الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5439 - محمد بن عبيد الله بن يزيد البغدادي أبو جعفر بن أبي داود المنادي ، جد أبي الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي .

                                                                          روى عن : إسحاق بن يوسف الأزرق ، وحفص بن غياث ، وأبي أسامة حماد بن أسامة ، وروح بن عبادة ، وأبي بدر شجاع بن الوليد ، وعبد الله بن بكر السهمي ، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، وعفان بن مسلم ، ومكي بن إبراهيم ، وأبي النضر هاشم [ ص: 51 ] ابن القاسم ، ووضاح بن يحيى النهشلي ، ويحيى بن معين ، ويزيد بن هارون ، ويونس بن محمد المؤدب .

                                                                          روى عنه : ابن ابنه أبو الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي ، وأبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، وإسماعيل بن محمد الصفار ، وحمزة بن محمد بن العباس الدهقان العقبي ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله ابن السماك ، وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ، وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم .

                                                                          وروى البخاري حديثا عن أحمد بن أبي داود أبي جعفر المنادي ، عن روح بن عبادة في تفسير " لم يكن الذين كفروا " فقيل : إنه هذا .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : روى عنه البخاري في صحيحه إلا أنه سماه أحمد ، فسمعت هبة الله بن الحسن [ ص: 52 ] الطبري يقول : قيل إنه اشتبه على البخاري ، فجعل محمدا أحمد ، وقيل : كان لمحمد أخ بمصر اسمه أحمد ، قال : وهذا القول الأخير باطل ليس لأبي جعفر أخ فيما نعلم ، ولعل اشتبه على البخاري كما قيل ، أو كان يرى أن محمدا وأحمد شيء واحد .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي ، وسئل عنه أبي ، فقال : صدوق .

                                                                          وقال أبو العباس بن عقدة : سألت عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمد بن عبدوس بن كامل عنه ، فقالا : ثقة .

                                                                          قال أبو الحسين ابن المنادي : توفي جدي محمد بن عبيد الله ابن أبي داود المنادي ليلة الثلاثاء في السحر ، ودفن يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين وصام اثنتين وتسعين رمضانا واثني عشر يوما من الشهر الذي توفي فيه ، وله حينئذ مائة سنة وسنة واحدة وأربعة أشهر واثنا عشر يوما وليلة ، وكان أبو عبد الله أحمد بن حنبل أكبر منه بسبع سنين ، وكان [ ص: 53 ] يحيى بن معين أكبر من أحمد بسبع سنين .

                                                                          وقد وقع لنا الحديث الذي رواه البخاري عن ابن المنادي بعلو .

                                                                          أخبرنا به أبو الغنائم بن علان ، وأبو العز الشيباني ، وأحمد بن أبي بكر الواعظ ، قالوا : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، قال : حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله ابن أبي داود المنادي ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : " إن الله أمرني أن أقرئك القرآن أو أقرأ عليك القرآن . قال أبي : وسماني لك ؟ قال : نعم . قال : وقد ذكرت عند رب العالمين ؟ قال : نعم فذرفت عيناه رضي الله عنه " .

                                                                          فإن كان هو الذي روى عنه البخاري ، فقد وافقناه فيه بعلو ، وإن كان غيره ، فقد وقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          [ ص: 54 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية