الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5631 - (د س) : محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم الطوسي ، أبو جعفر العابد نزيل بغداد .

                                                                          روى عن : أحمد بن حنبل ، وإسماعيل بن علية ، وأبي المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي (س) ، والأسود بن سالم ، وحجاج بن محمد ، والحسن بن موسى الأشيب (س) ، وروح بن [ ص: 500 ] عبادة ، وسفيان بن عيينة (د) ، وصالح بن إسحاق الجهبذ ، وصدقة بن سابق ، وعفان بن مسلم ، وعلي بن ثابت الدهان ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، ومعروف الكرخي ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، ونوح بن ميمون المضروب ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن غيلان ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد (د س) ، وأبي أحمد الزبيري .

                                                                          روى عنه : أبو داود ، والنسائي ، وأحمد بن علي الأبار ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار ، وأحمد بن عيسى أبو سعيد الخراز الصوفي ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البصري الحرابي ، وإسحاق بن أحمد الفارسي ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وسعيد بن عثمان ، وعباس بن محمد الدوري ، وأبو بكر عبد الله ابن أبي داود ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش ، وعبدان بن أحمد الأهوازي ، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي ، وعمر بن محمد بن بجير البجيري ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ومحمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ، ومحمد بن واصل المقرئ ، ويحيى بن محمد بن [ ص: 501 ] صاعد .

                                                                          قال أبو بكر المروذي : سألت أبا عبد الله عن محمد بن منصور الطوسي قال : لا أعلم إلا خيرا ، صاحب صلاة قلت له : كان يختلف معك إلى عفان ؟ قال : وقبل ذلك .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          وقال في موضع آخر : لا بأس به .

                                                                          وقال عبد الله بن أبي داود : حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، وكان من الأخيار .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات .

                                                                          أخبرنا يوسف بن يعقوب ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، قال : أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : حدثنا العباس بن يوسف الشكلي ، قال : حدثني سعيد بن عثمان ، قال : كنا عند محمد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب [ ص: 502 ] الحديث وجماعة من الزهاد ، وكان ذلك اليوم يوم الخميس ، فسمعته يقول : صمت يوما وقلت : لا آكل إلا حلالا ، فمضى يوم ولم أجد شيئا فواصلت اليوم الثاني واليوم الثالث والرابع حتى إذا كان عند الفطر قلت : لأجعلن فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه فصرت إلى معروف الكرخي ، فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب ، وخرج من كان معه في المسجد ، فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر ، فالتفت إلي فقال : يا طوسي ، قلت : لبيك ، فقال لي : تحول إلى أخيك فتعش معه . فقلت في نفسي : صمت أربعة وأفطر على ما لا أعلم . فقلت : ما بي من عشاء ، فتركني ثم رد علي القول ، فقلت : ما بي من عشاء . ثم فعل ذلك الثالثة ، فقلت : ما بي من عشاء فسكت عني ساعة ، ثم قال لي : تقدم إلي . فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف ، فقعدت عن يساره ، فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر ، فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة ، فأكلتها ، فوجدت فيها طعم كل طعام طيب ، واستغنيت بها عن الماء . قال : فسأله رجل كان معنا حاضرا : أنت يا أبا جعفر ؟ قال : نعم ، وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة . ثم التفت محمد بن منصور إلى أصحابه ، فقال : أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي .

                                                                          [ ص: 503 ] قال محمد بن إسحاق الثقفي : مات ببغداد يوم الجمعة لست بقين من شوال سنة أربع وخمسين ومائتين ، وله ثمان وثمانون سنة ، وكان لا يخضب .

                                                                          وقال عبد الله بن محمد البغوي : مات سنة ست وخمسين ومائتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية