمع من أنس ، قلت : وهل سمع من أبي هند الداري ؟ فقال : من رواه ؟ فقلت له : حيوة بن شريح ، عن أبي صخر ، عن مكحول أنه سمع أبا هند الداري يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ، فكأنه لم يلتفت إلى ذلك ، فقلت له : فواثلة بن الأسقع ؟ قال : من ؟ فقلت : حدثنا [ ص: 470 ] أبو صالح كاتب الليث ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، قال : دخلت أنا ، وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع فكأنه أومأ برأسه .

                                                                          وقال أبو عيسى الترمذي : سمع من واثلة ، وأنس ، وأبي هند الداري ، ويقال : إنه لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هؤلاء الثلاثة .

                                                                          وقال النسائي : لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان .

                                                                          وقال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : سمعت مكحولا يقول : طفت الأرض كلها في طلب العلم .

                                                                          وقال يحيى بن حمزة الحضرمي ، عن أبي وهب الكلاعي ، عن مكحول : عتقت بمصر فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى ، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى ، ثم أتيت المدينة فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى ، ثم أتيت الشام فغربلتها ، كل ذلك أسأل عن النفل فلم أجد أحدا يخبرني عنه حتى مررت بشيخ من بني تميم يقال له زياد بن جارية جالسا على كرسي فسألته ، فقال : حدثني حبيب بن مسلمة ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل في البداءة الربع وفي الرجعة الثلث .

                                                                          [ ص: 471 ] وقال إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن أبيه ، عن الزهري : العلماء أربعة : سعيد بن المسيب بالمدينة ، وعامر الشعبي بالكوفة ، والحسن بن أبي الحسن بالبصرة ، ومكحول بالشام .

                                                                          وقال أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : كان سليمان بن موسى يقول : إذا جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه ، وإذا جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه ، وإذا جاءنا من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه ، وإذا جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه .

                                                                          قال سعيد : وكان هؤلاء الأربعة علماء الناس في خلافة هشام .

                                                                          وقال هشام بن خالد : سمعت مروان بن محمد يحدث ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال : كان مكحول أفقه من الزهري .

                                                                          وقال : مكحول أفقه أهل الشام .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن عثمان بن عطاء : كان مكحول رجلا أعجميا لا يستطيع أن يقول قل ، يقول : كل ، فكل ما قال بالشام قبل منه .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : أراد عثمان أن مكحولا كان عندهم مع عجمة لسانه بمحل الإمامة ، وموضع الأمانة يقبلون قوله ، ويعملون بخبره ، ولم يرد أنهم كانوا يحكون لفظه ، والله أعلم .

                                                                          وقال أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : لم يكن في زمن [ ص: 472 ] مكحول أبصر بالفتيا منه .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : مكحول إمام أهل الشام .

                                                                          وقال العجلي : تابعي ثقة .

                                                                          وقال ابن خراش : مكحول شامي صدوق ، وكان يرى القدر .

                                                                          وقال مروان بن محمد ، عن الأوزاعي : لم يبلغنا أن أحدا من التابعين تكلم في القدر إلا هذين الرجلين الحسن ومكحول ، فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل .

                                                                          وقال أبو حاتم : ما أعلم بالشام أفقه من مكحول .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : ذكر أنه من أهل مصر ، ويقال : لرجل من هذيل من أهل مصر فأعتقه فخرج من مصر ، وسكن الشام ، ويقال : إنه من الفرس من السبي الذين سبوا من فارس ، ويقال : كان اسم أبيه شهراب ، وكان مكحول يكنى أبا مسلم [ ص: 473 ] وكان فقهيا عالما رأى أبا أمامة الباهلي ، وأنس بن مالك ، وسمع واثلة بن الأسقع .

                                                                          قال أبو نعيم ، وقعنب بن محرر ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ، وغيرهم : مات سنة اثنتي عشرة ومائة .

                                                                          وقال أبو مسهر : مات بعد سنة اثنتي عشرة ومائة .

                                                                          وقال في موضع آخر : مات سنة ثلاث عشرة ومائة .

                                                                          وقال في موضع آخر : مات سنة ثلاث عشرة ، أو أربع عشرة ومائة .

                                                                          وقال سليمان بن عبد الرحمن ، وأبو عبيد : مات سنة ثلاث عشرة ومائة .

                                                                          وقال الحسن بن محمد بن بكار بن بلال : مات سنة ثلاث عشرة ، أو أربع عشرة ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : مات سنة ست عشرة ومائة .

                                                                          وقال في موضع آخر ، عن عمر بن سعيد الدمشقي : مات سنة ثماني عشرة ومائة .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : يقال : توفي سنة ثماني عشرة ومائة .

                                                                          [ ص: 474 ] روى له البخاري في كتاب القراءة خلف الإمام وغيره ، [ ص: 475 ] والباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية