الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3253 - (ع) : عبد الله بن ذكوان القرشي ، أبو عبد الرحمن المدني المعروف بأبي الزناد ، مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة ، امرأة عثمان بن عفان ، وقيل : مولى عائشة بنت شيبة بن ربيعة ، وقيل : مولى عائشة بنت عثمان بن عفان ، وقيل : مولى آل عثمان .

                                                                          وقيل : إن أباه ذكوان كان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب ، قاله أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود ، عن أحمد بن صالح .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة : كان كنية أبي الزناد أبو عبد الرحمن ، وكان يغضب من أبي الزناد .

                                                                          [ ص: 477 ] روى عن : أبان بن عثمان بن عفان (بخ ت سي ق) ، وأبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف (س) ، وأنس بن مالك (ق) ، وخارجة بن زيد بن ثابت (4) ، وسعيد بن المسيب (سي) ، وسليمان بن يسار ، وطلحة بن عبد الله بن عوف ، وعامر الشعبي ، (م ق) ، وعبد الله بن جعفر - وشهد معه جنازة - يقال مرسل وعبد الله بن نيار بن مكرم ، وعبد الرحمن بن جرهد ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (ع) - وهو روايته - وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة (د ت ق) ، وعبيد بن حنين (د س) ، وعروة بن الزبير (م د ت) ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (م س ق) ، وعمر بن أبي سلمة - يقال مرسل - وعمرو بن عامر الأنصاري ، وعمرو بن عثمان بن عفان ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (م) ، ومجالد بن عوف (د س) ، ومحمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي (خت د) ، والمرقع بن صيفي (س) ، ونبيه بن وهب ، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (بخ م س ق) ، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص (د) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن عقبة المدني (س) ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة (ق) ، وثور بن يزيد الديلمي (س) ، وحفص بن عمر بن أبي العطاف (ق) ، وزائدة بن قدامة (م) ، وزياد بن سعد (مد) ، وسعيد بن أبي هلال (د س) ، وسفيان الثوري (خ م ت س ق) ، [ ص: 478 ] وسفيان بن عيينة (ع) ، وسليمان الأعمش ، وسليمان الشيباني (م) ، وشعيب بن أبي حمزة (خ ت س) ، وصالح بن كيسان (س) - وهو أكبر منه وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعبد الله بن جعفر المديني ، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي ، وعبد الله بن أبي - مليكة - وهو أكبر منه وعبد الرحمن بن إسحاق المدني (د س) ، وابنه عبد الرحمن بن أبي الزناد (خت مق د ت سي ق) ،) وعبد الوهاب بن بخت (د) ، وعبيد الله بن عمر العمري (م 4) ، وعيسى بن أبي عيسى الحناط (ق) ، والليث بن سعد (م ت) ، ومالك بن أنس (ع) ، ومحمد بن إسحاق (ت ق) ، ومحمد بن عبد الله بن حسن بن حسن (د ت س) ، ومحمد بن عجلان (م س ق) ، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي (خ م د ت س) ، وموسى بن أبي عثمان (خت س) ، وموسى بن عقبة (م س) ، وموسى بن عمير القرشي ، وأبو المقدام هشام بن زياد ، وهشام بن عروة (س) ، وورقاء بن عمر اليشكري (م د ق) ، ويونس بن يزيد الأيلي ، وابنه أبو القاسم بن أبي الزناد .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة .

                                                                          وقال حرب بن إسماعيل ، عن أحمد بن حنبل : كان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث .

                                                                          قال أحمد : وهو فوق العلاء بن عبد الرحمن ، وفوق سهيل بن أبي صالح ، وفوق محمد بن عمرو .

                                                                          [ ص: 479 ] وقال أبو زرعة الدمشقي : أخبرني أحمد بن حنبل أن أبا الزناد أعلم من ربيعة ، قلت لأحمد : فحديث ربيعة ؟ قال : ثقة ، وأبو الزناد أعلم منه .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، وأحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          زاد ابن أبي مريم : حجة .

                                                                          وقال علي ابن المديني : لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين . أعلم من ابن شهاب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبي الزناد ، وبكير بن عبد الله بن الأشج .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : طبقة عددهم عند الناس في أتباع التابعين ، وقد لقوا الصحابة ، منهم : أبو الزناد ، قد لقي عبد الله بن عمر ، وأنس بن مالك ، وأبا أمامة بن سهل بن حنيف .

                                                                          [ ص: 480 ] وقال العجلي : مدني ، تابعي ، ثقة ، سمع من أنس بن مالك .

                                                                          وقال أبو حاتم : ثقة ، فقيه ، صالح الحديث ، صاحب سنة ، وهو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات .

                                                                          قال البخاري : أصح الأسانيد كلها : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر . وأصح أسانيد أبي هريرة : أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة .

                                                                          وقال الليث بن سعد ، عن عبد ربه بن سعيد : رأيت أبا الزناد دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان ، فمن سائل عن فريضة ، ومن سائل عن الحساب ، ومن سائل عن الشعر ، ومن سائل عن الحديث ، ومن سائل عن معضلة .

                                                                          وقال يحيى بن بكير ، عن الليث بن سعد : رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مائة تابع من طالب فقه ، وعلم ، وشعر ، وصنوف ثم لم يلبث أن بقي وحده ، وأقبلوا على ربيعة ، وكان ربيعة يقول : شبر من حظوة ، خير من باع من علم .

                                                                          وقال أبو يوسف : عن أبي حنيفة : قدمت المدينة فأتيت أبا الزناد ، ورأيت ربيعة ، فإذا الناس على ربيعة ، وأبو الزناد أفقه [ ص: 481 ] الرجلين ، فقلت له : أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة .

                                                                          فقال : ويحك كف من حظ ، خير من جراب من علم .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة ، وكان صاحب كتاب وحساب ، وكان كاتبا لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة ، وكان كاتبا لعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وقدم على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة ، فجالس هشاما مع ابن شهاب ، فسأل هشام ابن شهاب : في أي شهر كان يخرج عثمان العطاء لأهل المدينة ؟ قال : لا أدري .

                                                                          قال أبو الزناد : كنا نرى ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلا وجد علمه عنده .

                                                                          قال أبو الزناد : فسألني هشام ، فقلت : المحرم .

                                                                          قال هشام لابن شهاب : يا أبا بكر ، هذا علم أفدته اليوم .

                                                                          قال ابن شهاب : مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد فيه العلم .

                                                                          قال : وكان أبو الزناد معاديا لربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وكان أبو الزناد وربيعة فقيهي البلد في زمانهما ، وكان الماجشون ، واسمه يعقوب بن أبي سلمة ، مولى الهدير يعين ربيعة على أبي الزناد ، وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة .

                                                                          قال أبو الزناد : مثلي ومثل الماجشون ، مثل ذئب كان يلح على أهل قرية ، فيأكل صبيانهم ، ودواجنهم ، فاجتمعوا له ، فخرجوا في طلبه ، فهرب منهم ، فتقطعوا عنه إلا صاحب فخار ، فألح في طلبه ، [ ص: 482 ] فوقف له الذئب ، فقال : هؤلاء عذرتهم ، أرأيتك أنت مالي ولك ؟ والله ما كسرت لك فخارة قط ، ثم قال الماجشون ، ما لي وله ، والله ما كسرت .

                                                                          له كبرا ولا بربطا .

                                                                          وقال الأصمعي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه : كان الفقهاء بالمدينة يأتون عمر بن عبد العزيز ، خلا سعيد بن المسيب ، فإن عمر كان يرضى أن يكون بينهما رسول ، وأنا كنت الرسول بينهما .

                                                                          وقال سليمان بن أبي شيخ : ولى عمر بن عبد العزيز أبا الزناد بيت مال الكوفة .

                                                                          وقال محمد بن سلام الجمحي : قيل لأبي الزناد : لم تحب الدراهم ، وهي تدنيك من الدنيا ؟ فقال : إنها وإن أدنتني منها ، فقد صانتني عنها .

                                                                          قال الواقدي وكاتبه محمد بن سعد ، وخليفة بن خياط ، وعبيد الله بن سعد الزهري في آخرين : مات سنة ثلاثين ومائة .

                                                                          زاد الواقدي : فجاءة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان ، وهو ابن ست وستين سنة .

                                                                          [ ص: 483 ] وزاد محمد بن سعد : في رمضان ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، فصيحا ، بصيرا بالعربية ، عالما ، عاقلا .

                                                                          وقال يحيى بن معين ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وعلي بن عبد الله التميمي في آخرين : مات سنة إحدى وثلاثين ومائة .

                                                                          زاد بعضهم : في رمضان .

                                                                          وقيل : مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية